منذ بدء الخليقة وبات الحق يتصارع مع الباطل وللان المصارعة مستمرة بل واشد صراعا من قبل .... وكثيرا وفي حالات كثيرة ينتصر الباطل لان وسائله سهلة بعدم الامانة وبالكذب وبالغش وبالخداع ... الحق لايمكنه ان يقسو او يقتل او يغدر باحد ... الباطل يمكنه فعل كل ذلك بمهارة فهو قاتل القتيل والذي يمشي في جنازته ... الحق مقيد بقيم ومبادئ ووصايا الهية لا يستطيع عدم طاعتها بينما الباطل متسيب يفعل مايشاء ويسلك حسب هواه بلا ضابط لذلك فالوسائل عديدة امامه والباب مفتوح له في اي طريق يسلكه. ولكن احبائي للحق قوة غير عادية فهي اسم الله القوي الجبار القادر علي كل شئ ... فالله فهو الحق وجميع الاديان السماوية تؤمن بهذا ... وهذا الايمان السليم لاسم الله ( الحق ) يشجع الانسان ان يحيا بالحق وليس بالباطل ... ولذا علي النقيد يوجد اناسا شبهوا الباطل بثعلب ماكر... واخرين قالوا في الامثال ان الصدق عز والباطل ذل ... ومثل اخر يقول بقاء الباطل في غفلة الحق عنه ... الاحمق يغضب من الحق والعاقل يغضب من الباطل ... من طلب حقه اقترب من الله ومن طلب باطله بعد عن الله ... نصرة الحق شرف ونصرة الباطل سرف ... الحق الذي بني علي باطل فهو باطل ... من ظن ان الباطل سينتصر علي الحق فقد اساء الي الله ... لذا سميت مقالتي البسيطة هذا العدد ( بين الحق والباطل دهرا ) فعلا بين الحق والباطل دهرا ابديا كناية عن مدي الفرق بينهما ومدي نوعية الحياة بالحق او بالباطل ... فجميعنا نحيا كبشر ولكن امامنا اختيارين اما ان نحيا بالحق او نعيش بالباطل ... وكم من المواقف الحياتية التي تقابل الانسان منا في حيرة بين ان يحيا بالحق ام بالباطل مثلا في علاقاتنا بوظائفنا ... في تربية ابنائنا ... في معاملاتنا المادية .... في الاهتمام باقاربنا ... في القيام بالعبادة الحقيقية لله ... في حب الاخرين. في مد العون للمحتاجين ... في الدعاء لجميع المسبيين والمساجين ... في السؤال عن المرضي لمن حولنا ... في ابتسامة لاحد محبط وعلي حافة الهاوية للانتحار ... في عدم اغتياب الاخرين وتمزيقهم بالحديث السئ عنهم .... في زيارات اماكن كبار السن اللذين تركوهم ذويهم لعدم وجود وقت لديهم للسؤال والاطمئنان عليهم ... وكم من الاعمال التي عن طريقها نحفر لحياتنا نهر للحق الابدي الذي بمثابة نهرا ننهل منه حبا حقا وسلاما حقيقيا وطمانينة غير مزيفة وخدمة نفسية لمعالجة انفسنا بالتعايش بالحق الحقيقي للحياة مع الاخرين ...