تقاريرطرائففنون وثقافة

الساعات الأخيرة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم

تحقيق: نبيل سيف

بعد 45 عاما على رحيلها

الساعات الأخيرة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم

– اخر كلماتها لعبد الوهاب :عايزين نشتغل !!

– نقل صفائح دموية يؤخر رحيل ام كلثوم عدة اسابيع

– الجماهير تخطف النعش من سيارة الاسعاف

– طبقة حناء على القبر بعد تغطيته بالتراب

– تغيير خط سير الجنازة بعدما فقد الشرطة السيطرة

– قلادة النيل جعلت الجنازة عسكرية

قبل أيام قليلة من رحيلها وتحديدا يوم الجمعة الأخيرة فى حياتها ،زار الموسيقار عبد الوهاب كوكب الشرق أم كلثوم بمنزلها بالزمالك فى لقاء استمر لمدة ساعة كان يطمئن عليها ،بعدما تحسنت حالتها الصحية ،وحينا سئلته:

  • هانشتغل متى يا محمد ؟

  • فاجبها: انا انتهيت خلاص من الاغنية الدينية الى اتفقنا عليها ,شايف اننا نسجلها اولا على اسطوانة.

  • فقالت: ده الى كنت بفكر فيه !!

  • فرد عليها: يبقى شد حيلك وانا تحت امرك.

ومد يده مصافحا لها ،دون ان يعلم انه يودعها الوداع الاخير ،خاصة وانها ولاول مرة تصر على توصيل عبد الوهاب بنفسها الى بوابة منزلها …….ولكنه القدر ،حيث عاد عبد الوهاب الجمعة التالية الى الفيلا ،ولكنه معزيا فى رحيل كوكب الشرق أم كلثوم.

 هل اصيبت أم كلثوم بالفشل الكلوى ؟؟

قبل عامين من رحيلها اصيبت أم كلثوم بالتهاب فى الكليتين ادى الى ضعف عام ،وانيما حادة ،طارت على اثرها كوكب الشرق الى انجترا حيث مستشفى “لندن  كلينك ” ،حيث تم علاجها من المرض على يد اخصائيين عالميين ،ثم طارت الى الولايات المتحدة ،حيث بقيت فى بوسطن حتى صيف 1974 ـقبل ان تعود للقاهرة .

 شرايين أم كلثوم تستجب لعشاقها:

 قبل رحيلها بفترة  تعرضت لانتكاسة صحية ،كان من عواقبها هبوط نسبة الصفائح الدموية فى عروق أم كلثوم الى 37 الف، فى حين كان مفروض ان تكون فى الجسد الطبيعى 450 الف ،وعلى الفور تم تشكيل كونسولتو ضم عدد كبيرا من الاطباء منهم الدكتور / على المفتى،ونجيب المحلاوى،واسماعيل أبو جبل ،وصادق صبور،ورشاد برسوم ،ويحيى طاهر،وانضم اليهم فريق من كبار اطباء مستشفى المعادى للقوات المسلحة ،حيث اصوا جميعا  بنقل صفائح دموية لام كلثوم ،وذلك لوقف النزيف ،وتمت العملية بنجاح ،واثبتت التحاليل التى قام بها الدكتور عبد العزيز حسنين ،تغلب الفنانة الكبيرة على نوبة المرض.

 أم كلثوم وصحوة الموت

كان من نتائج العملية ان عادت ام كلثوم الى عافيتها ،وكان اول زائر لها فى غرفة المستشفى السيدة/ جيهان السادات ،وبعد ايام كان فى استطاعتها الجلوس على مقعدها المميز بجوار غرفة نومها المطلة على نيل الزمالك ،وعادت الانوار تضيىء منزل ام كلثوم مرة اخرى،وعاد هاتف المنزل يدق طوال اليوم ،مابين رئيس دولة  يتصل لاطمئنان على صحتها ،او وزير مصرى او عربى يدعوا لها بسلامة العودة ،لكن القدر كان بالمرصاد ،وكانت عودتها الى فيلاتها بالزمالك هو عودة النهاية قبل الرحيل الى الخالق البارى.

 جثمان كوكب الشرق فى الثلاجة

 سجى جثمان أم كلثوم بثلاجة مستشفى المعادى منذ ليلة 3 فبراير ،بعدما اغلقت المستشفى ابوابها فى وجه كل من حاول الدخول،ووضعت الشرطة العسكرية فى كل مكان طبقا للتقاليد لمن يحمل قلادة النيل ،لينقل الجثمان فجر يوم تشيع جثمانها من الثلاجة الى النعش ،فى حضور ابنة شقيقتها سعدية،وبعض افراد اسرتها ،وزوجها الدكتور الحفناوى الذى وقف بعيدا من هول الموقف وهو فى حالة ذهول مما يحدث حيث لف جسدها بالحرير الابيض ..وسط قران كريم يقراءه كل الحضور.

وفى سيارة اسعاف كبيرة وصل جثمان ام كلثوم الى مسجد عمر مكرم قبل صلاة الظهرة فترة ودخل الجثمان من الباب الخلفى خوفا من اندفاع الجماهير ،الا ان الجميع تنبه ،حيث انتفضت الاوف المعزين فى انتظار خروج الجثمان بعد الصلاة  عليه ،كانت جنازة ام كلثوم رسمية بحكم انها تحمل قلادة النيل ،لذلك تقدم موكب الجنازة الموسيقى العسكرية.

الجماهير تقتحم الجنازة وتغير خط سيرها

كان من المقرر ان يبدأ موكب ام كلثوم من مسجد عمر مكرم حتى جامع تركى ،وقبل وصول الجثمان محمول على الاعناق الى ميدان طلعت حرب ،اقتحمت الجماهير الموكب ،وشاركت الشرطة فى حمل الجثمان ،ووصلت به الى جامع شركس ….حيث تم الصلاة عليه ،لتعاود الجماهير حمل الجثمان مرة اخرى فى حراسة رجال الشرطة الذين فشلوا فى وضع الجثمان فى احدى سيارات الاسعاف لنقله الى المقبرة ،ليستمر الامر حتى مسجد الامام الحسين حيث استقر الجثمان من جديد وتم الصلاة عليه …وخلال دقائق نجحت قوات الامن فى اغلاق جميع ابواب المسجد ،وجأت 3 سيارات اسعاف للتمويه ونقل الجثمان فى واحدة منهم الى القبر.

 جثمان أم كلثوم بجوار والدتها وشقيقها خالد

كانت مقبرة ام كلثوم مواجه لمقبرة النحاس باشا بمنطقة البساتين ،حيث تم طلاء جميع الارصفة والطرقات بالمنطقة المؤدية الى المقبرة بطلاء جديد منذ فجر يوم اعلان وفاتها ،فقد اشترت ام كلثوم المقبرة لتدفن فيها والدتها ،حيث كانت المقبرة مقسمة الى 4 غرف ،فى الاولى رقدت والدتها،وفى الثانية شقيقها خالد الذى توفى عام 1953 ،ام الغرفة الرابعة فكانت من نصيب ام كلثوم.

ظلت المشاعل مضاءة فى المقبرة طوال الليلة السابقة لرحيل ام كلثوم ،وبعد تغطية ارض المقبرة برمال جديدة تم فرش طبقة من الحناء ،لانها الارض التى ستحتضن جسد ام كلثوم.

بصعوبة بالغة تصل سيارة الاسعاف بجسد ام كلثوم الى باب المقبرة ،لينقل النعش خارج الاسعاف يحمل الجثمان على الاعناق وسط دوع ونجيب الحضور ،ويرفع الغطاء عن النعش ويحمل جسدها ،ليبط به 10 درجات ،ودقائق يخرج افراد اسرتها من المقبرة ،مابين مغمى عليه،واخر منهار بالبكاء ،وثالث فى حالة ذهول.

وسرعان مايتم تغطية سلم المقبرة ،ثم قرش رمال جديدة عليه،ثم تراب بعد خلطة بالماء واخير طبقة من الحناء.

وفى تمام الساعة الثانية و5 دقائق من يوم الاربعاء 5فبراير 1975 ،انتهى كل شيىء ،وصارت ام كلثوم بين يد خالقها، و صار صوتها ذكرى فى قلوب ،واذان  محبيها وعشاقها فى كل انحاء العالم.

انها ايام ” ثومة ” الاخيرة بعد 45 عاما من رحيلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى