فادى يوسف

كـن أنسـانـا

بقلم/ فادى يوسف

النفس‭ ‬البشرية‭ ‬ساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأفراح‭ ‬والهموم‭ ‬والأكدار‭ ‬ولا‭ ‬يخلو‭ ‬انسان‭ ‬منا‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أو‭ ‬غم‭ ‬أو‭ ‬حزن‭ ‬وضيق‭ ‬وأكدار‭ ‬ولا‭ ‬يخلو‭ ‬انسان‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬فرح‭ ‬ولحظات‭ ‬تسمو‭ ‬بروحه‭ ‬التعبة‭ ‬لآفاق‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور‭ ‬ولايخلو‭ ‬انسان‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يشعر‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬كثيرة‭ ‬انه‭ ‬وحيد‭ ‬بهذا‭ ‬الكون‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬له‭ ‬الا‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وحدة‭ ‬تعصف‭ ‬به‭ ‬وتؤلمه‭ ‬وتبكيه‭ ‬وتجعله‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬دفتر‭ ‬الذكريات‭ ‬وما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬لأسماء‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬رسمت‭ ‬وقتها‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬الفرح‭ ‬والابتسامة‭ ‬ليعيشها‭ ‬وكأنها‭ ‬اللحظة‭.‬

يعيش‭ ‬الانسان‭ ‬رحلة‭ ‬السفر‭ ‬الى‭ ‬أعماقه‭ ‬والى‭ ‬ذكرياته‭ ‬وأفكاره‭ ‬ويتأملها‭ ‬للحظات‭ ‬عاشها‭ ‬بحب‭ ‬وفرح‭ ‬يتأمل‭ ‬ملامحه‭ ‬سعيدا‭ ‬وينصت‭ ‬لنبرة‭ ‬صوته‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬الارتياح‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬ويعلم‭ ‬ان‭ ‬صوت‭ ‬الانسان‭ ‬انعكاس‭ ‬صادق‭ ‬لحال‭ ‬أعماقه‭.‬يتأمل‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬وهذه‭ ‬الاحداث‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬فقد‭ ‬انسانية‭ ‬وروح‭ ‬بعض‭ ‬البشر‭.‬

الإنسانية‭ ‬ككثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬كلمة‭ ‬بألف‭ ‬تعريف‭ ‬كلمة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬كل‭ ‬الحروف‭ ‬و‭ ‬لو‭ ‬اجتمعت‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬بمعناها‭ ‬كاملا.

الإنسانية‭ ‬كالحرية‭ ‬و‭ ‬العدل‭ ‬و‭ ‬المساواة‭ ‬الكل‭ ‬ينادي‭ ‬بها‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يطبقها‭ ‬فهي‭ ‬كأغلب‭ ‬الشعارات‮ ‬‭ ‬ترفع‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬و‭ ‬تنسى‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬الأيام‭.‬

الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬نحن‭ ‬هي‭ ‬سبب‭ ‬وجودنا‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬فضلنا‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬مخلوقاته‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬و‭ ‬تعيشا‭ ‬إنسانا‭ ‬و‭ ‬تقاوم‭ ‬غريزة‭ ‬الحيوان‭ ‬فيك‭ ‬لتثبت‭ ‬لنفسك‭ ‬لا‭ ‬لغيرك‭ ‬أنك‭ ‬إنسان‭.‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬إن‭ ‬ترقى‭ ‬بروحك‭ ‬و‭ ‬جسدك‭ ‬و‭ ‬عقلك‭ ‬أن‭ ‬ترقى‭ ‬بكل‭ ‬كيانك‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬العقل‭ ‬و‭ ‬المحسوس‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬المادي‭ ‬حاجزا‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬رجلا‭ ‬أن‭ ‬تعيشي‭ ‬امرأة‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬جنسك‭ ‬و‭ ‬لونك‭ ‬و‮ ‬‭ ‬جنسيتك‭ ‬و‭ ‬كل‭ ‬انتماءاتك‭ ‬فأنت‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إنسان‭.‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تصنع‭ ‬إنسانا‭ ‬أن‭ ‬تفنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انسان‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬فنانا‭ ‬أن‭ ‬تبدع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬لمفهوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬معنا‭ ‬جديدا‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬تضع‮ ‬‭ ‬بيد‭ ‬ثابتة‭ ‬كلمة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬قاموس‭ ‬الأنسانية‭.‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬لتطوعه‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬جسدك‭ ‬و‭ ‬عقلك‭ ‬و‭ ‬نفسك‭ ‬رهن‭ ‬للإنسانية‭ ‬أن‭ ‬يذوب‭ ‬كيانك‭ ‬في‭ ‬كينونة‭ ‬الآخر‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬تحيى‭ ‬لخدمة‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬أن‭ ‬تقتل‭ ‬بذرة‭ ‬الإنانية‭ ‬فيك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تثمر‭ ‬حسدا‭ ‬و‭ ‬حقدا‭ ‬و‭ ‬كرها‭ ‬و‭ ‬“لاإنسانيّة”‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدنس‭ ‬الرحمة‭ ‬و‭ ‬الحب‭ ‬و‭ ‬العشق‭ ‬الإنساني‭ ‬فيك‭ ‬فتصير‭ ‬عبدا‭ ‬لأهوائك‮. ‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬بعد‮ ‬‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يراه‭ ‬الا‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسان‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬و‭ ‬ترحم‭ ‬و‭ ‬تغفر‭ ‬و‭ ‬تسمو‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ترضخ‭ ‬لإنسانيتك‭ ‬و‭ ‬تفديها‭ ‬و‭ ‬ترضيها‭ ‬و‭ ‬تهواها‭ ‬و‭ ‬تخدمها‭.‬‮ ‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬أنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتعايش‭ ‬مع‭ ‬المفارقات‭ ‬أن‭ ‬تقاوم‭ ‬تيار‭ ‬اللا‭ ‬إنسانيّة‭ ‬الّذي‭ ‬يجرفك‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬إلى‭ ‬درك‭ ‬التبعية‭ ‬و‭ ‬العبودية‭ ‬و‭ ‬الإنصياع‭ ‬الّذي‭ ‬يمحي‭ ‬الإنسان‭ ‬فيك‭ ‬و‭ ‬يقمع‭ ‬الروح‭ ‬فيك‭ ‬ويغيب‭ ‬العقل‭ ‬فيك‭ ‬و‭ ‬يمحق‭ ‬العاطفة‭ ‬الّتي‭ ‬تحييك‭ ‬فيجعل‭ ‬كومة‭ ‬الغرائز‭ ‬و‭ ‬العادات‭ ‬فيك‭ ‬سلطانا‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬برجلين‭ ‬ثابتتين‭ ‬و‭ ‬روح‭ ‬راقية‭ ‬و‭ ‬عين‭ ‬ثاقبة‭ ‬و‭ ‬قلب‭ ‬نقي‭.‬

أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتناس‭ ‬الألم‭ ‬و‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬وقود‭ ‬يشعل‭ ‬نار‭ ‬الإرادة‭ ‬فيك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬انسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسيطر‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬تطوع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬لإرادتك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تستقل‭ ‬بنفسك‭ ‬لتندمج‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬واحدا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكل‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬بعينك‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تفنى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬لتخلد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬إنسانا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عطاء‭ ‬الأم‭ ‬و‭ ‬حنو‭ ‬الأب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اشراقة‭ ‬الشمس‭ ‬و‭ ‬إطلالة‭ ‬القمر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدفئ‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬غيرك‭ ‬أن‭ ‬يكون‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى