تقاريرحواراتعاجل

(صحيفة كاريزما) تحـاور (الدكتورة مـاريـنـا نـخـلـة) ناشطة فى الدفاع عن حقوق متحدى الإعاقة بطلة من أصول مصرية تصنع الأمل..

طموحات بلا حدود - حوار/ صموئيل ونـيـس

قد‭ ‬يصاب‭ ‬المرء‭ ‬ببلاء‭ ‬أو‭ ‬وباء‭ ‬وقد‭ ‬يصاب‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬أو‭ ‬يولد‭ ‬بعيب‭ ‬خلقى‭ ‬فى‭ ‬مقتبل‭ ‬عمره‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬عليه‭ ‬التسليم‭ ‬لقضاء‭ ‬الله‭ ‬القدير‭ ‬وقدره‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬حالته‭ ‬بكل‭ ‬واقعية‭ ‬وبصدر‭ ‬رحب،‭ ‬وعن‭ ‬خبرة‭ ‬صحفية‭ ‬وبعد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬والمقابلات‭ ‬الصحفية‭ ‬تصدر‭ ‬جميعها‭ ‬لقائي‭ ‬الأخير‭ ‬مع‭ ‬دكتورة‭ ‬شابة‭ ‬تدرس‭ ‬وتعمل‭ ‬فى‭ ‬سان‭ ‬ديجو‭ ‬ورغم‭ ‬حالتها‭ ‬وإعاقتها‭ ‬النصفية‭ ‬الكاملة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إبتسامتها‭ ‬لم‭ ‬تفارقها‭ ‬وتقبلها‭ ‬لمشيئة‭ ‬وإرادة‭ ‬الخالق‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬جعلتها‭ ‬بطلة‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭. ‬كان‭ ‬لجريدة‭ ‬كاريزما‭ ‬الفرصة‭ ‬لشرف‭ ‬لقاء‭ ‬مارينا‭ ‬نخلة‭ ‬وسماع‭ ‬قصتها‭ ‬الفريدة،‭ ‬”حكاية‭ ‬بطلة”‭.. ‬ولدت‭ ‬دون‭ ‬عظام‭ ‬ومفاصل‭ ‬وتم‭ ‬بتر‭ ‬ساقيها‭ ‬في‭ ‬الطفولة‭.. ‬تحدت‭ ‬الظروف‭ ‬وكرست‭ ‬حياتها‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬متحدى‭ ‬الإعاقة‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الأمريكى‭.. ‬أصبحت‭ ‬عضواً‭ ‬فاعلاً‭ ‬بجمعيات‭ ‬ومنظمات‭ ‬رعاية‭ ‬مبتورى‭ ‬الأطراف‭..‬

 

مارينا‭ ‬نخلة‭:‬ علمتني‭ ‬الإعاقة‭ ‬أكون‭ ‬قوية‭ ‬ومجتهدة‭ ‬ومثابرة‭.‬

‭ -‬دعم‭ ‬أسرتي‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬لنجاحي‭ ‬في‭ ‬تخطى‭ ‬الإعاقة‭.‬

‭ -‬الجهاز‭ ‬التكميلي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬لأى‭ ‬شخص‭ ‬معاق‭ ‬فلبس‭ ‬الأرجل‭ ‬التعويضية‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭.‬

‭ -‬رسالتى‭ ‬لذوى‭ ‬الإعاقة‭: ‬ركز‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬إللى‭ ‬بتدعمك‭ ‬وبتقويك‭ ‬وتشجعك‭ ‬ومتخليش‭ ‬كلام‭ ‬الناس‭ ‬السلبى‭ ‬يؤثر‭ ‬عليك‭.‬

‭ -‬الله‭ ‬الخالق‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬الوجود‭ ‬والحياة‭ ‬هو‭ ‬المعين‭ ‬وليس‭ ‬آخر‭ ‬معيين،‭ ‬أؤمن‭ ‬بمشيئته‭ ‬وإرادته‭ ‬وفى‭ ‬وجودى‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭. ‬

جعلها‭ ‬الله‭ ‬مميزة‭ ‬ووضع‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬الصبر‭ ‬وفي‭ ‬شخصيتها‭ ‬العزيمة‭ ‬لتصبح‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المؤثرين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭.. ‬كلمات‭ ‬تنطبق‭ ‬شكلاً‭ ‬وموضوعاً‭ ‬عن‭ ‬الشابة‭ ‬المصرية‭ ‬مارينا‭ ‬نخلة،‭ ‬التي‭ ‬إستطاعت‭ ‬كتابة‭ ‬إسمها‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬خدمة‭ ‬ذوي‭ ‬الإحتياجات‭ ‬الخاصة‭.‬

●‭ ‬د‭ .‬مارينا،‭ ‬سعيد‭ ‬جداً‭ ‬للقاءك‭ ‬وأتشوق‭ ‬مع‭ ‬قراء‭ ‬جريدة‭ ‬كاريزما‭ ‬لمعرفة‭ ‬قصتك‭ ‬الجميلة‭!!‬

●‭ ‬د‭.‬ مارينا‭: ‬إسمى‭ ‬مارينا‭ ‬زاهر‭ ‬نخلة‭ ‬ولدت‭ ‬ونشأت‭ ‬فى‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬من‭ ‬أبوين‭ ‬مصريين،‭ ‬وأعيش‭ ‬الآن‭ ‬بسان‭ ‬ديجو‭ ‬مدينة‭ ‬بكاليفورنيا،‭ ‬إعتدت‭ ‬من‭ ‬صغرى‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬لكنيسة‭ ‬ما‭ ‬مرقس‭ ‬بلوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬للصلاة،‭ ‬أنا‭ ‬مولودة‭ ‬بدون‭ ‬عضم‭ ‬الساقيين

‭(‬Tibia Bone‭) ‬ وكانت‭ ‬دهشة‭ ‬أهلى‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬حالتي‭ ‬ولكنهم‭ ‬فى‭ ‬النهاية‭ ‬سلموا‭ ‬لأرادة‭ ‬ومشيئة‭ ‬ربنا،‭ ‬وكان‭ ‬عليهم‭ ‬وقت‭ ‬ذاك‭ ‬قرارا‭ ‬صعبا‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬أب‭ ‬أو‭ ‬أم‭ ‬إتخاذه‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬بتر‭ ‬قدماى‭ ‬الاثنتين‭ ‬بإستشارة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬المجال‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬مصلحتى‭ ‬المستقبلية‭ -‬الآن‭-  ‬وذلك‭ ‬بتركيب‭ ‬أطراف‭ ‬صناعية

‭(‬Prosthetic Legs‭) ‬ لمساعدتى‭ ‬على‭ ‬المشى‭ ‬والتحرك‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬وجودى‭ ‬طول‭ ‬حياتى‭ ‬على‭ ‬كرسى‭ ‬متحرك‭.‬

لا‭ ‬أتذكر‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬وقتها‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬شهرا‭. ‬ولكنى‭ ‬أتخيل‭ ‬كم‭ ‬المعاناة‭ ‬النفسية‭ ‬لأهلى‭ ‬وقت‭ ‬ذاك‭ ‬واتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬القاسى‭ ‬ولكنى‭ ‬احترم‭ ‬وأقدر‭ ‬تماما‭ ‬أهمية‭ ‬القرار‭ ‬فى‭ ‬سهولة‭ ‬حياتى‭ ‬الأن‭ ‬والتحرك‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر‭ ‬دون‭ ‬عناء‭ ‬استخدام‭ ‬الكرسى‭ ‬المتحرك‭.‬

● كلمة‭ ‬خاصة‭ ‬تقوليها‭ ‬لوالدتك؟

● مارينا‭: ‬والدتى‭ ‬هى‭ ‬البطل‭ ‬الحقيقي‭ ‬بتحملها‭ ‬أشياء‭ ‬قاصية‭ ‬جداً‭ ‬لايتحملها‭ ‬إنسان‭ ‬عادى،‭ ‬تحملت‭ ‬مسؤولية‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬مولدى‭ ‬وتعاملت‭ ‬مع‭ ‬حالتى‭ ‬بكل‭ ‬تماسك‭ ‬وإحتمال‭ ‬كبير‭ ‬جدأ،‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬بنتها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬المشى‭ ‬و‭ ‬اللعب،‭ ‬قبلتنى‭ ‬رغم‭ ‬عيوبى‭ ‬والتسليم‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬تماسك‭ ‬أسرتى‭ ‬وتعبهم‭ ‬معى‭ ‬وتشجيعى‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬الأستمرار‭ ‬ومعاملتى‭ ‬كإنسانة‭ ‬عادية‭ ‬دون‭ ‬إختلاف‭ ‬او‭ ‬تفريق،‭ ‬أنا‭ ‬مدينا‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬ولها‭ ‬الفضل‭ ‬فيما‭ ‬أنا‭ ‬فيه‭ ‬الآن‭.‬

● حــدثـيـنــى‭ ‬عن‭ ‬حيــاتــك‭ ‬اليـومـيــة

دراستك،‭ ‬عملك‭. ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬مارينا‭ ‬نخلة‭!‬؟

●‭ ‬د‭. ‬مارينا‭: ‬يومى‭ ‬عادى‭ ‬جداً‭ ‬كأى‭ ‬شخص‭ ‬عادى،‭ ‬الإستيقاظ‭ ‬وتناول‭ ‬القهوة‭ ‬مشروبى‭ ‬المفضل‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬يومى‭ ‬قبل‭ ‬الذهاب‭ ‬للجامعة‭ ‬حيث‭ ‬أدرس‭ ‬دكتوراة‭ ‬فى‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الاكلينيكى‭ (‬Clinical Psychology‭)‬وتخصصت‭ ‬فى‭ ‬علم‭ ‬طب‭ ‬الأعصاب

Neuropsychology‭   ‬ السنة‭ ‬الخامسة‭ ‬ويتبقى‭ ‬سنة‭ ‬التخرج‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬سان‭ ‬ديجو‭. ‬وبالنسبة‭ ‬لمجال‭ ‬عملى‭ ‬فأنا‭ ‬أعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العام‭ ‬بسان‭ ‬ديجو‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬أحياناً‭ ‬حيث‭ ‬أقوم‭ ‬بعمل‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬أبحاث‭ ‬ميدانية‭ ‬فكل‭ ‬يوم‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الآخر،‭ ‬أنا‭ ‬سعيدة‭ ‬جدا‭ ‬ومقتنعة‭ ‬تماماً‭ ‬بمجال‭ ‬دراستى‭ ‬لخدمة‭ ‬ومعالجة‭ ‬المرضى‭ ‬النفسيين‭.‬

● ماهى‭ ‬مفاهيمك‭ ‬عن‭: ‬الله‭ ‬الخالق

الأسرة،‭ ‬المساواة،‭ ‬الكمال،‭ ‬الحب؟

●‭ ‬د‭.‬ مارينا‭ :‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬انها‭ ‬مفاهيم‭ ‬أساسية‭ ‬جداً‭ ‬لحياتى‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أننى‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬أكون‭ ‬مارينا‭ ‬نخلة‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬وراسخة‭ ‬فى‭ ‬حياتى‭ ‬فالله‭ ‬الخالق‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬الوجود‭ ‬والحياة‭ ‬هو‭ ‬المعين‭ ‬وليس‭ ‬آخر‭ ‬معيين،‭ ‬أؤمن‭ ‬بمشيئته‭ ‬وإرادته‭ ‬وفى‭ ‬وجودى‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ووجودى‭ ‬بأميريكا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وجودى‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬لسبب،‭ ‬حالتى‭ ‬الخاصة‭ ‬وكيانى‭ ‬لسبب،‭ ‬وجوده‭ ‬كمعيين‭ ‬لأهلى‭ ‬أبى‭ (‬الله‭ ‬يرحمه‭) ‬وأمي‭ ‬وأختى‭ ‬وإعطاء‭ ‬الحكمة‭ ‬لهم‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬معى‭ ‬ومع‭ ‬حالتى‭ ‬هو‭ ‬نعمة‭ ‬عظيمة‭ ‬جدأ‭ ‬لى‭. ‬وانا‭ ‬لا‭ ‬اشك‭ ‬فى‭ ‬محبة‭ ‬ربنا‭ ‬لى‭ ‬وهو‭ ‬حب‭ ‬متبادل‭ ‬بيننا،‭ ‬ومحبة‭ ‬اسرتى‭ ‬لى‭ ‬هو‭ ‬حب‭ ‬متواصل‭ ‬وبلا‭ ‬حدود‭ ‬فمعاملتهم‭ ‬لى‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬كونى‭ ‬معاقة‭ ‬وهذا‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬حياتى‭ ‬الآن‭ ‬واعتمادى‭ ‬على‭ ‬نفسى‭ ‬وتحملى‭ ‬المسؤلية‭ ‬كاملة‭..‬والحب‭ ‬هو‭ ‬العطاء‭ ‬والبذل‭ ‬والتضحية‭ ‬ولمست‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬أسرتى‭ ‬بالأخص‭ ‬أمى‭ ‬وحبها‭ ‬لى،‭ ‬تغمض‭ ‬مارينا‭ ‬عينيها‭ ‬وتتذكر‭ ‬أيام‭ ‬طفولتها‭ ‬وكيف‭ ‬ساعدتها‭ ‬والدتها‭ ‬فتقول‭ ‬إن‭ ‬والدتها‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬قوتها‭ ‬طوال‭ ‬عمرها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنها‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬زملائها‭ ‬أو‭ ‬المارة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬نظرة‭ ‬شفقة‭ ‬على‭ ‬حالتها‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬ترد‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬مارينا‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬ولكنها‭ ‬مميزة‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬وتستطيع‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

●‭ ‬ماهى‭ ‬الصعوبات‭ ‬التى‭ ‬تواجهيها‭ ‬فى‭ ‬يومك‭ ‬وتكيفك‭ ‬معها؟

●‭ ‬د‭.‬مارينا‭: ‬الجهاز‭ ‬التكميلي‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭ ‬لأى‭ ‬شخص‭ ‬معاق‭ ‬فلبس‭ ‬الأرجل‭ ‬التعويضية‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين،‭ ‬يتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬تماسكها‭ ‬وعدم‭ ‬مضايقتها‭ ‬لى‭ ‬أثناء‭ ‬المجهود‭ ‬المبذول‭ ‬أثناء‭ ‬المشى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الجرى‭ ‬بها‭ ‬أحيانآ‭ ‬وقد‭ ‬تسبب‭ ‬التهابات‭ ‬وحتى‭ ‬قطع‭ ‬جلدى‭ ‬أحيانآ‭ ‬ولكنى‭ ‬تعودت‭ ‬عليها‭ ‬ومعالجة‭ ‬الإلتهابات‭ ‬أو‭ ‬المضاعفات‭ ‬وتقبل‭ ‬الأمور‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭. ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬أشكر‭ ‬ربنا‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭. ‬اشكره‭ ‬على‭ ‬التأمين‭ ‬الصحى‭ ‬المتميز‭ ‬مع‭ ‬أفضل‭ ‬مستشفيات‭ ‬متخصصة‭ ‬بأمريكا‭.‬

وتسكمل‭ ‬مارينا‭ ‬حديثها‭ ‬وتتذكر‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تتدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬عندما‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬لمعالجة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬ساعدها‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬كثيرا‭ ‬وعرفها‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬مثلها‭ ‬فكانا‭ ‬جميعاً‭ ‬يشجعون‭ ‬بعضهما‭ ‬بعض‭.‬

ووجهت‭ ‬مارينا‭ ‬نخلة‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بأنهم‭ ‬يستطيعون‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مثلهما‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬طبيعي‭ ‬ولكن‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة،‭ ‬مطالبة‭ ‬جميع‭ ‬الحكومات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬بتوفير‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي‭ ‬الكامل‭ ‬لكافة‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬وتوفير‭ ‬الأجهزة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬لمساعدتهم‭.‬

●‭ ‬أشياء‭ ‬تسعدك‭ ‬وتبسط‭ ‬أسرتك‭ ‬وتفرحك‭ ‬داخليا؟

● د‭ .‬مارينا‭ :‬قضاء‭ ‬أوقاتى‭ ‬مع‭ ‬أسرتى‭ ‬ماما‭ ‬وأختى‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المحببة‭ ‬جدأ‭ ‬لقلبى‭ ‬فلهم‭ ‬معزة‭ ‬خاصة‭ ‬داخلى‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬والدى‭.‬

كذلك‭ ‬وجود‭ ‬أصدقاء‭ ‬فى‭ ‬حياتى‭ ‬لهم‭ ‬نفس‭ ‬الأنشطة‭ ‬ونفس‭ ‬الأحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬نحن‭ ‬نفهم‭ ‬بعضنا‭ ‬جيداً‭ ‬وإحتياجاتنا‭ ‬المتشابهة‭ ‬جداً،‭ ‬نقوم‭ ‬بعمل‭ ‬رحلات‭ ‬وأنشطة‭ ‬خارجية‭ ‬تسعدني‭ ‬كثيرا،‭ ‬إنها‭ ‬الصداقة‭ ‬الهادفة‭ ‬والتى‭ ‬تصل‭ ‬بى‭ ‬لحد‭ ‬الإنجاز‭ ‬ومواصلة‭ ‬العمل،‭ ‬والنظر‭ ‬لحياتى‭ ‬بوجه‭ ‬إيجابى‭.‬

أيضا‭ ‬يسعدني‭ ‬جدأ‭ ‬تواجدى‭ ‬فى‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ومقابلاتى‭ ‬الأعلامية‭ ‬والصحفية‭ ‬وظهورى‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الهادفة‭ ‬لخدمة‭ ‬ذوى‭ ‬الإحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمصر‭ ‬وأمريكا‭ ‬وأيضا‭ ‬تشرفت‭ ‬بمقابلة‭ ‬وزيرة‭ ‬الهجرة‭ ‬بالقاهرة‭.‬

●‭ ‬ماهى‭ ‬ثمار‭ ‬مقابلاتك‭ ‬مع‭ ‬وزيرة‭ ‬الهجرة‭ ‬وقنصل‭ ‬مصر‭ ‬بلوس‭ ‬أنجلوس؟

● د‭.‬ مارينا‭: ‬كانت‭ ‬مقابلتى‭ ‬معهم‭ ‬شرف‭ ‬كبير‭ ‬لى‭ ‬خاصة‭ ‬وزيرة‭ ‬الهجرة‭  ‬وشؤون‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج‭ ‬وقنصل‭ ‬مصر‭ ‬بلوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬والساحل‭ ‬الغربي‭ ‬بأمريكا‭ ‬سعادة‭ ‬السفير‭ ‬السيد‭.‬أحمد‭ ‬شاهين‭ ‬مثمرة‭ ‬للغاية‭ ‬كانت‭ ‬أولا‭ ‬لتكريمى‭ ‬وتناولت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الهامة‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ذوى‭ ‬القدرات‭ ‬الخاصة‭ ‬وحقوقهم‭ ‬الواجب‭ ‬إحترامها‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬لمساعدتهم‭.‬

● ماهى‭ ‬إمكانياتك‭ ‬فى‭ ‬مساعدة‭ ‬مصر‭ ‬تجاه‭ ‬متحدى‭ ‬الإعاقة‭ ‬المصريين؟

● د‭ .‬مارينا‭ : ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬المادية‭ ‬وجمع‭ ‬أموال‭ ‬وإرسالها‭ ‬لمصر‭ ‬لمساعدة‭ ‬ذوى‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬إرسال‭ ‬متخصصين‭ ‬ومستشاريين‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬حدى،‭ ‬وتعريفهم‭ ‬بالأجهزة‭ ‬التعويضية‭ ‬المناسبة‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬وكيفية‭ ‬العناية‭ ‬بها‭ ‬وبالجسم‭ ‬المتعامل‭ ‬معها‭ ‬نفسه،‭ ‬وأنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أستطيع‭ ‬عمل‭ ‬الإستشارات‭ ‬ونصائح‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬الجسمية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأجهزة‭ ‬التعويضية‭ ‬والتكميلية‭.‬

● كلميني‭ ‬عن‭ ‬زيارتك‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمصر‭.‬

● د‭ .‬مارينا‭ :‬كانت‭ ‬زيارة‭ ‬ممتعة‭ ‬وغنية‭ ‬بالأحداث‭ ‬الكثيرة،‭ ‬زرت‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أم‭ ‬الدنيا‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬خاصة‭ ‬مدينة‭ ‬الأقصر‭ ‬والأماكن‭ ‬الأثرية‭ ‬العظيمة‭ ‬واكيد‭ ‬القاهرة‭ ‬الجميلة،‭ ‬كذلك‭ ‬التقيت‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المماثلة‭ ‬وتشرفت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مثل‭ ‬أعلى‭ ‬لهم‭ ‬فقدمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النصائح‭ ‬والإرشادات‭ ‬وتقوية‭ ‬الإرادة‭ ‬فكانت‭ ‬رحلة‭ ‬مفيدة‭ ‬للغاية‭ ‬أتمنى‭ ‬تكرارها‭.‬

● هل‭ ‬تابعتى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الأخير‭ ‬بقطر‭ ‬وماهو‭ ‬فريقك‭ ‬المفضل؟

د‭.‬ مارينا‭ :‬للأسف‭ ‬علاقتى‭ ‬بالرياضة‭ ‬محدودة،‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬أقيمت‭ ‬فى‭ ‬قطر‭ ‬وفوز‭ ‬الأرجنتين‭ ‬بها‭ ‬ولكن‭ ‬غير‭ ‬مهتمة‭ ‬كثيراً‭ ‬بالمباريات‭ ‬واللاعبين‭.‬

ولكنى‭ ‬ألعب‭ ‬رياضات‭ ‬جماعية‭ ‬مع‭ ‬أصدقائي‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القدرات‭ ‬الخاصة‭.‬

مارينا‭ ‬تعمل‭ ‬حالياً‭ ‬كناشطة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬متحدي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وعملت‭ ‬طول‭ ‬حياتها‭ ‬لدعمهم‭ ‬وتشجيعهم،‭ ‬كما‭ ‬تستغل‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬رسالتها،‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬لرعاية‭ ‬مبتوري‭ ‬الاطراف،‭ ‬وتشارك‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفاعليات‭ ‬والأنشطة‭.‬

وفى‭ ‬نهاية‭ ‬لقائي‭ ‬مع‭ ‬مارينا‭ ‬وجدت‭ ‬أننى‭  ‬قد‭ ‬استفدت‭ ‬شخصياً‭ ‬قبل‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬قد‭ ‬أبدو‭ ‬أنا‭ ‬السليم‭ ‬وهى‭ ‬المعاقة‭ ‬والحقيقة‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭!‬

وجدت‭ ‬أن‭ ‬الكمال‭ ‬لله‭ ‬وحده،‭ ‬كثيرون‭ ‬يبدون‭ ‬كاملين‭ ‬ويقتنعون‭ ‬ويقنعون‭ ‬بهذا‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬مختلفة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وكثيرون‭ ‬يبدون‭ ‬ناقصين‭ ‬جسديأ‭ ‬ولكنهم‭ ‬فى‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬هم‭ ‬الكاملين‭ ‬نفسياً‭ ‬وفكرياً‭ ‬وأيضاً‭ ‬عملياً،‭ ‬فهناك‭ ‬إناس‭ ‬يسبحون‭ ‬فى‭ ‬إتجاه‭ ‬السفينة‭ ‬وهناك‭ ‬أخرون‭ ‬يضيعون‭ ‬وقتهم‭ ‬فى‭ ‬إنتظارها‭.‬

وصدق‭ ‬الشاعر‭ ‬المتغنى‭ ‬بذو‭ ‬القدرات‭ ‬الخاصة‭ ‬قائلا‭:‬

لَسْتَ‭ ‬الْمُعَاقَ‭ ‬وَنُورُ‭ ‬دَرْبَكَ‭ ‬زَاهِي

‭***‬

وَالْقَلْبُ‭ ‬يَنْبِضُ‭ ‬بِالنَّدَى‭ ‬وَالْجَاهِ

لَسْتَ‭ ‬الْمُعَاقَ‭ ‬وَ‭ ‬إِنْ‭ ‬قَصُرْتَ‭ ‬عَنْ‭ ‬الْخُطَا

‭***‬

فَالْفِكْرُ‭ ‬يُسَبِّحُ‭ ‬فِي‭ ‬فَضَاءِ‭ ‬اللَّهِ‭..‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى