عادل عطيةمقالات عادل

أفكار – شجرة النيروز!

بقلم/ عادل عطية

كانت‭ ‬تبسط‭ ‬ظلها‭ ‬على‭ ‬جنة‭ ‬عدن‭!‬

وكانت‭ ‬الأقوام‭ ‬في‭ ‬قديم‭ ‬الأيام،‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬مسقفة‭ ‬بسعفها‭ ‬المتواشج‭!‬

واتخذتها‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬شعاراً‭ ‬لبلادهم،‭ ‬وصوّروها‭ ‬على‭ ‬راياتهم،‭ ‬ونقودهم،‭ ‬ومعاملاتهم‭!‬

انها‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة‭ ‬الأولى،‭ ‬الشجرة‭ ‬الخالدة،‭ ‬النخلة‭!‬

والتي‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نسميها،‭ ‬بحق‭: ‬‭”‬شجرة‭ ‬النيروز‭”‬‭!‬

‭.. ‬فهي‭ ‬تنمو‭ ‬باتجاه‭ ‬السماء،‭ ‬طويلة‭ ‬وصلبة‭ ‬ومستقيمة‭ ‬في‭ ‬ارتفاعها‭ ‬مثل‭ ‬الإنسان‭ ‬المؤمن،‭ ‬الذي‭ ‬يشتاق‭ ‬للسماويات‭ ‬كلما‭ ‬درس‭ ‬في‭ ‬كتبه‭ ‬المقدسة‭!‬

‭.. ‬وسعفها‭ ‬الأخضر،‭ ‬استعمل‭ ‬كرمز‭ ‬للظفر،‭ ‬ولفرش‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬الأبطال‭ ‬المنتصرين‭!‬

‭.. ‬أما‭ ‬ثمارها‭ ‬الطيبة‭ ‬الوافرة،‭ ‬التي‭ ‬يقتات‭ ‬بها‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬الأرض،‭ ‬فهي‭ ‬ملأى‭ ‬بالدلالات،‭ ‬والعِبر‭:‬

فلون‭ ‬البلح‭ ‬الأحمر،‭ ‬يشبه‭ ‬إحمرار‭ ‬عيون‭ ‬النساك‭ ‬والمتعبدين،‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬البكاء‭ ‬والسهر‭ ‬في‭ ‬الصلاة‭!‬

كما‭ ‬يشبه‭ ‬لون‭ ‬الدم،‭ ‬والدم‭ ‬يعني‭: ‬الشهادة،‭ ‬ويعني‭ ‬الحب،‭ ‬ويعني‭ ‬التضحية‭!‬

واللون‭ ‬الأحمر،‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬عند‭ ‬مغيب‭ ‬الشمس،‭ ‬كذلك‭ ‬الشهداء‭ ‬والقديسون،‭ ‬بمثابة‭ ‬شموس‭ ‬راحلة‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭!‬

‭.. ‬أما‭ ‬نواتها،‭ ‬فهي‭: ‬صغيرة‭ ‬لكنها‭ ‬صلدة،‭ ‬وقوية‭. ‬وفي‭ ‬قوتها‭ ‬صلابة‭ ‬تُعبّر‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬الإيمان‭ ‬الثابت‭ ‬بالله‭. ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬تلين‭ ‬أمام‭ ‬إغراءات‭ ‬الإنكار‭ ‬والأفكار‭ ‬الكاذبة،‭ ‬ولا‭ ‬تضعف‭ ‬أمام‭ ‬شدة‭ ‬التجربة،‭ ‬وشدة‭ ‬العذاب،‭ ‬وأنواعه‭ ‬الكثيرة‭!‬

سقياً‭ ‬لهذه‭ ‬الشجرة‭ ‬العريقة،‭ ‬الغنية‭ ‬بالرموز،‭ ‬والمثمرة‭ ‬بالمعاني‭ ‬الروحية‭ ‬المُعبّرة‭!…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى