توجد في الولايات المتحدة الأمريكية، شجرة تُعرف: «بالشجرة الباكية»! ولو قدر لها، أن تعي حقيقة: نظامنا العالمي الحديث، والذي يُعرف، بأكثر من تسمية: العولمة، والكوكبية، والسموات المفتوحة؛ لبكت على أشجار كثيرة... .. شجرة «السنديانة»، السامقة الصلبة، فهي وإن كانت تشهد عبور العواصف، لكنها لا تتألم على أحوالنا «المقلوبة» مثل الأشجار «المقلوبة» في مومباسا بكينيا! .. شجرة «الطاعة»، اليتيمة والشامخة على أرض دير السريان العامر بمصر، لأن الطاعة النبيلة لم تعد تجد من يزرعها ويرعاها في حياتنا! .. شجرة «العائلة»، التي تجف وتتمزق أواصرها، وتتشتت وتتبدد وتضمحل! .. وشجرة «الحياة» الفرعونية، التي نقتلعها من جذورها، بعد يسرى التلوث بكل أنواعه السامة والمدمرة في شرايينها حتى الموت! ،...،...،... وربما تكون هذه الشجرة الباكية، هي الوحيدة، التي لعنت أختها في عالم الأشجار: شجرة «معرفة الخير والشر»، وثمرتها المحرمة، التي حرمتنا استمرارية التمتع بجنة عدن.. وبذلك، تكون قد أعطتنا درساً بليغاً فيما يجب أن يكون عليه نظامنا المسكوني الجديد.. وهذا ما يفتقده الإنسان حتى الآن! فعالم «القرية الصغيرة»، هو في الواقع المعاش، مثل ثمرة اليوسفي الضخمة: «فحين تنزع الفصوص كلها لا يبقى شیء في الوسط»؛ لأنها عولمة: علمية وتقنية، لا غير.. ولم تصل بعد إلى العولمة القلبية. حيث تنمو وتتسامى المشاعر الطيبة نحو تأسيس وتدعيم: «حضارة المحبة» في موكب التعاون الدولي، وحسن الجوار بين الشعوب؛ فنحافظ على كرتنا الأرضية، وعلى إنسانيتنا، وعلى مستقبل أولادنا وأحفادنا من بعدنا! ،...،...،... لننظر، بإحترام، إلى «الشجرة الباكية»، ولنتخل عن الرغبات الأنانية، ونسعي إلى الدخول إلى أرض تطلعاتنا، ونحيا على أرض ميعادنا!...