شعر

أين أنت.. وأين هم الآن ؟

شعر للمهندس/ مجدى عزيز

أين‭ ‬من‭ ‬حاكموك‭ ‬يا‭ ‬أبّرَ‭ ‬الأبرياء

أين‭ ‬من‭ ‬أتهموك‭ ‬

وبظلم‭ ‬أدانوك

أقاموا‭ ‬الأسوار

ورفعوا‭ ‬الجدار

وقاموا‭ ‬بالإختفاء

وراء‭ ‬ادعاءات‭ ‬باطله

وراء‭ ‬اتهامات‭ ‬ظالمه

لم‭ ‬يمنعهم‭ ‬الحياء

عن‭ ‬الكذب‭ ‬وعن‭ ‬البهتان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

حاكموك‭ ‬وهم‭ ‬المذنبون

بجريهم‭ ‬وراء‭ ‬الظنون

وتركوك‭ ‬وحدك‭ ‬فى‭ ‬البستان

بلا‭ ‬رفيق‭ ‬أو‭ ‬صدر‭ ‬حنون‭      

أبعدوا‭ ‬عنك‭ ‬الأصدقاء

بتأويل‭ ‬للكلام‭ ‬وبالإفتراء

ضائعة‭ ‬حياتهم‭ ‬وبلا‭ ‬مضمون

وتعبيرات‭ ‬وجوههم‭ ‬بلهاء

رؤوسهم‭ ‬فارغة‭ ‬بلا‭ ‬أذهان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

لم‭ ‬يجدوا‭ ‬فيك‭ ‬علّةً‭ ‬أيها‭ ‬البار

غير‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يعرفوك

يا‭ ‬فاحص‭ ‬الكلى‭ ‬والقلوب

ياعالم‭ ‬الأسرار

أين‭ ‬مرضاهم‭ ‬ومن‭ ‬شفيت

أين‭ ‬موتاهم‭ ‬ومن‭ ‬أقمت

أين‭ ‬السامريه

أين‭ ‬منك‭ ‬المجدليه

وكم‭ ‬من‭ ‬خطاة‭ ‬قد‭ ‬سامحت

أين‭ ‬هيرودس‭ ‬وقيافا‭ ‬وحنان

أين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

حاكموك‭ ‬من‭ ‬وصمتهم‭ ‬بالرياء

أدانوك‭ ‬يا‭ ‬أنقى‭ ‬الأنقياء

من‭ ‬يصلون‭ ‬أوقاتهم

ويصومون‭ ‬طقوسهم

كى‭ ‬يظهروا‭ ‬للناس‭ ‬أتقياء

وجوههم‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬مبيّضَه

ونياتهم‭ ‬على‭ ‬السوء‭ ‬مبيّتَه

إلى‭ ‬العيون‭ ‬فقط‭ ‬ينظرون‭ ‬

وأنت‭ ‬تنظر‭ ‬القلوب‭ ‬ولا‭ ‬يعلمون

لم‭ ‬يفهموك‭ ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬الإنسان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

أهانوك‭ ‬ياجبل‭ ‬الكبرياء

ياآخر‭ ‬شمعة‭ ‬تضئ

ليالى‭ ‬الشر‭ ‬السوداء

ياآخر‭ ‬زهرة‭ ‬تفئ

برائحة‭ ‬بخور‭ ‬السماء

ياشجرة‭ ‬الحياة‭ ‬المثمره

فى‭ ‬صحارى‭ ‬الغربة‭ ‬والتوهان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

قتلوك‭ ‬يا‭ ‬أوفى‭ ‬الأوفياء

قتلوك‭ ‬وكنت‭ ‬هواهم

وآخر‭ ‬حب‭ ‬أتاهم

فى‭ ‬زمن‭ ‬عَزّ‭ ‬فيه‭ ‬الوفاء

أشبعتهم‭ ‬بالحنان

وشعروا‭ ‬معك‭ ‬بأمان

لم‭ ‬يجدوه‭ ‬فى‭ ‬الأقرباء

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬الإمتنان

لأجمل‭ ‬زمن‭ ‬عاشوه

لأوفى‭ ‬حب‭ ‬عرفوه

راحوا‭ ‬فى‭ ‬غفلة‭ ‬النسيان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

سلموا‭ ‬أنفسهم‭ ‬للضياع

وتشتتوا‭ ‬فى‭ ‬البقاع

إنتقام‭ ‬عدالة‭ ‬السماء

لا‭ ‬أمل‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬رجاء

جزاء‭ ‬إحسا‭ ‬نٍ‭ ‬بِشَرٍ‭ ‬جازوك

رفضوك‭ ‬وأنت‭ ‬الحبيب

وانساقوا‭ ‬وراء‭ ‬وهم‭ ‬غريب‭     

فليس‭ ‬لهم‭ ‬معك‭ ‬نصيب

من‭ ‬ديارهم‭ ‬أخرجوك‭             

فاستحقوا‭ ‬لعنة‭ ‬الآباء

إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وحتى‭ ‬الإنقضاء

ولم‭ ‬يعودوا‭ ‬شعبك‭ ‬الذى‭ ‬كان

فأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

لماذا‭ ‬أتيت‭ ‬إليهم

كان‭ ‬حبك‭ ‬كثيراً‭ ‬عليهم

فلم‭ ‬يتحملوه

وأهملوه

كأنهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يوماً‭ ‬عاشوه

أتيت‭ ‬إليهم‭ ‬كالصباح‭ ‬الجديد

لكنهم‭ ‬أحبوا‭ ‬الظلماء

ورفضوا‭ ‬الفجر‭ ‬الوليد

تركوا‭ ‬الواحة‭ ‬الخضراء

وفضلوا‭ ‬التيه‭ ‬فى‭ ‬الصحراء

فلم‭ ‬يعد‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬فكرك‭ ‬مكان

وأين‭ ‬أنت‭..‬وأين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

أنت‭ ‬على‭ ‬عرشك‭ ‬مخضب‭ ‬بدماء

نَزَفت‭ ‬بمرارة‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬الأحباء

أنت‭ ‬فى‭ ‬عليائك‭ ‬

مكلل‭ ‬بالمجد

مبجل‭ ‬فى‭ ‬سمائك‭ ‬

وأتممت‭ ‬الوعد

قدرتك‭ ‬تملأ‭ ‬الدنيا

وكلمتك‭ ‬هيا‭ ‬العليا

على‭ ‬الأرض‭ ‬وفى‭ ‬السماء

أنت‭ ‬كما‭ ‬أنت‭ ‬وسنوك‭ ‬لاتبلى

أروع‭ ‬جمالاً‭ ‬من‭ ‬البشر

لا‭ ‬أطيب‭ ‬ولا‭ ‬أحلى

أيدت‭ ‬شعبك‭ ‬بالرجاء

ولم‭ ‬يعد‭ ‬للخطية‭ ‬سلطان

فأين‭ ‬هم‭ ‬‮…‬‭ ‬أين‭ ‬هم‭ ‬الآن؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى