منذ سقوط القذافي عمت الفوي في أرجاء ليبيا وهاجرت إليها ميليشيات مرتزقة مسلحة من سوريا والعراق. هذه الميليشيات موالية لحكومة اسؤاج المعترف بها دوليا ومناوئة للجيش الليبي الوطني بقيادة حفتر المدعوم من مصر. وقد أثار السراج ققا إقليميا ودوليا كبيرا بطلبه دعما عسكريا بقوات برية وبحرية وجوية مما يؤثر أمنيا عى الدول المحيطة بليبيا كمصر وتونس والجزائر من جراء هذا التدخل الأجنبي. إن "أطماع أردوغان فجرت صراعات كثيرة في المنطقة وها هو يفجر صراعا إقليميا خطيرا في شرق المتوسط ... والأكيد أن ما يريده أردوغان يمضي في أكثر من اتجاه، فهو عبر الاتفاق العسكري مع السراج يجد منفذا لتسليح الإرهابيين بشكل رسمي، وينقل المعركة لوجستيا إلى الأراضي الليبية، من خلال وجود أقرب ما يكون لقاعدة تركية على الأراضي الليبية". "وصول قوات تركية إلى ليبيا ربما يشعل فتيل حرب إقليمية في المنطقة بأسرها، ويبدو أن الرئيس أردوغان على حافة الإقدام على المغامرة أو المقامرة الأكبر في حياته السياسية، خاصة أن مغامرته الأخرى في سوريا عادت عليه بالعديد من المشاكل والإخفاقات، فلم ينجح في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وحكمه، وتنصيب حلفائه مكانه في قصر الرئاسة في دمشق". "الرئيس إردوغان لا يريد أن يتكرر السيناريو المصري في ليبيا، وأن يتحول الجنرال حفتر إلى عبد الفتاح سيسي آخر، والقضاء بالتالي على آخر حكم للإسلام السياسي الداعم لحكومة السراج في طرابلس، في أفريقيا والوطن العربي، ولهذا سيلقي بكل ثقله العسكري والسياسي خلف هذه الحكومة، وهو خيار مكلف جدا ماديا وبشريا وسياسيا". في الوقت الذي بدا فيه التوتر متصاعدا على الساحة الليبية، منذ إعلان الجنرال خليفة حفتر، قائد قوات شرق ليبيا، الخميس 12 كانون الأول ديسمبر، عن بدء المعركة الحاسمة لانتزاع السيطرة على العاصمة طرابلس، يتصاعد توتر مواز، بين كل من القاهرة وأنقرة بشأن ليبيا، متحولا من الدبلوماسي إلى العسكري، ومثيرا مخاوف الكثيرين من مواجهة عسكرية مصرية- تركية على الأرض الليبية. إن "طرفي هذه الحرب من الليبيين، أي الجنرال حفتر وحكومة السراج، مسئولان عن حالة التدهور والفوضى وعدم الاستقرار الذي تعيشه ليبيا ... الشعب الليبي الذي كان وما زال يتطلع إلى الأمن والاستقرار والحياة الكريمة هو ضحية الجانبين".