بدأت الشمس ذات صباح فى أورشليم تخرج من خدرها وتعلو فوق الأفق ، مرسلةً أشعتها الذهبية لتعلن بدء يوم جديد . وطفق أهل أورشليم يسرعون إلى الهيكل ليسمعوا من فم المسيح كلماتٍ روحية كما لم يتكلم أحد قط .
بدأوا يتحلَّقون حوله فى نصف دائرة ، عيونهم مشدودة إليه وقلوبهم عطشى تبغى أن ترتوى بما يرفعها ، لا بما يثقّلها بحذافير الوصايا كما يفعل معهم الكتبة والفريسيون .
فجأةً سمع العامة هرجاً ومرجاً ، وشداً وجذباً ، أصواتِ رجال غاضبين ، وبينهم أنين خافت لامرأة ، وإذا بمجموعة كتبة وفريسيين بملابسهم الدينية المعروفة ، يجرُّون ورائهم امرأة شبه عارية كما تجر مجموعة الذئاب صيداً جديداً ، وألقَوْا بها بعنف عند أقدام السيد ، غير مبالين بمقاطعة حديثه مع الجموع ، أو حرمان المستمعين من بقية كلماته اللاتى أتوا هم ليقتاتوا بها .
الحماس الدينى للفريسيين خيَّل لهم أنه لا مفرَّ للمرأة ، وبعد ذلك لا مفرَّ للمسيح !
وضعوا المرأة فى وسط الحلقة ، لكى يُشهّروا بها وسط أكبر عدد من العيون ، وكأنهم يسألون المستمعين أن يكونوا هم أيضا قضاةً معهم فى غرفة الاتهام . تقدم كبير الفريسيين واقترب من المسيح ناظراً فى عينيه وكأنه يتحداه ، قائلاً : ” يا معلم هذهالمرأة أُمِسكت وهى تزنى فى ذات الفعل “.
توقف المسيح عن تعليم الجموع ، وأردف بنظره إلى أسفل فرأى المرأة محل الاتهام فى وسط الدائرة على الأرض وقد غطَّت جسدها بملاءة وأخفت وجهها بيديها ، قد كوَّمت نفسها كالكرة مستعدة لما هو آتٍ عليها بحسب الأحكام اليهودية .
ثم تقدم الفريسى خطوة أخرى وأكمل قائلاً للمسيح وكأنه المتحدث الرسمى لأقرانه :
” موسى فى الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجَم . فماذا تقول أنت ؟ “– تباطأ الفريسى فى السؤال الأخير ليؤكد حجته ونظر للمسيح بحدةٍ وتحدٍ ، وعلى وجهه نصف ابتسامة تنم عن إحساسه الداخلى بالانتصار .
لم يكن سؤالهم يتوقع إجابة للحكم على الزانية ، بقدر ما كان مصيدة للمسيح للتشهير به أمام مريديه : –
فإن حَكَم المسيح برجمها كما أوصاهم موسى ، فبأى جديدٍ أتى ؟ ، وربما أثار ذلك حفظة ” المتدينين ” الذين سمعوه مراراً يقول : ” سمعتم أنه قيل … أما أنا فأقول لكم … ” وإن حَكَم المسيح بإطلاقها ، فذلك أيضاً سيُشعل غضب حُماة التوراة ، وسيتهمونه بأنه يكسر عوائد السلف وينقض شريعة موسى .
بدأ الجمع المتحلّق يحملق فى وجه المسيح ، فهِم بعضهم مكر ودهاء الفريسيين بسؤالهم ، وشعر البعض الآخر بالتعاطف معه لأنه لن يستطيع أن يعطى إجابةً مقبولةً فى أى من الحالتين .
ومقدماً ، بدأ الفريسيون يَجْمعون الأحجار فى أياديهم تمهيداً لرجمها عندما يصدر لهم المسيح الأمر بذلك .
وفى هذه الأثناء ، كانت المرأة ملقاةً على الأرض ، وجهها يمس التراب ، ولكن عينيها تسترقان النظر فترى جموع الرجال ممسكين بأدوات الإعدام وعلى استعداد لتحطيم جسدها بالحجارة .
نظراتهم لا تحوى غيرالاتهام وأفئدتهم لا تحمل سوى الإعدام . قلوبهم متكلّسة وقاسية ، تشبه الأحجار التى فى أيديهم ، وهم متشبثون بها تشبث الزانية برجاء العفو ، والخاطئ بغفران سيده .
لم تعرف المرأة ماذا يجب أن تفعل بيديها : أتغطى بهما جسدها نصف العارى الذى نزعوه من فراشها مع شريكها ، أَمْ أن تحمى بهما رأسها الذى سوف يتهشم بعد لحظات ؟ عيونها دامعة ومنكسرة لا تجرؤ أن تنظر إلى حكَّامها حتى لثوانٍ ، وعيونهم حمراء متقدة لا تريد أن تغفل عنها ولو للحظات . يداها مرتجفة وقد ابيضت من كثرة هلعها ، وأياديهم ثابتة وقد ابيضت من كثرة ضغطها على الأحجار .
نظراتها لا ترى سوى ما سوف يحكمون به عليها ، ونظراتهم تحكم دون أن ترى . ولم تعرف المرأة أيهما يرتعش أسرع : أشفتاها من شدة الخوف ، أم يداها من عمق التوتر ؟
ولم تستطع أن تفرّق أى قلب يدق أسرع : أقلبها الذى سيتوقف عن النبض بعد دقائق ، أَمْ قلوبهم المستعدة للغلّ والتشفّى ؟
شفتاها التى كانت تُقبَّل بهما زميلها ، الآن تضغط هى عليهما بأسنانها ، ويداها التى لامَسَت جسده ، الآن تحمى بهما جمجمتها من وابل الأحجار القادم عليها.
جسدها الذى منذ سويعات كان ثمِلاً فى بحر الخطية ، الآن سوف يصبح أشلاءً متناثرة .
لقد كَسَرتْ إحدى وصايا موسى ( لا تزنِ ) ، والآن قانون موسى سيحكم عليها .
ويتساءل الكثيرون : أين “شريكها” فى هذه القصة ؟ وبحسب ” المشنا ” – الكتاب الذى يشرح قوانين اليهود – فإن الزانى المقبوض عليه يُعاقب بأن يوُضع حتى وسطه فى روث البهائم ، ثم يلفون حبلَيْن حول عنقه ، ويشدون كل حبل فى إتجاه مضاد حتى يموت من أسفكسيا الخنق .
ولكن أين هو ؟ لقد أمسكوا المرأة وهى فى (ذاتالفعل) – والفعل لا يتم إلا بوجود شخص آخر معها .
ونادى المفسرون بثلاثة احتمالات عن مصير ” الحبيب ” :-
١) – إنه لاذ بالفرار عند القبض عليهما إذ أن الفريسيين لم يكن هدفهم فعلاً تطبيق شريعة موسى ولكن فقط أن يأتوا بالمرأة كطُعْم ليجربوا به المسيح.
٢)– إن الفريسيين فعلا قبضوا على ” الحبيب ” ، ولكن نظراً لأنهم يعيشون فى مجتمع ذكورى ، أخلَوْا سبيله وسمحوا له بالفرار .
٣) -أسوأ من هذا وذاك : أن الزانى الآبق كان من ضمن الواقفين من حاملى الحجارة مستعد أن يرجم عشيقته بسبب زناها !
” أما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بأصبعه على الأرض ”
ماذا كان يكتب ؟ لعله كان يكتب خطايا ماسكيها المتحلّقين حولها فى حماسٍ دينى زائف . لم يفهم الفريسيون ماذا كان يفعل المسيح ، ولكن كلما غيَّروا اتجاه أنظارهم من المرأة إلى الأرض ، كلما تغيرالحكم عليها إلى الحكم على أنفسهم ، وكلَّما خفَّت قبضتهم على الأحجار التى فى أياديهم !
[ ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : ” مَن منكم بلا خطية فليرمِها أولاً بحجر ” ]
لم يطلب السيد إطلاق سراح المرأة ، ولم يؤيدها فى مجونها ، ولكنه ببساطة طلب من راجميها أن ينظروا داخل نفوسهم – خصوصاً بعد أن بدأ الكتابة على الأرض – لعلهم يكتشفون أنهم قد فعلوا – أو يفعلون – أسوأ منها ، ولكن فى خفية !
” ثم انحنى أيضا إلى أسفل وكان يكتب على الأرض “.
لعل السيد أحسَّ بغلاظة قلوب المشتكين ومقاومتهم للتغيير ، فأراد أن يكمَّل قائمة خطاياهم المستورة والتى لا يعرفها إلّا فاحصُ القلوب ، ولذا قسّمَ الكتابة على مرحلتين .
في المرة الثانية ، بدأ الرجال رحلة التأمل الذاتى [ Introspection] ، لقد وَقَعوا في يد الطبيب النفسى الأمثل الذى يساعد التائبين أن يتغيَّروا دون أن يجرح مشاعرهم او يفضحهم على الملأ . مثل جراح النفوس الماهر أيقظ ضمائرهم التى كانت فى سباتٍ عميق ، والتى كانت تسعى فقط لإدانة الآخرين : المرأة ، والمسيح ! ، بينما كانوا هم أنفسهم غارقين فى بحر الآثام .
لقد كانوا يتلذذون بإذلال الزانية ، بينما كان الفادى يتفنَّن أن يخفى فضيحتهم .
واستمر الرجال يسألونه عن مصير ضحيتهم ، يدفعونه أن يعطيهم جواباً عنها وهم يعلمون فى قرارة نفوسهم أنه خاسر لا محالة فى كلتىّ الحالتين.
كانت المرأة مستعدة لأن تلقى حتفها : الحكم عليها بالرجم هو آتٍ آتٍ لا محالة ، ليس لها مدافعون ، وهؤلاء الرجال حولها قد هربت من قلوبهم الرحمة والغفران ، وليس لها فى جرمها عذرٌ أو تفسير.
مقلتاها المغرورقتان بالدموع تنتقلان سريعاً وبتكرار بين مشتكيها وبين ذلك الجليلى المعلّم ذى الوجه السمِح والعينين الثاقبتين – لعلها رأت أو سَمعِت عن نساء أُخريات قد مُسِكن فى علاقات آثمة أخرى ،وبحسب شريعة موسى كانت مصائرهن أكيدة ومعروفة . أحسَّت أنها تريد أن تلومَ نفسها على ضعفها ، وأن تلومَ حبيبها الذى أوقعها فى براثن وشباك اللذة . جريمتها مؤكدة ، والمدَّعون عليها متواجدون ، وشهود العيان كثيرون ، وأدوات الإعدام متوافرة . لقد هرب منها الأمل فى الحياة كهروب الزانى من عشيقته ، وتواتر عليها اليأس كتجمهر راجميها حولها .
” من كان منكم بلا خطية فليرمِها أولاً بحجر “قالها السيد عبارة ً تتردد عبر الأجيال ، يستخدمها الوعَّاظ والمبشرون والفلاسفة فى كلماتهم ومُكاتباتهم ، وجَّهها لجلاديها بعد أن سدَّ عليهم طريق العودة وسكة الكذب والمقاومة عندما كتب أسماءهم وخطاياهم على الأرض . بدأ كل من الرجال يسترجع فى ذاكرته أفعاله الخاصة التى لا يعرف عنها الآخرون شيئاً ، كل منهم ينظر إلى زميله خائفاً لئلا يعرف مَن حوله فيما يفكر هو . لا أحد من الرجال الآخرين يستطيع أن يخترق خباياه ، ما عدا هذا الرابّى الجليلى ، لعل ( يهوه ) قد أعطاه قدرةً غير عادية أن يُخبر بما يجول فى الخواطر وما يعتمل فى الأفئدة !
كان تحدى المسيح لهم حاسماً وحساساً فى نفس الوقت: حاسماً لأنه تحدٍ عام – ليس لهم فقط – بل للبشرية الخاطئة جمعاء حيث إن الجميع زاغوا وفسدوا ، وحساساً لأنه لم يُشِر بأصبعه إلى كل واحد ليعلن له عن تاريخ خطاياه على الملأ .
أراد السيد أن يكون تأنيبهم داخلياً ومن أنفسهم ، هو يريد أن يفعل عكس ما يفعلون : هم يشهّرون بالمرأة أمام الآخرين ، وهو يريد أن يذكّرهم بزلاتهم فقط بينهم وبين أنفسهم .
بدأت أصوات الرجال تخْفت ، وأياديهم على الأحجار تلين ، ونظراتهم تحولت من المرأة إلى أنفسهم . كل واحد عاد بذاكرته إلى حياته الداخلية وإلى أخطائه المتعدّدة ، فلم يدرِ الإ والحجارة التى كانت فى يده تسقط على الأرض ، وربما سقطت على خطيته المكتوبة التى كتبها المسيح عنه ، وكأنه اكتشف أنه هو أيضا يستحق الموت بالرجم بهذه الحجارة عينها !
توالى سقوط الأحجار ، وبدأ الرجال يستديرون للخلف ليتركوا المكان ، كل منهم مطأطأ الرأس ، باهت السحنة ، بطئ الخطوات . كل منهم يتعمد تحاشى نظرات الرجال الآخرين الذين اكتشفوا أنه – مثلهم – خاطئ أيضاً .
وتباطأ جراح النفوس العظيم ، منتظراً أن يختفىَ جميع المشتكين ، وعندما حدث هذا ، وقفت المرأة لأنها – فى ذهول – لم تصدق أنها لم تَمتْ ، وقَفَت لتحتفل ببداية حياة جديدة وُهبت لها من حيث لا تدرى أو تتوقع . فلما لم يرَ يسوع أحداً سوى المرأة قال لها :
“يا امراة أين هم أولئك المشتكون عليكِ . أما دانك أحد ؟ “– أراد أن يُطمئنها أن طالبى نفسها قد انصرفوا جميعا ، وأن ما تراه من اختفائهم هو حقيقة وليس خيالاً تخاله أو حلماً ترائى لها فى نومها .
نَظَرت المرأة حولها فلم ترَ أحداً من طالبى نفسها ، هم توارَوْا واحداً وراء الآخر وهى لا تعرف كيف حدث هذا : كيف تحول حماسهم الدينى وحمايتهم لوصايا موسى فجأةً إلى مجموعة من الرجال تمشى الهوينى وقد ولَّوا ظهورهم لها . لقد اختفوا من الهيكل وانتشروا في شوارع وأزقة أورشليم ، يجرُّون وراءهم أهداب جلابيبهم . جاء كل مشتكٍ غاضباً من المرأة التى كسرت ناموس موسى ، وانصرف غاضباً من المسيح الذى أخبره عن خطاياه الخفية .
لم تصدق المرأة نفسها وهى تجيب السيد عن سؤاله بقولها : ” لا أحد يا سيد “. نَظَرت إليه ومقلتها ملآنة امتناناً ، وفؤادها مفعَّم عرفاناً . لقد فكَّرت المرأة أن مُدينيها قد اختَفْوا ، ولكن بقى هذا الرابّى الجليلى ، ليس معه أية حجارة بيديه ، فماذا ياترى سيحكم به عليها ؟ ولكن مهما كان حكمه فهو بالتأكيدأخف من الموت رجماً .
كانت مستعدة لأى نطق منه ، أن تكون تحت رحمته هو أفضل لها من أن تكون تحت رحمة الفريسيين الذين لا يعرفون ما هى الرحمة ، يعرفون فقط القانون ، والتلمود ، والوصايا ، والحَرْف !
فاجأها يسوع بالمفاجأة الثانية بعد أنقاذها من الرجم : ” ولا أنا أُدينك ِ “– لم تصدق المرأة ما سمعته :-
الوحيد الذى سَمَعت عنه أنه بلا خطية ، الوحيد الذى له حق رجمها لأنه يستطيع أن يجاوب بالإيجاب سؤاله الذى أثاره بنفسه : إنه الوحيد الذى بلا خطية ، الوحيد الذى له حق أن يأخد واحدة من الطوب الذى تركه الفريسيون على الأرض ويُفتّت به جسمها الآثم ، ولكنه اختار ألَّا يفعل ذلك . أجهشت المرأة بالبكاء بعد أن سمعت بإلغاء حكم الإعدام ، لم تصدق عينيها أولاً عندما اختفى محاكموها ، وهى لا تصدق أذنيها الآن وهى تسمع بإطلاق سراحها من الوحيد الذى له حق الحكم عليها ، يالفرحتها !
ونظراً لأن يسوع يحبها حباً حقيقياً ، حباً يسعى لخلاص نفسها ، فقبْل أن يفتح لها زنزانة أَسْر الأحكام ، ويُطْلق لها حريتها ، طَلَبَ منها ما يفيدها : ” إذهبى ولا تخطئى أيضا ً “. لعل المرأة عاشت لسنين بعد ذلك ، ولم يقل لنا الكتاب أى شئ عنها بعد هذا اللقاء ، ولكن ربما محبة السيد قد أسَرَت قلبها ومسّت شغاف نفسها ، ونجاتها من الموت ساعدتها ألَّا تخضع ثانيةً لإلحاحات جسدها والوعود الكاذبة للخطية .
لقد كانت خطيتها فى السر ، بينها وبين عشيقها ، أما إطلاق سراحها فكان بعيداً عن عيون المتطفلين ، بينها وبين حبيبها الجديد !
بدأت المرأة تفيق من سباتها الروحى وتنظر للأحداث التى تلاحقت بسرعة فى هذا اليوم : حبيبها الذى كان يبثَّها حبه لكى يستمتع بجسدها قد لاذ بالفرار ، ولم يتقدم ليدافع عنها ضد مدينيها أو يحميها من قاتليها . حبه كان حباً أنانياً ، لذاته فقط وللذَّاته . وعندما ظهر فى حياتها المُحب الحقيقى ، لم يدافع عنها فقط أمام ممسكيها ، بل – وهو الديان الوحيد العادل – أطلقها طالباً منها فقط ألَّا تعيد تكرار الخطأ .
حبه كان حبا مضحيّاً ، لأنه سيدفع هو ثمن خطيتها فيما بعد بدلاً عنها على الصليب .
واحد يريد أن يمتلك بدنَها ، والآخر يريد أن يخلّص روحها .
واحد يُسمِعها معسول الكلام من أجل مصلحته ، والآخر يريها أفعاله من أجل مصلحتها .
الأول هرب عندما تعرضت هى للخطر ، والآخر عرَّض حياته للخطر أمام مدينيها لكى تهرب هى بحياتها .
واحد يعاملها كأداة متعة ، والآخر يقدّم نفسه لخلاصها . الأول يخالها خليلة ، والثانى يعاملها كإبنة .
رجل يقابلها فى سرية ، والثانى يحامى عنها على الملأ .
لقد وجدتْ أخيراً نوعاً آخر من الحبيب : الحبيب الحقيقى !