عبير حلمى

الغُلب… أم المُـغـاَلبـة

بقلم/ عبير حلمى

للقارئ‭ ‬المستنير‭ ….‬

نحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التحدي،‭ ‬عصر‭ ‬العلم‭ ‬والتكنولوجيا، عصر‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية.‭ ‬

وأيضا‭ ‬الحروب‭ ‬البيولوجية وبالرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والتحديات لا‭ ‬يزال‭ ‬البحث‭ ‬قائم‭  ‬عن‭ ‬الحقيقة وتأمل‭ ‬الأحداث‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬واهتمام.‭ ‬

استطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لك‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬السعيد‭ ‬أنك‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الغَلبة‭ ‬وهي‭ ‬قبول‭ ‬التحديات لأنك‭ ‬تجاهد‭ ‬لمعرفة‭ ‬الحق‭ ‬و‭ ‬تحارب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تعرفه‭ ‬ولا‭ ‬تراه‭ ‬من‭ ‬قبل فإنة‭ ‬شئ‭ ‬خفي‭ ‬لا‭ ‬تراه‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة ولا‭ ‬يلفت‭ ‬له‭ ‬نظر‭ ‬أبدا‭ ‬ولا‭ ‬صوت‭ ‬له ويتسلل‭ ‬لك‭ ‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ …‬

ولذلك‭ ‬فأنت‭ ‬تحارب‭ ‬و‭ ‬تصارع‭ ‬مالم‭ ‬تعرفه‭ ‬أو‭ ‬تستوعب‭ ‬ماهو‭ ‬ذلك؟‭ ‬

بالحق‭ ‬فيروس‭ ‬غريب‭ ‬الأطوار‭ ‬وعليك‭ ‬يا‭ ‬سيدي‭ ‬الفاضل‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬عنصرين‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الحياة‭‬‭ ‬الموت‭…. ‬أم‭ ….‬البقاء، وهناك‭ ‬صفتين‭ ‬للتحقيق‭ ‬و‭ ‬للتأكيد‭ ‬وأنت‭ ‬وحدك‭ ‬سيد‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬‬الغُلب‭ ….‬أم‭ ….‬الغَلبة‭‬ والخط‭ ‬الفاصل‭ ‬بينهم‭ ‬خط‭ ‬ضعيف‭ ‬يكاد لا‭ ‬يُرى‭ ‬أيضا‭ ‬وهو‭ ‬خط‭ ‬هزيل‭ ‬الضعف‭ ‬يدعى‭ ‬الاستسلام‭ ‬فإن‭ ‬استسلمت‭ ‬أصبحت‭ ‬مغلوب‭ ‬على‭ ‬أمرك‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لك‭ ‬ولا‭ ‬قوة‭ ‬وإن‭ ‬جاهدت‭ ‬لك‭ ‬وحدك‭ ‬الإنتصار‭ ‬بقوة‭ ‬الإرادة‭ ‬وعزيمة‭ ‬الرجال‭ ‬وثقتك‭ ‬بنفسك و‭‬بربك‭ ‬خالق‭ ‬كل‭ ‬الكائنات والإيمان‭ ‬قوة‭ ‬وانتصار‭ ‬أيضا‭ ‬فهو‭ ‬ضابط‭ ‬الكل‭ ‬وخالق‭ ‬الأرض والسموات‭ ‬والقادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شئ ويجب‭ ‬عليك‭ ‬أيضا‭ ‬أيها‭ ‬البطل‭ ‬المحارب‭ ‬الوثوق‭ ‬فمن‭ ‬حولك‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬حال‭  ‬الوقوع‭  ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬فهم‭ ‬حولك‭ ‬الأسرة‭ ‬و‭ ‬الدولة‭ ‬للمعونه والسند‭. ‬

عبور‭ ‬المشاقات‭ ‬لتستعيد‭ ‬قوتك‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لتتمتع‭ ‬بمقدرات‭ ‬الحياة‭ ‬ومنح‭ ‬الخالق‭ ‬الرّٰحمن‭ .‬

أيها‭ ‬القارئ‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬فضلك‭ ‬أرجو‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬منْ‭ ‬فينا‭ ‬أو‭ ‬بيننا‭ ‬؟

ومنْ‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬حولنا‭ ‬؟‭ ‬

لم‭ ‬يمر‭ ‬بالتجارب‭ ‬والمحن‭ ‬و‭ ‬الحروب‭ ‬وأصعب‭ ‬الظروف‭ ‬و‭  ‬الوقوع‭  ‬في‭ ‬محك‭ ‬مع‭ ‬النفس‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الغير‭ ‬؟؟؟؟

فأنت‭ ‬تعلم‭ ‬جيداً‭  ‬ما‭ ‬مرّ‭ ‬علينا من‭ ‬محن‭ ‬وصعاب‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬ونهاية‭ ‬بحرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬المجيدة ومن‭ ‬ثمْ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الثورات‭ ‬تُعلن‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬عنيد‭ ‬يحكم‭ ‬مصيره‭ ‬بنفسه‭ ‬وله‭ ‬وحده‭ ‬القرار والآن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬تحدي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬جدااا

وهو‭ ‬مرض‭ ‬بفيروس‭ ‬احتاج‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وهو‭…… ‬السيد‭ ‬كورونا الذي‭ ‬أرهب‭ ‬سكان‭ ‬الأرض‭ ‬ونستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬وجعلهم‭ ‬رهبان‭ ‬أيضاً‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬بمخدعه‭ ‬يناجي‭ ‬ربه‭ ‬لرفع‭ ‬هذا‭ ‬الابتلاء‭ ‬و‭ ‬يترجى‭ ‬عودة‭ ‬الأحوال كما‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬قبل كنا‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬و‭ ‬عطايا‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬ندرك‭ ‬يوماً أو‭ ‬نشكر‭ ‬يوماً‭ ‬على ‬التنفس‭ ‬بدون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬التنفس‭ ‬الطبيعي‭ ‬بدون‭ ‬أجهزة‭ ‬أو‭ ‬التنفس‭ ‬بدون‭ ‬تكلفة‭ ‬لثمن‭ ‬الهواء‭ ‬الذي‭ ‬نتنفسه.

والآن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نشكر‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬بخير‭ ‬و‭ ‬لنتابع‭ ‬و‭ ‬نلاحظ‭ ‬و‭ ‬نتوقع‭ ‬أصعب‭ ‬المشاهد‭ …..‬

وهو‭ ‬أن‭ ‬يصاب‭ ‬البعض‭ ‬منا‭  ‬أو‭ ‬يموت‭ ‬بالفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله وهنا‭ ‬يبدأ‭ ‬التحدي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬الغُلب‭ …‬أم‭ ….‬المغالبة، الموت‭ ….‬أم‭ ….‬الحياة،‭ ‬وبالطبع‭ ‬سيكون‭ ‬لك‭ ‬ولي‭ ‬ولكل‭ ‬منا‭ ‬دور.‭ ‬

والسؤال‭ ‬الآن‭ ‬منْ‭ ‬منا‭ ‬معرض للاصابة‭ ‬بالفيروس؟

الأكثر‭ ‬عُرضه‭ ‬للفيروس‭ ‬و‭ ‬للعدوى‭ ‬هم‭ … ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬هم‭… ‬ذو‭ ‬المناعة‭ ‬الضعيفة، ذو‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬لنمو‭ ‬وتكاثر‭ ‬الفيروس‭ ‬وسرعة‭ ‬انتشاره‭ ‬بيننا‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يدعى‭ ‬الزحام،‭ ‬الاهمال‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله.‭ ‬

وعلى‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬بداية‭ ‬التحدي‭ ‬من‭ ‬الآن‭…‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬بالوصول‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الضئيل‭ ‬الحجم‭ ‬سريع‭ ‬الانتشار.‭ ‬

فلا‭ ‬للاستسلام‭ ‬ودعوة‭ ‬للتفاؤل‭ ‬والأمل‭ ‬فهم‭ ‬المفتاح‭ ‬الأساسي‭ …. ‬مفتاح‭ ‬الحياة فكيف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬؟؟؟

بقبول‭ ‬التحدي‭ …. ‬لا‭ ‬تضيع‭ ‬الفرصة،‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ …‬التحدي‭ ‬ب‭ ‬الرياضة‭ ‬ثم‭ ‬الرياضة‭ ‬الأكل‭ ‬الصحي‭ ‬والالتزام‭ ‬بكافة‭ ‬التعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬والوقائية.

ذو‭ ‬المناعة‭ ‬الضعيفة‭ …. ‬التحدي‭ ‬ب‭ ‬الشمس‭ ‬ثم‭ ‬الشمس‭ ‬والطعام‭ ‬الصحي‭ ‬و‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬الخضار‭ ‬والفاكهه‭ ‬وشرب‭ ‬السوائل،‭ ‬الإهمال‭ ‬والاجواء‭ ‬المتاحة‭ ‬للفيروس

‭‬الزحام‭ … ‬عليك‭ ‬الالتزام‭ ‬بالبيت‭ ‬وبكافة‭ ‬التعليمات‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحكم‭ ‬والحجر‭ ‬عليكم و‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجنب‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬لكم‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬إصابة‭ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله وهنا‭ ‬تحدي‭ ‬للظروف‭ ‬تحدي‭ ‬للبقاء تحدي‭ … ‬يصل‭ ‬بك‭ ‬لبر‭ ‬الآمان أعترف‭ ‬أني‭ ‬لستُ‭ ‬بطبيب‭ ‬ولستُ‭ ‬باستشاري‭ ‬أمراض‭ ‬نفسية‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬مثلك‭ ‬تمام‭ ‬اتحدث‭ ‬معك‭ ‬ومع‭ ‬نفسي‭ ‬بصوت‭ ‬عالي‭ ‬للإيقاظ‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬غفو‭ ‬أو‭ ‬سهو‭ ‬فنحن‭ ‬إمتداد‭ ‬أصول‭ ‬أجدادُنا‭ ‬الفراعنه‭ ‬وما‭ ‬بالك‭ ‬بالفراعنة‭ ‬أيها‭ ‬الفرعون‭ ‬الصغير‭‬، ‬نحن‭ ‬حضارة‭ ‬‮0007‬‭ ‬سنة‭ ‬وبناء‭ ‬الأهرامات‭ ‬وأبي‭ ‬الهول.

نحن‭….. ‬خير‭ ‬جنود‭ ‬الأرض.‭ ‬

نحن‭… ‬أبطال‭ ‬التحدي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور. ‬

ولفت‭ ‬نظري‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬تحدي‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬جديد‭ ‬تماماً‭ ‬بروح‭ ‬المرح‭ ‬لكسر‭ ‬الملل‭ ‬واليأس‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬والتمتع‭ ‬بالحياة‭ ‬مهما‭ ‬حصل‭‬، فــ‭ ‬لكل‭ ‬محنه‭ … ‬منحه‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عزّ‭ ‬وجل تحدي‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ….‬‬ضع‭ ‬صورتك‭ ‬وأنت‭ ‬صغير تحدي‭ …‬اعزف‭ ‬موسيقى‭ ‬بالبلكون، تحدي‭ …‬العب‭ ‬راكت‭ ‬من‭ ‬الشباك، تحدي‭ ….‬برامج‭ ‬كثيررر‭ ‬للهزار‭ ‬والمهزار،‭ ‬والنكت‭ ‬والمواقف‭ ‬الساخرة.

بالحقيقة‭…‬نحن‭ ‬شعب‭ ‬ملناش‭ ‬حل‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ….‬

وعندما‭ ‬شاهدت‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬استاء‭  ‬أبدااااا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭……‬

‭ ‬بل‭ ‬بالعكس‭ ‬شكرت‭ ‬ربنا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬التفاؤل‭ ‬و‭ ‬المرح‭ ‬والنشاط‭ ‬رغم‭ ‬الحذر‭ ‬والحظر،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬سابقاً‭ ‬يا‭ ‬أما‭ ‬ذلك‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬فالنلاحظ‭ ‬انفسنا‭ ‬جيداً‭….‬

‭‬الغُلب‭ .. ‬أم‭ .. ‬الغَلبة‭‬ .. ‬أيهما‭ ‬تختار؟‭!‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى