تنفرد مصر بموقعها الجغرافي المتميز الذي يربط قارتها أفريقيا بالقارتين الأسيوية والأوروبية، ولذلك صارت مطمعا للأمبراطوريات العظمى منذ فجر التاريخ بداية بالهكسوس والفرس مرورا باليونانيين والرومان وصولا للماليك والعثمانيين وأخيرا بريطانيا العظمى وفرنسا. فمنهم من احتل مصر طمعا في خيراتها وموقعها كمركز للتجارة العالمية ومنهم من لم يستطع فانسحب. ولكون مصر منارة الإشعاع الفكري والثقافي والأدبي والفني في منطقتها، بدليل حصول أربعة من أبنائها على جائزة نوبل في فروع مختلفة، صارت هدفا للأفكار المتطرفة والأيدولوجيات الغريبة على مجتمعها بغية تغيير هويتها الثقافية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ وبالتالي تنتقل تلك الأفكار إلى البلاد المجاورة بسبب ما أسلفنا من تأثير مصر الثقافي على من يتواصل معها. ومنذ ظهور الأخوان ومن خرج من عباءتهم، وهم كثير، دأبوا على نشر أفكار شاذة مستنبطة من بيئة بدوية وفتاوى وهابية ساعدت أموال النفط والهوس الديني على انتشارها كانتشار النار في الهشيم والتي انتبهت لها مؤخرا بعض دول المنطقة المعتدلة والواعية فبدأت في نبذها تباعا. وحديثا تحاصر مصر من جميع الجهات بميليشيات مسلحة تتخذ من الدين ستارا لتبرير أفكار وأفعال تحض على الكراهية والتكفير ونبذ الآخر وكل من ليس معهم فهو عليهم، هكذا يقولون وهكذا يتعاملون. في شمال مصر وفي غزة توجد حركة حماس والتي يأتي إسمها من حركة مقاومة إسلامية وهي لا تقاوم عدوها الأول إسرائيل وإنما تهادنه ولا تدوس له على طرف بل كل حماسها ينصب على المؤامرات على دول الجوار التي طالما ساعدتها وأيدتها في المحافل الدولية وعلى سفك الدماء داخليا وخارجيا وممارسة تجارة غير مشروعة من خلال الأنفاق التي حفرتها بينها وببن مصر التي كثيرا ما تتغاضى عن بعض تجاوزاتها رغم علم مخابراتها بها ولا ننسى إجتراءها ودخول عناصرها داخل الأراضي المصرية خلال فوضى ثورة يناير لإخراج سجناء وادي النطرون. وبالرغم من أن مصر تتبنى القضية الفلسطينية وتدافع عنها وتحاول رأب الصدع بين الفلسطينيين أنفسهم، إلا أن هذه العصابة تتفنن في إضاعة الوقت وإفشال المفاوضات بين فتح وحماس ليبقى الوضع في غزه على ما هو عليه. مما تقدم، يجب على مصر إظهار العين الحمراء لحماس حتى ترتدع وتعمل ألف حساب لمصر التي لديها الكثير من الوسائل لفعل ذلك. إلى الغرب توجد في ليبيا فلول الإخوان ومرتزقة داعش التي تناهض الدولة الليبية مستغلة الفوضى وعدم وجود الدولة أصلا وأكم من عمليات إرهابية داخل مصر انطلقت من ليبيا، ولولا التعاون بين الجيشين المصري والليبي لما خفت وتيرة تلك الهجمات. جنوبا أضف عصابات الإخوان الموجودة بكثافة وااتي أيدها ومولها الغير مأسوف عليه الإخواني الأصلي البشير بالشؤم. ويكمن الحل، في رأي الكثيرين، في أن تقاوم مصر الفكر المتطرف بالفكر المستنير وأن تقيم الندوات وتطلق المفكرين في كل ربوعها لدحض الأفكار الظلامية بالإضافة إالى توعية النشء منذ الطفولة بقيم المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين جميع أطراف المجتمع على اختلاف اطيافهم. والأهم هو منع الفضائيات وأرباب الفتنة من التواجد على الساحة وزرع الأفكار المتطرفة، وإثارة اللغط والفتنة بين فئات المجتع الواحد وإلا فأننا كمن ينفخ في الهواء.