تظاهرالإسلاميون فى كندا وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية..وإنْ لم تستجب الحكومة الكندية، فعلى الشعب الكندى الرحيل من كندا، لأنّ هذا الشعب “من الكفار” وهكذا وصل تبجح الإسلاميين..وبالرجوع إلى السنوات القليلة الماضية، فإنّ الإسلاميين ارتكبوا عدة جرائم ضد شعوب أوروبا “من تفجيرات وقتل الضحايا وتدميرالمرافق..إلخ”
بعد انتشارالعرب والمسلمين فى أوروبا، ظهرفى بعض الدول الأوروبية (خاصة فى ألمانيا) تيارثقافى/ سياسى شعاره ((ضرورة طرد العرب والمسلمين من كل دول أوروبا)) وهذا التياروصفته أجهزة الإعلام الأوروبية بأنه يُمثل (اليمين الأوروبى)
وتغافل اليسارالأوروبى (واليسارالمصرى والعربى) عن الحقيقة التى تحولتْ إلى ظاهرة منتشرة داخل كل المجتمعات الأوروبية وهى: أنّ غالبية المواطنين (العاديين) من العرب والمسلمين (غيرالمُسيّسين) يُريدون فرض رؤاهم ومعتقداتهم وثقافتهم على المجتمع الأوروبى الذى يعيشون فيه، وكانت النتيجة أنهم ظلموا أنفسهم، وظلموا المجتمع الذى آواهم، ووفـّرلهم فرص العمل والإقامة وتعليم أولادهم..إلخ
والمفارقة أنهم أصروا على فرض فرض معتقداتهم مثل ذبح المواشى فى عيد الأضحى فى الميادين، كما كانوا يفعلون فى بلادهم. وهذا الفعل يتنافى مع تقاليد المجتمع الأوروبى (ثقافيًا واجتماعيًا وصحيًا) وبسبب هذه الظاهرة حدث الصدام بين حكومات الدول الأوروبية، وبين العرب والمسلمين: الحكومات تريد تطبيق القانون، والعرب والمسلمون يريدون تطبيق (شريعتهم) وكانت النتيجة أنّ الجمعيات التى تعمل تحت (يافطة حقوق الإنسان) تزعّمتْ حملة ضد الحكومات الأوروبية، بزعم أنّ تلك الحكومات ((ضد حقوق الإنسان لأنها تمنع المُقيمين على أراضيها من ممارسة شعائرهم الدينية)) هكذا صدرتْ بياناتهم فى (قلب) المجتمع الأوروبى، ورغم ذلك تهاونتْ الحكومات الأوروبية فى حق نفسها، وحق مواطنيها الأصليين، ولم ترد على هذه البيانات المغلوطة والمُغرضة.
كما طالبتْ الجماعات الإسلامية فى أوروبا بضرورة إقامة المآذن فوق المساجد، وهوأمرضد تقاليد المجتمع الأوروبى، فيما يتعلق بشروط المبانى والنظام المعمارى إلخ. وقد عالجتْ الحكومات الأوروبية تلك المشكلة أيضًا، بالحكمة ودون تشنج ودون إظهار(الكارت الأحمر) أى: على من لايُعجبه مجتمعنا ولاتــُـعجبه ثقافتنا وشروطنا، يتفضل بالرجوع إلى وطنه الأصلى، ليُمارس تقاليده وطقوسه. وبينما كانت الحكومات الأوروبية تتبع المنهج (الدبلوماسى) فإنّ بعض الأصوات القليلة فى الصحف الأوروبية، كتب أصحابها عن الحقيقة التى يتغافل عنها كثيرون وهى: إذا كان المسلمون والعرب فى أوروبا يُريدون فرض ثقافتهم ورؤاهم، ويُصرون على رفع المآذن فوق المساجد، فعليهم أنّ يتذكروا أنّ أوروبا تسمح بإقامة المساجد للمسلمين والمعابد لليهود وللبوذيين إلخ، بينما لديكم دولة عربية لاتسمح بإقامة كنيسة واحدة. وترجمة تلك الرسالة بأسلوب شعبنا المصرى ((مش تحمدوا ربكم إننا سامحين لكم ببناء المساجد.. وعندكم دولة بترفض إقامة كنيسه واحده))
وبينما المواطنون العرب والمسلمون فى أوروبا (غيرالمُسيسين) يُظهرون تعصبهم لمعتقداتهم وثقافتهم، فإنّ الخطورة الأشد، هى تأثيرتلك العقلية على المواطنين الأوروبيين (خاصة الأطفال والشباب) بعد تفشى ظاهرة الوجود المُـتزايد لبعض الشباب الأوروبى، المُـتعاطف مع التيارات الإسلامية، سواء التى تتظاهربالاعتدال (لتكون هى القاطرة التى تقود إلى المُـتشددين) وهكذا يبلع الشباب الأوروبى الطــُـعم، ثم تتفاقم الكارثة بإنضمام بعضهم للتنظبمات الإسلامية الإرهابية، كما حدث مؤخرًا، حيث تبيّن وجود العديد من الشباب الأوروبى ضمن تنظيم داعش.
وإذا كان (اليمن الأوروبى) هوالذى له فضل التنبؤبالخطروالتحذيرمن وجود العرب والمسلمين، وإذا كان (اليسار الأوروبى) تعامل مع الظاهرة من منظورعاطفى، فإنّ الكارثة الحقيقية تتمثل فى الحكومات الأوروبية، التى لم تكتف بالتهاون فى حق نفسها وحق مواطنيها، ولم تكتف بمغازلة التيارات الإسلامية، إنما ذروة المأساة تتمثل فى أنّ أغلب الأنظمة الأوروبية (وكذلك الإدارة الأمريكية– فى المقدمة) موّلتْ ودعّمتْ وأنشأتْ التيارات الإسلامية التى تنتهج أسلوب العنف المُسلح، ومن بين الدول الأوروبية التى ساعدت على ذلك كانت بريطانيا، من أكثرالدول (احتضانـًا) للجماعات الإسلامية (التكفيرية) لدرجة أنّ كثيرين من المُحللين الأوروبيين أطلقوا على لندن (لندنستان) أما الولايات المتحدة الأمريكية، فدورها معروف منذ أنْ صنعتْ تنظيم طالبان (طلبة الشريعة فى باكستان) بحجة طرد السوفيت من أفغانستان، وهكذا (شربتْ) الحكومات الأوروبية السم من نفس الكأس.
كان منهج (الخبراء) فى أميركا وأوروبا هو (مدح الإسلام) لكل من ترى فيهم قابلية ل (التجنيد) وبسبب هذه المناهج (التخريبية) اقتنع الشباب (المسلم) بضرورة (تغيير) مجتمعاتهم التى تعيش (جاهلية العصرالحديث)
اعتمد الأصوليون التكفيريون على كتب التراث العربى/ الإسلامى، وكتب المعاصرين أمثال سيد قطب وحسن البنا، لضرورة نشرالإسلام وعودة (الخلافة الإسلامية) ليس فى بلادهم فقط وإنما فى كل دول العالم، وهوما عبّرعنه د. رؤوف شلبى فى تأريخه لحياة حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين، فكتب أنّ من بين تعليمات حسن البنا ضرورة (عودة الإسلام ليحكم كل الدول) فكتب ((ويشاء الله أنْ تنتعش الحركة الإسلامية من جديد، فيفتح المسلمون القسطنطينية، ويمتد سلطان المسلمين إلى قلب أوروبا وبلاد البلقان، وتقوم الخلافة من جديد فى تركيا العثمانية)) ثم تساءل ((ولمَ لاتعود هذه الزعامة من جديد ؟)) ونقل نص كلام حسن البنا.
وبعد هذا التمهيد كتب ((نـُريد بعد ذلك أنْ تعود راية الله خفاقة عالية على تلك البقاع التى سعدتْ بالإسلام حينـًا من الدهر، ودوّى فيها صوت المؤذن بالتكبير، ثم أراد لها نكد الطالع أنْ ينحسرعنها ضياؤها فنعود إلى الكفربعد الإسلام، والضنك بعد السعة، والتعاسة بعد السعادة، فالأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا وجزائربحرالروم، كلها هى مواطن إسلامية، يجب أنْ تعود إلى أحضان الإسلام. وأنْ يعود البحرالأبيض والبحرالأحمر بحيرتيْن إسلاميتيْن كما كانتا من قبل)) (د. رؤوف شلبى– الشيخ حسن البنا ومدرسة الإخوان المسلمين– دارالاتحاد العربى للطباعة –عام 78- من ص338- 343)
أما عن الموقف من المسيحيين، فوصفهم بأنهم (أهل كتاب) وأنّ كتبهم فيها ((الغث وفيها السمين)) (ص99)
ونظرًا لأنّ د. رؤوف شلبى مثله مثل كل الأصوليين، الذين يستشهدون بكتب بعض المستشرقين الذين دافعوا عن الإسلام، لذلك استشهد بمستشرق اسمه سمث (دون أنْ يكتب اسمه بالكامل) فماذا كتب هذا المستشرق الأوروبى؟ كتب ((أنه لايصح أبدًا أنْ نعتبرالإخوان المسلمين رجعيين على الإطلاق، فإنّ هذه الحركة قامت بمحاولة تستحق الثناء والتقدير، لإنشاء مجتمع عصرى على أسس العدالة الاجتماعية وحب الإنسانية)) وأضاف ((إنّ فى دعوة الإخوان المسلمين حلا عمليًا سريعًا لأكثرمشكلات المجتمع وإذا لم تقم هناك طائفة أخرى لمعالجة هذه المشكلات بتحمس أكثر، ورغبة أكبر، فنستطيع أنْ نؤكد بأنّ حركة الإخوان المسلمين سوف تعيش وتستمر، رغم سوط الإرهاب والاستبداد)) (ص471) ولعلّ القارىء يكون قد انتبه لآخرجملة (رغم سوط الإرهاب والاستبداد) والمقصود هى الدول التى يعيش فيها الإخوان المسلمون، بينما الذين مارسوا الإرهاب والاستبداد هم جماعة الإخوان المسلمون، وهكذا يتبيّن الدورالخبيث والتخريبى لبعض (المستشرقين) الأوروبيين الذين تعتمد عليهم أميركا وبعض الدول الأوروبية، فى مدح الإسلام وإقناع من تـُجنـّـدهم بإعادة سيناريوالتاريخ العربى/ الإسلامى، من غزوات وفرض (جزية)
فهل ما حدث فى فرنسا، يكون بداية لنظرة جديدة فى التعامل مع الأصوليين الإسلاميين؟ وهل سوف تتعظ الأنظمة الأوروبية مما حدث؟ وهل تتعلم تلك الأنظمة من الدرس الذى لقنته السيدة جوليا جيلارد (رئيسة وزراء استراليا) عندما خاطبت الإسلاميين المُـتشددين فى بلادها وقالت لهم ((لماذا لاتعيشون فى السعودية وإيران؟ لماذا غادرتم بلادكم الإسلامية أصلا؟ أنتم تتركون دولا تقولون عنها أنّ الله باركها بنعم الإسلام، وتـُهاجرون إلى دول أخزاها الله بالكفر، رغم أنكم تنعمون فيها بالحرية والعدل والتأمين الصحى والمساواة أمام القانون وفرص العمل ومستقبل لأطفالكم.. احترمونا واحترموا إرادتنا أوغادروا بلادنا))
هذه السيدة المحترمة، حريصة على مصلحة وطنها، عكس الأنظمة الأوروبية التى تصوّرتْ أنْ الكأس المسمومة ستشرب منها الدول التى يتم تصديرالإسلاميين الإرهابيين إليها (فقط) ولكنها شربتْ من نفس الكأس. وهكذا تأكدتْ صحة نبوءة (اليمن الأوروبى) الذى حذرمن خطورة العرب والمسلمين على الثقافة والتقاليد الأوروبية، وطالب بطردهم من كل دول أوروبا. فهل تفعلها أميركا والدول الأوروبية؟ وإذا كانت لن تطرد العرب والمسلمين، فهل يمكن (على الأقل) أنْ تستجيب لصوت العقل والضمير، وتكف عن مغازلتهم وتمويلهم والمساعدة فى إنشاء منظماتهم الإرهابية؟