ما إن أكل الشريكان في المعصية من الثمرة المحرمة، حتى انفتحت أعينهما واكتشفا دنس: الجنس! ومع أن وعد الحية: أن يكونا قادرين على التمييز بين الخير والشر.. إلا أن نسلهما، تركوا الخير إلى الشر، أو: حولوا الخير إلى شر! فالغريزة الجنسية التي هي أداة الله في التكاثر والتعمير، بالمشاركة الإنسانية في أعجوبة الخلق والحياة، صارت أداة إرادة الشر لتحقيق استمرارية الشر، حيث تعيش الأجساد التحرر أو تريده!.. فنجد من لا ينفك يمل من عنده إلى من ليس عنده من النساء ، كالمترغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس، شغوفاً بما لم يذق، حتى لم يبق في الأرض غير امرأة واحدة، لظن أن لها شأناً غير شأن ماذاق! حاملاً رغبة كبرياء الهيمنة الجنسية، مصراً في قلبه أن يجلس على كرسى كرامة رجل آخر؛ ليدنس مملكته الزوجية! مشاركاً شاعراً هجائياً، كالفرزدق.. الذي قال لامرأته.. بعد قصة خيانة وخداع زوجية.. «ما أطيبك حراماً وأردأك حلالاً»! .. ونجد من يعيش التمزّق: القدمان تجذبان الجسد ليلاً إلى المعصية، والرأس يجذب الجسد نهاراً إلى التكفير! ونسمع صرخة أحدهم، تنطلق من عمق لهيب تجربته، قائلاً: «ويلاه أيها القلب المفجوع، الذي لا يستطيع أن يحفظ آية من كلمات الله قرأتها مائة مرة، في حين لا تنمحي منه صورة امرأة لم أرها غير مرة واحدة»! إن الذين اختبروا ضراوة الشهوة ووجدوها: ضرباً من الذل شبيه بذل الجوع والعطش؛ يتمنون لو أن أبوينا الأولين قد لفظا «الثمرة المحرمة»، قبل أن تستقر في جوفيهما، ليعاين أصلابهما عذاب العبودية الجسدية!.