سامح فريد

رسائل كوميدية لأعلام صحفية

بقلم/ سامح فريد سليم

هل‭ ‬وصلت‭ ‬الرسالة‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟

هــذا‭ ‬مايشــغـــل‭ ‬بـــال‭ ‬كـــل‭ ‬الكتــــاب‭ ‬والمفكرين‭ ‬والاعلاميين‭ ‬ايضا‭ ‬لان‭ ‬أيصال‭ ‬الرسالة‭ ‬إلى‭ ‬المتلقى‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭ ‬للغاية‭ ‬وتتجلى‭ ‬الصعوبة‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬ايصال‭ ‬الرسالة‭ ‬ومدى‭ ‬تاثيرها‭ ‬فتختلف‭ ‬قوة‭ ‬التاثير‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لاخر‭ ‬حسب‭ ‬القدرة‭ ‬المهنية‭ ‬والموهبة‭ ‬الفذة‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬وطريقة‭ ‬الابداع‭ ‬فى‭ ‬ايصال‭ ‬الرسالة‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائجها.

فالرسالة‭ ‬الصحفية‭ ‬أو‭ ‬الاعلامية‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬كيفية‭ ‬انجذاب‭ ‬القارى‭ ‬او‭ ‬المتلقى‭ ‬لمن‭ ‬له‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬الابتسامة‭ ‬على‭ ‬الوجوه‭ ‬وادخال‭ ‬السعادة‭ ‬والامل‭ ‬الى‭ ‬القلوب‭ ‬فالرسالة‭ ‬الصحفية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬الوجوه‭ ‬لان‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬يشتاق‭ ‬دائما‭ ‬الى‭ ‬الفكاهة‭ ‬وتبحث‭ ‬عنها‭ ‬ويأتى‭ ‬هنا‭ ‬ذكاء‭ ‬الكاتب‭ ‬الساخر‭ ‬عندما‭ ‬يلتقى‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬المبدع‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬وتعليق‭ ‬ساخر‭ ‬يدخل‭ ‬البهجة‭ ‬والسعادة‭ ‬الى‭ ‬القلوب‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬يتخلله‭ ‬إيصال‭ ‬الرسالة‭ ‬السياسية‭ ‬او‭ ‬الاقتصادية‭ ‬او‭ ‬الاجتماعية.

ثانيا‭ ‬انه‭ ‬الكاتب‭ ‬الساخر‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬رجب‭ ‬ومعه‭ ‬الفنان‭ ‬المبدع‭ ‬مصطفى‭ ‬حسين‭ ‬رسام‭ ‬الكاريكاتير‭ ‬اللذان‭ ‬ادخلا‭ ‬ابداعا‭ ‬جديدا‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬الصحافة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ووضعا‭ ‬منهجا‭ ‬جديدا‭ ‬راسخا‭ ‬فى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة‭ ‬فكان‭ ‬هذا‭ ‬الابداع‭ ‬مصدرا‭ ‬لسعادة‭ ‬القراء‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬احلك‭ ‬الظروف‭ ‬البائسة‭ ‬والقضايا‭ ‬الجادة‭ ‬واصبح‭ ‬النقد‭ ‬ياتى‭ ‬بطريقة‭ ‬ضاحكة‭ ‬ومهذبة‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬اى‭ ‬اهانة‭ ‬او‭ ‬تجريح‭ ‬وياتى‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الشهرة‭ ‬والفكاهة‭ ‬الكاتب‭ ‬محمود‭ ‬السعدنى‭ ‬والاستاذ‭ ‬عاصم‭ ‬حنفى‭ ‬والاستاذ‭ ‬وحيد‭ ‬حامد‭ ‬ولم‭ ‬يكسر‭ ‬قلم‭ ‬لهؤلاء‭ ‬او‭ ‬يسجن‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬لانهم‭ ‬يتناولون‭ ‬المواضيع‭ ‬بطريقة‭ ‬كوميدية‭ ‬ساخرة‭ ‬جعلت‭ ‬السياسيين‭ ‬والحكام‭ ‬أنفسهم‭ ‬اللذين‭ ‬هم‭ ‬محل‭ ‬النقد‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬يتفاعلون‭ ‬معها‭ ‬ويضحكون‭ ‬عندما‭ ‬يفتح‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الجريدة‭ ‬او‭ ‬المجلة‭ ‬فيبتسم‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬يرى‭ ‬مضمون‭ ‬الرسالة‭ ‬الصحفية‭ ‬المؤثرة‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لى‭ ‬الشرف‭ ‬ان‭ ‬اكتب‭ ‬وسط‭ ‬هؤلاء‭ ‬العظماء‭ ‬فى‭ ‬جريدة‭ ‬الاهرام‭ ‬المسائى‭ ‬ومجلة‭ ‬روزليوسف‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكاتب‭ ‬المبدع‭ ‬الراحل‭ ‬صلاح‭ ‬جاهين‭ ‬وهنا‭ ‬ندخل‭ ‬الى‭ ‬تشكيلة‭ ‬اخرى‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬الابداع‭ ‬والفن‭ ‬والصحافة‭ ‬والشعر‭ ‬والإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬والسياسة‭ ‬والكاريكاتير‭ ‬عملاق‭ ‬متعدد‭ ‬المواهب‭ ‬ومن‭ ‬نبلاء‭ ‬الثقافة‭ ‬والفن‭ ‬فى‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬اللذين‭ ‬استطاعوا‭ ‬تشكيل‭ ‬وجدان‭ ‬الاجيال‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭ ‬والتأثير‭ ‬فى‭ ‬عقولهم‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬الحيوية‭ ‬التى‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬المجتمع.

فالكوميديا‭ ‬الصحفية‭ ‬الهادفة‭ ‬والاعلام‭ ‬الذى‭ ‬يرسم‭ ‬البسمة‭ ‬والتفاؤل‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬الان‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬او‭ ‬الالكترونية‭ ‬وانما‭ ‬فى‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وبرامج‭ ‬المنــــوعــات‭ ‬والبــرامــــج‭ ‬الحـــــوارية‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى