أمومة وطفولة

كيف تنمى مهارات طفلك؟!

خاصة‭ ‬المهارات‭ ‬الإجتماعية

يُعد‭ ‬وجود‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬نعمة‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬الله‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لمميزاتها‭ ‬و‭ ‬آثارها‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأب‭ ‬و‭ ‬الأم‭. ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإعتناء‭ ‬بأولادنا‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬أعمارهم‭ ‬المختلفة‭ ‬كثيراً‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬طرق‭ ‬الرعاية‭ ‬والإهتمام‭.‬

طرق‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الطفل‭ ‬و‭ ‬خاصة‭ ‬المهارات‭ ‬الإجتماعية‭:‬

1- ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭:‬

يعتبر‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬و‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬قدراته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجعه‭ ‬للكلام‭ ‬و‭ ‬الإستماع‭ ‬جيداُ‭ ‬و‭ ‬تعليمه‭ ‬التحدث‭ ‬بحرية‭ ‬و‭ ‬بطريقه‭ ‬مهذبه‭. ‬أيضاً‭ ‬تعليمه‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬أو‭ ‬الإشتراك‭ ‬في‭ ‬نشاطات‭ ‬جماعية‭ ‬مثل‭ ‬لعب‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ليعرف‭ ‬قيمة‭ ‬و‭ ‬أهمية‭ ‬المشاركة‭. ‬كما‭ ‬يمكنك‭ ‬تعليم‭ ‬طفلك‭ ‬طلب‭ ‬الأشياء‭ ‬بطريقة‭ ‬مهذبة‭ ‬و‭ ‬شكر‭ ‬الآخرين‭ ‬عليها‭ ‬و‭ ‬التصرف‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬توتراً‭.‬

2- ‬اللعب‭:‬

ينجذب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬اللعب‭ ‬لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬عمل‭ ‬لعبة‭ ‬تعلمه‭ ‬بعض‭ ‬القدرات،‭ ‬مثل‭: ‬لعبة‭ ‬البازل‭ ‬Puzzle‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭ ‬تنمي‭ ‬القدرات‭ ‬البصرية‭ ‬و‭ ‬الإدراكية‭ ‬للطفل‭ ‬و‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التركيز‭.‬

3- الرياضة‭:‬

من‭ ‬المُتعارف‭ ‬عليه‭ ‬و‭ ‬المُؤكد‭ ‬أن‭ ‬العقل‭ ‬السليم‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬السليم‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تعويد‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬رياضة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يومياً‭. ‬فالرياضة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنشيط‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬وصول‭ ‬الدم‭ ‬و‭ ‬الأوكسجين‭ ‬و‭ ‬الغذاء‭ ‬الكافي‭ ‬للمخ‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬صحيح‭ ‬بشكل‭ ‬مُتعافي‭. ‬أيضاً‭ ‬تساعد‭ ‬الرياضة‭ ‬على‭ ‬تقوية‭ ‬جسم‭ ‬الطفل‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعود‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬الإلتزام‭ ‬بالعادات‭ ‬الصحية‭ ‬السليمة‭ ‬فكلما‭ ‬صح‭ ‬البدن‭ ‬صح‭ ‬العقل‭.‬

4- ‬الكتب‭ ‬و‭ ‬القراءة‭:‬

تحتل‭ ‬القراءة‭ ‬مكان‭ ‬صدارة‭ ‬الإهتمام‭ ‬للإنسان‭ ‬بإعتبارها‭ ‬الوسيلة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يستكشف‭ ‬الطفل‭ ‬الكثير‭ ‬و‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬عن‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭. ‬و‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬مواده‭ ‬الدراسية‭ ‬و‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬الإبداعية‭ ‬الذاتية‭ ‬لديه‭.‬‮ ‬

فلابد‭ ‬من‭ ‬شرح‭ ‬أهمية‭ ‬القراءة‭ ‬للطفل‭ ‬و‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬القراءة‭ ‬و‭ ‬الإطلاع‭ ‬و‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الإستطلاع‭ ‬و‭ ‬مدارك‭ ‬الطفل

يقلل‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالوحدة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إنشغال‭ ‬الأب‭ ‬و‭ ‬الأم‭ ‬عنه‭ ‬و‭ ‬تغيير‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭.‬‮ ‬

و‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬القراءة‭ ‬هو‭ ‬جعل‭ ‬أطفالنا‭ ‬مفكرين‭ ‬و‭ ‬باحثين‭ ‬و‭ ‬مثقفين‭ ‬و‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬قدراتهم‭ ‬الإبتكارية‭ ‬بإستمرار‭.‬

5- ‬الإبداع‭:‬

هو‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬الاستكشاف‭ ‬مع‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬و‭ ‬الإنجاز‭ ‬و‭ ‬حل‭ ‬المشكلات،‭ ‬فالأطفال‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬دائموا‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬الأشياء‭ ‬غير‭ ‬المعروفة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬و‭ ‬يحاولون‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعطيهم‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬و‭ ‬الأدوات‭ ‬المناسبة‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلات‭.‬

مرحلة‭ ‬الطفولة

‭ ‬تمتدّ‭ ‬مَرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬منذ‭ ‬الميلاد‭ ‬وحتى‭ ‬بداية‭ ‬مَرحلة‭ ‬المُراهقة‭ ‬أي‭ ‬حتى‭ ‬سن‭ ‬الثانية‭ ‬عشر،‭ ‬تتسارع‭ ‬فيها‭ ‬العمليّة‭ ‬النمائية‭ ‬عند‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالاتها،‭ ‬فهي‭ ‬مرحلة‭ ‬حسّاسة‭ ‬تتبلور‭ ‬فيها‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬ومهاراته‭. ‬إنّ‭ ‬للأسرة‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬السليم‭ ‬للطفل،‭ ‬وتقديم‭ ‬المثيرات‭ ‬البنَّاءة‭ ‬مع‭ ‬التوجيه‭ ‬المُناسب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الألعاب‭ ‬التعليميّة‭ ‬التي‭ ‬تُنمّي‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬الطفل‭ ‬الجسمية‭ ‬والعقلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تَهيئة‭ ‬الطفل‭ ‬للخروج‭ ‬بقدرٍ‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬القُدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬إلى‭ ‬المراحل‭ ‬العمريّة‭ ‬المُتقدّمة‭ ‬ليكونَ‭ ‬بذلك‭ ‬فرداً‭ ‬مُنتجاً‭ ‬وسويّاً‭. ‬‮ ‬‭ ‬

مراحل‭ ‬الطفولة‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتها

قُسِّمت‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ ‬مراحل،‭ ‬وكان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التقسيم‭ ‬معرفة‭ ‬الخصائص‭ ‬النمائية‭ ‬لكل‭ ‬مرحلة‭ ‬والمُشكلات‭ ‬المتوقّع‭ ‬حدوثها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الإلمام‭ ‬بطرق‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬المتدرّجة‭ ‬والمناسبة،‭ ‬التي‭ ‬تُساعد‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الطفل‭ ‬وقدراته‭ ‬في‭ ‬مُختلف‭ ‬مجالاتها‭ ‬العقليّة‭ ‬والانفعالية‭ ‬والجسمية‭ ‬الحركية‭ ‬والاجتماعيّة،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬التقسيم‭ ‬كالآتي‭:‬

مرحلة‭ ‬الرضاعة‭:‬ منذ‭ ‬الولادة‭ ‬وحتّى‭ ‬عمر‭ ‬السنتين‭.‬

‭ – ‬مرحلة‭ ‬الرضاعة

‭- ‬ مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭ :‬من‭ ‬سن‭ ‬السنتين‭ ‬وحتى‭ ‬ستّ‭ ‬سنوات‭.‬

‭- ‬ مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المتوسطة‭ :‬من‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭.‬

‭- ‬ مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المتأخرة‭ :‬من‭ ‬سن‭ ‬تسع‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬سن‭ ‬الثانية‭ ‬عشر‭. ‬

مرحلة‭ ‬الرضاعة‭:‬

ينمو‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بشكل‭ ‬سريع،‭ ‬ويكتسب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المَهارات‭ ‬الحركيّة‭ ‬كالمشي،‭ ‬والحبو،‭ ‬والوقوف،‭ ‬والجلوس،‭ ‬وتبعاً‭ ‬لذلك‭ ‬فيجب‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬توفير‭ ‬بعض‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬تُصدر‭ ‬الأصوات‭ ‬وذات‭ ‬الألون‭ ‬الزاهية‭ ‬والمُختلفة،‭ ‬فيُطوّر‭ ‬الطفل‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إمساك‭ ‬الأشياء‭ ‬وتحريكها‭ ‬وتقليبها‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكتب‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬الفلّين‭ ‬أو‭ ‬الكرتون‭ ‬المقوى،‭ ‬ومن‭ ‬المُمكن‭ ‬أن‭ ‬تروي‭ ‬الأم‭ ‬القصص‭ ‬بطريقة‭ ‬التلوين‭ ‬الصوتي‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬نبرات‭ ‬الصوت؛‭ ‬فكلّ‭ ‬ذلك‭ ‬يجذب‭ ‬انتباه‭ ‬الطفل‭ ‬ويستدعي‭ ‬انتباهه،‭ ‬فسماع‭ ‬الطفل‭ ‬لصوت‭ ‬أمّه‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬تعلّم‭ ‬اللغة‭ ‬المَنطوقة‭ ‬والتعبيريّة،‭ ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬يُمكن‭ ‬تقديمها‭ ‬للطفل‭ ‬لتقوية‭ ‬مَهاراته‭ ‬وتطويرها‭.‬

مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة‭:‬

تظهر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أهميّة‭ ‬تَنمية‭ ‬المَهارات‭ ‬الحركيّة‭ ‬ومهارات‭ ‬التآزر‭ ‬البصري‭ ‬الحركي

‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المهارات‭ ‬اللغويّة‭ ‬والإدراكية،‭ ‬وتتمّ‭ ‬تنمية‭ ‬هذه‭ ‬المهارات‭ ‬بعدّة‭ ‬طرق‭ ‬وأنشطة‭ ‬تُمارسها‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬المَنزل‭ ‬أو‭ ‬المعلّمة‭ ‬في‭ ‬المدرسة؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعرض‭ ‬المهارة‭ ‬وتَدريب‭ ‬الطّفل‭ ‬عليها‭ ‬ليَصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬إتقانها،‭ ‬أمّا‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬فتكون‭ ‬إمّا‭ ‬باللعب‭ ‬بالمشابك‭ ‬وتَصنيف‭ ‬ألوانها،‭ ‬وتطوير‭ ‬حاسة‭ ‬اللمس‭ ‬بعرض‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬خامات‭ ‬الأقمشة‭ ‬أو‭ ‬الأسطح‭ ‬المُختلفة‭ ‬والتفريق‭ ‬بين‭ ‬الناعمة‭ ‬والخشنة‭ ‬وغيرها،‭ ‬والربط‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مهارة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬النشاط؛‭ ‬كأن‭ ‬يُميّز‭ ‬الطفل‭ ‬بأن‭ ‬الكرت‭ ‬الأصفر‭ ‬خشن‭ ‬الملمس‭ ‬والكرت‭ ‬الأحمر‭ ‬ناعم‭ ‬الملمس‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬الأشياء،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬تقديم‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬أو‭ ‬اللعب‭ ‬بالرمل‭ ‬تدفع‭ ‬بالطفل‭ ‬لاستعمال‭ ‬إمكانيّاته‭ ‬الابتكاريّة‭ ‬وقدراته‭ ‬التخيليّة‭. ‬

مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬الوسطى‭:‬

يحدث‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الخروج‭ ‬الفعلي‭ ‬للطفل‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬ومسؤولياتها‭ ‬وواجباتها،‭ ‬واتّساع‭ ‬البيئة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬واتساع‭ ‬دائرة‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬الوالدين،‭ ‬كما‭ ‬يتعلّم‭ ‬الطفل‭ ‬المهارات‭ ‬الحركيّة‭ ‬اللازمة‭ ‬للمشاركة‭ ‬بالأنشطة‭ ‬العامة‭ ‬والألعاب‭ ‬الجماعية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬اكتساب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬القِيم‭ ‬والمعايير‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تُشكّل‭ ‬بنية‭ ‬شخصيّته‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتتمّ‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الطفل‭ ‬بإشراكه‭ ‬ببعض‭ ‬الأعمال‭ ‬المنزلية‭ ‬التي‭ ‬تُناسب‭ ‬قدراته‭ ‬الجسمية،‭ ‬وتوفير‭ ‬مكعّبات‭ ‬الفك‭ ‬والتركيب‭ ‬وصلصال‭ ‬اللعب‭ ‬والبازل‭ ‬المناسب،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬القيام‭ ‬بمهاراته‭ ‬الاستقلالية‭ ‬بمفرده‭ ‬كارتداء‭ ‬ملابسه‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬مكانها،‭ ‬وتناول‭ ‬طعامه‭ ‬وحده،‭ ‬والاستحمام،‭ ‬وربط‭ ‬الحذاء‭. ‬يجب‭ ‬أيضاً‭ ‬تعليم‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬وتحسين‭ ‬خطه،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬له‭ ‬لحلّ‭ ‬مشكلاته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخّل‭ ‬أحد‭.‬

مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المتأخرة‭:‬

يسعى‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المتأخرة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬توكيده‭ ‬لاستقلاليّته‭ ‬وتكيّفه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬يُكوّن‭ ‬الصداقات‭ ‬والعلاقات‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة،‭ ‬ويَتآلف‭ ‬الطفل‭ ‬مع‭ ‬الجماعات،‭ ‬ويُمكنه‭ ‬الانطواء‭ ‬تحت‭ ‬ظلّها،‭ ‬كما‭ ‬يترسّخ‭ ‬مفهوم‭ ‬الأخلاق‭ ‬والضمير،‭ ‬واكتمال‭ ‬التوجه‭ ‬الذاتي‭ ‬نحو‭ ‬الذات‭ ‬والجماعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مُمارسة‭ ‬الطفل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الجسمية‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬وبنشاط‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المَراحل‭ ‬السابقة،‭ ‬فيجب‭ ‬تعليم‭ ‬الفرد‭ ‬اللعب‭ ‬المحكَم‭ ‬الذي‭ ‬يَسير‭ ‬حسب‭ ‬قوانين‭ ‬مُعيّنة‭ ‬يضبطها‭ ‬الحكم،‭ ‬وتشجيع‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوافق‭ ‬مع‭ ‬الأقران،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬اللغة‭ ‬المنطوقة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬التمثيلي‭ ‬وانتحال‭ ‬الأدوار،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬إتقان‭ ‬الألعاب‭ ‬الشائعة‭ ‬بين‭ ‬أقرانه‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬مُمارستها‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بها‭. ‬

إرشادات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬المهارات‭ ‬للأطفال‭:‬

على‭ ‬الـوالـديــــن‭ ‬القيـــــــام‭ ‬بالعديد‭ ‬مــــــن‭ ‬الأمـــــــور‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنميــــــــّة‭ ‬قدرات‭ ‬طفلهما،‭ ‬فالطفل‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬فقط‭ ‬للعـنـــايــــة‭ ‬المتمثّلــة‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬حاجيّاته‭ ‬من‭ ‬طعام،‭ ‬وشراب،‭ ‬ومسكن،‭ ‬ودواء،‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬تربيته،‭ ‬وتعليمه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يفيده‭ ‬الآن،‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل،‭ ‬وبهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬نقدّم‭ ‬للوالدين‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭:‬

التشجيع‭ ‬والتحفيز‭ ‬المستمر‭ ‬للطفل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعزيز‭ ‬اللفظي‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬عند‭ ‬نجاحه،‭ ‬وتجاهل‭ ‬التجارب‭ ‬الفاشلة‭ ‬له،‭ ‬وحثّه‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬حتى‭ ‬النجاح‭.‬

القدوة‭ ‬الحسنة‭ ‬والبنَّاءة؛‭ ‬فالطفل‭ ‬يُراقب‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬المُعلّمين‭ ‬والأهل‭ ‬الأقران‭ ‬ممّن‭ ‬يُتقنون‭ ‬مهارة‭ ‬مُعيّنة،‭ ‬فهو‭ ‬يتعلّم‭ ‬بالمُلاحظة‭ ‬والتقليد‭.‬

تقديم‭ ‬المهارة‭ ‬المناسبة‭ ‬لعمر‭ ‬الطفل‭ ‬وقدراته‭ ‬الجسميّة‭ ‬والعقلية،‭ ‬وتقديم‭ ‬اللعبة‭ ‬أو‭ ‬النشاط‭ ‬المُناسب‭ ‬لتجنّب‭ ‬تعرّض‭ ‬الطفل‭ ‬للفشل‭ ‬المستمر‭ ‬والإحساس‭ ‬بالإحباط،‭ ‬ومراعاة‭ ‬الفروقات‭ ‬الفردية‭.‬

عدم‭ ‬إجبار‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬المُشاركة‭ ‬في‭ ‬نشاطٍ‭ ‬مُعيّن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يَرغب‭ ‬بذلك‭.‬

مُراقبة‭ ‬الطفل‭ ‬أثناء‭ ‬لعبه‭ ‬وحده‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬أقرانه‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الجماعية،‭ ‬وتَحديد‭ ‬السلوكيّات‭ ‬التي‭ ‬تنقصه،‭ ‬أو‭ ‬السلوكيّات‭ ‬السلبية‭ ‬ومُحاولة‭ ‬تعديلها‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬آخر‭.‬

تدريب‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬لما‭ ‬تعود‭ ‬عليه‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬حينما‭ ‬يكبر‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المهني‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬فدور‭ ‬الأهل‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬جعل‭ ‬طفلهما‭ ‬يكبر‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬القراءة،‭ ‬والمطالعة،‭ ‬ومن‭ ‬أبسط‭ ‬الطرق‭ ‬وأحبها‭ ‬للطفل‭ ‬هي‭ ‬حكايات‭ ‬قبل‭ ‬النوم،‭ ‬فإنها‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مهاراته‭ ‬اللغوية‭ ‬واللفظية‭ ‬والتحليلية‭.‬

تعليم‭ ‬الطفل‭ ‬كيفية‭ ‬إيجاد‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل،‭ ‬واللون،‭ ‬والحجم،‭ ‬والملمس‭ ‬وغيرها‭.‬

تدريب‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬عليه،‭ ‬كسؤاله‭ ‬عن‭ ‬كيفيّة‭ ‬تصرفه‭ ‬إذا‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬والديه،‭ ‬أو‭ ‬تعرّض‭ ‬لضرب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬زملائه،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وبذلك‭ ‬سيعتاد‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬لحلّ‭ ‬مشكلاته،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الوالدين‭ ‬سيعطيانه‭ ‬حلولاً‭ ‬يمكنه‭ ‬اللجوء‭ ‬إليها‭.‬

تأهيل‭ ‬الطفل‭ ‬لدخول‭ ‬للمدرسة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحضار‭ ‬كتب‭ ‬التلوين،‭ ‬وتدريبه‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬إمساك‭ ‬القلم،‭ ‬والتلوين‭ ‬دون‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬المحدد،‭ ‬وشرح‭ ‬له‭ ‬طبيعة‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬كوجود‭ ‬صفّ‭ ‬يحتوي‭ ‬طلاب،‭ ‬ومعلّم‭ ‬يشرح‭ ‬الدروس،‭ ‬وأنه‭ ‬باسطاعته‭ ‬مراجعة‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬تواجهه،‭ ‬ووجود‭ ‬وقت‭ ‬للدراسة،‭ ‬وآخر‭ ‬للاستراحة،‭ ‬ووجوب‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭.‬

الاستعانة‭ ‬بألعاب‭ ‬التركيب‭ ‬فهي‭ ‬تنمّي‭ ‬مهارة‭ ‬الانتباه‭ ‬والربط‭ ‬للطفل،‭ ‬وتركيب‭ ‬الأجزاء‭ ‬ببعضها‭. ‬التحدّث‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬مستمرّ‭ ‬وبلغة‭ ‬سليمة،‭ ‬كي‭ ‬يعتاد‭ ‬التحدّث‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭.‬

تشجيع‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتقوية‭ ‬عضلات‭ ‬جسمه،‭ ‬وتحسين‭ ‬صحّته‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وتحسين‭ ‬قدراته‭ ‬العقليّة‭. ‬تكليف‭ ‬الطفل‭ ‬بالقيام‭ ‬ببعض‭ ‬المهام‭ ‬البسيطة،‭ ‬مثل‭ ‬إحضار‭ ‬شيء‭ ‬ما،‭ ‬والثناء‭ ‬عليه‭ ‬عند‭ ‬قيامه‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الصحيح‭. ‬تعويد‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابسه‭ ‬بنفسه،‭ ‬وكذلك‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭. ‬الاهتمام‭ ‬بتغذية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتقديم‭ ‬طعام‭ ‬صحي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬وبالكميّات‭ ‬المناسبة،‭ ‬لينمو‭ ‬جسده،‭ ‬ويتطور‭ ‬عقله‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬السليم‭.‬

محاولة‭ ‬اكتشاف‭ ‬مواهب‭ ‬الطفل‭ ‬وتنميتها‭. ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬تساؤلات‭ ‬الطفل‭ ‬بأسلوب‭ ‬مبسّط‭ ‬وجميل،‭ ‬والثناء‭ ‬عليه‭ ‬لحبه‭ ‬للمعرفة،‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭.‬

سؤال‭ ‬الطفل‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬وعن‭ ‬ماذا‭ ‬يحب،‭ ‬وماذا‭ ‬يكره‭ ‬لتمنية‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬وتكوين‭ ‬شخصيته‭ ‬برفض‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يريد،‭ ‬وقبول‭ ‬ما‭ ‬يريد،‭ ‬وليس‭ ‬اتّباع‭ ‬الآخرين‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى