سامح فريد

كــلــمـــة حـــــق

بقلم/ سامح فريد سليم

كلمة‭ ‬حق‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسمعها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الارض‭ ‬الان كلمة‭ ‬حق‭ ‬كتبتها‭ ‬وانا‭ ‬سجين‭ ‬فى‭ ‬بيتى‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬الخروج‭ ‬حالى‭ ‬كحال‭ ‬كل‭ ‬سجناء‭ ‬العالم‭ ‬الان كلمة‭ ‬حق‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسمعها‭ ‬كل‭ ‬حكام‭ ‬البلاد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الارض.

واخيرا‭ ‬نداء‭ ‬استغاثة‭ ‬من‭ ‬ســكـــان‭ ‬الارض‭ ‬الــــــى‭ ‬ســاكــــن‭ ‬السماء‭ ‬ان‭ ‬يرفع‭ ‬عنا‭ ‬هذا‭ ‬الوباء.

كلمة‭ ‬حق‭ ‬لا‭ ‬يستطتيع‭ ‬احد‭ ‬قولها‭ ‬فى‭ ‬الظروف‭ ‬العادية‭ ‬ولكنها‭ ‬تقال‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬الان.

ففى‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬العادية‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬شعب‭ ‬ان‭ ‬ينتقد‭ ‬حكومته‭ ‬وتصرفاتها‭ ‬اما‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نتكلم‭ ‬من‭ ‬دافع‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب‭ ‬وسلامتها‭ ‬وهذه‭ ‬الكلمة‭ ‬بالتحديد‭ ‬موجهة‭ ‬للدول‭ ‬العظمى‭ ‬كلها‭ ‬والتى‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬الفضاء‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬كواكب‭ ‬اخرى‭ ‬او‭ ‬التى‭ ‬صنعت‭ ‬الاسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬والقنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬النووية‭ ‬او‭ ‬التى‭ ‬صنعت‭ ‬معدات‭ ‬الموت‭ ‬والقتال‭ ‬ولم‭ ‬تهتم‭ ‬بحياة‭ ‬الانسان‭ ‬او‭ ‬صناعة‭ ‬الحياة‭ ‬بل‭ ‬اهتمت‭ ‬بصناعة‭ ‬الموت‭ ‬والخراب‭ ‬وظلت‭ ‬تتسابق‭ ‬فى‭ ‬انتاجها‭ ‬وتصديرها‭ ‬لدول‭ ‬اخرى‭ ‬حتى‭ ‬اصبح‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬لحرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثالثة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تنشب‭ ‬فى‭ ‬اى‭ ‬وقت،‭ ‬هكذا‭ ‬السعى‭ ‬للموت‭ ‬والخراب‭ ‬وهكذا‭ ‬يتسابق‭ ‬علماء‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار.

بينما‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر‭ ‬تركت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬علماء‭ ‬الحياة‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬الى‭ ‬صناعة‭ ‬الحياة‭ ‬والسلام‭ ‬والطمانينة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬فى‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬وتخلت‭ ‬عنهم‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬عليه‭ ‬صناع‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬فمن‭ ‬استطاع‭ ‬ان‭ ‬يصنع‭ ‬مركبات‭ ‬الفضاء‭ ‬ليطوف‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬العالم‭ ‬الاخر‭ ‬المجهول‭ ‬وترك‭ ‬عالمه‭ ‬فى‭ ‬الارض‭ ‬التى‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬كمن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الخيال‭ ‬او‭ ‬الاوهام‭ ‬او‭ ‬السراب‭ ‬وترك‭ ‬الحقيقة‭ ‬المؤلمة‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬فترك‭ ‬علماء‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬دواء‭ ‬لمرض‭ ‬السرطان‭ ‬القاتل.

فهل‭ ‬الانفاق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاوهام‭ ‬اهم‭ ‬من‭ ‬الانفاق‭ ‬على‭ ‬اختراع‭ ‬علاج‭ ‬لمرض‭ ‬السرطان‮ ‬‭ ‬وهل‭ ‬الانفاق‭ ‬على‭ ‬اسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬لتظل‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬العالم‭ ‬اهم‭ ‬من‭ ‬الانفاق‭ ‬على‭ ‬التغير‭ ‬المناخى‭ ‬والبيئى‭ ‬الذى‭ ‬يهدد‭ ‬بكوارث‭ ‬محتملة‭ ‬قد‭ ‬تؤدى‭ ‬الى‭ ‬طوفان‭ ‬جديد‭ ‬محتمل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬ذوبان‭ ‬الجليد‭ ‬الكامل.

وهناك‭ ‬علماء‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬وكثرة‭ ‬الاوبئة‭ ‬والامراض‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬الارض‭ ‬كلها‭ ‬لان‭ ‬الكوارث‭ ‬تعم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المسكونة‭ ‬ولن‭ ‬تختار‭ ‬دولة‭ ‬بعينها‭ ‬او‭ ‬شعب‭ ‬بعينه.

ولعلنا‭ ‬كحكام‭ ‬للدول‭ ‬العظمى‭ ‬وكشعوب‭ ‬ايضا‭ ‬تتعلم‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬لنا‭ ‬الان‭ ‬فيكون‭ ‬مايحدث‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬الان‭ ‬وقفة‭ ‬امام‭ ‬النفس‭ ‬ومراجعتها‭ ‬وقفة‭ ‬امام‭ ‬الله‭ ‬لنعود‭ ‬ونعيش‭ ‬على‭ ‬الارض‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬وسط‭ ‬الناس‭ ‬وسط‭ ‬الشعوب‭ ‬الفقيرة‭ ‬التى‭ ‬فى‭ ‬احتياج‭ ‬للغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والدواء‭ ‬والامان‭ ‬والتى‭ ‬ليست‭ ‬فى‭ ‬احتياج‭ ‬لمركبات‭ ‬الفضاء‭ ‬والاسلحة‭ ‬النووية.

واناشد‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬لتوجيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ميزانياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬والفضائية‭ ‬الى‭ ‬حرب‭ ‬اخرى‭ ‬اكثر‭ ‬شراسة‭ ‬واهمية‭ ‬وهى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الاوبئة‭ ‬والامراض‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬يكتشف‭ ‬لها‭ ‬دواء‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬ولعل‭ ‬الله‭ ‬سمح‭ ‬بهذا‭ ‬الوباء‭ ‬الان‭ ‬لينقذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬عالمية‭ ‬ثالثة‭ ‬باتت.‭ ‬محتملة‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى