سامح فريد

الحيوانات المفترسة وقوانين الحفاظ على البيئة

بقلم/ سامح فريد سليم

الحيوانات‭ ‬المفترسة‭ ‬ظاهرة‭ ‬تزداد‭ ‬يوم‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬بفعل‭ ‬التكاثر‭ ‬الطبيعى‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬الجبال‭ ‬والغابات‭ ‬وتتركز‭ ‬بكثرة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬هطول‭ ‬الامطار‭ ‬او‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬البحيرات‭ ‬العذبة‭ ‬والانهار‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬مواصلة‭ ‬الحياة‭ ‬ومن‭ ‬اكثر‭ ‬القارات‭ ‬ععدا‭ ‬قارة‭ ‬افريقيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لوجود‭ ‬مصادر‭ ‬عديدة‭ ‬للمياه‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القارة‭ ‬ومن‭ ‬الحيوانات‭ ‬التى‭ ‬يصعب‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬كثرة‭ ‬تكاثرها‭ ‬الضباع‭ ‬الشرسة‭ ‬فكثرة‭ ‬العدد‭ ‬تعوق‭ ‬التنمية‭ ‬والامتداد‭ ‬العمرانى‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬وتستحوذ‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬ومساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬بها‭ ‬المياه‭ ‬ففى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬خارج‭ ‬المدن‭ ‬الكبيرة‭ ‬انت‭ ‬غير‭ ‬امن‭ ‬على‭ ‬حياتك.

وفى‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اذا‭ ‬اخترت‭ ‬سكنا‭ ‬تعتقد‭ ‬انه‭ ‬رخيص‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬يبعد‭ ‬عن‭ ‬المدن‭ ‬الكبيرة‭ ‬مثل‭ ‬لوس‭ ‬انجلوس‭ ‬لبضعة‭ ‬اميال‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬نائية‭ ‬حول‭ ‬المدينة‭ ‬او‭ ‬تصعد‭ ‬مناطق‭ ‬جبلية‭ ‬فانت‭ ‬تكون‭ ‬عرضة‭ ‬لرؤية‭ ‬اى‭ ‬حيوان‭ ‬مفترس‭ ‬وفى‭ ‬ولاية‭ ‬اريزونا‭ ‬الحدودية‭ ‬مع‭ ‬المكسيك‭ ‬ذات‭ ‬المناطق‭ ‬الجبلية‭ ‬يعبر‭ ‬المهاجرون‭ ‬غير‭ ‬الشرعيون‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الاقدام‭ ‬احيانا‭ ‬فتاكلهم‭ ‬الحيوانات‭ ‬المفترسة‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬ووجد‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬عظام‭ ‬لهؤلاء.

وهناك‭ ‬التماسيح‭ ‬القاتلة‭ ‬فى‭ ‬ولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬والذئاب‭ ‬القاتلة‭ ‬فى‭ ‬ولاية‭ ‬نورث‭ ‬داكوتا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬الشمالية‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الكندية.

ونخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬لبعض‭ ‬المناطق‭ ‬الخطرة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬خطر‭ ‬حال‭ ‬يبيح‭ ‬للانسان‭ ‬حق‭ ‬الدفاع‭ ‬الشرعى‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬والمعروف‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬الجنائية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فحق‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬لايقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مهاجمة‭ ‬انسان‭ ‬لانسان‭ ‬اخر‭ ‬بل‭ ‬والحيوان‭ ‬ايضا‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬مفترسا‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬يسبب‭ ‬ضرر‭ ‬او‭ ‬اذى‭ ‬ولو‭ ‬بسيط‭ ‬للانسان‮. ‬

وهنا‭ ‬السؤال‭ ‬؟‮ ‬‭ ‬‮ ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬التى‭ ‬تجرم‭ ‬قتل‭ ‬الحيوانات‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬مفترسة‭ ‬بالطبع‭ ‬سيكون‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬والجنان‭ ‬والاستهانة‭ ‬بحياة‭ ‬الانسان‭ ‬وممتلاكاته‭ ‬ايضا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬ذلك‭ ‬يعيق‭ ‬التنمية‭ ‬ويهجر‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬لاخرى‭ ‬بفعل‭ ‬عدم‭ ‬الامان‭ ‬وينقص‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬اراضيها‭ ‬فالحيوان‭ ‬المفترس‭ ‬مثل‭ ‬العدو‭ ‬المحتل‭ ‬للارض‭ ‬او‭ ‬البلطجى‭ ‬الذى‭ ‬يفرض‭ ‬سيطرته‭ ‬على‭ ‬السكان‭ ‬فيثير‭ ‬الرعب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬تحركاتهم.

وليست‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تؤرق‭ ‬القارة‭ ‬الامريكية‭ ‬الشمالية‭ ‬فقط‭ ‬وانما‭ ‬قارات‭ ‬اخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬فى‭ ‬مناطقها‭ ‬القاحلة‭ ‬حيث‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬والامطار‮ ‬‭ ‬فى‭ ‬استراليا‭ ‬فقد‭ ‬حدثت‭ ‬واقعة‭ ‬شديدة‭ ‬الخطورة‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬مدينة‭ ‬كبيرة‭ ‬عندما‭ ‬هاجمت‭ ‬المدينة‭ ‬قطعان‭ ‬من‭ ‬الجمال‭ ‬البرية‭ ‬الشرسة‮ ‬‭ ‬وقامت‭ ‬بتحطيم‭ ‬المنازل‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المياه‭ ‬فى‭ ‬اجهزة‭ ‬التكييف‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الحرارة‭ ‬فقامت‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسترالية‭ ‬بابادة‭ ‬جماعية‭ ‬لقطعان‭ ‬الجمال‭ ‬البرية‭ ‬وقتلها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهليوكيبتر‭ ‬المسلح‭ ‬وتخلصت‭ ‬من‭ ‬اعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬فهنا‭ ‬عندما‭ ‬يشتد‭ ‬الخطر‭ ‬تكسر‭ ‬الدولة‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والمحلية‭ ‬وحتى‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬وضعتها.

فحياة‭ ‬الحيوان‭ ‬ليست‭ ‬اغلى‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الانسان‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المخبولين‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬والحيوانات‭ ‬المفترسة‭ ‬يضعوا‭ ‬بعض‭ ‬القوانين‭ ‬المتشددة‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الانسان‭ ‬وتقوض‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬والتنمية‭ ‬وتثير‭ ‬الرعب‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬الاطفال.

فالحياة‭ ‬البشرية‭ ‬فى‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭ ‬والزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬صانعى‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬النظر‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬الى‭ ‬الانسان‭ ‬قبل‭ ‬الحيوان‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى