حواراتوائل لطف الله

أنيسة عصام حسونة: قصتى مع السرطان

بدون سابق إنذار

‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬‭.. ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬تروي‭ ‬تجربتها‭ ‬الملهمة‭ ‬مع‭ ‬السرطان

أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬كاتبة‭ ‬وباحثة‭ ‬سياسية‭ ‬ونائبة‭ ‬معينة‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصرى،‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬القاهرة‭ ‬22‭ ‬يناير‭ ‬1953،‭ ‬وهي‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذى‭ ‬السابق‭ ‬لمؤسسة‭ ‬مجدي‭ ‬يعقوب‭ ‬لأمراض‭ ‬وأبحاث‭ ‬القلب،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬بكاليوريوس‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة

التدرج الوظيفى:

بدأت‭ ‬عملها‭ ‬كملحق‭ ‬دبلوماسي‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية،‭ ‬ثم‭ ‬عملت‭ ‬لمدة‭ ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العربية‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬ثم‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬‭”‬منتدى‭ ‬مصر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي‭”‬.

ثم‭ ‬ببنك‭ ‬مصر‭ ‬إيران‭ ‬للتنمية‭ ‬كمساعد‭ ‬المدير‭ ‬العام،‭ ‬لتعمل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬كمدير‭ ‬عام‭ ‬لمنتدى‭ ‬مصر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي‭. ‬وهي‭ ‬محاضرة‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬المصرية‭ ‬والمعهد‭ ‬المصرفي‭ ‬التابع‭ ‬للبنك‭ ‬المركزي‭ ‬المصري.

شغلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬منها‭ ‬منصب‭ ‬أمين‭ ‬صندوق‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬لمؤسسة‭ ‬“IDEA‭ ‬”‭ ‬الدولية‭ ‬لمنطقة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬حول‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬كما‭ ‬تشغل‭ ‬أيضا‭ ‬منصب‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬وأمين‭ ‬صندوق‭ ‬“جمعية‭ ‬الباجواش‭ ‬المصري‭ ‬للعلوم‭ ‬والشئون‭ ‬الدولية”‭ ‬وهي‭ ‬المنظمة‭ ‬الحاصلة‭ ‬علي‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬لعام‭ ‬1995،‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬الاستشارية‭ ‬للفكر‭ ‬والحريات‭ ‬والمرأة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬والعالم،‭ ‬فهي‭ ‬مؤسسه‭ ‬لـ‭”‬نساء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭”‬‭ ‬في‭ ‬سويسرا،‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬كعضو‭ ‬للهيئة‭ ‬الاستشارية‭ ‬لمؤسسة‭ ‬“الفكر‭ ‬العربي”‭ ‬ببيروت،‭ ‬وعضو‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬“لمنتدى‭ ‬البدائل”،‭ ‬وعضو‭ ‬الغرفة‭ ‬التجارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬“مؤسسة‭ ‬مصر‭ ‬المتنورة”‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬“Think Tank for Arab Women”،‭ ‬وعضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬للمواطنة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭.‬

إنجازتها:

أول‭ ‬امرأة‭ ‬تنتخب‭ ‬أميناً‭ ‬عاماً‭ ‬للمجلس‭ ‬المصري‭ ‬للشئون‭ ‬الخارجية،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اختيارها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلة‭ ‬‭”‬أرابيان‭ ‬بيزنس‭”‬‭ ‬في‭ ‬2014‭ ‬علي‭ ‬قائمتها‭ ‬السنوية‭ ‬لأقوى‭ ‬100‭ ‬امرأة‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬المجتمع‭ ‬والثقافة‭.‬

تقوم‭”‬حسونه‭”‬‭ ‬بكتابة‭ ‬مقالات‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬الصحفية‭ ‬منها‭ ‬جريدة‭ ‬المصري‭ ‬اليوم‭ ‬والشروق‭ ‬وموقع‭ ‬المنصة.

وأحدث‭ ‬إصداراتها‭ ‬كتاب‭ ‬‭”‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ – ‬الصراع‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ – ‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار“‭.  ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬مقالاتها‭:‬

•‭ ‬دليل‭ ‬المرأة‭ ‬الذكية‭ ‬إلى‭ ‬الكوتة‭ ‬النسائية

•‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصريًا،‭ ‬فماذا‭ ‬تود‭ ‬أن‭ ‬تكون؟

•‭ ‬مصر‭ ‬‮«‬المتنورة‮»‬

•‭ ‬المصريون‭ ‬من‭ ‬التلاحم‭ ‬إلى‭ ‬التزاحم

•‭ ‬كما‭ ‬تدين‭.. ‬ تدان

•‭ ‬مذكرات‭ ‬برلمانية‭ ‬مستجدة

•‭ ‬هل‭ ‬‮«‬المعارضة‮»‬‭ ‬كلمة‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة؟

•‭ ‬انطباعات‭ ‬برلمانية

وتضيف‭ ‬‭”‬حسونة‭ ” ” ‬أؤمن‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لكي‭ ‬أخرج‭ ‬الي‭ ‬العلن‭ ‬وأفتح‭ ‬لكم‭ ‬قلبي‭ ‬بشأن‭ ‬قصتي‭ ‬مع‭ ‬السرطان‭ ‬وما‭ ‬ذَا‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مصيري‭ ‬المنتظر‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬يظنه‭ ‬الأطباء‭ ‬،وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المصارحة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تستلزم‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬ستساعدني‭ ‬علي‭ ‬مواجهة‭ ‬الحياة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ … ‬فأنيسة‭ ‬ستظل‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬من‭ ‬يحبونها‭ ‬فإصابتها‭ ‬المرضية‭ ‬لن‭ ‬تغير‭ ‬فيما‭ ‬ترغب‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬ستعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أولوياتها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وأكثر‭ ‬واقعية‭ ‬وتفتح‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬للإستمتاع‭ ‬بنعم‭ ‬الحياة‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬أقصر‭ ‬بينما‭ ‬تدق‭ ‬ساعة‭ ‬العمر‭”‬‭.‬كشفت‭ ‬النائبة‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة،‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬أقسى‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها ‬بعد‭ ‬إصابتها‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭.‬

أعدها للنشر- بيتر مجدي وأمين طه «‬ما‭ ‬تحسبه‭ ‬الأجساد‭ ‬محنة،‭ ‬والأرواح‭ ‬منحة‮»‬

بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬الصغيرة‭ ‬وصف‭ ‬الأديب‭ ‬اللبناني‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬العواصف،‭ ‬وكانت‭ ‬إصابة‭ ‬النائبة‭ ‬أنيسة‭ ‬عصام‭ ‬حسونة‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2016.

المحنة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬منحة،‭ ‬بإصدارها‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬روت‭ ‬خلاله‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬معرفتها‭ ‬وأسرتها‭ ‬بإصابتها،‭ ‬ورحلة‭ ‬العلاج‭ ‬التي‭ ‬بدأتها،‭ ‬وما زالت‭ ‬مستمرة،‭ ‬لكنها‭ ‬قطعت‭ ‬فيها‭ ‬شوطاً‭ ‬كبيراً‮ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬أسرتها‭ ‬ومحبيها‭ ‬لها،‭ ‬وفي‭ ‬ندوة‭ ‬للحديث‭ ‬عن كتابها،‭ ‬وعن‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬مواجهة‭ ‬السرطان‭.‬

حسونة‭ ‬كشفت‭ ‬خلال‭ ‬الندوة أن‭ ‬المرض‭ ‬محنة‭ ‬قاسية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أسعدها‭ ‬هو‭ ‬اكتشاف‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬لها،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬لقاء‭ ‬تليفزيوني ووصول‭ ‬رسائل‭ ‬محبة‭ ‬ودعم‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬كثيرين‭ ‬لا‭ ‬تعرفهم‭. ‬شارك‭ ‬في‭ ‬اللقاء،‭ ‬دكتورة‭ ‬فرخندة‭ ‬حسن‭ ‬النائبة‭ ‬السابقة‭ ‬وأستاذة‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ومحمد‭ ‬فوزي‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬جريدة‭ ‬التحرير،‭ ‬ورامي‭ ‬محسن‭ ‬مدير‭ ‬المركز‭ ‬الوطني‭ ‬للاستشارات‭ ‬البرلمانية،‭ ‬والزملاء‭ ‬الصحفيون‭ ‬بالجريدة أمين‭ ‬طه،‭ ‬وإسماعيل‭ ‬الوسيمي،‭ ‬ومحمد‭ ‬عودة،‭ ‬وبيتر‭ ‬مجدي،‭ ‬وإسراء‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭.‬

محمد‭ ‬فوزي‭: ‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬‭ ‬دفقة‭ ‬حماسية‭ ‬مستلهمة‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬حسونة‭ ‬الصحية

‮«‬نحن‭ ‬لسنا‭ ‬أمام‭ ‬نائبة‭ ‬لها‭ ‬مواقف‭ ‬محترمة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أمام‭ ‬كاتبه‭ ‬مهمة،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأدبية،‭ ‬وظهر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حديثك‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬التكوين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأسرة

كما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المصطلحات‭ ‬وطريقة‭ ‬الصياغة‮»‬،‭ ‬هكذا‭ ‬بدأ‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬محمد‭ ‬فوزي‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬جريدة‭ ‬التحرير،‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الكتاب،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أول‭ ‬سؤال‭ ‬حضرني‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬كان‭ ‬عمن‭ ‬ساعدك‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬وصياغة‭ ‬الكتاب؟‭ ‬ولكن‭ ‬بعدما‭ ‬أكملت‭ ‬الكتاب‭ ‬تأكدت‭ ‬أنه‭ ‬نفس‭ ‬الأسلوب‭ ‬والصياغة‭ ‬واحدة‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الأدبية‭ ‬العالمية‭ ‬شيء‮ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الدفقة‮».‬

مضيفا‭: ‬‮«‬فأنا‭ ‬متأكد‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬دفقة‭ ‬حماسية‭ ‬ووجدانية‭ ‬تم‭ ‬كتابتها‭ ‬باستلهام‭ ‬من‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‮»‬،‭ ‬مقدما‭ ‬الشكر‭ ‬لحضور‭ ‬دكتورة‭ ‬فرخندة‭ ‬حسن،‭ ‬السياسية‭ ‬والبرلمانية‭ ‬السابقة،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬القومي‭ ‬للمرأة‭ ‬سابقا،‭ ‬والمعروف‭ ‬عنها‭ ‬اهتمامها‭ ‬بالقضايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمرأة‭ ‬ومناصرتها‭.‬‮ ‬‭ ‬

فكرة الكتاب:

‮«‬هذه‭ ‬التجربة كانت‭ ‬صعبة للغاية‮»‬،‭ ‬هكذا‭ ‬بدأت‭ ‬قاهرة‭ ‬السرطان‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬كتابها‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬،‭ ‬وكيف‭ ‬تولدت‭ ‬فكرة‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬يسرد‭ ‬معاناتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬حتى هزيمته‭ ‬بنهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬متابعة‭: ‬‮«‬دا‭ ‬أول‭ ‬كتاب‭ ‬ليّ‭ ‬وأنا‭ ‬باخاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬المتخصصين‭ ‬من‭ ‬قراء‭ ‬الأدب،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬حبي‭ ‬لقراءة‭ ‬الأدب‭ ‬من‭ ‬زمان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬للغاية،‭ ‬والكتاب‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬تشجيع‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬وبناتي‭ ‬كمحاولة‭ ‬لرفع‭ ‬حالتي‭ ‬المعنوية‮»‬‭. ‬ووصفت‭ ‬‮«‬حسونة‮»‬‭ ‬الكتاب‭ ‬بأنه‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬دفقة‭ ‬حماسية‮»‬‭ -‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬الأستاذ‭ ‬فوزي‭- ‬أجبرتها‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬الكتاب‭ ‬وتصحيحه‭ ‬بمجهود‭ ‬فردي‭ ‬قبل‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬دار‭ ‬النشر،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تبد‭ ‬أي‭ ‬ملاحظات‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬تخفيف‭ ‬تكرار‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬حبيبتى‭ ‬سلمى،‭ ‬وحبيبتي‮ ‬مها‮»‬‭ -‬ابنتيها‭- ‬قائلة‭: ‬‮«‬السبب‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬مضحك،‭ ‬وهو‭ ‬أنني‭ ‬أخاف‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬التفريق‭ ‬بين‭ ‬البنات،‭ ‬ولكن‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬توجد‭ ‬أية‭ ‬ملاحظات‭ ‬على‭ ‬الكتاب‮»‬‭.‬

حسونة‮»‬‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬شعورها‭ ‬بعدما‭ ‬كتبت‭ ‬الكتاب،‭ ‬ووصفت تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بـ«المضطربة‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬خلو‭ ‬تعقيب‭ ‬دار‭ ‬النشر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ملاحظات‭ ‬على‭ ‬الكتاب،‭ ‬معللة‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬قرأ الكتاب‭ ‬وأبدى‭ ‬إعجابه‭ ‬هم‭ ‬المقربون‭ ‬منها،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تتشكك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬آراؤهم‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬المجاملة‭ ‬لها نظرًا‭ ‬لما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬مرضية،‭ ‬وهو‭ ‬زاد‭ ‬شعورها‭ ‬بالتخوف‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬القراء‭ ‬الآخرين‭. ‬

لماذا رصدت الرحلة؟

‮«‬استجابة‭ ‬لزوجي‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يرى طوال‭ ‬الوقت‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬دعم‭ ‬لي‮»‬،‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬وضعته‭ ‬عضوة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب لشروعها‭ ‬في‭ ‬تدوين‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬والعلاج.

أما‭ ‬السبب‭ ‬الثاني‭ ‬فكان‭ ‬أحفادها‭ ‬الأربعة،‭ ‬‮«‬علي‭ ‬وفريد‭ ‬وشريف‭ ‬وداليدا‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬عززوا‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قصتها‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬علشان‭ ‬لما‭ ‬يكبروا‭ ‬يعرفوا‭ ‬مين‭ ‬هي‭ ‬جدتهم‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ابنتها ألهمتها‭ ‬إلى‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬للكتابة،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الشخصيات‭ ‬العامة‭ ‬تخشى الحديث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مكروه‭ ‬يصابون‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬الناس،‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬اهتزاز‭ ‬صورتهم‭ ‬العامة‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬لاستكمال‭ ‬الكتابة‭ ‬لتضيف‭ ‬جزءًا‭ ‬خلال‭ ‬رحلتها‭ ‬يتضمن‭ ‬نظرة‭ ‬الناس‭ ‬للمرأة‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬مصابة‭ ‬بالسرطان،‭ ‬كأنه‭ ‬عيب‭ ‬فيها‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬نحمل‭ ‬المرأة‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لأنها‭ ‬المسئولة،‭ ‬وحينما‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬دورها،‭ ‬الناس‭ ‬تقلق،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬هم‭ ‬الجميع،‭ ‬وتستحق‭ ‬كلمة‭ ‬طيبة،‭ ‬لأن‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬صدقة‮»‬‭. ‬وتابعت‭: ‬‮«‬رسالة‭ ‬أخى‭ ‬أردت‭ ‬توجيهها‭ ‬عبر‭ ‬الكتاب‭ ‬تتضمن‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أهتم‭ ‬بها،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬السيدات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬واستشارة‭ ‬الطبيب‭ ‬بشأنها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى أنني‭ ‬أحببت‭ ‬أن‭ ‬أوجه‭ ‬رسالة‭ ‬للجميع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاب،‭ ‬أقول‭ ‬فيها‭: ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬بي‭ ‬الزمن‭ ‬كنت‭ ‬هاعمل‭ ‬إيه‭.. ‬وكنت‭ ‬هاركز‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬اللي‭ ‬بحبها‮»‬‭.‬

لحظات اليأس والأمل

‮«‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2016 ،‭‬اكتشفت‭ ‬إصابتي‭ ‬بالسرطان‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حاول‭ ‬زوجي،‭ ‬إخفاء‭ ‬الخبر‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬خشية‭ ‬تأثري‭ ‬سلبًا،‭ ‬لكنني‭ ‬علمت‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬لديَّ‭ ‬فكرة‭ ‬الكتاب‭ ‬نهائيا‮»‬

هكذا‭ ‬تروي‭ ‬‮«‬حسونة‮»‬‭ ‬بداية‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬معاناتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬اليأس‭ ‬والأمل‭. ‬وقالت‭:‬‮ «‬عرف‭ ‬زوجي‭ ‬بإصابتي‭ ‬أولا

وكان‭ ‬قلقًا‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬فعلي‭ ‬عند‭ ‬معرفتي‭ ‬بحقيقة‭ ‬المرض‮»‬،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬فور‭ ‬أن‭ ‬علمت،‭ ‬منعت‭ ‬الناس‭ ‬عني،‭ ‬ولم‭ ‬أعد‭ ‬أستطيع‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬شخص أي‭ ‬كلمات‭ ‬دعم،‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أحترف‭ ‬قولها‭ ‬للآخرين،‭ ‬فقد‭ ‬كنت‭ ‬دائما‭ ‬صاحبة‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬والنصائح‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حولي،‭ ‬ولم‭ ‬أصدق‭ ‬أنه‭ ‬جاء‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬احتاج‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‮»‬‭. ‬

وتابعت‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬انتهيت‭ ‬من‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬بالعلاج‭ ‬الكيماوي‭ ‬سافرت‭ ‬للخارج،‭ ‬رغم‭ ‬رفضي‭ ‬قرار‭ ‬السفر،‭ ‬لأني‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬وسط‭ ‬إخوتي‭ ‬وأموت‭ ‬وسط‭ ‬أهلي‭ ‬وناسي

‭ ‬فإنني‮ ‬سافرت‭ ‬لألمانيا‭ ‬لإجراء‭ ‬العملية،‭ ‬وكنت‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬فترة‭ ‬العلاج‭ ‬12‭ ‬يوما‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬ظللت‭ ‬هناك‭ ‬42‭ ‬يوما‮»‬‭. ‬وأضافت‭: ‬‮«‬قلت‭: ‬لماذا‭ ‬أعذب‭ ‬نفسي‭ ‬ومن‭ ‬حولي،‭ ‬أستسلم‭ ‬وخلاص‭.. ‬وكانت‭ ‬أفضل‭ ‬لحظاتي‭ ‬حين‭ ‬يعطونني‭ ‬مخدرا‭ ‬لأنام

لأني‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أذوق‭ ‬طعم‭ ‬النوم‭ ‬بسبب‭ ‬الألم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أنام‭ ‬ولا‭ ‬أستيقظ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬

بعدما‭ ‬عادت‭ ‬أنيسة‭ ‬لمصر،‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬تعرضت‭ ‬حالتها‭ ‬الصحية‭ ‬للتدهور‭ ‬مرتين،‭ ‬توضح‭ ‬أنها‭ ‬انفصلت‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬تماما،‭ ‬ولا‭ ‬ترد‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يحدثها‭ ‬عن‭ ‬الكتاب،‭ ‬وتضيف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬فجأة‭ ‬في‭ ‬مساء‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬النوم‭ ‬وأشعر‭ ‬بالضيق

بدأت‭ ‬أفكر‭ ‬يمكن‭ ‬فكرة‭ ‬الكتاب‭ ‬تكون‭ ‬جيدة،‭ ‬وفكرت‭ ‬في‭ ‬أحفادي‭ ‬ليعرفوا‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬جدتهم،‭ ‬ومقاومتي‭ ‬للمرض‭ ‬لأجلهم‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بدأت‭ ‬الكتابة،‭ ‬وقتها‭ ‬كتبت‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬صفحة‭ ‬من‭ ‬الكتاب،‭ ‬وبعدها‭ ‬بيومين‭ ‬وصلت‭ ‬لـ40‭ ‬صفحة،‭ ‬فعرضت‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬على‭ ‬الأولاد‭ ‬لوضع‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ليذكروني‭ ‬بها

وحين‭ ‬انتهيت،‭ ‬أخذت‭ ‬رأي‭ ‬المقربين‭ ‬مني وكان‭ ‬انطباعهم‭ ‬أنه‭ ‬جيد‭ ‬وطالبوا‭ ‬بالاستمرار لكن‭ ‬تشككت‭ ‬في‭ ‬رأيهم‭ ‬لأنهم‭ ‬أقاربي‮»‬‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬قررت‭ ‬إرساله‭ ‬لدار‭ ‬نشر‭ ‬شهيرة،‭ ‬فقالوا‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬للنشر،‭ ‬والكتاب‭ ‬غير‭ ‬مقنع،‭ ‬ولا‭ ‬يصدرون‭ ‬كتبا‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬صفحة‭ ‬فقط،‭ ‬وقالوا‭ ‬إن‭ ‬الكتاب‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأسرية،‭ ‬فتأكدت‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يقرأوه‭ ‬لأن‭ ‬الكتاب‭ ‬حوالي‭ ‬150‭ ‬صفحة،‭ ‬ويتحدث‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬والاجتماعية.

فأرسلته‭ ‬لدار‭ ‬النشر‭ ‬التي‭ ‬نشرته‭ ‬حاليا،‭ ‬وكان‭ ‬رد‭ ‬فعلها‭ ‬مختلفا‭ ‬تماما‭ ‬فقد‭ ‬رحبت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وطلبت‭ ‬مني‭ ‬إضافة‭ ‬المزيد‭ ‬للكتاب،‭ ‬ولكني‭ ‬فضلت‭ ‬أن‭ ‬أنشره‭ ‬كما‭ ‬انتهيت‭ ‬منه،‭ ‬تعبت‭ ‬بعدها‭ ‬تعبا‭ ‬شديدا‭ ‬وتعرضت‭ ‬لأخذ‭ ‬جرعات‭ ‬من‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التئام‭ ‬الجرح‭ ‬مكان‭ ‬العملية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‮»‬‭.‬

الإعلان عن الإصابة بالسرطان 

تقول‭ ‬‮«‬حسونة‮»‬‭ ‬إن‭ ‬ابنتها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬اقترحت‭ ‬عليها‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬مرضها‭ ‬عبر‭ ‬صفحتها‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬فيسبوك‮».‬

مضيفة‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬باعترف‭ ‬أن‭ ‬معلوماتي‭ ‬عن‭ ‬الفيسبوك‭ ‬ساذجة‭ ‬جدا ولما‭ ‬بدأت‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوي‭ ‬تساقط‭ ‬شعري،‭ ‬وارتديت‭ ‬‭”‬باروكة‭” ‬وشعرت‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬أنا،‭ ‬ولماذا‭ ‬يفرض‭ ‬الناس‭ ‬عليَّ‮ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬اعتادوا‭ ‬عليه،‭ ‬رغم‭ ‬أني‭ ‬غير‭ ‬سعيدة،‭ ‬ولما‭ ‬شعري‭ ‬بدأ‭ ‬ينبت‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ابنتي‭ ‬قالت‭: ‬طالما‭ ‬الكتاب‭ ‬اقترب‭ ‬نشره،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنشري‭ ‬صورتك‭ ‬على‭ ‬الفيسبوك‭ ‬وتعرفي‭ ‬الناس‭ ‬بوضعك‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬مسافرة‭ ‬إلى‭ ‬أستراليا،‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬فطلبت‭ ‬من‭ ‬ابنتي‭ ‬أن‭ ‬تنشر‭ ‬‭”‬البوست‭”‬‭ ‬بعد‭ ‬سفري‭ ‬مباشرة،‭ ‬كأن‭ ‬الفيسبوك‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬خارج‭ ‬مصر،‭ ‬لكني‭ ‬فوجئت‭ ‬في‭ ‬أستراليا‭ ‬بتفاعل‭ ‬الناس‭ ‬معي‭ ‬ويتحدثون‭ ‬بود‭ ‬ومحبة‭ ‬ودعم،‭ ‬واتضح‭ ‬أنهم‭ ‬قرأوا‭ ‬البوست‮»‬‭.‬

الهدف من الكتاب: تقديم الجانب الإيجابي للقصة 

تقول‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬هدفي‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬تأخذ‭ ‬الجانب‭ ‬الإيجابي‭ ‬من‭ ‬القصة،‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬دكتورة‭ ‬فرخندة‭: ‬لست‭ ‬أنا‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أصيب‭ ‬بمرض،‭ ‬وكنت‭ ‬دائما‭ ‬أقول‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬يصيبني‭ ‬المرض،‭ ‬وعمري‭ ‬ما‭ ‬عملت‭ ‬حاجة‭ ‬سيئة،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬بالكتاب‭ ‬بالتفكير‭ ‬الساذج‭ ‬أنه‭ ‬أصيب‭ ‬به‭ ‬2‭ ‬من‭ ‬العائلة،‭ ‬أي‭ ‬دفعنا‭ ‬ضريبة‭ ‬السرطان،‭ ‬المسألة‭ ‬صعبة‭ ‬جدا‮»‬‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬تساءلت‭:‬‮ ‬لماذا‭ ‬يصيب‭ ‬السرطان‭ ‬الإنسان؟‭ ‬وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬الشخصي،‭ ‬وليس‭ ‬تفسيرا‭ ‬علميا،‮ ‬فقد‭ ‬سألت‭ ‬الأطباء‭ ‬هنا‭ ‬وبالخارج‭ ‬لماذا‭ ‬يصيب‭ ‬السرطان‭ ‬الإنسان؟‭ ‬وتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬جدارات‭ ‬المناعة،‭ ‬وبعد‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤمنة‭ ‬بها،‭ ‬فقد‭ ‬أتت‭ ‬إليَّ‮ ‬رسائل‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬القهر‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬أو‭ ‬العمل،‭ ‬وهذا‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬السرطان‭ ‬أحيانا‮»‬، وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يموت‭ ‬بالسرطان‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الفترة يكون‭ ‬نتيجة‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوي‮ ‬يهاجم‭ ‬جميع‭ ‬الخلايا،‭ ‬وهناك‭ ‬أعضاء‭ ‬بالجسد‭ ‬يصيبها‭ ‬الضعف‭ ‬مثل‭ ‬القلب‭ ‬مثلا،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الجرعة‭ ‬واحدة‭ ‬لكل‭ ‬الجسد‭ ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬الأعضاء‭ ‬تكون‭ ‬أضعف ويموت‭ ‬البعض‭ ‬بانهيار‭ ‬هذه‭ ‬الأعضاء،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬تخاف‭ ‬من‭ ‬الفحوصات،‭ ‬مثل‭ ‬دلالات‭ ‬الأورام،‭ ‬‮«‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬مررت‭ ‬به‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬وفاة‭ ‬دكتور‭ ‬أحمد‭ ‬زويل‭ ‬بالسرطان،‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬دكتور‭ ‬زويل،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬تم‭ ‬علاجه‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وشاهدته‭ ‬عندما‭ ‬جاء‭ ‬هنا،‭ ‬لكنه‭ ‬مات‭ ‬نتيجة‭ ‬أنه‭ ‬أصيب‭ ‬بإنفلونزا،‭ ‬تحولت‭ ‬لالتهاب‭ ‬رئوي،‭ ‬ولم‭ ‬يحتمله‭.‬

إستثمار الألم

بسؤالها‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬أصبح‭ ‬هو‭ ‬محنة‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬منحة‭ ‬بتفجر‭ ‬طاقة‭ ‬إبداعية‭ ‬ظهرت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاب،‭ ‬ثم‭ ‬محبة‭ ‬ودعم‭ ‬الناس‭ ‬لها،‭ ‬قالت‭ ‬حسونة‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أكتب،‭ ‬ولم‭ ‬يخطر‭ ‬في‭ ‬بالي‭ ‬هذا‭ ‬الكلام أكيد‭ ‬هي‭ ‬محنة،‭ ‬كأن‭ ‬هناك‭ ‬2‭ ‬أنيسة‭: ‬واحدة‭ ‬عايشة‭ ‬حياتها،‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬حالة‭ ‬الإنكار،‭ ‬وواحدة‭ ‬أخرى‭ ‬تتألم‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬بمفردها‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬كان‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬تفكيري‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬سيصيبهم‭ ‬الملل فلتوقفي‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الألم،‭ ‬أشعر‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬الأكل،‭ ‬العلاج‭ ‬الكيماوي يفقدك‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬العطش،‭ ‬وأشعر‭ ‬أن‭ ‬شرب‭ ‬المياه‭ ‬أصبح‭ ‬عقابا‮»‬‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أنني‭ ‬أستثمر‭ ‬المحنة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬أمل،‭ ‬كنت‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬مشاعري‭ ‬بصدق‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يتقبلها‭ ‬الناس،‭ ‬يمكن‭ ‬أنفع‭ ‬شخصا‭ ‬آخر،‭ ‬وما‭ ‬أبهرني‭ ‬ولم‭ ‬أتوقعه،‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬أقابل‭ ‬ناسا‭ ‬لا‭ ‬يعرفونني‭ ‬مطلقا،‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأجدهم‭ ‬يقولون‭: ‬لقد‭ ‬منحتينا‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬حلقة‭ ‬حزينة‭ ‬مع‭ ‬منى‭ ‬الشاذلي،‭ ‬فكيف‭ ‬وصل‭ ‬للناس‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية؟‭ ‬يمكن‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬أتحدث‭ ‬دون‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬الكلام،‭ ‬وهذا‭ ‬يسعدني‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البعض‭ ‬يطلب‭ ‬مني‭ ‬مكالمة‭ ‬والده‭ ‬أو‭ ‬والدته‭ ‬لأنهم‭ ‬يعانون،‭ ‬وأتحدث‭ ‬معهم‭ ‬فعلا،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬أسعدني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض،‭ ‬أنه‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ناس‭ ‬كثيرة‭ ‬ممكن‭ ‬تكون‭ ‬بتحبك‭ ‬وأنت‭ ‬لا‭ ‬تعرف،‭ ‬وهي‭ ‬نعمة‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتصورها،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬محنة‭ ‬المرض‭ ‬أضافت‭ ‬لي‭ ‬معرفة‭ ‬هذه‭ ‬المحبة،‭ ‬أي‭ ‬رسالة‭ ‬تأتي‭ ‬إليَّ‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬لا‭ ‬أعرفهم‭ ‬يعبرون‭ ‬بمحبة،‭ ‬أشكر‭ ‬الله‭ ‬جدا‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الكتابة‭ ‬ساعدتني‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬مشاعري‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬بالكلام،‭ ‬خفت‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬الناس‭ ‬إن‭ ‬الأمور‭ ‬تتداخل‮»‬‭. ‬

رامي‭ ‬محسن‭: ‬حالة‭ ‬نجاح‭ ‬اعتبر‭ ‬رامي‭ ‬محسن‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬حالة‭ ‬خاصة،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬حسونة‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تترك‭ ‬إرثا‭ ‬أدبيا‭ ‬لأحفادها‭ ‬ولنا‭ ‬جميعا‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬أحدث‭ ‬هزة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬نشره للطريقة‭ ‬الأدبية‭ ‬والشعرية‭ ‬التي‭ ‬كُتب‭ ‬بها‭ ‬‮«‬ووصفها‭ ‬للأحداث‭ ‬كأننا‭ ‬نعيش‭ ‬فيها،‭ ‬وعندما‭ ‬قرأت‭ ‬الكتاب‭ ‬قبل‭ ‬النشر‭ ‬بكيت،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬آخر‭ ‬كتاب‭ ‬لها‭ ‬وسيكون‭ ‬لها‭ ‬سلسلة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الكتب‮»‬

وأضاف‭: ‬‭”‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬دكتورة‭ ‬فرخندة‭ ‬حسن‭ ‬وتركت‭ ‬ميراثا‭ ‬أدبيا‭ ‬وسياسيا‭ ‬وكللت‭ ‬ذلك‭ ‬بإصدار‭ ‬كتابها‭ ‬‮«‬سنوات‭ ‬تحت‭ ‬القبة‮»‬‭”‬‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬‭ ‬حول‭ ‬حسونة‭ ‬من‭ ‬إنسانة‭ ‬مصابة‭ ‬بمرض‭ ‬لحالة‭ ‬نجاح،‭ ‬وهو‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬وصف‭ ‬المرض‭ ‬لوصف‭ ‬كيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬المرض،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬رسالة‭ ‬الكتاب‭ ‬وصلت،‭ ‬وأصبح‭ ‬في‭ ‬رقبتك‭ ‬ناس‭ ‬ينتظرون‭ ‬رسائل‭ ‬جديدة‭.‬

فرخندة‭ ‬حسن‭:‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬‭ ‬تراث‭ ‬للمجتمع‭ ‬وليس‭ ‬المرأة‭ ‬فقط‭ ‬تتحدث‭ ‬دكتورة‭ ‬فرخندة‭ ‬حسن‭ ‬عن‭ ‬الكتاب،‭ ‬وتقول‭ ‬إن أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬قدمت‭ ‬عدة‭ ‬مبادئ‭ ‬منها‭ ‬‮«‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬وقضائه‭ ‬وتقبله‮».‬

مضيفة‭: ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعد‭ ‬مواجهة‭ ‬صريحة،‭ ‬واعتبرته‭ ‬تراثا‭ ‬للمجتمع‭ ‬وليس‭ ‬للمرأة‭ ‬فقط،‭ ‬ولأي‭ ‬مريض‭ ‬ليس‭ ‬بالسرطان‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬أي‭ ‬مرض‭ ‬آخر‭.‬

وأوضحت‭ ‬حسن‭ ‬أن‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬قدمت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتاب‭ ‬‮«‬جرعة‭ ‬لكل‭ ‬مريض‭ ‬ليتفاءل‮»‬،‭ ‬وأشارت‭ -‬حسن‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬أصيب‭ ‬بالسرطان‭ ‬وعولج‭ ‬منه وعاش‭ ‬16‭ ‬سنة‭ ‬أخرى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوفى‭ ‬لكن‭ ‬لسبب‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬السرطان،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التفاؤل‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العلاج‭.‬

وأضافت‭ ‬فرخندة‭ ‬حسن‭ ‬أن‭ ‬حسونة‭ ‬تطرقت‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الأسري‭ ‬والتربية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬والدها‭ ‬ووالدتها‭ ‬وكيف‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تكوينها،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬درسا‭ ‬للمجتمع‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الأسرية‭ ‬كذلك‭ ‬مع‭ ‬أولادها‭ ‬وأحفادها،‭ ‬لأنها‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الترابط‭ ‬والتماسك‭ ‬الأسري‭ ‬الذي‭ ‬نشأت‭ ‬عليه‭. ‬وأشارت‭ ‬حسن‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعلمت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬القراءة،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬القراءة‭ ‬جعلتك‭ ‬تكتب‭ ‬جيدا‮»‬،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬مكتبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت،‭ ‬فالقراءة‭ ‬درس‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬أنيسة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭. ‬وأشادت‭ ‬فرخندة‭ ‬بمجموعة‭ ‬النصائح‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة،‭ ‬خلال‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خبرتها‭ ‬ورحلتها‭ ‬مع‭ ‬العلاج،‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشعري‭ ‬أن‭ ‬المرض‭ ‬عقاب‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬اختبار،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬لفت‭ ‬نظرها‭ ‬موقف‭ ‬ذكرته‭ ‬حسونة‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬خلال‭ ‬معرفتها‭ ‬بالإصابة‭ ‬وسفرها‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬عندما‭ ‬ركبت‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ ‬وشعرت‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬تسير‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬معها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬صدمها‭ ‬بتأثير‭ ‬المرض‭ ‬عليها‭.‬‮ ‬‭ ‬

أنيسة‭ ‬حسونة‭: ‬قد‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬أبي‭ ‬وأحفادي‭ ‬بخصوص‭ ‬الكتابة‭ ‬مجددا‭ ‬قالت‭ ‬حسونة‭ ‬إنها‭ ‬معضلة،‭ ‬فالناس‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬الكتب،‭ ‬مضيفة‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬لم‭ ‬يهمني‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬الكتاب،‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬يهمني‭ ‬هل‭ ‬سيقرأ‭ ‬الناس؟‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬ماذا‭ ‬سأفعل؟‭ ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬الكتابة؟‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬عما‭ ‬بعد‭ ‬العلاج،‭ ‬ربما‭ ‬يريد‭ ‬الناس‭ ‬معرفة‭ ‬هل‭ ‬مررت،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬يجعلني‭ ‬أنتظر‭ ‬للسنوات‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‮»‬‭. ‬وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬ستكون‭ ‬فترة‭ ‬حاسمة،‭ ‬فيقولون‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬يصبح‭ ‬الأمر‭ ‬جيدا،‭ ‬وللتأكد‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬يكون‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الشفاء،‭ ‬و«هذا‭ ‬جيدا،‭ ‬فأنا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أحفادي‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬‭”‬حفيدي‭ ‬وأنا‭”‬،‭ ‬لأن‭ ‬علي‭ ‬أكبـر‭ ‬أحفادي ‭ ‬17‭ ‬عاما مفكر،‭ ‬ويحب‭ ‬أن‭ ‬يسأل‭ ‬ويفهم،‭ ‬وأحيانا‭ ‬أحب‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬والدي،‭ ‬فكان‭ ‬لديه‭ ‬محاضر‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬وزيرا‭ ‬للعـــدل‭ ‬في‭ ‬عـــهــــد‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬هو‭ ‬أصدر‭ ‬كتابــا‭ ‬بعنوان‭ ‬‭”‬شهادتي‭”‬‭ ‬وأحترم‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬كلمة‭ ‬لم‭ ‬يحضــــرهـــا‭ ‬بنفســــه،‭ ‬خاصـــة‭ ‬فترة‭ ‬وفاة‭ ‬المشير‭ ‬عامر‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬والدها‭ ‬عصام‭ ‬حسونة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1956‭ ‬كان‭ ‬قاضي‭ ‬قضاة‭ ‬غزة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬دستور‭ ‬غزة،‭ ‬وأسره‭ ‬الإسرائيليون ووالدتها‭ ‬كانت‭ ‬مديرة‭ ‬مستشفى‭ ‬دار‭ ‬الشفاء‭ ‬الموجودة‭ ‬حتى‭ ‬الآن وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬التقت‭ ‬فلسطينيين يقولون‭ ‬إنهم‭ ‬ولدوا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬والدتها‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وكان‭ ‬والدها‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬نادي‭ ‬القضاة‭ ‬الذيـــــن‭ ‬نجحوا‭ ‬ضد‭ ‬رغبــــة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الخمسينيات‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬والدها‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬وزير‭ ‬طالب‭ ‬بتحديد‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفلك وطالب‭ ‬باستقالة‭ ‬الوزارة‭ ‬بعد‭ ‬1967،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬قال‭: ‬‮«‬هو‭ ‬عصام‭ ‬حسونة‭ ‬هيعلمنا‭ ‬سياسة‮».

صحيفة كاريزما مع صحيفة‭ ‬التحرير

منح النائبة أنيسة حسونة الزمالة الرئاسية رقم 20 بجامعة شـابـمـان فى كاليفورنيـا Chapman University

تحت‭ ‬رعاية‭ ‬جامعة‭ ‬شابمان‭ ‬Chapman University‭ ‬بكاليفورنيا‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬العالم‭ ‬المصري‭ ‬هشام‭ ‬العسكري‭ ‬وزوجته‭ ‬مدير‭ ‬التطوير‭ ‬والبرامج‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الجامعة‭ ‬الاستاذة‭ ‬إسراء‭ ‬نوار‭ ‬و‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬معالي‭ ‬وزيرة‭ ‬الهجرة‭ ‬وشؤون‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬السفيرة‭ ‬نبيلة‭ ‬مكرم،‭ ‬إستضافت‭ ‬جامعة‭ ‬شابمان‭ ‬بكاليفورنيا‭ ‬يوم‭ ‬9‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬النائبة‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬لمناقشة‭ ‬كتابها‭ ‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار

ولمنحها‭  ‬لقب‭ ‬الزميل‭ ‬الرئاسى‮ ‬Presidential Fellow‮ ‬‭ ‬وهو‭ ‬منصب‭ ‬شرفى‭ ‬رفيع‭ ‬تمنحه‭ ‬الجامعة،‭ ‬واختيرت‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬لهذا‭ ‬التكريم‭ ‬تقديرا‭ ‬لمسيرتها‭ ‬المهنية‭ ‬وخدمتها‭ ‬لمجتمعها‭ ‬ودورها‭ ‬الريادى‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬وتقارب‭ ‬الثقافات‭ ‬والحضارات‭.‬

وأصدر‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬شابمان‭ ‬فى‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬الدكتور‭ ‬دانيال‭ ‬ستروبا‭ ‬قرارا‭ ‬بتكريم‭ ‬النائبة‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬بلقب‭ ‬زميل‭ ‬رئاسى‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬زيارتها‭ ‬للجامعة‭ ‬ومناقشتها‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬التى‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬لطلاب‭ ‬الجامعة‭.‬

والزملاء‭ ‬الرئاسيون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬التعيينات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التى‭ ‬يمنحها‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬حققوا‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬معين،‭ ‬وشمل‭ ‬الزملاء‭ ‬الرئاسيون‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬شابمان‭ ‬الحائزون‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل،‭ ‬شعراء،‭ ‬وكتاب‭ ‬مرموقون،‭ ‬وزميل‭ ‬ماك‭ ‬أرثر‭.‬

بدأت‭ ‬جولة‭ ‬النائبة‭ ‬حسونة‭ ‬بعدة‭ ‬لقاءات‭ ‬وعشاء‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬بمنزل‭ ‬الدكتور‭ ‬هشام‭ ‬العسكري‭ ‬وزوجته‭ ‬يليها‭ ‬عدة‭ ‬محاضرات‭ ‬لطلاب‭ ‬الجامعة‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬تجربتها‭ ‬الملهمة‭ ‬مع‭ ‬السرطان،‭ ‬وعن‭ ‬اصابتها‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2016،‭ ‬المحنة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬منحة،‭ ‬والتي‭ ‬كللتها‭ ‬بإصدارها‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬بدون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬روت‭ ‬خلاله‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬معرفتها‭ ‬وأسرتها‭ ‬بإصابتها،‭ ‬ورحلة‭ ‬العلاج‭ ‬التي‭ ‬بدأتها،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرة‭. ‬وخلال‭ ‬زيارتها‭ ‬للجامعة‭ ‬قامت‭ ‬النائبة‭ ‬بمقابلة‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الدكتور‭ ‬اللإيطالي‭ ‬الأصل‭ ‬الدكتور‭ ‬دانيل‭ ‬ستروبا‭ ‬وايضاً‭ ‬حضور‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬حفلات‭ ‬التخرج‭ ‬لطلاب‭ ‬الجامعة‭.‬

والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أهداف‮ ‬‭ ‬مؤتمر‭ ‬“مصر‭ ‬تستطيع‭ ‬بالتاء‭ ‬المربوطة”‭ ‬برعاية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬والذي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬30‭ ‬سيدة‭ ‬مصرية‭ ‬من‭ ‬الناجحات‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬ممن‭ ‬شاركن‭ ‬فى‭ ‬صياغة‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬لبلاد‭ ‬المهجر‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬اهدافه‭ ‬توجيه‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للدور‭ ‬الرائد‭ ‬والجوهرى‭ ‬الذى‭ ‬تلعبه‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬المهاجرة‭ ‬لتحسين‭ ‬صورة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬وتقديم‭ ‬رسالة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬للعالم‭ ‬الخارجى‭ ‬بأن‭ ‬مصر‭ ‬تتمتع‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬ما‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬ترويج‭ ‬المنتج‭ ‬السياحى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬المهجر‭ ‬التى‭ ‬احتضنت‭ ‬نجاحات‭ ‬المصريات‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭.‬

‮ ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬للنائبة‭ ‬حسونة‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬جمع‭ ‬تبرعات‭ ‬مستشفى‭ ‬أبو‭ ‬الريش‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬الدهمي‭ ‬وتلمد‭ ‬فوندشيون‭.‬

جريدة‭ ‬كاريزما‭ ‬كانت‭ ‬متواجده‭ ‬مع‭ ‬الكوكبه‭ ‬العلمية‭ ‬الادبية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬لتغطية‭ ‬المؤتمر،‭ ‬وأشادة‭ ‬الأستاذة‭ ‬إسراء‭ ‬نوار‭ ‬بدور‭ ‬الجريدة‭ ‬وريادتها‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬وإخراجها‭ ‬الصحفى‭ ‬المتميز‭ ‬والصحافة‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صفحاتها‭ ‬بشكل‭ ‬يليق‭ ‬بالقارئ‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المهجر،‭ ‬كما‭ ‬أشادة‭ ‬النائبة‭ ‬أنيسة‭ ‬حسونة‭ ‬باجريدة‭ ‬وبما‭ ‬قدمته‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬السابق‭ )‬العدد‭ ‬السابع‭(‬ عن‭ ‬تجربتها‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬والكتابة‭ ‬وإحتفظت‭ ‬لها‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬النسخ‭ ‬الورقية‭ ‬لمشاركة‭ ‬زوجها‭ ‬المجهود‭ ‬المطروح‭ ‬بالجريدة‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى