الأخطاء الإملائية واللغوية أصبحت شوكة في مجالات الكتابة، يقع فيها الكثيرون.
أحيانا تطرح الفكرة لكتابة نوع من أنواع الأدب ، مهما كان إحتوائها لكن الأخطاء اللغوية تُعرض للنقد اللغوي. وهنا تأتي العلاقة بين الكاتب و الناقد لتصحيح المسار اللغوي الذي يسمو بكامل أدبيته و رونقته و أن يكون النص ذو كتابة منمقة.
ولا نحب أن نذكر أنها علاقة عكسية بل علاقة متلازمة.
على سبيل المثال هناك دراسات نقدية توصلت إلى أخطاء لغوية للأديب نجيب محفوظ في إحدى رواياته رغم أن هذا لا ينقص من مقامه الأدبي ولكن لا نسلم أحياناً من الأخطاء اللغوية.
سأذكر على سبيل المثال الدراسة النقدية التي قام بها الكاتب والمترجم (مولود بن زادي) في نقده لرواية (زقاق المدق) للأديب نجيب محفوظ، و سوف أذكر منها بعض الأخطاء اللغوية التي توصل إليها في نقده لهذه الرواية.
أولاً: حين قال (سوى رباط رقبته ونهض قائما) لا يجوز إستعمال كلمتي نهض وقياما معاً ولهما نفس المعنى، فذلك من باب الحشو. جاء في لسان العرب: (النهوض هو البراح من الموضع والقيام عنه، ونهض ينهض نهضاً ونهوضاً وإنتهض أي قام) ويتكرّر هذا الخطأ كثيرا، بلا جدوى.
ثانياً: أيضاً عندما قال (كان جعدة طويلا لحدّ مفرط) الصواب أن نقول:
إلى حدّ مفرط، على منوال”: إلى حدّ بعيد، إلى حدّ ما، ونقول: لم يصلني ردّ إلى حدّ الساعة وليس لحدّ الساعة، ولحدّ تُستعمل كثيراً في اللهجة العامية ومعروفة في اللهجة المصرية. وغيرها من الأخطاء اللغوية التي وردت بالدراسة النقدية عن هذه الرواية.
وأن النقد اللغوي أقدم عند العرب من النقد الأدبي. وكان لظهور النقد اللغوي أهمية كبرى لرصدهم الظواهر السلبية في اللغة على وفق مستوياتها.