لا تزال كل دول العالم ترتعب من حدودها لان اخطر و اهم مايهدد سيادة الدولة على اراضيها هو الحدود، ان الحدود هى الباب الواسع المفتوح لكل مصادر الخطر المتنوعة لان عدم السيطرة على الحدود باى شكل من الاشكال و لو جزئيا يعنى عدم السيادة الكاملة و تختلف كل دولة عن الاخرى تبعا للاختلاف الجغرافى و التضاريسي و المناخى و السياسي و الاقتصادى و الاجتماعى ايضا اما الجانب العسكرى فيعتبر هو الجانب الاهم من الناحية العملية لان الحدود تعنى الارض و البحر و الجو و اذا كانت هناك دولة لها حدود مائية مع دولة اخرى مثل نهر دولى او بحيرة تطل عليها اكثر من دولة او خليج او قناة ملاحية دولية او مضيق او سلاسل جبال عالية – ان مشكلة الحدود مشكلة معقدة اذا وقعت لاكثر من دولة متاخمة على خط طولى واحد او فى منطقة متلاصقة تلاصقا شديدا بحيث يصعب فصل السكان فى هذه المنطقة او تصنيفهم تبع هذه الدولة او تلك وهناك تنشا فى هذه المناطق المتلاصقة جماعات من السكان مجهولى الهوية وليس لهم انتماء لبلد معين مثل [ الغجر] الذين يعيشون فى مناطق صعبة التضاريس بين اسبانيا و فرنسا فى منطقة جبال البرانس الحدودية فهم يتكلمون اللغتين الاسبانية و الفرنسية بالاضافة الى لغتهم المحلية الاصلية الغجرية وليس لهم انتماء لاى من البلدين فهم عبارة عن كيانات صغيرة غير شرعية على الحدود تنتمى الى قانونها المحلى و العرف الغجرى وتحتكم الى القوة والسطوة والمال وتعمل بتجارة المخدرات والرقيق الابيض وتهريب المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود والسلاح والبلطجة على الطرق المؤدية الى كلا الدولتين الكبيرتين فى الاتحاد الاوربي اسبانيا وفرنسا وهنا عدم الانتماء لاي من الدولتين الحدوديتين يجعل هؤلاء يمارسون اعمالهم غير المشروعة فى حرية تامة لانهم يستطيعون ارتكاب جرائم على ارض اى من الدولتين والاختباء فى الدولة الاخرى عند العلامة الحدودية ويستطيعون الافلات من العقاب فهؤلاء يشكلون تهديدا للامن القومى لكلا الدولتين وللقانون الدولى ايضا وهؤلاء ايضا يمكن ان يستخدمهم البعض لاثارة الحروب و القلاقل بين الدول الحدودية المتاخمة. وهناك امثلة كثيرة لمثل هذه الجماعات الحدودية فى كل قارات العالم سواء فى البحر مثل ارخبيل الملايو ومضيق باب المندب بالقرب من سواحل الصومال وبحر الصين الجنوبي ومنطقة الراس الاخضر ساحل جنوب افريقيا وهناك على الارض جماعات لها فكر سياسي مستقل عن الدولة التى تعيش فى كنفها مثل حزب الله فى جنوب لبنان وحركة حماس والبدون فى الكويت ولعل اهم مصادر الخطر هنا تكمن فى الانتقاص من سيادة الدولة على اراضيها وتهديد الامن القومى للمنطقة الواقعة فيها ومخالفة المعاهدات والقوانين الدولية. وفى النهاية ان الجانب العسكرى دائما هو الذى يحسم هذا الامر الخطير لان القدرة العسكرية للدولة تتجلى فى استطاعة هذه الدولة فرض سيطرتها على حدودها كاملة. وسد الثغرات الوعرة التى يمكن من خلالها ان يتسلل هاجس الرعب الحدودى - ان فرض السيطرة العسكرية على الحدود يظهر مدى قوتها الاقتصادية والعسكريةمن عتاد متقدم وحديث ويجعل القوات الحدودية فى حالة حرب دائمة ولعل اكبر مثال على ذلك الولايات المتحدة الامريكية التى لا تتدخر جهدا او مالا او قوات عسكرية خاصة على الحدود الجنوبية مع المكسيك والتى تاتى فى مقدمة دول العالم فى السيطرة الحدودية والالتزام بقواعد القانون الدولى الجوية والبحرية والبرية فى هذا الشان و للحديث بقية.