صحة وتغذيةعاجل

أكل‭ ‬ولا‭ ‬فرانكنشتاين – ‭ ‬Frankenstein

بقلم دكتور/ بـاســم أيـوب - Dr. Basim Ayoub, MD, FHM, DABOM

أكل‭ ‬ولا‭ ‬فرانكنشتاين (‭ ‬(Frankenstein

لعبة‭ ‬سعرات‭ ‬ولا‭ ‬مغالطة‭ ‬دهون‭ ‬شريرة؟‭! ‬من‭ ‬هو‭ ‬فرانكنشتاين(Frankenstein)؟‭!‬ 

شخصية‭ ‬خيالية‭ ‬ألفتها‭ ‬المؤلفة‭ ‬الشهيرة‭ ‬ماري‭ ‬شيللي‭ ‬Mary Shelley‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮١٨٢٨‬‭ ‬وهي‭ ‬تـروي‭ ‬عن‭ ‬عـالم‭ ‬إسمه‭ ‬فكتور‭ ‬فرانكنشتاين‭ ‬الذي‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬سوية‭ ‬خلق‭ ‬و‭ ‬صنع‭ ‬مسخًا‭ ‬آدميا‭ ‬ووحشاً‭ ‬قبيح‭ ‬الصـورة‭ ‬فاقـدا‭ ‬الروح‭ ‬الآدمية‭! ‬وهذا‭ ‬عزيزي‭ ‬القاريء‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أتخيله‭ ‬كل‭ ‬مره‭ ‬أرى‭ ‬فيها‭ ‬مأكولات‭ ‬ومشروبات‭ ‬منزوعة‭ ‬الدسم

أو‭ ‬قليلة‭ ‬الدسم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أي‭ ‬أكل‭ ‬صناعي‭ ‬فاقد‭ ‬نفخة‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬خالقه‭!‬

منزوع‭ ‬الدسم‭ ‬وقليل‭ ‬الدسم‭ ‬وخالي‭ ‬الدسم‭ – ‬مشروب‭ ‬غازي‭ ‬بدون‭ ‬دهون‭ ‬مشبعة‭ ‬و‭%‬0‭ ‬دهون‭ ‬مشـبعـة‭ ‬و‭ %‬2

دهون‭ ‬فقط‭. ‬

ماذا‭ ‬حدث‭ ‬للدنيا؟‭!‬

فعلاً‭ ‬هرم‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إنقلب‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينيات‭ ‬وليتنا‭ ‬أن‭ ‬نحاول‭ ‬عدله‭ ‬لأن‭ ‬الثمن‭ ‬باهظاً‭ ‬وهو‭ ‬صحتنا‭!‬

ما‭ ‬هو‭ ‬الحليب‭ ‬خالى‭ ‬الدسم‭ : ‬هو‭ ‬ببساطه‭ ‬الحليب‭ ‬المنزوع‭ ‬منه‭ ‬زبدة‭ ‬الحليب‭ ‬وهو‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يحتوى‭ ‬على‭ ‬0‭ % ‬الى‭ ‬0.1‭ % ‬من‭ ‬الدهون‭! ‬وكامل‭ ‬الدسم‭ ‬معناه‭ ‬نسبة‭ ‬دهون‭ %‬4-3‭ ‬وهي‭ ‬كما‭ ‬سنعرف‭ ‬لاحقا‭ ‬أساسية‭ ‬للطعم‭ ‬والإشباع‭ ‬والفائده‭! ‬وبنزع‭ ‬وتقليل‭ ‬الدسم‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الدهون‭ ‬شريرة‭ ‬ثبت‭ ‬خطأه‭ ‬علمياً‭ ‬وأودى‭ ‬بصحة‭ ‬الكثيرين‭ ‬منا‭ ‬وأصبح‭ ‬بالعامية‭ ‬‭”‬كلام‭ ‬قديم‭ ‬عفى‭ ‬عليه‭ ‬الزمن‭”‬‭!‬

اعتقد‭ ‬انك‭ ‬عزيزي‭ ‬القاريء‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬جيد‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬‭”‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬والمعنى‭ ‬والأمانة‭ ‬العلمية‭” ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وبعد‭ ‬الأبحاث‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬عكس‭ ‬النظرية‭! ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬نظرية‭! ‬لو‭ ‬حتى‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬فقط‭ ‬زائرا‭ ‬لأسبوع‭ ‬واحد‭ ‬وسوف‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬مركبتك‭ ‬الفضائية‭ ‬سريعا

مفزوعا‭ ‬لتأخذك‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭ ‬يتواجد‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مخيلتي‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬أمراض‭ ‬سمنة‭ ‬ولا‭ ‬سكر‭ ‬ولا‭ ‬إرتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬ولا‭ ‬سرطان‭ ‬ولا‭ ‬أمراض‭ ‬قلب‭ ‬وأوعية‭ ‬دموية‭ ‬وعجز‭ ‬جنسي‭ ‬مبكر‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬اكتئاب‭! ‬عالم‭ ‬شبيه‭ ‬بذاك‭ ‬الذي‭ ‬غنانا‭ ‬عنه‭ ‬المغني‭ ‬الشهير‭ ‬چون‭ ‬لينون‭ ‬John Lennon‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬(تخيل‭ ‬Imagine)،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المره‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭! ‬ستتعجب‭ ‬ككائن‭ ‬فضائي‭ ‬وقد‭ ‬تقطع‭ ‬إجازتك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬هارباً‭ ‬مسرعاً‭ ‬إلى‭ ‬عالمك‭ ‬المثالي‭ ‬والطبيعي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٤‬‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬كان‭ ‬عالمنا‭ ‬الغذائي‭ ‬مثاليا‭ ‬بدون‭ ‬شخصية‭ ‬فرانكنشتاين‭ ‬المتربصة‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬سوبر‭ ‬ماركت‭ ‬ومطعم‭ ‬أكل‭! ‬أصبح‭ ‬عندي‭ ‬شعور‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬رعب‭!‬

ولنخرج‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬الرعب‭ ‬هذا‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬فهم‭ ‬الحقائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بموضوع‭ ‬الدهون‭ ‬الشريرة‭ ‬والتي‭ ‬تذكرني‭ ‬أيضا‭ ‬بشخصية‭ ‬محمود‭ ‬المليجي‭ ‬في‭ ‬أفلامنا‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة‭ ‬الجميلة‭!‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬مشوار‭ ‬الـــ‭ ‬1000‭ ‬ميل‭ ‬يبدأ‭ ‬بخطوه‭… ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬تغيير‭ ‬الفكر‭ ‬عن‭ ‬ماهية‭ ‬الأكل‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الإشاعات‭ ‬والعلم‭ ‬المزيف‭ ‬والكلام‭ ‬الذي‭ ‬نسمعه‭ ‬ونراه‭ ‬ونقرأه‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬وفي‭ ‬الإعلانات‭ ‬وفي‭ ‬السوشيال‭ ‬الميديا‭ ‬‏وفي‭ ‬الجرائد‭ ‬والمجلات‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬الذي‭ ‬نقرأه‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬نأكلها‭ ‬يومياً‭ ‬بإدعاء‭ ‬كاذب‭ ‬مغرض‭ ‬أنها‭ ‬صحية‭ ‬وبأختام‭ ‬‭”‬عالمية‭ ‬السمعة” World Renowned & Reputable‭ ‬للبيع‭ ‬لمن‭ ‬يدفع‭ ‬أكثر‭! ‬وأشعر‭ ‬بغصة‭ ‬شديدة‭ ‬بحلقي‭ ‬عند‭ ‬تخيلي‭ ‬أن‭ ‬رؤساء‭ ‬مجالس‭ ‬أدارة‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات‭ ‬والشركات‭ ‬لا‭ ‬يأكلون‭ ‬هذه‭ ‬المأكولات‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭! ‬ولدي‭ ‬أسباب‭ ‬عدة‭ ‬لعدم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أنها‭ ‬منوطة‭ ‬بتعليمنا‭ ‬وإرشادنا‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صحي‭ ‬لنا‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬الصعبه‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬الثقة‭ ‬فيها‭ ‬بأي‭ ‬هيئة‭ ‬علمية‭ ‬بدون‭ ‬تقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬وبدون‭ ‬قراءة‭ ‬جيدة‭ ‬ودراسة‭ ‬موضوعية،‭ ‬فهدف‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬كالمعتاد‭ ‬هو‭ ‬أخذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬أموالك‭ ‬في‭ ‬الصرف‭ ‬على‭ ‬الأكل‭ ‬السيء‭ ‬الآن،‭ ‬ولاحقاً‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الناتجه‭ ‬عنه‭!‬،‭ ‬وأنا‭ ‬أعرف‭ ‬أنك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬تعرف‭ ‬جيدا‭ ‬ما‭ ‬اتكلم‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬أنك‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬الأختام‭ ‬على‭ ‬علبة‭ ‬‭”‬فيها‭ ‬صحتك‭”‬

و‭”‬جيدة‭ ‬لأمراض‭ ‬القلب‭”‬‭ ‬و‭”‬جيدة‭ ‬للعظام‭”‬‭ ‬و‭”‬غني‭ ‬بالكالسيوم‭”‬‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬النتيجة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬أجسامنا‭!‬

لا‭ ‬تنخدع‭ ‬عزيزي‭ ‬القاريء‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬أكلاً‭ ‬أو‭ ‬شرباً‭ ‬معيناً‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬أو‭ ‬مركب‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬جيداً‭ ‬للصحة‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الأكل‭ ‬الطبيعي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فيتامين‭ ‬سي Vitamin C‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بفوائد‭ ‬كثيرة‭ ‬إذا‭ ‬اكلناه‭ ‬في‭ ‬سياقة‭ ‬الرباني‭ ‬وهو‭ ‬البرتقال‭ ‬أو‭ ‬الليمون‭ ‬أو‭ ‬الكيوي‭ ‬إلخ‭ ‬أو‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ناقصا‭ ‬في‭ ‬مرض‭ ‬الأسقربوط‭ ‬Scurvy‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬البحارة‭ ‬بعد‭ ‬سفرهم‭ ‬لشهور‭ ‬عديده‭ ‬إلا‭ ‬الإنجليز‭ ‬منهم‭ ‬لأنهم‭ ‬يأكلون‭ ‬الليمون‭ ‬في‭ ‬السفن‭ ‬لمنع‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬النزيف‭ ‬ولذلك‭ ‬لقب‭ ‬العالم‭ ‬بحارة‭ ‬الإنجليز‭ ‬ب‭ ‬“لايميز‭ ‬Limeys”‭ ‬لشربهم‭ ‬وأكلهم‭ ‬الليمون‭! ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬إضافته‭ ‬إلى‭ ‬أكل‭ ‬غير‭ ‬صحي‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬الأكل‭ ‬صحياً‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مؤذيا‭ ‬أيضاً‭!‬

وهذا‭ ‬ليس‭ ‬ببعيد‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬اتكلم‭ ‬معكم‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭ ‬وهو‭ ‬موضة‭ ‬خالي‭ ‬الدسم‭ ‬وقليل‭ ‬الدسم‭ ‬وقليل‭ ‬السعرات‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬هذا‭ ‬الأكل‭ ‬صحياً‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬هذا‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬وفي‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬التعيسة‭ ‬صحياً‭ ‬الاخيرة‭ ‬أثبتت‭ ‬الأبحاث‭ ‬العلمية‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المأكولات‭ ‬والمشروبات‭ ‬منزوعة‭ ‬الدسم‭ ‬أو‭ ‬قليلة‭ ‬الدسم‭ ‬غير‭ ‬صحية‭ ‬تماماً‭ ‬وعندما‭ ‬أرادت‭ ‬الشركات‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬نسبة‭ ‬الدهون

من‭ ‬40‭ %‬إلى‭ ‬30‭ % ‬في‭ ‬الأكل‭ ‬اليومي‭ ‬كنسبة‭ ‬دهون‭ ‬عموماً‭ ‬من‭ ‬السعرات‭ ‬اليومية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬النتيجة‭ ‬المباشرة‭ ‬هي‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬أمراض‭ ‬الضغط‭ ‬والكولسترول‭ ‬والسكر‭ ‬والقلب‭ ‬و‭ ‬تصلب‭ ‬الشرايين‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتحسن‭! ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭  ‬مذهلا‭ ‬وعكس‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط،‭ ‬فقد‭ ‬زادت‭ ‬بل‭ ‬تضاعفت‭ ‬السمنة‭ ‬واصبح‭ %‬40‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬وبالذات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬السمنة،‭ ‬وواحد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواطنين‭ ‬أمريكيين‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الدهون‭ ‬على‭ ‬الكبد،‭ ‬مرض‭ ‬صامت‭ ‬لكنه‭ ‬قد‭ ‬يقتل‭ ‬فريسته‭ ‬في‭ ‬هدوء‭ ‬السنين

وقد‭ ‬تتعجب‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تتعجب‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭! ‬كيف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقلل‭ ‬وننزع‭ ‬الدسم‭ ‬من‭ ‬الأكل‭ ‬فترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬مرض‭ ‬دهون‭ ‬الكبد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬‮١٠٠‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬أمريكي‭! ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬أكلها‭ ‬للأسف‭ ‬أمريكياً‭ ‬صناعياً‭ ‬وتخلت‭ ‬عن‭ ‬مطبخها‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يناهز‭ ‬عمره‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬Their Own Old Healthy Cuisine‭.‬

وما‭ ‬هي‭ ‬مشكلة‭ ‬نزع‭ ‬الدسم‭ ‬او‭ ‬تقليله‭ ‬في‭ ‬الأكل؟‭!‬

المشكلة‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً‭ ‬وأنا‭ ‬أتعجب‭ ‬انه‭ ‬اخذنا‭ ‬30‭ ‬او‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬حتى‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الأكل‭ ‬يفقد‭ ‬جزءا‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬طعمه‭ ‬وبالتالي‭ ‬بيعه‭ ‬وبترويجه‭ ‬أصبح‭ ‬مستحيلا‭ ‬فكان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشكلة‭ ‬العويصة‭! ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬هذه‭ ‬المأكولات‭! ‬ولقد‭ ‬تحايلت‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بصلف‭ ‬وكبرياء‭ ‬معملي‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬‏على‭ ‬هذا‭ ‬بإضافة‭ ‬Refined carbs‭ ‬وهي‭ ‬أسوأ‭ ‬انواع‭ ‬الكاربوهيدرات‭ ‬وبالذات‭ ‬المحتوى‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الفروكتوز‭ ‬Fructose‭ ‬الذي‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬سياقه‭ ‬‭”‬الأكل‭ ‬الطبيعي‭ ‬والفاكهة‭”‬‭ ‬بتوع‭ ‬ربنا‭! ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬سم‭ ‬زعاف‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الكبد‭ ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬يفعل‭ ‬به،‭ ‬غير‭ ‬الجلوكوز‭ ‬تماما‭! ‬فيخزنه‭ ‬سريعا‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬‭”‬دهون‭”‬‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مرض‭ ‬الدهون‭ ‬على‭ ‬الكبد‭ ‬وهذا‭ ‬ياحضرات‭ ‬يعرفنا‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ظلام‭ ‬العلاقة‭ ‬الوطيدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السكريات‭ ‬والكاربوهيدرات‭ ‬الصناعية‭ ‬منها‭ ‬بالذات‭ ‬بمرض‭ ‬العصر‭ ‬وهو‭ ‬‭”‬مرض‭ ‬الكبد‭ ‬الدهني‭”‬‭ ‬والذي‭ ‬يؤدي‭ ‬بنسبة‭ ‬حوالي‭ ‬6‭ % ‬إلى‭ ‬تليف‭ ‬الكبد‭ ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى

NASH/NAFLD/Cirrhosis‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لفشل‭ ‬الكبد‭ ‬والوفاة‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬السرطان‭ ‬الناتج‭ ‬أحيانـاً‭ ‬عن‭ ‬تليف‭ ‬الكبد‭!‬

‭ ‬من‭ ‬الفم‭ ‬للخصر‭ ‬From the Lips To The Hips‭:‬

عن‭ ‬الدهون‭ ‬المشبعة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دهون‭ ‬الأكل‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الزبدة‭ ‬وزيت‭ ‬جوز‭ ‬الهند‭ ‬المشبع‭ ‬او‭ ‬الدهون‭ ‬غير‭ ‬المشبعة‭ ‬بالذات‭ ‬الأحادي‭ ‬عدم‭ ‬التشبع‭ ‬منها‭ ‬التي‭ ‬نعرفها‭ ‬الآن‭ ‬أنها‭ ‬صحية‭ ‬مثل‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬وزيت‭ ‬الأفوكادو‭! ‬هذه‭ ‬الدهون‭ ‬رغم‭ ‬الإدعاءات‭ ‬الكاذبة‭ ‬المغرضة‭ ‬بأنها‭ ‬تذهب‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬دهون‭ ‬الجسم‭ ‬ودهون‭ ‬الكبد‭ ‬ولابد‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬كتلوث‭ ‬بيئي‭!‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الدهون‭ ‬الصحية‭ ‬وتبديلها‭ ‬بالكاربوهيدرات‭ ‬المصنعة‭ ‬هو‭ ‬ماأدى‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬وبالذات‭ ‬تخزين‭ ‬الدهون‭ ‬المرضي‭!‬

اعتماد‭ ‬الأكل‭ ‬صناعي‭ ‬المحتويات‭ ‬على‭ ‬الكاربو‭ ‬هيدرات‭ ‬اكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬النسبة‭  ‬التي‭ ‬أرادتها‭ ‬لنا‭ ‬الطبيعة

وخالقها‭ ‬ونزع‭ ‬الدهون‭ ‬او‭ ‬تقليلها‭ ‬لعلم‭ ‬مغرض‭ ‬أو‭ ‬جهل‭ ‬قاتل‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وباء‭ ‬السمنة‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحـالي‭ ‬مـرض‭ ‬معروف‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بــ‭ ‬236‭ ‬مرض‭ ‬آخر‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬السمنـة‭ ‬كما‭ ‬يقـول‭ ‬البعـض

The mother of all diseases‭ ‬أو‭ ‬أم‭ ‬جميع‭ ‬الامراض‭! 

و‏أأسف‭ ‬جداً‭ ‬كطبيب‭ ‬ممارس‭ ‬لمهنة‭ ‬الطب‭ ‬النبيلة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬أن‭ ‬أناس‭ ‬كثيرين‭ ‬ومنهم‭ ‬أطباء‭ ‬وعلماء‭ ‬يقبلون‭ ‬العجز‭ ‬الجنسي‭ ‬المبكر‭ ‬في‭ ‬الاربعينات‭ ‬وتصلب‭ ‬الشرايين‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭ ‬والسكتات‭ ‬الدماغية‭ ‬وألزهايمر‭ ‬في‭ ‬الخمسينات‭ ‬والسكر‭ ‬النوع‭ ‬‮٢‬‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭!‬والموت‭ ‬المبكر‭ ‬بسرطانات‭ ‬كثيرة‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكل‭ ‬فرانكنشتاين‭ ‬وكأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬كبر‭ ‬السن‭ ‬وهذا‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬وقرأت‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الكاتب‭ ‬الشهير‭ ‬جون‭ ‬روبنز‭ (‬ابن‭ ‬مالك‭ ‬سلسلة‭ ‬باسكن‭ ‬روبنز‭ ‬Baskin Robbins John Robbins  ‬الذي‭ ‬يدعى‭ ‬صحة‭ ‬جيدة‭ ‬عند‭ ‬الــ‭ ‬‮١٠٠‬‭ ‬عاما‭ ‬Healthy at 100 ‏ولقد‭ ‬استمتعت‭ ‬بقراءة‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬شاركنا‭ ‬فيه‭ ‬بأمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬لمسنين‭ ‬في‭ ‬أوكيناوا‭ ‬Okinawa‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وهونزا‭ ‬Hunza‭ ‬في‭ ‬باكستان‭! ‬ان‭ ‬أولئك‭ ‬‭”‬المسنين‭”‬‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬90‭ ‬و‭ ‬100‭ ‬بل‭ ‬اكثر‭ ‬قد‭ ‬يتمتعون‭ ‬بصحة‭ ‬وافرة‭ ‬‏يحسدهم‭ ‬عليها‭ ‬أولئك‭ ‬منا‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬عقدهم‭ ‬الخامس‭ ‬او‭ ‬السادس‭! ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬كان‭ ‬نشيطا‭ ‬جنسيا‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬100‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬إنجاب‭ ‬أطفال‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬بعد‭ ‬100‭ ‬سنة‭ ‬كرجل‭ ‬‏وهو‭ ‬شيء‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يصدقه‭ ‬الكثيرون‭ ‬واعتبرناه‭ ‬شيئا‭ ‬نقرأ‭ ‬عنه‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الكتب‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬كتب‭ ‬التاريخ‭!‬

وما‭ ‬الحل؟‭! ‬ياعزيزى‭ ‬القارئ؟‭!‬

الحل‭ ‬في‭ ‬أيدينا‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬بادعاءات‭ ‬أي‭ ‬مأكولات‭ ‬صناعية‭ ‬فلا‭ ‬تدخل‭ ‬بيوتنا‭ ‬إلا‭ ‬المأكولات‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومنها‭ ‬‭”‬كاملة‭”‬‭ ‬الدسم‭! ‬سأترك‭ ‬لك‭ ‬عزيزي‭ ‬القاريء‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬أتخذه‭ ‬الملايين‭ ‬قبلك‭ ‬وأصبحت‭ ‬صحتهم‭ ‬أحسن‭ ‬كثيرا‭ ‬بدون‭ ‬أي‭ ‬أمراض‭ ‬وأيضا‭ ‬تخلصوا‭ ‬تماما‭ ‬من‭ ‬شبح‭ ‬‭”‬السمنة‭”‬‭! ‬ولنتذكر‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬الأكل‭ ‬الطبيعي‭ ‬ليس‭ ‬محتاجا‭ ‬ل‭”‬مكملات‭” ‬نواقص‭! ‬لانه‭ ‬كامل‭ ‬فلا‭ ‬يحتاج‭ ‬إضافات‭ ‬ولا‭ ‬مكسبات‭ ‬طعم‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬نزع‭ ‬الدسم‭ ‬‏ولا‭ ‬إضافة‭ ‬‏فيتامينات‭ ‬ولا‭ ‬إضافة‭ ‬مضادات‭ ‬أكسدة‭ ‬ولا‭ ‬إنزيمات‭ ‬ولا‭ ‬تخصيب‭! ‬الأكل‭ ‬‭”‬المنزوع‭ ‬الضمير‭”‬‭ ‬قبل‭ ‬الدهون‭!‬

عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬كيف‭ ‬اقنعونا‭ ‬أن‭ ‬نثق‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬البني‭ ‬آدم‭ ‬التي‭ ‬فشلت‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬‏أصبعا‭ ‬بشريا‭ ‬واحدا‭ ‬‏للبني‭ ‬آدم‭ ‬أو‭ ‬قلبا‭ ‬أو‭ ‬كبدا‭ ‬أو‭ ‬كلية‭ ‬و‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬نضطر‭ ‬الى‭ ‬التبرع‭ ‬و‭”‬زرع‭”‬‭ ‬وليس‭ ‬‭”‬تصنيع‭”‬‭ ‬هذه‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬أقاربنا‭ ‬والمتبرعين‭ ‬بها‭ ‬لنضعها‭ ‬في‭ ‬أجسام‭ ‬مرضانا‭ ‬المحتاجين‭ ‬إليها‭ ‬عندما‭ ‬تفشل‭ ‬هذه‭ ‬الأعضاء‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬نعرف‭ ‬فشلنا‭ ‬ونعترف‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬هذه‭ ‬الأعضاء‭ ‬‭”‬الحية‭”‬‭ ‬فلماذا‭ ‬سلمنا‭ ‬تسليما‭ ‬كاملا‭ ‬لمصانع‭ ‬الأكل‭ ‬وكأنها‭ ‬قادرة‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬اكلا‭ ‬‭”‬حياً‭”  

حينما‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬الفيتامينات‭ ‬والإنزيمات‭ ‬ومضادات‭ ‬الأكسدة‭ ‬ومكملات‭ ‬الأكل‭ ‬في‭ ‬أقراص‭ ‬وكبسولات‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬سياق‭ ‬الأكل‭ ‬وهو‭ ‬المعروف‭ ‬بمبدأ‭ ‬الإختزالية‭ ‬Reductionism‭ !‬حينها‭ ‬تحقق‭ ‬يقينا‭ ‬أنك‭ ‬تاكل‭ ‬أكلا‭ ‬فقيرا‭ ‬ميتا‭! ‬وهذا‭ ‬مجرد‭ ‬إعتراف‭ ‬صريح‭ ‬منك‭ ‬أن‭ ‬فقر‭ ‬أكلك‭ ‬المنزوع‭ ‬الدهون‭ ‬والصحة‭ ‬والحياة‭ ‬والروح‭ ‬والعافية‭! ‬يحتاج‭ ‬طبعا‭ ‬إلى‭ ‬مكملات‭ ‬غذائية‭ ‬‏وأشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬منزوعة‭ ‬منها‭ ‬‭”‬ضمير‭ ‬الإنسان‭” ‬وليتنا‭ ‬‭”‬ندع‭ ‬الخلق‭ ‬للخالق‭”‬‭!‬

د‭. ‬باسم‭ ‬أيوب‭ .. ‬طبيب‭ ‬كامل‭ ‬الدسم‭ ‬وقاتل‭ ‬فرانكنشتاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى