اذا حاول البعض تغيير المعالم او الهوية او التاريخ بتغيير الاسماء او الاماكن فيموت من حاول التغيير ويبقى التاريخ حيا لا يموت، وتبقى ذاكرة التاريخ يقظة لكل محاولات المتلاعبين عن عمد اوغير عمد لمحو بعض الاحداث او للتعتيم على جرائم حدثت بالفعل فى ازمنة سابقة او للتقليل من شان بعض الشخصيات السياسية والتاريخية او لتعظيم للبعض الاخر وهو لا يستحق ذللك التعظيم. فاذا حاول بعض السياسيين المصابين بالزهايمر السياسى ان يتناسى التاريخ الذى سبقه نتيجة للجهل السياسى او التاريخى او لانعدام الثقافة يشكل كوارث سياسية، فالاستناد دائما الى التاريخ الا وهو القاعدة الراسخة للنظم السياسية وانظمة الحكم الحديثة فى العالم فالسياسى الذى لا يملك خلفية تاريخية او ثقافية لايستطيع ان يقوم بهذا العمل فيجب ان يكون السياسى قارئا جيدا للتاريخ ليس فقط لتاريخ بلدة الذى يعيش فيه وانما لتاريخ العالم اجمع حتى يستطيع ان يتعامل مع الدول والشعوب الاخرى او حتى داخل بلده الذى يحكمه كيف يتعامل مع شعبه اذا كان هذا الشعب اغلبه من المهاجرين من بلدان اخرى اى شعب متعدد الاعراق والثقافات والديانات. ولكن عندما يصاب الحاكم اوالسياسى بالزهايمر التاريخى فى محاولة منه لاخفاء الحقائق او للتعتيم على بعض الاحداث ظنا منه انه سيعيش مدى الحياة فاذا خرج من السلطة اومات تظهر الحقائق التاريخية الخفية مرة اخرى والتى لاتغفلها او تنساها ذاكرة التاريخ. وفى ظل العصر الحديث الذى نعيشه الان وفى ظل التقدم التكنولجى لا يستطيع احد فى هذا العصر مهما كانت سطوته او سلتطه ان يغير شى اويتناسى عن عمد للاحداث التاريخية او يستطيع ان يغير مالم الاشياء او يتلاعب فى التاريخ المعاصر. فلا تنسى ذاكرة التاريخ البنايات القديمة فى عصر القياصرة فى روسيا فقد قامت هذه الحضارة قبل الثورة البلشفية ومازالت باقية حتى الان وايضا فى مصر البنايات القديمة التاريخية والتى حاول البعض هدمها على مر العصور بدلا من ترميمها لتكون متحفا مفتوحا شاهدا على العصور السابقة ولكن اذا هدمت بعض الاماكن التاريخية بحقد وغل لمحو حقب تاريخية معينة فذاكرة السينما لا تنسى ان تجسد صورة التاريخ الذى مضى ولم نره الا من خلال افلامها. وذاكرة المخطوطات الاثرية والصور القديمة والافلام الوثائقية والانترنت والاقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعى لتسجيل الوقائع اصبحت ذاكرة التاريخ المعاصر. اما الحقب التاريخية فهى حقيقة فى سطور كثيرة او قليلة تسطر تاريخ الدول حتى وان كانت حقبا تاريخية مؤلمة مرت بدول العالم فكانت امبراطوريات كبيرة مثل امبراطورية الروم انصهرت داخلها دول صغيرة وحضارات كثيرة استطاعت استيعابها والاندماج فيها وتاثرت بها حتى شكلت وجدان الامبراطورية الرومانية ومثلا لذلك الامبراطور جستنيان مؤسس القانون المدنى الرومانى والتى انبثقت عنه قوانين مدنية وتجارية فى العالم اجمع بعد ذلك فالقانون الفرنسى مثلا احد اشهر القوانين فى العالم الذى تنحدر اصوله الى الدولة الرومانية القديمة والى الامبراطور جستنيان بالتحديد. وهناك امبراطوريات كبيرة ظهرت فى حقب تاريخية متوالية مثل امبراطورية الفرس بعد هزيمة الروم ثم الامبراطرية العثمانية وبالرغم من الانحدار فى منزلقات تاريخية وعرة من خلال هذه الامبراطوريات التى مررت العالم بحروب واحداث قاسية واغارت على شعوب باكملها وابادتها كابادة الاتراك العثمانين للارمن فذاكرة التاريخ لا تنسى. فلا يستطيع احد حتى فى عصور سابقة على التكنولوجيا الحديثة التى نعيشها الان والتى تقوم بتسجيل كل شى يحدث فى العالم ان يخفى شئ ما او يغير تاريخ امة او دولة او حتى امبراطورية ويظل التاريخ حياً شاهداً على الاحداث.