تقاريرحوارات

مقربون منه يكشفون: لماذا أحبه المصريون؟

مرت أعوام سريعاً على رحيلة

بقلم: شـاديـة يـوسـف

مع البابا « الإنسان » كانت لنا أيـام … إنتهت يوم السبت 17مارس 2012

البابا‭ ‬شنودة‭ ‬له‭ ‬كاريزما‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬فهو‭ ‬شخصية‭ ‬محيرة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬رقة‭ ‬المشاعر‭ ‬والحزم‭ ‬والحنية‭ ‬والشدة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتميز‭ ‬عيناه‭ ‬بين‭ ‬النظرة‭ ‬الطيبة‭ ‬والنظرة‭ ‬الحادة‭ ‬التى‭ ‬تعطى‭ ‬إشارة‭ ‬لمن‭ ‬أمامه‭ ‬بالأنذار‭ ‬والحذر‭ ‬من‭ ‬غضبه‭.‬

فكان‭ ‬رقيق‭ ‬المشاعر‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادى‭ ‬وكان‭ ‬يهتم‭ ‬بالارامـــل‭ ‬واليتـــامـى‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬وكان‭ ‬دائما‭ ‬يوصى‭ ‬بهم‭. ‬

اما‭ ‬عن‭ ‬علاقتى‭ ‬به‭ ‬فكان‭ ‬لى‭ ‬ذكريات‭ ‬أبوية‭ ‬معـه‭ ‬لم‭ ‬أراهـــا‭ ‬مـــع‭ ‬احـــد‭ ‬من‭ ‬البطاركة‭ ‬مثله‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬الاساقفه‭ ‬فلا‭ ‬أنسى‭ ‬عندما‭ ‬التجأت‭ ‬اليـــه‭ ‬لمساعدته‭ ‬لى‭ ‬قبل‭ ‬تعينه‭ ‬بجريدة‭ ‬الاهـــرام‭ ‬وذلك‭ ‬حينمـــا‭ ‬اتاحـــت‭ ‬لى‭ ‬الفرصة‭ ‬وقابلته‭ ‬اثناء‭ ‬تواجدى‭ ‬كمعدة‭ ‬برامـــج‭ ‬بقنـــاة‭ ‬‭”‬‭ ‬سى‭ ‬تى‭ ‬فى‭ ‬‭”‬‭ ‬وتحدثت‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬رغبتى‭ ‬الشديدة‭ ‬للتعين‭ ‬بالجريدة‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬بصوت‭ ‬حنون‭ : ‬طيب‭ ‬كلمينى‭ ‬وتعالى‭ ‬تانى‭ ‬وسوف‭ ‬أساعدك‭. ‬

ومرت‭ ‬الأيام‭ ‬ولَم‭ ‬تتاح‭ ‬لى‭ ‬الفرصة‭ ‬لمقابلته‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬بسهولة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬ذهبت‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬القناة‭ ‬اثناء‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬القناة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬رعايته‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬كان‭ ‬قداسته‭ ‬تعرض‭ ‬لكسر‭ ‬اعتقد‭ ‬بقدمه‭ ‬وكان‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬قدمية‭ ‬بصعوبة‭ ‬بعكاز‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬وقفنا‭ ‬نلتقط‭ ‬معه‭ ‬صور‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬مبنى‭ ‬إقامته‭ ‬كان‭ ‬يقف‭ ‬بصعوبة‭  ‬واقتربت‭ ‬اليه‭ ‬وأعطيته‭ ‬مظروف‭ ‬خاص‭ ‬منى‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الأوراق‭ ‬الخاصة‭ ‬بى‭ ‬وطلب‭ ‬لرئيس‭ ‬تحرير‭ ‬الجريدة‭ ‬ومع‭ ‬صعوبة‭ ‬الظروف‭ ‬الصحية‭ ‬فقام‭ ‬باخذ‭ ‬المظروف‭ ‬وأمسكه‭ ‬بيده‭ ‬بجانب‭ ‬العكاز‭ ‬وعندما‭ ‬حاول‭ ‬احد‭ ‬الأساقفة‭ ‬أخذ‭ ‬المظروف‭ ‬منه‭ ‬رفض‭. ‬

وعندما‭ ‬دخلنا‭ ‬القاعة‭ ‬لتسجيل‭ ‬حلقة‭ ‬معه‭ ‬هو‭ ‬والدكتور‭ ‬المرحوم‭ ‬ثروت‭ ‬باسيلى‭ ‬صاحب‭ ‬القناة‭ ‬كان‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬وضع‭ ‬مظروفا‭ ‬أمامه‭ ‬على‭ ‬المنضده‭ ‬واقترب‭ ‬احد‭ ‬الأساقفة‭ ‬لأخذ‭ ‬المظروف‭ ‬كان‭ ‬رافضاً‭ ‬ولكن‭ ‬فريق‭ ‬القناة‭ ‬أقنعه‭ ‬بذلك‭ ‬فوافق‭ ‬مضطرا‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬علمى‭ ‬لم‭ ‬يصله‭ ‬المظروف‭ ‬مرة‭ ‬اخرى،‭  ‬وتمنيت‭ ‬مقابلته‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬لإحساسه‭ ‬بى‭ ‬جائنى‭ ‬فى‭ ‬حلماً‭ ‬ووجهه‭ ‬مبتسما‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬متواضع‭ ‬جدا،‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬تعالى‭ ‬ليا‭ ‬علشان‭ ‬التعين‭ ‬،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬مش‭ ‬هاعرف‭ ‬أقابل‭ ‬قداستك‭ … ‬فقال‭ ‬لى‭ ‬لا‭ ‬تعالى‭ ‬وقوليلهم‭ ‬انى‭ ‬قلتلك،‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬بشهرين‭ ‬تم‭ ‬تعيينى‭ . ‬

فبعد‭ ‬مرور سنوات‭ ‬مرت‭ ‬سريعاً‭ ‬على‭ ‬نياحة‭ ‬الأب‭ ‬الحنون‭ ‬والصديق‭ ‬لجميع‭ ‬الناس،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬صديق‭ ‬للاطفال‭ ‬فكان‭  ‬يحب‭ ‬ان‭ ‬يداعبهم‭ ‬ورغم‭ ‬قوته‭ ‬ونظراته‭ ‬إلحاده‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬ترعب‭ ‬من‭ ‬أمامه‭ ‬من‭ ‬الكبار‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬بداخله‭ ‬‭”‬‭ ‬طفل‭ ‬كبير‭”‬ احبه‭ ‬المسلمون‭ ‬قبل‭ ‬المسيحيون‭ ‬انه‭ ‬‭”‬‭ ‬الأسد‭ ‬المرقسى‭ ‬“،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬جنازته‭ ‬جنازة‭ ‬عادية‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬كجنازة‭ ‬الملوك‭ ‬والرؤساء‭ ‬حيث‭ ‬امتلأت‭ ‬الشوارع‭ ‬ثلاثة‭ ‬ايّام‭ ‬كامله‭ ‬بل‭ ‬وقامت‭ ‬الدولة‭ ‬بعمل‭ ‬حداد‭ ‬لهذه‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬اجله‭ ‬وتزينت‭  ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصري‭ ‬بالشريط‭ ‬الأسود‭ ‬حزنا‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬حيث‭  ‬حينما‭ ‬أعلن‭ ‬المقر‭ ‬البابوى‭ ‬حالة‭ ‬الحداد‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬البابا‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ومراسم‭ ‬الدفن‭ ‬،‭ ‬وصفته‭  ‬الكنيسة‭  ‬وقتها‭ ‬للأقباط‭ ‬وجموع‭ ‬المصريين‭ ‬بأنه‭ ‬‭”‬من‭ ‬أعظم‭ ‬بطاركة‭ ‬الكنيسة‭”‬‭.‬

يُذكر‭ ‬أن‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الثالث‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬نظير‭ ‬جيد‭ ‬روفائيل،‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭/‬آب‭ ‬1923م،‭ ‬وهو‭ ‬البابا‭ ‬رقم‭ ‬117‭ ‬للإسكندرية‭ ‬وبطريرك‭ ‬الكرازة‭ ‬المرقسية‭ ‬وسائر‭ ‬بلاد‭ ‬المهجر،‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬أسقف‭ ‬للتعليم‭ ‬المسيحي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬البابا،‭ ‬وهو‭ ‬رابع‭ ‬أسقف‭ ‬أو‭ ‬مطران‭ ‬يصبح‭ ‬البابا‭ ‬بعد‭ ‬البابا‭ ‬يوحنا‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ (‬1928-1942م‭)‬،‭ ‬ومكاريوس‭ ‬الثالث‭ (‬1942-1944م‭)‬،‭ ‬ويوساب‭ ‬الثاني‭ (‬1946-1956م‭)‬،‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬17‭ ‬مارس2012‭/‬آذار‭ ‬رحل‭ ‬عن‭ ‬دنيانا‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الثالث،‭ ‬بابا‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وبطريرك‭ ‬الكرازة‭ ‬المرقسية‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬89‭ ‬عاما،‭ ‬بعد‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬المرض‭.‬

البابا‭ ‬شنودة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوظيفة‭ ‬الدينية‭ ‬العظمى‭ ‬التي‭ ‬يشغلها،‭ ‬وهو‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬الحكومية‭ ‬المصرية‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة‭.‬

التحق‭ ‬بجامعة‭ ‬فؤاد‭ ‬الأول،‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التاريخ،‭ ‬وبـــدأ‭ ‬بدراســـة‭ ‬التـــاريـــخ‭ ‬الفرعوني‭ ‬والإسلامي‭ ‬والتاريخ‭ ‬الحديث،‭ ‬وحصـــل‭ ‬عـــلـــى‭ ‬الليســـانس‭ ‬بتقدير‭ (‬ممتاز‭) ‬عام‭ ‬1947م‭.‬

وفي‭ ‬السنة‭ ‬النهائية‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬التحـــق‭ ‬بالكليـــة‭ ‬الإكليـــركيـــة،‭ ‬وبعـــد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬الليسانس‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تخـرج‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬الإكليـــركيـــة‭ ‬عمل‭ ‬مدرسًا‭ ‬للتاريخ‭.‬

حضر‭ ‬فصولًا‭ ‬مسائية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬اللاهوت‭ ‬القبطي‭ ‬وكان‭ ‬تلميـذًا‭ ‬وأســـتاذًا‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬

كان‭ ‬يحب‭ ‬الكتابة‭ ‬خاصة‭ ‬كتابة‭ ‬القصائد‭ ‬الشعرية‭ ‬وكان‭ ‬لعدة‭ ‬ســـنـوات‭ ‬محررًا،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬للتحرير‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬مدارس‭ ‬الأحد،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفســـه‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬دراساته‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الآثار‭ ‬القديمة‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬النشيطين‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬وخادمًا‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬الأحد،‭ ‬ثم‭ ‬ضابطًا‭ ‬برتبة‭ ‬ملازم‭ ‬بالجيش،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬نظير‭ ‬جيد‭ ‬خادمًا‭ ‬بجمعية‭ ‬النهضة‭ ‬الروحية‭ ‬التابعة‭ ‬لكنيسة‭ ‬العذراء‭ ‬مريم‭ ‬بمسرة‭ ‬وطالبًا‭ ‬بمدارس‭ ‬الأحد ثم‭ ‬خادمًا‭ ‬بكنيسة‭ ‬الأنبا‭ ‬انطونيوس‭ ‬بشبرا‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الأربعينيات‭.‬

وبمناسبة‭ ‬تحقيقى‭ ‬هذا‭ ‬بعنوان‭ ‬‭”‬كان‭ ‬لنا‭ ‬معه‭ ‬ايّام‭”‬‭  ‬عندما‭ ‬قابلت‭ ‬الشخصيات‭ ‬الشهيرة‭ ‬التى‭ ‬اخذتها‭ ‬بالتحقيق‭ ‬وكانت‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬اخواننا‭ ‬المسلمين‭ ‬وبدون‭ ‬ذكر‭ ‬اسماء‭ ‬فان‭ ‬بعضهم‭ ‬روى‭ ‬لى‭ ‬معجزات‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬معه‭ ‬اثناء‭ ‬اجراء‭ ‬عملية‭ ‬جراحية،‭ ‬والبعض‭ ‬كان‭ ‬اخيها‭ ‬يجرى‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬ولَم‭ ‬تعلم‭ ‬احد‭ ‬وتفاجئت‭ ‬بانه‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬ويسأل‭ ‬عن‭ ‬شقيقها‭ .‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬والرويات‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ . ‬وسوف‭ ‬اكتب‭ ‬لكم‭ ‬فى‭ ‬العدد‭ ‬القادم‭ ‬عن‭ ‬متحف‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬وايضاً‭ ‬مزاره‭ ‬بدير‭ ‬الأنباء‭ ‬بيشوى‭ ‬بوادر‭ ‬النطرون‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الروايات‭ ‬الشيقة‭ ‬انتظرونا‭.‬

فى‭ ‬رحلة‭ ‬الحياة‭ ‬نعرف‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬ولكن‭ ‬قليلون‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬يتركون‭ ‬آثار‭ ‬طيبة‭ ‬فى‭ ‬قلوبنا،‭ ‬وفى‭ ‬رحلة‭ ‬حياة‭ ‬البابا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬–‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين‭ – ‬اقتربوا‭ ‬منه‭ ‬بشكل‭ ‬شخصى،‭ ‬لكن‭ ‬الذين‭ ‬أحبهم‭ ‬وفتح‭ ‬لهم‭ ‬قلبه،‭ ‬قليلون‭ ‬جدا‭ .. ‬لذلك‭ ‬حاولنا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬كشف‭ ‬سر‭ ‬حب‭ ‬المصريين‭ ‬للبابا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توثيق‭ ‬شهادات‭ ‬من‭ ‬تعاملوا‭ ‬معه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ – ‬الذين‭ ‬أجمعوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البابا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬–‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬مناحى‭ ‬الحياة‭.‬

‮ ‬المـوســـوعـــة‮ ‬

كان‭ ‬الشيخ‭ ‬محمود‭ ‬عاشور‭ – ‬عضو‭ ‬مجمع‭ ‬البحوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬ووكيل‭ ‬الأزهر‭ ‬الأسبق‭ – ‬من‭ ‬المقربين‭ ‬من‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬وله‭ ‬معه‭ ‬مواقف‭ ‬إنسانية‭ ‬خاصة،‭ ‬ويرويها‭ ‬قائلا‭: ‬كان‭ ‬البابا‭ ‬موسوعة‭ ‬متكاملة،‭ ‬فعندما‭ ‬كان‭ ‬يحضر‭ ‬مؤتمر‭ ‬البحوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬ويشارك‭ ‬فى‭ ‬مناقشة‭ ‬الموضوعات‭ ‬تجده‭ ‬يفهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬العلوم‭ ‬الدينية‭ ‬والدنيوية،‭ ‬لذلك‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬موسوعة،‭ ‬وكان‭ ‬يهدأ‭ ‬أى‭ ‬فتنة‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬أن‭ ‬تخلق‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬ومن‭ ‬أجمل‭ ‬عباراته‭ ‬التى‭ ‬كنت‭ ‬اسمعها‭ ‬منه‭ ‬‮«‬ربنا‭ ‬موجود‮»‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬ربنا‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الظريفة‭ ‬وخفة‭ ‬دم‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬أننى‭ ‬ذهبت‭ ‬لحضور‭ ‬إكليل‭ ‬ابنة‭ ‬‮ ‬شخص‭ ‬‮ ‬مسيحى‭ ‬وعندما‭ ‬قابلنى‭ ‬قداسته‭ ‬ضحك‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬‭”‬أنت‭ ‬جاى‭ ‬تعقد‭ ‬قرآن‭ ‬هانى‭ ‬يا‭ ‬عاشور‭”‬؟‭ ‬ومن‭ ‬مواقفه‭ ‬معى‭ ‬أيضا‭ ‬أذكر‭ ‬أننى‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬للعلاج،‭ ‬وفوجئت‭ ‬بقداسته‭ ‬يرسل‭ ‬لى‭ ‬3‭ ‬قساوسة‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحتى،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يفوته‭ ‬شئ،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مجاملا‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أحواله،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬له‭ ‬علاقات‭ ‬طيبه‭ ‬معى‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬مشايخ‭ ‬الآزهر‭ ‬الذين‭ ‬عاصروه‭ ‬وأخرهم‭ ‬فضيلة‭ ‬الأمام‭ ‬الآكبر‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭.‬

‮ ‬إنسانية‭ ‬حانية‮ ‬

ويكشف‭ ‬لنا‭ ‬الأنبـــا‭ ‬يوحنـــا‭ ‬قلتـــه‭ – ‬المتحـــدث‭ ‬الإعلامـــى‭ ‬للطائفة‭ ‬الكاثوليك‭ – ‬أن‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬له‭ ‬سمعة‭ ‬خاصة،‭ ‬وهى‭ ‬الإنسانية‭ ‬الحانية،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬مواقف‭ ‬طيبة‭ ‬كثيرة‭ ‬فقد‭ ‬رأيت‭ ‬دموعة‭ ‬تتساقط‭ ‬أمام‭ ‬الفقراء‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين،‭ ‬وشاهدت‭ ‬تعاطفه‭ ‬مع‭ ‬الطبقة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وفى‭ ‬أحد‭ ‬الأعياد‭ ‬كنت‭ ‬عنده‭ ‬وكان‭ ‬زحاما‭ ‬شديدا،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬ارحم‭ ‬نفسك‭ ‬يا‭ ‬سيدنا‭ ‬‭”‬‭ ‬من‭ ‬مقابلة‭ ‬الناس‭ ‬فقال‭ ‬لهم‭ ‬‭” ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬يعطوننا‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لرسالتنا،‭ ‬ثم‭ ‬خرج‭ ‬قداسته‭ ‬وصافحهم‭ ‬واحدا‭ ‬واحدا،‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يضعف‭ ‬أمام‭ ‬الأطفال‭ ‬ويرق‭ ‬قلبه‭ ‬لهم‭ ‬لأنه‭ ‬تربى‭ ‬يتيما‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬بكل‭ ‬طفل‭.‬

‮ ‬حكاية‭ ‬البسكويت‮ ‬

ومن‭ ‬الذين‭ ‬تقربوا‭ ‬من‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬الشاعر‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭ ‬الذى‭ ‬قال‭: ‬تعرفت‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬1986‭ ‬واستغرق‭ ‬لقاؤنا‭ ‬3‭ ‬ساعات،‭ ‬وشعرت‭ ‬بالجوع

فقلت‭ ‬له‭: ‬أنت‭ ‬مش‭ ‬‭”‬هاتغدينى‭” ‬؟‭ ‬فقال‭: ‬أنا‭ ‬صائم،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬وأنا‭ ‬أعمل‭ ‬أيه؟‭ ‬فقال‭: ‬أجبلك‭ ‬بسكويت؟‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬كريما‭ ‬وقدم‭ ‬لى‭ ‬ما‭ ‬لذا‭ ‬وطاب،‭ ‬‭”‬وتغديت‭”‬‭ ‬بالكاتدرائية‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ .. ‬وأعترف‭ ‬بأننى‭ ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬البابا‭ ‬وما‭ ‬زلت،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬أحببتهم‭ ‬فى‭ ‬حياتى‭ ‬قليلون‭ ‬جدا،‭ ‬فبعض‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يموتون،‭ ‬مثل‭ ‬الأب‭ ‬والأم،‭ ‬والبابا‭ ‬شنودة‭ ‬أيضا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬فهو‭ ‬الأب‭ ‬الروحى،‭ ‬فالموت‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬الجسد،‭ ‬الأبقى‭ ‬هو‭ ‬الروح،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬روحه‭ ‬تعيش‭ ‬معنا‭ ‬ولكننا‭ ‬نفتقده‭ ‬فى‭ ‬مواقف‭ ‬كثيرة‭.‬

‮ ‬اللقـاء‭ ‬الروحـــى‮ ‬

أما‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬رجب‭ ‬البنا‭ ‬فيقول‭: ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المستشار‭ ‬عزيز‭ ‬أنيس‭ ‬بهيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬وهو‭ ‬قبطى وطلبت‭ ‬منه‭ ‬مقابلة‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬وهكذا‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الصحفيين‭ ‬الذين‭ ‬تعرفوا‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬قرن،‭ ‬ونشأت‭ ‬بيننا‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬صداقة‭ ‬قوية‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬سئل‭ ‬عن‭ ‬أصدقائه‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬ذكر‭ ‬أسم‭ ‬رجب‭ ‬البنا،‭ ‬مما‭ ‬أسعدنى‭ ‬جدا،‭ ‬حيث‭ ‬تعود‭ ‬علاقتى‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬السبعينيات‭ ‬عندما‭ ‬قابلته‭ ‬فى‭ ‬الكاتدرائية،‭ ‬ثم‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬أذهب‭ ‬للدير‭ ‬وقضيت‭ ‬به‭ ‬48‭ ‬ساعة،‭ ‬وخصص‭ ‬لى‭ ‬قداسته‭ ‬‭”‬قلايى‭”‬‭ ‬بالدير،‭ ‬مما‭ ‬أتاح‭ ‬لى‭ ‬الفرصة‭ ‬للحوار‭ ‬معه‭ ‬ومعايشته‭ ‬وأحتفظ‭ ‬بتسجيل‭ ‬عشرات‭ ‬الساعات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬وهى‭ ‬التى‭ ‬جمعتها‭ ‬فى‭ ‬الكتاب‭ ‬الأول‭ ‬بعنوان‭ ‬‭”‬‭ ‬حوارات‭ ‬مع‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭: ‬الاقباط‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والمهجر‭ ‬والجزء‭ ‬الثانى‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭”‬‭.. ‬وفى‭ ‬الثمانينات‭ ‬اصطحبت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬زملائى‭ ‬بالأهرام‭ ‬لزيارة‭ ‬قداسته‭ ‬البابا‭ ‬فى‭ ‬الدير‭ ‬وكان‭ ‬منهم‭ ‬دكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬وأسامة‭ ‬الغزالى‭ ‬حرب‭ ‬وصلاح‭ ‬حافظ‭ ‬وإبراهيم‭ ‬عمر‭ ‬ومحمود‭ ‬سامى‭ ‬وبهيرة‭ ‬مختار‭ ‬وآخرون،‭ ‬وقضينا‭ ‬يوما‭ ‬كاملا‭ ‬بالدير‭ ‬مع‭ ‬قداسته،‭ ‬وفى‭ ‬أول‭ ‬رمضان‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬قام‭ ‬قداسته‭ ‬بدعوتى‭ ‬لإفطار‭ ‬رمضان‭ ‬بالكاتدرائية،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬للإفطار‭ ‬الرمضانى‭ ‬الذى‭ ‬أعتاد‭ ‬قداسته‭ ‬إقامته‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

‮ ‬مقال‭ ‬بـ«الأهرام‮» ‬

ويضيف‭ ‬البنا‭: ‬عندما‭ ‬توليت‭ ‬مسئولية‭ ‬رئاسة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬أكتوبر‭ ‬فوجئت‭ ‬بالبابا‭ ‬يزورنى‭ ‬بنفسه‭ ‬بالمجلة‭ ‬ويحمل‭ ‬معه‭ ‬الشيكولاتة‭ ‬والورود،‭ ‬ودار‭ ‬بيننا‭ ‬حوار‭ ‬الصداقة‭ ‬التى‭ ‬تجمعنا،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬لقداسة‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬صحفية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬معى‭ ‬بأكتوبر‭ ‬يطلبون‭ ‬منى‭ ‬عمل‭ ‬ندوة‭ ‬معه‭ ‬بالمجلة،‭ ‬ووافق‭ ‬قداسته‭ ‬وتكررت‭ ‬زيارته‭ ‬لى‭ ‬حوالى‭ ‬15‭ ‬مرة‭ ‬ثم‭ ‬طلبت‭ ‬دار‭ ‬الهلال‭ ‬ذهابه‭ ‬لها‭ ‬وعمل‭ ‬ندوة‭ ‬أيضا‭ ‬ثم‭ ‬الأهرام‭ ‬والجمهورية،‭ ‬وكان‮ ‬‭ ‬لذلك‭ ‬مردود‭ ‬على‭ ‬جريدة‭ ‬الأهرام‭ ‬التى‭ ‬طلبت‭ ‬منى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬مقال‭ ‬بها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأ‭ ‬يكتب‭ ‬للأهرام‭ ‬فى‭ ‬السبعينيات،‭ ‬وكنت‭ ‬أنا‭ ‬الذى‭ ‬أحضر‭ ‬مقاله‭ ‬وكان‭ ‬يبهرنى‭ ‬جمال‭ ‬خطه‭ ‬وهذا‭ ‬الجمال‭ ‬جعلنى‭ ‬أصور‭ ‬وأحتفظ‭ ‬بالأصل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

‮ ‬كنـت‭ ‬محظـوظـة‮ ‬

عندما‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬المستشارة‭ ‬تهانى‭ ‬الجبالى،‭ ‬كشفت‭ ‬لى‭ ‬سر‭ ‬حزنها‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬فراق‭ ‬البابا‭ ‬وقالت‭: ‬علاقتى‭ ‬بقداسة‭ ‬البابا‭ ‬علاقة‭ ‬شخصية‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬محظوظة‭ ‬إذ‭ ‬حظيت‭ ‬بفرصة‭ ‬القرب‭ ‬منه‭ ‬والحوار‭ ‬معه،‭ ‬فهو‭ ‬يمثل‭ ‬لى‭ ‬الأب‭ ‬الذى‭ ‬كنت‭ ‬ألجأ‭ ‬إليه‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬وقت،‭ ‬فكنت‭ ‬أجده‭ ‬الأب‭ ‬الحنون،‭ ‬العطوف،‭ ‬علاقتى‭ ‬به‭ ‬كمثل‭ ‬علاقة‭ ‬ابنة‭ ‬بأبيها،‭ ‬دائما‭ ‬تحتاج‭ ‬للتحدث‭ ‬معه،‮ ‬وكنت‭ ‬أزوره‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬خميس،‭ ‬واراه‭ ‬يعطف‭ ‬على‭ ‬الفقراء‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين،‭ ‬وكان‭ ‬يستمع‭ ‬لهم‭ ‬ولشكواهم،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬اندهش‭ ‬من‭ ‬الجموع‭ ‬التى‭ ‬احتشدت‭ ‬فى‭ ‬جنازته‭.‬

‮ ‬لن‭ ‬تعوضه‭ ‬مصر‮ ‬

أما‭ ‬دكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬الفقى‭ ‬فقال‭: ‬إن‭ ‬البابا‭ ‬رفض‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬الدولة‭ ‬أجازة‭ ‬رسمية‭ ‬فى‭ ‬‭”‬‭ ‬عيد‭ ‬القيامة‭ ” ‬لكل‭ ‬المصريين‭ ‬مبررا‭ ‬ذلك‭ ‬بالحافظ‭ ‬على‭ ‬شعور‭ ‬أخواته‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومن‭ ‬المواقف‭ ‬التى‭ ‬لن‭ ‬أنساها‭ ‬لقداسته‭ ‬عندما‭ ‬ارسلنى‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬لاختيار‭ ‬مرشحين‭ ‬مسيحيين‭ ‬للتعين‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬عندما‭ ‬وجدت‭ ‬قداسته‭ ‬يعطنى‭ ‬أسماء‭ ‬مرشحيين‭ ‬مسلمين،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬البابا‭ ‬شنودة‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬زيارته‭ ‬كل‭ ‬رؤساء‭ ‬الدول‭ ‬عند‭ ‬زيارتهم‭ ‬لمصر،‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يستقبل‭ ‬قداسته‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭ ‬استقبال‭ ‬الرؤساء،‭ ‬فهو‭ ‬الذى‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‭” ‬بابا‭ ‬العرب‭ ‬‭” ‬لمواقفه‭ ‬تجاه‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬فهذا‭ ‬الرجل‭ ‬لن‭ ‬تعوضه‭ ‬مصر،‭ ‬ولن‭ ‬يأتى‭ ‬مثله‭ ‬لما‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬نادرة‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬عليه‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى