يتعامل الغرب في كثير من تفاعلاته مع الأحداث العالمية بمبدأ الكيل بمكيالين، وحيث أن الدول الفاعلة والمؤثرة في السياسة الدولية تمتلك من المقومات والضغوط وأبواق الدعاية ما يجعل البعض يتعجب من تلك السياسة الملتوية حيث لا مبدأ ولا قيم أخلاقية في هذا المضمار. وعلى سبيل المثال، تغاضى الغرب ولا يزال عن العدوان السعودي الطائفي على اليمن الذي مازال مسنمرا منذ أكثر من ثلاث سنوات ولأسباب طائفية ضد الحوثيين ولم يحقق شيئا على الأرض سوى الخراب والدمار للليمن وشعبها. كذلك أيضا التدخل السعودي السافر في سوريا والإصرار غير المبرر على تنحية الحكم الشرعي العلوي هناك عن طريق الزج بميليشيات إرهابية طائفية وتدريبها وتمويلها لخلع النظام، ومرة أخرى يغض الغرب الطرف عما يجري. وحاليا يغض الغرب الفاعل والمؤثر في الساحة الدولية الطرف عن قضية اغتيال الصحفي السعودي المعارض في تركيا أرض الفساد والمؤامرات ويطلق تهديدات ويلوح بعقوبات لا طائل من ورائها. ويعود ذلك كله في رأيي إلى قوة الريال السعودي وتأثيره على الإقتصاد العالمي وإنعاش الأسواق والمصارف الغربية وهو ما لا يريد الغرب أن يفقده ولا سيما بعد أن لوحت السعوديةعن سحبها، مجرد سحب، أموالها من الغرب وإيداعها في الصين أو غيرها حال توقيع عقوبات عليها.