كان رجلاً حجاراً يقطع الأحجار كل يوم من الجبل، وفيما هو يتصبّب عرقاً وهو يشتغل فى يوم شديد الحرارة مرّ بالقرب منه موكب الملك الذى كان يركب فى عربته المذهبة التى تجرها الخيول الكثيرة. فحسده الحجاّر قائلاً لنفسه بماذا يمتاز عنى هذا الملك الذى يتمتع بكل هذا النعيم والرفاهية الاّ انه وُلد وفى فمه ملعقة من الذهب ! وصرخ الحجاّر فى مرارة “ياليتنى كنت ملكاً”!
تقول الأسطورة واذا بالسماء تستجيب وفى لمح البصر يصير الحجاّر ملكاً يركب فى نفس العربة الملكية الفخمة التى رآها. ولكنه لا حظ ان الشمس تضربه ايضاً وتلفحه مثلما كان يعمل حجاراً. فنظر الى الشمس وقال “هذا يعنى أن الشمس أقوى وأعظم من الملك، ياليتنى كنت شمساً” !
تقول القصة وفى الحال تحول الرجل الى شمس، ولكن بينما كان يرسل أشعته الذهبية فى كل أنحاء المسكونة، جاءت غيمة وسحابة كبيرة وحجبت نوره عن الأرض. فغضب الرجل وقال أذن فالسحابة اقوى وأعظم من الشمس حتى انها تستطيع منع نورها عن أن يصل الى الأرض “وصرخ ياليتنى كنت سحابة” !
وتحوّل الرجل الى سحابة، ولكن سرعان ما اصطدمت السحابة بقمة جبل عال وتكثفت مياهها فأمطرت وأضمحلت. وهنا قال الرجل “أذن فالجبل أقوى من السحابة ياليتنى كنت جبلاً”. وتحوّل الرجل الى جبل!
ولكن فى الغد جاء رجل قاطع أحجار وظل يضرب بفأسه فى الجبل ويكسر أحجاره. فدهش الرجل وقال “هذا يعنى أن الحجاّر أقوى و أعظم من الجبل حتى انه يستطيع تكسيرأحجاره، ياليتنى كنت حجاراً”.
وعاد الرجل حجاّراً كما كان فى البداية تلفحه الشمس، وصحا من أحلام اليقظة وعرف ان “العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلئ من السمع وان كل الأنهار تجرى الى البحر والبحر ليس بملآن”(جا1 : 7)
***
لم آخذ خبر الاّ امبارح فقط ! (209)
هذه قصة حقيقية حدثت فى بيروت رواها لى أحد أصدقائى اللبنانيين. قال أعرف رجلاً دخل الكنيسة لأول مرة منذ طفولته من نحو أربعين سنة، وكان ذلك فى يوم الجمعة العظيمة بناء على دعوة صديق له وألحاحه. وسمع صاحبنا عظة مؤثرة عن الصليب والآم المسيح وكمية التعذيب الرهيبة التى عذبه بها اليهود والرومان، فتأثر الرجل جداً وخرج من الكنيسة باكياً. وفى الغدّ ركب الاتوبيس وتصادف ان عرف ان الكمسارى يهودى، فهجم عليه وأشبعه ضرباً ولكماً ورفساً حتى كاد أن يقتله لولا تدخل الركاب وانقذوه من يده.
ولما سألوه لماذا تضربه؟ أجاب بعصبية: ” لأنه يهودى واليهود هم الذين صلبوا المسيح”.
فدهشوا وقالوا له: ” ولكن هذا حدث منذ الفين سنة”!
وتعجب الرجل وبدأ يعتذر ويخجل قائلاً: بالشرف لم آخذ خبر بالموضوع ده الاّ امبارح بس !!!
***
الزوجين المتقاعدين (210)
زوجان متقاعدان يعيشان فى فلوريدا كانا يجلسان بفراندة منزلهما فى أحد الأمسيات. الزوجة كانت تراقب المارة فى الطريق بينما كان الزوج يقرأ فى كتاب فسيولوجى (علم وظائف الأعضاء). أستدارت الزوجة وقالت لزوجها: “جورج دعنا ندخل ونشاهد العرض المتأخر فى التلفزيون”.
فاجابها جورج: “أنا مرهق جداً … هل تتصورى أن قلبى دقّ اليوم 103389 مرة؟ وأن دمى قطع مسافة 16800 ميل فى دورته داخل عروقى؟ وأننى تنفست 23000 مرة وأستنشقت 483 قدم مكعب من الهواء؟ وأننى حركت 750 عضلة كبيرة فى جسمى وأننى استخدمت 7000000 سبعة مليون خلية فى مُخى؟ أنا مرهق جداً ويجب أن أذهب الى الفراش فوراً!..
***
علبة المشروم (211)
وأضرار ذكر أنصاف الحقائق!
دعت سيدة مجموعة من أصدقائها على الغداء بطبق من اللحم وكريم المشروم. فلما فتحت الخادمة علبة المشروم، أكتشفت أن على وجهها بعض العفن والبكتيريا. ولما كان الضيوف على وشك الحضور فقد قالت لها ربة المنزل “إعط قليلاً من المشرم للكلب فإذا أكلها فغالباً يكون المشروم سليماً ولا ضرر منه”.
ولحس الكلب المشروم وطلب المزيد، وهكذا أكملت الطبخة. وبعد ما أكل الضيوف وبدأت سيدة البيت تقدم التحلية، فإذا بالخادمة جاءت تجرى ووجهها شاحب وهى تلهث وتقول: “يا سيدتى … الكلب مات ..!!
فإنزعجت صاحبة البيت وأخبرت ضيوفها بالقصة وطلبت لهم الاسعاف وبعد أرتباك كثير، عُمِل للضيوف غسيل معدة لأنقاذهم من التسمم، وبعد انصرافهم سألت صاحبة البيت الخادمة: “وأين هو الكلب المسكين الآن”؟
وكانت المفاجأة عندما أجابت الخادمة: “أنه هناك أمام الباب الخلفى للبيت فى نفس المكان الذى دهسته فيه السيارة المسرعة …!!
أن النتائج تتغير كثيراً عندما لا نخبر بالحقيقة كاملة، فنعطى انطباعاً خاطئاً للآخرين، فنسبب لهم اضراراً كثيرة لا داعى لها.
***
الفلاح والقراقيش (212)
نبغ أحد الأولاد القرويين بصعيد مصر وحصل على الدكتوراه من جامعة السربون بباريس وألتحق بوظيفة كبيرة هناك ودعى والده لزيارته بفرنسا عدة مرات ليرى العز والمجد الذى يعيش فيه ابنه. ولكن كان الوالد يعتذر بأنه فقير وغير متعلم ولا يعرف فرنساوى …
وأخيراً أرسل الابن تذكرة السفر لأبيه بالباخرة من الاسكندرية وعرّفه بأن كل ما عليه هو أن يركب المركب وفى نهاية الرحلة سيجده فى أنتظاره بميناء مرسيليا ولا يعول هم شئ.
ولم يجد الأب بُداً من السفر على الباخرة وأخذ معه “مخلة قراقيش”! وكان كلما سمع ذلك الفلاح جرس الدعوة للغداء أو العشاء، اعتلى ظهر الباخرة وراى السفرجية والجرسونات بملابسهم المزركشة يحملون صوانى المأكولات الفاخرة الشهية من اللحوم المشوية والطيور المحمرة والأصناف التى لم يرها فى حياته، حتى ينكمش المسكين فى ركن على سطح السفينة ويأكل من القراقيش التى أحضرها معه ويقول لنفسه “ايه اللى جابك يا صعلوك وسط الملوك؟!!.
واستمر هذا الموقف يتكرر فى كل وجبة خلال أيام الرحلة الأربعة والرجل القروى يتحسر على حظه العاثر وينزوى ويأكل فى قراقيشه!
وفى آخر يوم لم يستطيع المسكين أن يقاوم الإغراء فاستجمع شجاعته ونادى السفرجى وسأله “يعنى بكام الأكلة دى”؟ وساله السفرجى بدوره مندهشاً “تقصد ايه بكام؟” هو انت مش مسافر معنا على المركب؟” فأجاب: “طبعاً” قال الموظف: “يبقى الأكل ثمنه مدفوع مع التذكرة ومش مطلوب منك انك تدفع حاجة!”
وكاد الفلاح أن يُصعق من المفاجأة ولطم على خدّه للخسارة الفادحة التى حلّت به، والقى بكل قوته بمخلة القراقيش التى كانت معه فى عرض البحر وأسرع ليلحق بالأكلة الأخيرة على المائدة التى تموج بما لذ وطاب !!..
لعلنا نضحك على سذاجة ذلك الفلاح البسيط مع أنك أنت شخصياً وقعت فى نفس الخطأ مرات ومرات ولسنوات عديدة.
أن ملك الملوك جهز لك وليمة أعظم ودعاك لكى تتعشّى معه وهو معك مجاناً. وارسل لك الملائكة والخدام يدعونك يوماً بعد الآخر وشهراً بعد شهر وسنة بعد الأخرى، ويقول لك “ثيرانى ومسمناتى قد ذبحت وكل شئ مُعد تعال الى العُرس (مت22). وأنت أيها البائس تحرم نفسك من الوليمة الملكية السماوية ومن العشاء. الربانى بجهل وبدون مبرر. أنت تتهرب وتنزوى وتعتذر معتقداً ان الثمن فوق طاقتك وامكانياتك ونكتفى بأكل القراقيش بل “خرنوب الخنازير”!
أن كل مأكولات العالم وشهواته الرخيصة الزائلة ما هى إلا قراقيش بالمقارنة بالموائد السمواية التى قدمها لك رب المجد يسوع مدفوعة الثمن بدمه الثمين وما علينا سوى القبول وتلبية الدعوة المجانية.
***
ملاك الرحمة فى حرب القرم (213)
كانت فلورنس نيتنجال غنية وجميلة ووحيدة لوالديها وينتظرها مستقبل مشرق بكل الترف والتنعمات، ولكنها رأت المجروحين فى حرب القرم وليس لهم من يعتنى بهم، فقامت وأنكرت نفسها وضحت براحتها وثروتها وجمالها وذهبت الى ساحة الحرب وجمعت حولها جيشاً من الفتيات والسيدات وصارت تشتغل ليلاً ونهاراً وسط الخطر. وعندما كانت تمرّ بأسّرة الجرحى من الجنود كانوا يركعون لها إعترافاً بفضلها ويلقبونها بملاك الرحمة. وصارت ملكة التمريض وسبباً فى تأسيس جمعية الصليب الأحمر التى عمّت المسكونة.
***
إنت يا ست … طلّعى اللى تحت البلاطة ! (214)
حدّثنا المتنيح القمص بطرس جيد انه أثناء إقامة كنيسة العذراء بجاردن سيتى بالقاهرة، كان يعظ عن العطاء بحماس لتشجيع التبرعات للمبانى. وفى نهاية القداس فوجئ بسيدة تقدم له شيئاً كبيراً وتقول له: “إتفضل يا أبونا الفلوس اللى طلبتها منى !”
ودهش ابونا بطرس وقال لها “أنا ما طلبتش منك حاجة … أنا حتى معرفكيش. ده أنا ضيف هنا”. فقالت له: “وأنا داخلة الكنيسة كنت قدسك تعظ وشاورت علّى وأنت تصيح قائلاً: انت يا ست طلّعى اللى تحت البلاطة. فعرفت انه ده صوت ربنا لى، فخرجت فى الحال وعدت للبيت واحضرت كل ما كان عندى تحت البلاطة!”.
دعى لها ابونا بالبركة وقام بتسليم الأمانة لكاهن الكنيسة …
***
أبرقت وأرعدت .. ثم أمطرت ! (215)
نُكب الفيلسوف اليونانى الشهير سقراط بزوجة حَردة سليطة اللسان. وقد حدث يوماً أن أطلت عليه من الشرفة وهو جالس على عتبة داّره يعلّم تلاميذه وبدأت تسخر وتستهزئ به بصورة استفزازية لاذعة. والتزم سقراط بالصمت لعلها تخجل وتكُفّ، ولكن لم يزدها هدوءه إلا غضباً وتهديداً وثورة، فلما لم يلتفت اليها سقراط، جن جنونها واندفعت الى الداخل وخرجت كالسهم ومعها جردل ماء بارد سكبته على رأسه !!
وعندئذ قام سقراط الحكيم ونفض ثيابه بهدوء وهو يقول مبتسماً : “لاعجب أيها الأصدقاء فان السماء تبرق أولاً ثم ترعد ثم تمطر”!
لقد حوّل سقراط بحكمته وسعة صدره ذلك “الفصل البارد” الى درس عملى فى حسن المعاملة وغلبة الشر بالخير والمرح والتسامح واخرج من الليمونة اللاذعة عصيراً حلواً.
***
يالها من مكافأة ! (216)
سأل السمسار طبيب الأسنان عن مكافأته عن الزبائن الذين يحضرهم له. فأجابه الطبيب: أخلع لك ضرساً مجاناً عن كل زبون تحضره..!!
***
بدون ضمير (217)
القاضى:يبدو ان ضميرك أسود مثل شعرك.
المتهم:ارجو الاّ تقاس الضمائر بشعر الرأس لأنك أصلع يا سيدى..!!
***
بسيطة (218)
المبشر للقبائل الافريقية:انت يا راجل لسة متزوج أربع ستات.؟؟
إحنا مش قلنا أن المسيحية لا تسمح الاّ بزوجة واحدة .؟؟؟
الرجل:لا تغضب يا عزيزى انا مستعد أن آكل تلاتة منهم…
***
الضحك يميّز الانسان (219)
بينما كنت اكتب مقدمة هذا الكتاب سمعت قداسة البابا شنودة يقول فى عظة قديمة لـــه بإحــدى القنــوات الفضــائية ان العلماء يعّرفون الانــسان بانــه “حيوان ضاحك”! فالضحك يُميز الانسان عن الحيوان لأن الحيوانات لا تضحك!
***
المانيكان (220)
قرأت هذه القصة الطريفة سنة 1955 بمجلة اليقظة التى كان يصدرها المتنيح القمص ابراهيم لوقا كاهن ومؤسس كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة ولم أقدر أن أنساها رغم مرور أكثر من خمسين سنة.!
تقول هذه القصة:
ان فلاحاً بسيطاً من صعيد مصر نزل الى القاهرة لأول مرة فى حياته وسار فى أحد شوارع وسط البلد فرأى أمام المحلات الكبرى – مثل شيكوريل وشملا – مانيكان واقفاً فى مدخل المحل.
وكعادة القرويين أن يبادروا بتحية كل من يقابلهم . قال له: “نهارك سعيد”. ولم يرد المانيكان التحية طبعاً، فظن الفلاح انه لم يسمع. فكرر التحية مرة أخرى.!
فلما لم يرد المانيكان التحية للمرة الثانية، غضب القروى وقال فى نفسه أن هذه إهانة متعمّدة لأنه أفندى وأنا فلاح بجلابية، وماذا سيكلفه رد السلام .. وعلام هذه النفخة الكدّابة … سأقول له للمرة الأخيرة نهارك سعيد فإذا لم يرد علىّ سأجعل نهاره إسود.
وقال له الفلاح “نهارك سعيد”. ولم يرد المانيكان، فغلى الدم فى عروق الفلاح وضربه بكل قوته بالكف على وجهه حتى أنخلعت رقبة المانيكان وتدحرجت رأسه على الأرض.!!
وهنا أنخلع قلب الفلاح من الفزع وجرى ظناً منه انه قتل قتيلاً.! وجرى بعض عمال المحل وراء الفلاح وأمسكوه وسألوه لماذا فعلت هذا؟؟؟
فأجاب وهو يحلف: “أنا بـ أقول له نهارك سعيد، راح تفّ (بصق) فى وشى (وجهى) ..!!!
وضجّ الناس بالضحك وهو متعجب كيف يضحكون ورأس القتيل لا تزال على الأرض! فلما أفهموه، ضحك هو أيضاً على جهله …
وعلّق كاتب قصة المانيكان عليها بالآية التى تقول عن كثيرين من روّاد الكنائس “لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوّتها” (2تى 3 : 5).
“لك أسم انك حى وأنت ميت” (رؤ 3 : 1)
وقال ما أكثر وجود أمثال هذا المانيكان فى كنائسنا … لهم مظاهر الحياة والتقوى من الخارج، بينما هم أموات بالخطايا من الداخل يكذبون ويشتمون ويدينون ويكرهون ويخاصمون وينتقمون ويعثرون الآخرين، وحياتهم خالية من محبة الله وطاعة وصاياه. ليحفظنا الرب من هذا المانيكان “مكسور الرقبة” ويعطينا قوة الحياة الروحية لا صورتها.
***
الكنيسة ذات الـ 14 جامع !! (221)
عندما ألتقى قداسة البابا شنودة والمجمع المقدس مع الرئيس الراحل أنور السادات بإستراحة القناطر الخيرة فى سنة 1978 وشكوا له على مدى أربع ساعات هموم الأقباط والظلم والاضطهاد الواقع عليهم … أراد قداسة البابا تخفيف حدّة التوتر فى الجلسة وفى نفس الوقت ذكر فى قالب نكته، شكوى جديدة مريرة عن عدم تصريح الدولة بإقامة كنائس جديدة بل وتحايلها بكل وسيلة وبكل أمكانياتها على منع بناء كنيسة حتى التى يصدر بها قرار جمهورى.
وسأل البابا السادات قائلاً: هل تحب سيادتك أن تسمع فكاهة؟ فهز الرئيس رأسه بالايجاب مبتسماً وقال: طبعاً .. طبعاً … أتفضل …
وقال له البابا عندنا كنيسة لم تظهر الى حيّز الوجود نسميها كنيسة الأربعة عشر جامعاً. وتتلخص القصة فى أنه قد صدر قرار جمهورى ببناء تلك الكنيسة – وهذا نفسه أمر نادر جداً – فلما شرعنا فى بنائها وأشتم الجيران المسلمين رائحة ذلك بادروا فى فجر اليوم التالى ببناء جامع بالقرب منها . ومُنعنا من أقامة الكنيسة بحجة الخط الهمايونى الذى تكمله شروط (الداخلية العشرة) يمنع إقامة الكنيسة فى حدود ألف متر من الجامع! وقالوا لنا معلهش …. شوفوا لكم منطقة ثانية. ولما شرعنا فى إقامة الكنيسة بمنطقة أخرى تكررت العملية نفسها وساعدت أجهزة الدولة فى توفير مواد البناء للجامع من رمل وزلط وطوب وخلافه وقيل لنا معلهش شوفوا لكم مكان آخر وهكذا تكررت العملية مراراً حتى بنينا لكم 14 جامع ولم تبن الكنيسة !!!
وسكتنا حتى لا نملأ البلد جوامع أكثر من ذلك !!!
***
ودنى مش صفيحة زبالة ! (222)
قال أحدهم: إذا حكى لك صديق أو صديقة أشياء سيئة عن شخص آخر فيها نميمة أو وشاية أو إشاعة مذمة، فيجب أن توقفه فى الحال معتذراً عن الاستماع وتقول له “من فضلك أنا أذنى ليست صفيحة زبالة للى عنده فرخة ميته يرميها فيها.!!
***
ما قيمة كلام كالرصاص ؟ (223)
– ما رأيك فى كلام زى الرصاص؟
– وما رأيك فى جتّة زى النحاس؟
***
من مسرحيات موليير ! (224)
كتب موليير الشاعر الكوميدى الفرنسى فى إحدى مسرحياته حواراً بين نملة وصرصار …1
والمعروف عن النملة الجدّية والنشاط والحكمة والتدبير حتى أن الوحى الآلهى يمتدح النمل ويطالب الإنسان بالتعلم منه فيقول فى سفر الأمثال “إذهب إلى النمله أيها الكسلان تأمل طرقها وكن حكيماً. ومرة أخرى يقول “النمل طائفة غير قوية ولكنها حكيمة جداً لأنه يُعد طعامه فى الصيف” (أم 6 : 6). فالنمل بسبب ضعفه يعلم أنه لا يستطيع العمل فى برد الشتاء وبحكمته يدرك أنه إن لم يضاعف العمل والمجهود والتدبير والإستعداد للشتاء فسوف يموت جوعاً فى الشتاء. أما بالنسبة للإنسان فإن فترة الصيف تُمثل فترة العمر والعمل والإستعداد بينما يُمثل الشتاء الموت الذى يجب أن نستعد له.
وفى مسرحية موليير يقول أن النملة كانت تشتغل طوال فترة الصيف بجدّ ونشاط بينما كان الصرصار يُصفر ويلعب. فلما جاء الشتاء كان لدى النملة خزين تعيش عليه بينما جاع الصرصار وكاد يموت. ولما جاء الصرصار يقرع باب مراحم النملة لتنقذه، رفضت النملة ووبخَته بسخرية قائلة له : “أن من يُصفر فى الصيف عليه أن يرقص فى الشتاء.!!
***
راجع كشوفك جيداً أيها الملاك ! (225)
كان رجل غنى يعيش فى إحدى المدن ويسكن فى قصر فخم تحيط به الحدائق. وكان يعمل عنده رجل جناينى فقير يدعى عم حنا له أسرة كبيرة ويهتم بهذه الحدائق، ولكنه كان مؤمناً تقياً محباً للرب وللناس متفانياً فى خدمة الجميع بكل قلبه وفكره وقوته.
أما الغنى الثرى فهو وأن كان مسيحياً هو الآخر لكنه كان يعيش على هامش الحياة الروحية، كان يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد فقط ويحاسب الرب على العشور بالمليم والسنت فى الوقت الذى كان دائم المشغولية بإدارة أعماله وأمواله وأملاكه وحساباته فى البنوك.
أنتهى الفصل الأول سريعاً من قصة حياة الأثنين القصيرة على الأرض. فماذا حدث لهما فى الأبدية بعد الموت ؟
بدأ الفصل الثانى من رواية حياتهما الأبدية الخالدة بأن سار أحد الملائكة مع الرجل الغنى، فدخل من الأبواب اللؤلؤية ومشى فى الشوارع الذهبية، ورأى الأنهار البللورية وهو فى ذهول من رؤية هذا المجد والجمال الذى يفوق الوصف.
وتوقف الغنىّ أمام أحد القصور التى بدى قصره الأرضى بجانبه كالمقبرة! وهنا سأل الملاك: لابد أن هذا قصر القديسة العذراء أو بولس الرسول أو أحد عظماء الرسل. فقال له الملاك: “كلا … أبداً. هذا بيت رجل مؤمن كان معروفاً على الأرض بإسم عم حنا وكان يعمل جناينى فى مدينة كذا”.
فصاح الغنى متهللاً: مش معقول، ده كان بيشتغل عندى أنا.! وقال فى نفسه إذا كان عم حنا له هذه القلعة فكم وكم سيكون لى أنا ؟! وبعد فترة من التجول وقف به الملاك أمام بيت صغير أشبه بالكوخ فسأله:
– لماذا وقفت هنا؟
– لأريك بيتك الذى ستعيش فيه إلى الأبد.
– أين هو؟
– هو ده. وأشار إليه.
وصعق الرجل وهو يقول محتجاً: مش معقول .. مستحيل .. هل يعقل أن عم حنا الجناينى له هذا القصر الضخم وأنا هذه العشّة .. ظلم!
– لا يوجد ظلم يا عزيزى فى السماء. أنه عين الحق والعدل وساخبرك
بالسبب.
– قبل أن تخبرنى بالسبب، من فضلك أيها الملاك راجع كشوفك جيداً فربما
يكون هناك خطأ فى الاسم أو العنوان.
– وابتسم الملاك وهو يقول: لا توجد أخطاء فى السماء.
– أرجوك أيها الملاك راجع كشوفك مرة أخرى علشان خاطرى!
– لا تتعجب يا عزيزى فهذه الكشوف الإلهية معصومة من الخطأ. هل تظن أننا هنا نبنى لكم شيئاً من عندنا؟ كلا. أن هذا هو ما تبنونه أنتم لأنفسكم فى مدة حياتكم على الأرض. هل تعتقد أن رب المجد يسوع كان يخدعكم حين أوصاكم “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض … بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء، ومن ترك بيوتاً أو حقولاً من أجلى ومن أجل الأنجيل يأخذ مائة ضعف والحياة الأبدية!أنت لم تصدق وصايا الله تماماً فكنت مشغولاً أكثر من اللازم بكنوزك الأرضية ومواهبك، وهذه بنّت لك هذا البيت الصغير فقط.
أما عم حنا فكان فقيراً فى المال على الأرض ولكنه عوّض ذلك بأن كان حكيماً وغنياً جداً فى محبته للرب وللناس وللكنيسة وللأنجيل. كان يعيش للأبدية ويرسل لنا كل يوم أعمالاً صالحة فكان أميناً فى حفظ الوصايا وأعطى من اعوازه وكرّس وقته وراحته ومواهبه وكلامه للخدمة فربح نفوساً كثيرة للسماء وساعد الفقراء وسند الضعفاء وزار المرضى وعزى الأرامل وصالح المتخاصمين ولم يدع يوماً يمر فى حياته بدون أعمال صالحة كثيرة وتبعته أعماله وبنت له كل هذا المجد …(رؤ 14 : 13).