أبونا أغسطينوس

قصص قصيرة وطرائف 13

للقس أغسطينوس حنا

هل نسيت؟ (162)

سال أحد الملحدين فتاة مسيحية صغيرة: “هل حصلت على هدية فى الكرسماس”؟

فأحنت الصبية رأسها بأسف وأجابت: “لا”.

فقال الرجل: “أرايت. هذا ما فكرت فيه. الله لم يسمع صلاتك”!

وردت الفتاة فوراً: “أنا متأكدة أن الله أخبر شخصاً ما أن يُحضر لى هدية ولكن هذا الشخص نسى.

ألم يخبرنا الله جميعاً أن نطعم الجياع ونساعد الفقراء ونزور المرضى والمنكسرى القلوب؟ فكم منا قد نسوا توصيل هداياه؟!

***

هل حقاً لا نساء فى السماء ؟ (163)

أستنتج أحدهم على سبيل الدعابة من الآية التى تقول: “وحدث سكوت فى السماء نحو نصف ساعة” (رؤ 8 : 1)، انه لا وجود للنساء فى السماء، وإلا لما استطعن السكوت عن الكلام والثرثرة نصف ساعة كاملة !!

***

وصية حماة حكيمة (164)

قدمت حماة حكيمة نصيحتها الى إبنتها ليلة زفافها:

إفعلى مثلى … إقنعى نفسك بأنه لم يعد لك أب ولا أم ولا خال ولا عم.

بل هناك فى طول طريقك المقبل شخص واحد أنت مطالبة بأن تكرسى حياتك له. وهو زوجك. وأن هذا الإنسان يجب أن يظل فى نظرك أجمل رجال العالم وأرقاهم وأقربهم ألى قلبك.أنا أمّك وأقول لك هذا”.

***

أنها زجاجة طيبى! (165)

قدمت أرملة فقيرة لراعى الكنيسة شيكاً بتبرع للكنيسة. وقال الراعى عندما نظر المبلغ المكتوب فى الشيك أنه “أذهلنى وهزنى فلم أكن أتخيل أن تمتلك هذه السيدة مثل هذا المبلغ الضخم. فلما اعترّضت بأن الكنيسة لا يمكن أن تقبل منها كل هذا المبلغ وهى لابد أنها تحتاج إليه”.

اجابت: “أنه كل ميراثى. وأنا قد أعتدت على الحياة البسيطة، ولذلك احفظة لوقت مثل هذا تحتاج إليه الكنيسة. أرجوك إقبله منى فهو زجاجة الطيب التى أسكبها عند قدمىّ سيدى المسيح.

إذا كان المسيح قد أعطانا حياته فلا توجد زجاجة طيب تعتبر أغلى من أن تكسر عند قدميه”.

***

 الدفّة المحطّمة (166)

“كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذى فى البر يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح” (2تى 3 : 16)

فى شهر مايو 1941 رأى الحلفاء البارجة الألمانية العملاقة بسمارك، المحصنة ضد الغرق، فى شمال المحيط الأطلنطى. فتتبعتها طائرات البحرية البريطانية فى موقعها. وكانت بسمارك متجهة إلى الشواطئ الفرنسية التى تحت سيطرة ألمانيا، ولدهشة الجميع، استدارت لتدخل ثانية المنطقة التى تتجمع فيها السفن الانجليزية. وأبتدأت تسير فى شكل حلزونى. لقد أصابها “طوربيد” فحطم دفتها. وبناء على ذلك غاصت البارجة الحربية بسمارك – التى قيل عنها أنها لا تغرق – إلى قاع المحيط!

إلى هنا تنتهى قصة السفينة الحصينة الغارقة بسمارك … فهل نتعلم منها شيئاً؟

أن دفة سفينة حياتنا هى كلمة الله.بدونها، نسير فى طرق الحياة بلا قيادة ولا اتجاه ونكون فى خطر أن نتلقى ضربات قاتلة من “سهام الشرير الملتهبة نار” (أف 6 : 16).

لكى يكون لنا معرفة اختبارية بالكتاب المقدس، هو أمر أساسى لازم لكى نكون متأهبين لكل عمل صالح والقيام بأعمالنا فى الحياة بتأثير فعال. أننا نجد قوة لمواجهة الأعباء التى توضع على عاتقنا والشجاعة الأدبية أن نحيا فوق مستوى الخطية والتمرد المحيط بنا. أن الأسفار المقدسة تخبرنا بما لا يمكن أن نتعلمه من أى مصدر آخر. كلمة الله تخبرنا من نحن ومن أين أتينا؟ ولماذا نحن هنا؟ وماذا ينبغى علينا أن نفعل طالما نحن فى هذا العالم؟ وماذا يجب أن نتجنبه ونبتعد عنه؟ وكيف نسلك تجاه صعوبات وضيقات وتجارب الحياة؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ … وباختصار فإن كلمة الله هى بمثابة الدفة لحياتنا وبدونها نغرق إذ لا نستطيع المسير بأمان، وقد شبّه الكتاب لسان الانسان أيضاً بالدفة لأنه قد يتحكم فى مسيره ومصيره (يع3 :4).

***

تقديس حضور الكنيسة فى يوم الأحد (167)

قال مرة الفيلسوف الساخر جورج برنارد شو أننى لم أدخل الكنيسة فى حياتى سوى مرتين، المرة وأنا طفل صغير يوم عمدّونى. والمرة الثانية يوم تزوجت. ولا أظن أننى سوف أدخلها  مرة ثالثة إلا فى وضع أفقى!

وعلى عكس برنارد شو كان أريك ليدل – وهو أنجليزى هو الآخر – الذى منذ سنوات قليلة عمل فيلم عن حياته باسم “مركبات من نار Chariots of Fire” والأمر العظيم فى حياة أريك ليدل هو حفظه ليوم الأحد مقدساً. أنه يوم الرب وكفى .. أنه أهم أيام الأسبوع وأجملها عندى. كان نجماً رياضياً مشهوراً، ولكنه كان مسيحياً قبل كل شئ. أعتقد بأنه لا يجب أن يجرى فى السباق بالدورة الأولمبية فى يوم الأحد.لقد رتبوا الجدول والبرنامج على فريق أنجلترا أن يجرى السباق يوم الأحد فرفض رفضاً باتاً الأشتراك فيه مالم يتغير اليوم.

حاولوا بكل الطرق أقناعه بالعدول عن موقفه وأفهامه بأن لجنة دولية هى التى ترتب البرنامج وأنه لا يمكن التغيير الآن، وأن هذه مرة فى العمر … ولكنه أصر على موقفه. فأتوا له بدوق وندسور وزوج الملكة إليزابيث يرجوه بضرورة اللعب وإلا فسوف يضرّ بإنجلترا ضرراً كبيراً، ولكنه صممّ على الرفض مهما كان الثمن وظل ثابتاً كالجبل لا يتحرك!

أن قرار أريك ليدل هذا وتصميمه الشديد على تقديس يوم الرب مهما كلفه الأمر! ربما يعتبر عند البعض اليوم “موضة قديمة” !

أنهم لا يعطون يوم الأحد كل هذه الأهمية. فإذا أحتاج الأمر للعمل فى يوم الأحد فليكن. وإذا أحتاج الأمر للتسالى والترفيه أو النزهة أو للرياضة يوم الأحد بدل الكنيسة فلا مانع. أنهم يذهبون إلى الكنيسة فى المناسبات من حين لآخر، ومتى كان ذلك على راحتهم وليس العكس! ولكن أريك ليدل قدم بعض التضحيات التى فى أستطاعته من أجل سيده ومخلصه الذى ضحى بكل شئ من أجله وهكذا تمسك باتباع خطوات معلمه المسيح الذى كان يواظب على المجمع فى السبت كعادته.

***

 مأساة مصرع جون كيندى (168)

أحدث خبر مأساة سقوط طائرة جون كيندى الأبن مع زوجته كارولين وأخت زوجته لورين فى المحيط وموت الثلاثة فى الحال، أصداء واسعة من الحزن العميق والاسى. ولقد أحتل هذا الخبر صفحات الجرائد الأولى والمجلات فى العالم، وشغل الإذاعات والتلفزيون 24 ساعة متواصلة لمدة أسبوع كامل.

أن الذى يهمنا فى هذا كله من منظور روحى، ليس الأخبار المثيرة والذكريات الأليمة وأستعراض البوم الصور من الميلاد إلى الممات، ولكن الرد على التساؤلات الأتية:

1-   هل كان جون الأبن وزوجته وأخت زوجته مستعدين لهذا الموت الفجائى والوقوف أمام الله بهذه السرعة ؟! ونفس السؤال ينطبق على والده الذى كان رئيس جمهورية عظيم ومحبوب، وانتهت حياته فجأة أيضاً بجريمة قتل فهل كانوا جميعاً مستعدين للأبدية؟

2-   يقول الحكيم سليمان فى سفر الجامعة: “لأن الإنسان أيضاً لا يعرف وقته.كالأسماك التى تؤخذ بشبكة مهلكة، وكالعصافير التى تؤخذ بالشرك كذلك تقتنص بنو البشر فى وقت شر إذ يقع عليهم بغتة” (جا9 : 12).

3-   ما أقرب الحزن إلى الفرح فى هذا العالم، فقد مات الثلاثة وهم فى طريقهم لحضور فرح أبنة عمهم فلم يحضروا العرس الذى ألغى أو تأجل وتحول الفرح إلى جنازة! لا ضمان ولا أمان ولا استقرار على حال فى هذا العالم الذى نتعلق به.

4-   كان شاباً فى ربيع العمر – 38 سنة – ابن رئيس جمهورية، محام ورئيس تحرير مجلة، يملك أكثر من خمسة مليون دولار وطائرة خاصة وعريس جديد متزوج منذ سنتين واينما سار تسلط عليه الأضواء، ولكن يا للأسف كل ذلك ضاع فى لحظة ولم يضمن له سلامة ولا سعادة.فهل أدرك شبابنا أن طموحات العالم ليست كل شئ، وأن ملكوت الله يجب أن يكون طموحهم الأول، ويقدّرون نعمة أن يكونوا أولاداً لملك الملوك ورب الأرباب الذى ليس لملكه نهاية؟

5-   جميل أن يملئ الشارع أمام بيته زهوراً وشموع ودموع، فالناس عاطفيون يتوجعون للحوادث الأليمة. ولكن هل لقى الملايين من ضحايا الحروب الوحشية، أو الشهداء القديسين الذى لم يكن العالم مستحقاً لهم، شيئاً من هذا الاهتمام الضخم؟!

***

البخيل (169)

 قصة البخيل الشهيرة للأديب الفرنسى موُليير تتلخص أن هذا البخيل دعى يوماً بعض أصحابه على العشاء وكتب لهم على باب غرفة الطعام “يافطة” تقرأ هكذا: “إننا نأكل لكى نعيش. ولا نعيش لكى نأكل”!

ومهما كانت هذه العبارة باعثة على الضحك، إلا إنها تنطوى على حكمة. فأن الذين يعيشون لكى يأكلوا هم الحيوانات ذوات الأربع. أما الإنسان العاقل الحكيم فهو الذى يأكل لكى يعيش، وعندما يعيش فإنه يضع أمامه أهدافاً أعلى وأسمى من الأكل والشرب واللبس والأمور الجسدانية التى تطلبها الأمم الوثنية. وأما الإنسان المسيحى فيطلب “أولاً ملكوت الله وبره” (مت6 : 33).

***

عشرين سنة بدون كلمة شكر! (170)

أتت امرأة قروية يوماً بكومة من علف الماشية ووضعتها أمام أفراد أسرتها بدلاً من الطعام. فصاح هؤلاء فى وجهها: “هل جننت” فما كان منها الاّ أن قالت لهم:

” وما أدرانى أنكم ستلاحظون الفرق؟ لقد ظللت أطبخ لكم طعامكم عشرين سنة ولم أسمع منكم كلمة شكر، أو أى كلمة تطمئننى الى أنكم تُميزون الفرق بين الطعام الجيد وعلف المواشى”؟!

وبمناسبة أننا فى بلد يحتفل بعيد للشكر فى كل عام يا ليتنا لا نكون بخلاء فى شكرنا لله وللناس، وان نبداً فى تدريب أنفسنا على تنفيذ هذه الوصية المقدسة: ” أشكروا فى كل شئ ” (1 تس 5 : 8). فنبدأ يومنا بالشكر ونختمه بالشكر. ولا نسرع فى تناول الطعام مهما كنا جياع بدون شكر. ولا نضحك على أولادنا اذا نفذوا ما تعلموه فى مدارس الأحد بضرورة الصلاة والشكر قبل الأكل بل نشجعهم ونشاركهم ونشكرهم لأنهم ذكرونا بشئ أهملناه. علينا أن نشكر الله صانع الخيرات على احساناته اليومية الكثيرة لنا، سواء الروحية أم الجسدية أم المادية.

بل ويجب علينا أيضاً ان نشكر الله حتى على الأشياء التى قد نظن أنها فى غير صالحنا حسب نظرتنا البشرية القاصرة، لأن الكتاب يعلن بأن “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو8 : 28).

***

“يقاوم الله المستكبرين … (171)

أما المتواضعين فيعطيهم نعمة” (يع 4 : 6)

مرالاسكندر إمبراطور روسيا وهو مُتنكر بإحدى بلاده التى لم يكن قد زارها من قبل. كان يلبس سترة عسكرية بسيطه لا تحمل أيه نياشين ولا علامات على رتبته فى الجيش، ولم يكن معه أحد. وسار فى الطريق العام حتى وصل إلى مكان يتفرع إلى طريقين. ورأى الاسكندر رجلاً واقفاً بباب منزل فاقترب منه وسأله: هل تتفضل يا صديقى فتدلنى على الطريق إلى كالوجا؟

كان الرجل مرتدياً كامل ثيابه العسكرية. وكان يضع غليونه فى فمه بشكل يدل على كثير من الصلف واعتداد بالذات. وقد اندهش وغضب من تجاسر ذلك الرجل العادى على سؤاله عن الطريق ولذلك أجابه بإقتضاب: “إلى اليمين”!

وقال الإمبراطور: “عفواً أرجو أن تسمح لى بكلمة واحدة أيضاً”.

وأجاب الرجل بكبرياء متضرراً: “وما هى إن شاء الله”؟

– “اسمح لى أن أسألك .. ما هى رتبتك فى الجيش”؟

 وازداد لهيب الغليون ونفخ دخانه فى الهواء بعصبية فى وجه محدثه وقال له: “خمن أنت”!

 – ملازم؟

 – أعلى!

 – نقيب؟

 – أعلى

 – رائد؟

 – ها قد عرفت!

وأنحنى الإمبراطور إلى الأرض شاكراً فى حضرة عظمة هائلة كهذه وهمّ بالانصراف .. وعندئذ قال الرائد بالعظمة اللائقة نحو شخص أقل منه فى الرتبة: والآن جاء دورى لأسأل عن رتبتك”.

وأجاب الإمبراطور بدوره: “خمن”.

 – ملازم؟

 – أعلى!

 – نقيب؟

 – أعلى!

 – رائد مثلى؟

 – أعلى!

 – أذاً أنت مقدم؟

 – أستمر!!

وهنا أخرج الرجل غليونة من فمه واختفت كل مظاهر كبريائه وقال: سعادتك لواء ؟؟؟

 – قاربت أن تصل !

وأدى الرائد التحية العسكرية وقال: إذاً معاليك فريق؟؟

 – وأجاب الإمبراطور: “خطوة واحدة أخرى أيها الرائد العزيز!

 – وهنا سقط غليون الرجل من يده وقال: جلالة الإمبراطور!!!

 وأبتسم الإمبراطور وهو يرى ارتباك الرجل وأجاب: “هو بعينه”!

 – وجثا الرجل على ركبتية أمام الإمبراطور وقال: “صفحاً يا مليكى”!!

 – وأجاب الإمبراطور: “ليس هناك ما يدعوك لهذا الطلب يا صديقى أنك لم تسئ إلى. لقد سألت عن الطريق فأجبتنى. شكراً لك.

ولكن الرائد لم ينس الدرس الذى تعلّمه من هذه الحادثة!. ومنها وجوب احترام الآخرين سواء كنا نعرفهم أو لا نعرفهم، وسواء كانوا أكبر منا أو أصغر. ومنها أن فوق العالى عالياً(جا5 : 8).

ومنها أن “الله يقاوم المستكبرين، أما المتواضعون فيعطيهم نعمة (يع4 : 6).

ونحن قد جاءنا من السماء من هو أعظم من الإمبراطور، رب المجد يسوع المسيح يطلب منا جرعة ماء ويقول”أعطنى قلبك” ليقودنا الى الحياة الأبدية معه. فبماذا أجبناه نحن؟

***

اندروكليس والأسد (172)

من قصص التاريخ هذه القصة المشهورة اندروكليس الذى هرب من عبودية سيده الى مغارة فى جبل. واذا به يسمع أنيناً من داخل الكهف المظلم. ولما دقق النظر لمح اسداً ضخماً رابضاً متوجعاً يئن من الألم كالقط الأليف.

ارتعب اندروكليس ولكنه تشجع وغلبته الشفقة إذ رأى شوكة كبيرة مغروسة فى قدم الأسد فذهب إليه اندروكليس وانتزع الشوكة من رجله … وشعر الأسد بالراحة وصار صديقاً له. وبعد شهور غادر اندروكليس المغارة وقبض عليه وحُكم عليه بالموت أيام الاضطهاد الدموى وألقوه للوحوش المفترسة.

ورأى المتفرجون منظراً عجيباً. وإذا بالأسد الجائع يقترب من اندروكليس ويركع عند قدميه ويلعق قدميه معبراً شكره وحفظه للجميل ولا يؤذيه! كان هو نفسه الأسد الذى أخرج الشوكة من قدمه!  كانت شوكة واحدة فى قدم أسد جعلته يتوجع ويتأوه هكذا ويحفظ الجميل فما بالنا بإكليل من الأشواك البرية الكبيرة المؤلمة تغرس فى رأس المسيح؟!

لقد حمل الرب أشواكنا كلها على رأسه، سواء شوكة الخطية أو شوكة المرض أو شوكة الموت حتى يستطيع كل مؤمن أن يهتف “أين شوكتك يا موت”؟ فهل نكف عن الخطية والتذمر والشكوى ونحفظ جميل من أحبنا وتألم عنا فنبادله حباً بحب ونكرس له حياتنا؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى