كان يعمل صحفياً وأعتاد ان يصف الأشياء والأحداث حوله بصورة مثيرة وكان يهتم بما يُسمى بالسبق الصحفى. وقد تغلغلت مهنتة فى شخصيته وطباعه، لدرجة ان شبّ حريق فى العمارة الكبيرة التى يقع مكتبه بالدور العشرين منها. وبحكم المهنة ظل يصف ويكتب ويسجل ما حدث لحظة بلحظة غير متنبه للخطر الذى يتهدده ظناً منه بأن النيران لا تزال بعيدة عنه ولابد أن المطافئ سوف تتمكن من إطفاء الحريق فى الوقت المناسب.
ظلّ صاحبنا يصف بحماس كالمذيع الذى يصف مباراة كرة قدم، النار الآن فى الدور الخامس … المصعد معطل … السكان يسرعون على السلالم … رجال الاطفاء يجاهدون ببسالة ضد النيران .. النار تصل الى الدور السابع … صرخات الفزع والأستغاثة تتصاعد مع آلسنة النيران .. النار تصل الى الدور العاشر وتلتهم المكاتب والشقق السكنية … المعركة ضارية بين النيران الثائرة وخراطيم مياة رجال المطافئ وطائرات أطفاء الحريق النار تسبق المطافئ بسرعة مذهله وتصل الى الدور 12 … الدور الـ 15 … الدور ….16 .. الحمد لله أذاع رجال الأطفاء انهم سيطروا على النيران بالدور الـ 18. وعندما وصل رجال الأطفاء للدور العشرين. وجدوا ذلك الصحفى المسكين ميتاً رغم ان النار لم تلمسه. لقد حاصره الدخان الأسود الكثيف فاختنق الرجل ومات من الدخان فقط!
لعلكم تقولون ياله من رجل غبى لم يهرب لحياته فى الوقت المناسب. صدقونى هذه قصة ملايين البشر ولو اختلفت التفاصيل. كثيرون يموتون من دخان السجاير قبل الأوان وتركوا زوجاتهم ارامل وأولادهم أيتاماً. وكثيرون يموتون ليس بالخطايا الفاحشة كالقتل والزنا والسرقة والسكر والقمار والمخدرات،ولكن من دخان فقط مثل الإهمال أو الاستهتار أوتأجيل التوبة أو التذمر أو الكذب مثل مثل حنانيا وسفيرة، الشتيمة أو الحلفان أو الادانة أو هجر الكنيسة أو ترك الانجيل أو التناول. نعم كل هؤلاء يموتون من الدخان فقط مثل ذلك الصحفى المسكين. فأحترسوا اذا من الدخان قبل فوات الأوان.
***
الصليب لا يزال ينزف (57)
هذه قصة حقيقية من تاريخ الكنيسة وردت فى سنكسار الكنيسة اليوم الرابع عشر من شهر مسرى (أغسطس).
كان فى مدينة الأسكندرية رجل يهودى اسمه فيلوكسينوس وكان غنياً جداً. وكان فى المدينة فقيران مسيحيان . فجدف أحدهما قائلاً : لماذا نعبد المسيح ونحن فقراء وهذا اليهودى فيلوكسينوس غنى جداً؟ ” فأجابه الثانى : ” لو كان لمال الدنيا حساب عند الله لما كان اعطاه لعابدى الأوثان والزناة واللصوص والقتله. فالأنبياء والرسل كانوا فقراء والرب دعى الفقراء اخوته.
” ولكن عدو الخير لم يتركه يقبل شيئاً من كلام رفيقه، فذهب الى فيلوكينوس اليهودى وسأله ان يقبله فى خدمته. فقال له : لايحلٌُ أن يشتغل معى الاٌ من يدين بدينى، فإن كنت تريد صدقة أعطيك. ” فأجابه ذلك المسكين ” خذنى عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل جميع ما تأمرنى به ” فأخذه الى مجمعهم فسأله الرئيس أمام جماعة اليهود قائلاً : ” أحقاً تجحد مسيحك وتصير يهودياً مثلنا؟ ” فقال نعم !
وهكذا جحد المسكين المسيح الآله أمام جماعة اليهود، وأضاف الى فقره فى المال فقره فى الايمان.
فأمر الرئيس أن يُعمل له صليب من خشب ودفعوا له قصبة عليها أسفنجة مملوءة خلاً وحربة، وقالوا له : ” إذن ابصق على هذا الصليب وقدم له الخل واطعنه بالحربة، وقل “طعنتك أيها المسيح. ” ففعل كل ما أمروه به.
وعندما طعن بيده الآثمة الصليب سال منه دم وماء على الارض وسقط ذلك الجاحد ميتاً يابساً كأنه حجر.فاستولى الخوف والرعب على جميع الحاضرين وآمن كثيرين منهم ثم اخذوا من الدم ومسحوا به عينى ابنة فيلوكسينوس العمياء فأبصرت فآمن هو واهل بيته وكثيرون من اليهود. وبعد ذلك أعلموا البابا ثاوفيلس بذلك فأخذ معه جماعة من الكهنة والشعب وأتى الى مجمع اليهود وأبصر الصليب والدم والماء ووضعة فى إناء ليتبارك به الشعب وعمٌد اليهود الذين آمنوا
ان من يحبون العالم وخطاياه وشهواته هم مسيحيون بالأسم ويقدمون الخل للمسيح ويطعنون صليبه، بينما يؤمن الكثيرون فى هذه الأيام الأخيرة من اليهود والمسلمين والبوذيين بالمسيح.
***
كن قدوة للمؤمنين (58)
” لا يستهين احد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين فى الكلام فى التصرف فى المحبة فى الروح فى الإيمان فى الطهارة “(1 تى 4 : 12)
تعرفت هذه الفتاة الأمريكية على شاب مصرى وتكونت بينهما صداقة أدت أن يعيشا معاً، وعاشت حياة مستهترة بعيدة عن الله ولكنها كانت تحضر مع صديقها هذا فى نهاية القداس لتلتقى بالشباب الذى كان يحضر للكنيسة وتتسلى معهم بعض الوقت .
حضرت مرة إلى الكنيسة مبكراً قليلاً اى فى منتصف القداس ووقفت تراقب المصلين فلاحظت تركيزهم فى الصلاة، البعض أغمض عينيه والآخر ينظر بإنجذاب نحو المذبح، فتعجبت جداً من هذه المشاعر الظاهرة عليهم ووقفت خاشعة أمام الله، فتأثر قلبها جداً وشعرت أنها شريرة بالقياس بهؤلاء الأطهار المحبين لله.
انتظرت بعد القداس وسألت الكاهن “كيف اكون مثل واحدة من هؤلاء المصليات؟”.
تعجب الكاهن واستفسر عن سبب سؤالها فقصت عليه ما لاحظته، فحدثها عن محبة المسيح، وانتهت الجلسة بتوبتها ووعدت بترك الشاب المصرى وبدأت تواظب على الكنيسة ونالت سر المعمودية.
+ القدوة هى عظة صامته حية تقدمها لكل من يراك ومن لا تستطيع ان تكلمه عن المسيح سواء من المقربين إليك أو البعيدين عنك.
اهتم بمظهرك من اجل الله وأيضاً بكلامك مع الآخرين حتى لا تعثر أحد بل على العكس بتدقيقك فى كل شئ يرى الناس المسيح أن سلوكك الطبيعى سيستخدمه الله فى التأثير على الآخرين.
تعلم من سلوك من حولك وكلماتهم ومظهرهم فتكسب فضيلة من كل احد. ابحث عن الله الذى فيهم من خلال فضائلهم وهكذا تحب من حولك وتتعلم منهم مهما كانت أخطائهم، تعلم خاصة من القديسين ومن الآباء والأخوة الروحيين.
***
العقرب والسلحفاه (59)
يشبة الشيطان (ابو الكذاب) بالعقرب المذكور في القصة التالية : يوما ما طلب عقرب من سلحفاه ان تنقلة الى الضفة الأخرى من النهر لأنه غير مدرب على السباحة. فقالت السلحفاه للعقرب : هل جننت ؟ لأنك سوف تلدغني في ظهري حينما احملك”
ضحك العقرب ضحكة خبيثة وقال للسلحفاه ” لاتفكري هكذا، لأنني إن لدغتك فستغرقين وسأغرق انا معك، فهل يعقل هذا ؟”
قالت السلحفاه للعقرب “انت على صواب، هيا بنا، تسلق فوق ظهري”
وفيما العقرب على ظهر السلحفاه وسط المياة، وإذا به يلدغ السلحفاه لدغة حادة مميتة. وبينما كان الأثنان يغرقان إلى اسفل، إذ بالسلحفاه تقول للعقرب” هل تسمح لي ان أسألك سؤالاً، أنت قد سبق وقلت لي :”هل من المعقول أنني ألدغك ؟” فلماذا فعلت ذلك الآن؟” أجابها العقرب:”الموضوع ليس هو موضوع عقل، ولكن هذا طبعي، وطبيعتي وأخلاقى: اللدغ وهكذا غرق الأثنان، العقرب والسلحفاه، تماماً مثلما سيعذب أبليس والذين كان يضلهم ويطيعونه في بحيرة النار والكبريت نهاراً وليلاً الى ابد الأبدين.
قال السيد المسيح ان ابليس كذاب وابو الكذاب وانه كان قتّالاً للناس منذ البدء (يو8 : 44) . لقد سبق ان قال لحواء :”لن تموتا”، وظهر كذبه ولكن بعد فوات الأوان وهكذا اسقطها وكل الجنس البشرى معها فى الموت الجسدى والأبدى لولا ان تداركتنا مراحم الرب بصنع الفداء. ان لدغة ابليس كالعقرب السام وهو نفسه الحية القديمة (نك3 ، رؤ 12 ،20). لقد احتجنا الى عملية نقل دم من صليب المسيح لخلاصنا وشفائنا من لدغته (عدد21 ، مت26 : 26).
ربما يكرر الشيطان معك نفس اللعبة ويقول لك ان الله لايسمعك ولايقبل توبتك .! ربما يقول لك لاتصدق انه توجد قيامة فلايوجد شئ اسمه جهنم ولاحياة أبدية .! لاتصدقه فهو كذاب مدمن كذب وهو عقرب سام وثعبان ماكر قاتل. ولكن صدق الرب يسوع حين قال: “السماء والأرض تزولان وكلامى لايزول” (متى24 : 35).
***
أحدث اختراع للسرير المنبّه (60)
اخترع أحد اليابانيين تصميماً لسرير مثبت به منبه لايقاظ ثقيلى النوم على عدة مراحل. فاذا جاء موعد الاستيقاظ فى الصباح الباكر بدأ المنبه وفقاً لبرنامج مدرج :
1 – بصوت موسيقى كلاسيكية هادئة لمدة دقيقتين. فاذا لم يستيقظ النائم
3 – يسمع تسجيلاً بصوت رئيسه فى العمل يصيح فيه بصوت أجش : ” الساعة الآن 30/6 صباحاً … أنت متأخر … قم فوراً والاّ … والاّ …!! فاذا لم يقم
4 – تحرك اوتوماتيكياً عامود نحاس من السرير وضربه فى رأسه !! فاذا لم يقم بعد هذا كله.
5 – كان آخر إجراء عنيف يفعله السرير، فيتحرك رأسياً حتى يلفظ صاحبه ويطرحه على الأرض!!!
تعليقاذا كان النوم الثقيل والكثير عيباً بل مرضاً، فإنه من باب أولى يكون النوم الروحى أخطر لأنه يؤدى الى الموت. ولذلك يقول داود النبى فى صلاته ” يارب يا آلهى أنر عينى لئلا أنام نوم الموت”(مز13 : 3).
ومن أمثلة النوم الروحى: الفتور- ونوم الضمير – وإهمال وسائط النعمة كالصلاة والصوم وقراءة الكتاب المقدس، وعدم الأعتراف والتناول ومحاسبة النفس والتماس الأعذار الباطلة – والتساهل مع الخطية – وعدم المواظبة على الكنيسة والاجتماعات الروحية – وعدم الخدمة – وعدم أخذ الحياة الروحية بجدية، وتأجيل اليقظة الروحية.
***
الفضة فعلت هذا ! (61)
(من وحى ثلاثين من الفضه)
كان الرجل فى شبابه المبكر شعلة من النشاط فى محبة الله والعبادة والخدمة. وكان يتمتع بقلب طيب عطوف ممتلئ بمحبة الناس والرغبة فى مساعداتهم وتقديم أى خدمة لهم. ولكن بمرور السنين وانشغاله الزائد فى العالم واتساعه فى الثروة واهماله حياته الروحية، خمدت الشعلة المقدسة وانطفأت فضاعت محبته الأولى وصار لا يفكر فى قراءة الأنجيل او الذهاب الى الكنيسة الاّ فى المناسبات فقط !
ذهب الكاهن لافتقاده وسأله عن سبب هجره للكنيسة فأجاب :
– من ناحية، المشاغل والمشاكل .. ومن ناحية أخرى بصراحة لم اعُد أجد أى لذة او تعزية فى الصلاة ولا فى الكنيسة ولا فى الخدمة ولا فى دراسة الكتاب المقدس.
واراد الكاهن ان يكشف له عن السبب بطريقة عملية بسيطه، فأخذه الى النافذة وأوقفه وراء زجاج الشباك وساله: ماذا ترى؟ فاجاب: – أرى الناس فى الشارع. ثم أخذه الكاهن الى مرآة موجودة بالغرفة وأوقفه امامها وسأله: وماذا ترى الآن؟
– أرى نفسى.
– فعاد الكاهن “ألم تعد ترى الناس الآن” فأجاب :
– لا بل أرى نفسى فقط.
وهنا قال له الكاهن “هل تعرف السبب؟ الفضة فعلت هذا”!
ثم اضاف ان الفرق بين زجاج الشباك وزجاج المرآة، ان الأخير خلفه طبقة من الفضة وهى التى حجبت عنك رؤية الآخرين وجعلتك “الفضة” انساناً انانياً لا ترى الاّ نفسك ولا تحب غير نفسك وبذلك فقدت لذّة ومتعة الحياة الروحية.
ان الدرس المستخلص من هذه القصة هو ان “محبة المال أصل لكل الشرور الذى اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة” (1تى6 : 10)، وان الذين يريدون ان يكونوا أغنياء يسقطون فى تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس فى العطب والهلاك (1تى6 : 9). وقد دُعى الطمع انه “عبادة أوثان” (كو3 : 5) ان الشيطان يستخدم محبة المال واغراء الفضة فى سحب الانسان بعيداً عن خلاص نفسه فيصير الإنسان عالمياً جسدانياً أنانياً محباً لنفسه وللبخل او للتبذير ويقسىّ مشاعره من نحو الآخرين والمحتاجين والمحرومين والمتألمين، وبذلك يكسر الكثير من وصايا الرب حتى يمكن ان يبلغ به الأمر الى الدرجة التى يبيع فيها سيده مثل يهوذا الأسخريوطى مقابل مبلغ تافه كثلاثين من الفضه.
***
سوء اختيار الآية ! (62)
اختار الواعظ فى الجنازة آية موضوعة وتعزيته قول سليمان الحكيم فى سفر الجامعة “كلب حى خير من أسد ميت”(جا9 : 4) وظل الواعظ يمتدح المتوفى ويصفه بأنه كان كالأسد، ولكن فاته أيضاً انه يشتم الأحياء المعزّين والأموات معاً بسبب سوء تطبيق الآية فى هذا المجال وكأنه يقول لهم مع أن المرحوم كان أسداً ولكن أصغر كلب حى فيكم خير من هذا الأسد الميت !!!
فى حين ان سليمان كان يمتدح الحياة والرجاء “لكل الأحياء يوجد رجاء فان الكلب الحى خير من الأسد الميت”.
***
الطيار والفأر (63)
يُحكى ان طيارا كان يقود طائرته فوق السحاب وفجأة لاحظ وجود فأر يتحرك وسط بعض الأجهزة والأسلاك الكهربائية، فانزعج إذ خشى ان يتسبب هذا الفأر فى إحداث أى خلل أو يقرض أحد الأسلاك فتسقط الطائرة من علو شاهق، وتتحطم بمن فيها.
فكر الطيار فى كل الطرق التى يمكن بها ان يتخلص من هذا الفأر بسرعة وبدون أى مغامرة أوترك مقعد القيادة. وهداه تفكيره الى هذا الحل السلمى الأفضل وهو أن يرتفع بالطائرة الى أقصى حد ممكن حيث يقل الأكسجين وعندئذ اختنق الفأر ومات!!
+ توجد فئران كثيرة تهدد حياتنا الروحية وبالتالى سلامة حياتنا الأبدية. فبعد ان أختبرنا بنعمة المسيح الطيران فى الأعالى أصبحنا بسببها فى خطر السقوط العظيم فى الهوة السحيقة المميتة.
لقد أعطينا الفرصة باهمالنا لفئران الكبرياء والكرامة والتحايل والأنانية والكذب والرياء والطمع والدس والوقيعة والعناد وعدم المحبة، أن تسرح وتمرح فى حياتنا حتى كادت تقطع أسلاك الاتصال بالرب وهددتنا بالسقوط والحطام.
الحلّ للقضاء على هذه الفئران، والطاعون الذى تحمله، هو الارتفاع كما فعل ذلك الطيار.
العلاج هو أن نرتفع الى العلو الذى تموت معه هذه الفئران المدمرة. علينا ان نرتفع فى سماء الشركة مع الله بالاكثار من الصلاة وحفظ كلمة الله والنمو فى محبته والتدقيق فى السلوك والعمل على أرضائه وحده، وعندئذ سوف تموت هذه الفئران وتختفى تلقائياً.
يقول الكتاب: “وأما منتظروا الرب فيجدّدون قوة يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون” (أش40 :31).
***
لماذا يُزّينون شجرة الميلاد بالخيوط الثلجية؟(64)
هذه قصة تقول انه أثناء رحلة العائلة المقدسة الى مصر، تعبت الأُسرة من السفر فاستراحوا فى مغارة بأحد الجبال وكان البرد شديداً والثلج يغطى الأرض. ويقال أن عنكبوتاً أراد ان يؤدى خدمة للطفل الآلهى فابتدأ ينسج خيوطه على باب المغارة حتى أغلقها بخيوطه فصارت اكثر دفئاً.
وحدث أن مرت فى ذلك الوقت جماعة من الجنود أرسلهم هيرودس لينفذوا أمره بقتل الأطفال ولما رأى قائدهم خيوط العنكبوت تسدّ باب المغارة وعليها ذرات الجليد البيضاء تأكد أن أحداً لم يدخل المغارة ومضوا فى طريقهم!
ويقال أن هذا هو السرّ فى أن الناس يزيّنون شجرة الميلاد بالخيوط الرفيعة البيضاء اللامعة اشارة الى ذرات الثلج على خيوط العنكبوت على باب المغارة
***
قديس بالمقارنة! (65)
تعب الكاهن والخدام من محاولات مصالحة أخوين بسبب سوء سلوكهما وطمعهما وعداوتهما لبعض حتى نشب بينهما قضايا كثيرة فى المحاكم وأصاب الكل اليأس وخيبة الأمل منهما بسبب العناد والكراهية المستحكمة.
وذات يوم مات الأخ الأكبر فجاء أخوه الى الكاهن وقال له:
“أنا مستعد أن أدفع لك مبلغاً ضخماً بشرط وأنت تعظ فى جنازة أخى أن تقول أن أخى هذا كان قديساً!
فنظر اليه الأب الكاهن متعجباً وقال له: حاضر!
وأثناء تجنيز الأخ الميت أشار الكاهن الى الجثمان وقال:
– أن هذا الرجل الذى يرقد فى الصندوق كان انساناً قاسياً عنيداً غليظ القلب وكان طماعاً عاصياً عديم الضمير، ولم يسلم من شرّه وأذيته القريب والبعيد ولم يتورع عن التحالف مع الشيطان فى سبيل تحقيق مأربه الدنيئة، الاّ انه والحق يقال:
مع كل هذا فانه يعتبر قديساً بالمقارنة مع أخيه!!
تعليق: يا حضرات المتوفين الأعزاء، إعملوا شيئاً صالحاً فى حياتكم حتى يتكلم الوعاظ حسناً عنكم ولا تضطروهم أن يكذبوا أو يقولوا الحقيقة المُرة !
***
تريد وضع لسانها على المذبح! (66)
كانت احدى السيدات معروفة بالثرثرة الزائدة وكثرة الكلام الفارغ واللسان اللاذع، وكانت تستخدم التليفون فى النميمة طول اليوم مع أى شخص مستعد أن يسمع!
وذات يوم جاءت الى راعى الكنيسة وقالت له:
– أقنعتنى أن أكفّ عن خطايا النميمة والادانة واذاعة أسرار الناس، فقد سبّب لى لسانى مشاكل كثيرة جداً مع الناس. والآن أريد أن أضع لسانى على المذبح حتى يتطهر ويتقّدس …
ولما كان قد اعتاد أن يسمع منها اعترافات بدون توبة أو ندم ورغبة جادة فى التغيير فقد أجابها:
– لاأظن انه يوجد مذبح بهذه الضخامة يتسع للسانك!
ان كلمة الله تخبرنا عن اعتراف أشعياء النبى عندما رأى مجد الله وقداسته وتسابيح السرافيم له انه صرخ قائلاً: ويل لى لقد هلكت فانى انسان نجس الشفتين وساكن وسط شعب نجس الشفتين. وعقب اعترافه طار واحد من السيرافيم وأخذ جمرة من على المذبح ومس بها شفتيه وقال له “قد انتزع إثمك وكفّر عن خطيتك”. وكانت هذه الجمرة النارية المطهرة ترمز الى التناول من جسد الرب ودمه (أش6). فلا يليق لكل من يتناول ويتقدس لسانه وشفتيه ان يعود مرة اخرى للأستعمال الخاطئ النجس الهدام للسان.
***
أنواع الكلام (67)
قال أحمد رجب أن كلام الناس نوعان (1) كلام فارغ (2) وكلام مليان كلام فارغ! وقد فاته أن هناك نوعاً ثالثاً أفضل، وهو الكلام الايجابى الصالح المفيد البنّاء الذى يعطى نعمة للسامعين.
***
أسلحة الحرب العالمية الرابعة ! (68)
سئل العلاّمة الشهير اينشتاين:
– ماذا تظن فى أسلحة الحرب العالمية الثالثة وهل تستعمل فيها القنابل الذرية؟
– لا أعرف. ولكنى أعرف ان الانسان سيستعمل فى الحرب العالمية الرابعة النبلة والقوس والسهم!
– ماذا تعنى؟
– أعنى ان الانسان استعمل كل ما وصل اليه من معرفة وعلم فى تدمير الحضارة والمدنية وابادة الانسانية والخليقة كلها، واخترع أسلحة وقنابل أكبر من آدميته بحيث فقد السيطرة عليها، وسوف يعود الى عصر انسان الغابة يستعمل القوس والسهم!
وهو الذى قال أيضاً انه بكى عندما استخدمت أبحاثه فى الطاقة الذرية لصنع أول قنبلة ذرية فَجرّت فى جزر هيروشيما ونجازاكى فى الحرب العالمية الثانية.
وقال وقتها: لوعرفت انها ستستخدم هذا الأستخدام الهدام الرهيب لما اخترعتها وأضاف ان الفرق بين الطاقة الذرية والقنبلة الذرية هو مثل الفرق بين الكهرباء والكرسى الكهربائى!
***
ما نوع استعدادك؟ (69)
بعدما ألقى الواعظ عظته عن الاستعداد للأبدية وفجائية الموت وقرب مجئ المسيح سأل المستمعين: كم منكم مستعدين الآن لو جاء المسيح فى هذه اللحظة؟ ورفع قلّة منهم أيديهم. وعندئذ صاح الواعظ: ” يا ملاك ميخائيل إقطع كل يد كدّابة”. فأسرعوا وأنزلوا أيديهم !!!