مقالات رأى مختلفة

اجعل من الغربة وطناً

بقلم/ دكتور وليد صلاح الدين

(الغنى فى الغربة وطن والفقر فى الوطن غربة) ..الاحوال الاقتصادية دفعت الكثير لترك اوطانهم سعيا وراء الرزق وتحسين وضعهم المادى وتلك الغربة تؤثر سلبا على الانسان واولى هذه الاثار مايطلق عليه الخبراء النفسيون مرض الحنين او (home sick) هذا المرض ليس له علاقة بنجاح الشخص المغترب او فشله.

ومن اثار الغربة السلبية تغيير البيئة التى يعيش فيها الفرد وانتقاله الى بيئة مختلفة فى لاعادات والتقاليد حيث ان الفرد بحاجة الى فترة للتاقلم على بيئته الجديدة وهى من اصعب الفترات فى الغربة فترة التاقلم الاولى وهناك الكثير من المهاجرين من يفشل فى التاقلم على البيئة الجديدة ويعود الى وطنه سريعا.

ولقد قابلت شابا فى الثلاثين من عمره فى احدى الاستشارات النفسية ظل اعواما يدخرالمال من اجل السفر وبالفعل سافر الى احدى الدول العربية لكنه لم يتحمل الابتعاد عن اسرته والعمل فى وظيفة بسيطة فى البداية والسكن المشترك لم يتحمل الابتعاد عن وطنه رغم وجود حلم السفر فالحلم دون تخطيط هو مجرد امنية لكن الحلم مع وجود التخطيط لا يمكن ايقافه.

فكل مرة تجازف فيها بالخروج من دائرة الارتياح الخاصة بك الى عالم مجهول تجد احتمال الرفض قائما ولكن مان لم ترغب فى المخاطرة فربما تعلق فى منطقة الاحباط والقيود التى تفرضها ذاتك وينتهى بك الحال الى الفشل .

وخلال السعى وراء اى هدف قد تشعر احيانا بفتور الهمة وتشعر برغبة فى الاستسلام لكى تنجح يجب ان تكون مستعدا لمصارعة الخوف وصفع الرغبة فى الاستسلام ويجب ان تعزز دوافعك وقوتك مجاوزا الخوف من الفشل.

صديقى المغترب:قد تشعر بالارهاق هذا امرا طبيعيا انت لست ضعيف الارادة انت انسان والاهداف الكبيرة تستغرق وقتا ومجهودا وماتفعله اليوم سيحدد مستقبلك وتذكر ان الفشل ليس نهائيا الا اذا استسلمت له قال مايكل جوردن (لقد اخفقت فى اصابة 9000رمية خلال مسيرتى المهنية وخسرت تقريبا 300 مباراة ,لقد وثقوا بى ستا وعشرين مرة لاحرز الرمية الفاصلة فى المباراه لكنى اخفقت .لقد فشلت مرارا وتكرار فى حياتى ولهذا السبب نجحت).

ان النجاح والفشل توامان متطابقان لا يمكنك ان تحصل على احدهما دون الاخر.

ان التاقلم فى الغربة يحتاج شجاعة كافية للتعرض للمخاطرة والعمل فى اكثر من وظيفة فى نفس الوقت ومواجهة المنافسة فى العمل خصوصا من ابناء نفس البلد وتحمل السكن المشترك وعقد صداقات جديدة.

وتذكر دائما صديقى المغترب ايا كان ماتريده من هذه الحياه ارسم له صورة محددة بوضوح واكتب كل الموارد الشخصية والمواهب الفطرية والمهارات لديك التى يمكنك استغلالها لتحقيق هدفك.

دائما طور من نفسك ومن مهاراتك ومن المؤسف ان غالبية الناس الذين يشكلون 80%لا يبذلون اى جهد لرفع مستوى مهاراتهم , فوفقا لما اورده (جيوفرى كولفين) فى كتابه talent is overrated, المنشور عام 2009 فان معظم الناس يتعلمون اداء وظائفهم فى العام الاول من تاريخ التحاقهم بها ثم بعد ذلك لا يسعون الى تطوير انفسهم ابدا اما المتفوقون فى كل مجال هم فقط من يلتزمون بالتطوير المستمر من تلقاء انفسهم.

وضع هدفك نصب عينيك على ان يكون هذا الهدف واقعيا ومحدد واجعل لهدفك موعد نهائى محدد ففرصتك فى النجاح تزداد عندما يمكنك ان ترى متى سيتحقق هدفك وسيعطيك الموعد النهائى الواقعى بؤرة واضحة لها بدايه ونهاية وقد تحتاج لنصيحة بعض المغتربين السابقين قبل ان تبدا فى اهداف معينه ويجب ان تفكر بالتاكيد فى ان تطلب من شخص واحد علاقل ان يؤيدك بينما تعمل على تحقيق هدفك.

ان عدم وجود خطة زمنية محددة لتحقيق هدفك من الاغتراب يجعل السنوات تمر دون ان تشعر بها ففى احدى الجلسات النفسية جائنى رجلا فى الخمسين من عمره عاد الى وطنه بعد 22 عاما من الغربة فى احدى الدول الاوربية وطوال هذة السنوات كان يحلم بالعودة الى وطنه لكن بعد عودته شعر بالغربة فى وطنه فلم يعد شيئا كما كان العائلة والاصدقاء والجيران حتى معالم الشوارع لم تعد كما هى مما اصابه بصدمة نفسية جعلته قابعا فى منزله وظل يتابع اثر من ستة اشهر للتاقلم مرة اخرى على العيش داخل وطنه من جديد.

ومن اهم المقومات الى تساعدك صديقى المغترب على عدم الشعور بالغربة هى عقد الصداقات والتفاعل الاجتماعى وممارسة الهوايات اثناء اوقات الفراغ وممارسة الرياضة.

تذكر دائما صديقى المغترب هنا دائما ثمن لما سنحصل عليه لا تجعل الغربة تاخذ هذا الثمن من روحك واجعل وطنك بداخلك اينما ذهبت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى