يعرف الضمير أنه مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تسيطر أو تتحكم في أعمال الشخص وأفكاره، وهو يشمل الإحساس الداخلي بكل ما هو صحيح أو خاطئ في سلوك الشخص أو دوافعه، وهو ما يدفعه للقيام بالعمل الصّحيح، وهو إحساس أخلاقي داخلي عند الإنسان، تُبنى عليه تصرفاته ويحدد الضمير درجة نزاهة وأمانة الإنسان وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره. كيف يتشكل الضمير؟! يتشكل الضمير عند الإنسان من خلال القيم الموجودة على مدار التاريخ البشري، مثل الصواب والخطأ، والخير والشر، والعدل والظلم، ويمكن لهذه القيم أن تتشكل من خلال بيئة الإنسان التي يعيش بها؛ حيث يتأثر ضمير الإنسان بالبيئة الثقافية، والسياسية، والاقتصادية التي يعيش بها، وكلما اقترب داخل الإنسان من الضمير أصبح لديه تصوراً أعلى لهذه المفاهيم، ويحدد الضمير درجة نزاهة الفرد، وهو أعلى سلطة في الفرد؛ فهو يقيّم المعلومات التي يتلقاها الإنسان، ثم يحدد طبيعة التصرف إن كان خيراً أو شر. إنَّ القيم هي الموجِّه الأساس لعمليَّة التربية لكونِها ترسم الطريقَ، وتنبثق عنها الأهدافُ لذلك اهتمَّ علماء التَّربية بدراسة القِيَم؛ ليتحدد مسار العمليَّة التعليمية على الوجه الصحيح والسَّليم؛ فالتربية وَفق هذا المنحى تسعى لبناءِ الفرد الصَّالحِ الذي ينفع نفسَه ومجتمعَه، وينطلق في عملِه مِن قِيَم راسخة توجِّهه إلى الطريقِ السليم، الشيء الذي يؤهِّله للمساهمةِ في تنميةِ وإصلاح المجتمَع الذي ينتمي إِليه. يعتبر الضمير هو من يئن داخل الانسان فى الخطأ يؤنبة وهو مرشد للطريق الصحيح، فالضمير يجرف الخطأ وينبة صاحبة عن اقترافه، فعندما نربى الضمير داخل ابنائنا نكون مطمئنين انه المرشد لهم لتمييز الصواب من الخطأ ، فتربية الضمير من اهم الاشياء التى يحتاجها الابناء. وأمّا مصطلح الضمير فهو بأصله في العربية ما يضمره الإنسان بنفسه أو لنفسه. فالضمير رغم أنه يعني الفطرة السليمة التي أوجدها الله في النفس كمرجعية، إلا أنه قد يتعرض لظروف تفقده صرامته، فيغدو مرنا مطواعا لذوي الإربة، فيفقد المعيارية القياسية التي تحدد مدى تطابق أو تباين السلوك معها، كما تتدخل التربية والبيئة والثقافة في ضبطه، وتتحكم المفاهيم المجتمعية في توجيهه ميزان الحس والوعي عند الإنسان لتمييز الصواب من الخطأ، فحتى مع وجود الله بأوامره ونواهيه، والرسل بهديهم وسننهم والكتب السماوية بأحكامها وتشريعاتها يبقى الإنسان في النهاية حرًا فيما يفعل مطلقًا فيما يقر، مسئولًا عن فعله وقراره. وهنا يظهر الضمير كأداة تطبيقية في يد الإنسان تساعده على اتخاذ القرار والإتيان بالفعل. ويمكننا تمثيل الضمير بأنه جهاز كمبيوتر جبار، يقوم الإنسان بإمداده بالمعلومات والبيانات، فيقوم الضمير بمعالجتها وتحليلها وتنسيقها وتخزينها، ثم يقوم لاحقًا بالرد على الأسئلة التي تطرح عليه بناءً على تلك المعلومات. ولهذا فإن الضمير بالنسبة للإنسان هو المستشار الأمين الذي يصنعه الإنسان بيديه ويربيه على عينه ويصحبه طوال عمره فلا تخفى على الضمير شاردة ولا واردة من أمر صاحبه. ومصادر المعلومات التي يُدخلها الإنسان إلى ضميره متعددة، فهي تأتي من كل ما يتعرض له الإنسان في حياته، تأتي من الدين والمجتمع، من البيت والشارع والصحبة من الثقافة والاطلاع، من اليقين ومن الظن تأتي مما يعلم الإنسان ومما لا يعلم، مما يدرك ومما يجهل. باختصار يتم تحليل الإنسان نفسه إلى معلومات تغذي الضمير، ولهذا فإن الثقة تكون مطلقة بين الإنسان وضميره. وعلى الرغم من أن أجوبة الضمير على ما يطرحه صاحبه عليه من أمور تكون على شكل توصيات غير ملزمة، إلا أن الثقة المطلقة بين الإنسان وضميره تجعل الإنسان ينفذ تلك التوصيات بلا مناقشة ويعتبرها أوامر ملزمة له، الضمير هو أصل سلوك الإنسان ومنبع قراراته ومحفز أقواله وأفعاله.