أبونا أغسطينوس

قصص قصيرة وطرائف 6

للقس أغسطينوس حنا

شبكة أبنتى كتاباً مقدساً (70)

روى لى رجل الله المبارك الأرشيدياكون عياد عياد، واعظ جمعية أصدقاء الكتاب المقدس وأستاذ الوعظ بالأكليريكية السابق، منذ نحو نصف قرن مضى، وهو الآن فى السماء … قصة خطبة ابنته فقال: تقدم (فلان) وهو وكيل نيابة مع والديه لخطبة ابنتى. وبعد دقائق من الزيارة عندما فهموا اننا والعروسة موافقون، سألوا :

” وما طلبكم بخصوص الشبكة ” ؟

فقلت : كتاباً مقدساً.

فضحكوا وظنوا انها نكتة أو عظة وقالوا :

– طبعاً … طبعاً. بدل الكتاب نجيب لها أثنين وثلاثة، ولكننا نسال عن الشبكة … هل لكم شروط خاصة بخصوص الشبكة ؟

– كتاباً مقدساً فقط لا غير.(هكذا قرر الاستاذ عياد والد العروس مكرراً بكل إصرار وتأكيد انه يعنى ما يقول، وانه مع الكتاب المقدس لا يريد شيئاً).

وذهب العريس الى دار الكتاب المقدس وأشترى اكبر كتاب مقدس مُذهّب وغلافه مصنوع من الصدف وقدمه الى خطيبته بالأضافة الى خاتم ماسى (ألماظ) سولتير غالى الثمن. وفرحت الخطيبة وأسرتها التقية بالكتاب المقدس بأعتباره الشبكة الأصلية الأغلى والأعظم، وقبلت الخاتم الماسى على انه “فوق البيعة!”. مثال جميل … وقدوة حسنة رائعة ليت الجميع يقتدوا بها ويتعلموا منها على أساس أن الكتاب المقدس هو أعظم ثروة وأغلى كنز، وهو الأساس الصخرى الذى يُبنى عليه البيت المسيحى القوى السعيد الثابت فى مواجهة عواصف الحياة.ألم يقل رب المجد يسوع فى ختام موعظته الخالدة على الجبل : “أشبهه برجل عاقل من يسمع كلامى ويعمل به كمن بنى بيته على الصخر.فاذا جاءت الرياح والأمطار والعواصف وصدمت ذلك البيت فإنه يثبت …” (مت7 : 21).

***

محكمة بفلوريدا تقرر يوم أجازة للملحدين! (71)

رفع أحد الملحدين قضية أمام محكمة بولاية فلوريدا ضد أعياد الميلاد والقيامة والفصح. ووكل محامياً للدفاع فى دعوى التمييز العنصرى ضد المسيحيين واليهود. وكان الجدل يدور حول نقطة انه ليس من العدالة والمساواة ان يكون للمسيحيين واليهود أعياد وأجازات بينما لا يتمتع الملحدون بنفس الحقوق فيكون لهم أيام أعياد وأجازات مماثلة!

وبعد المناقشة حكم القاضى برفض الدعوى. وفى الحال وقف محامى المدعى (الملحد) يحتج ويقول : ” ياعدالة القاضى أنا لا اُصدق كيف ترفض هذه الدعوى؟ فالمسيحيون يحتفلون بالكريسماس وعيد القيامة واعياد اخرى، واليهود عندهم الفصح ويوم الكفارة (Yom Kippur) ويوم الأنوار (Hanukkah) ورأش الشنة (رأس السنة)، الاّ ان موكلى وباقى الملحدين ليس لهم مثل هذه الأجازات. وهنا جلس القاضى على حافة كرسيه وقال : ” ولكن أنت عندكم … أن موكلك أيها المحامى جاهل ومتعمّد التجاهل.

آجاب المحامى: يا سيادة القاضى، نحن ليس عندنا علم بوجود أى أعياد أو أيام خاصة للملحدين.

فقال القاضى: ” أن التقويم يقول ان أول أبريل هو كذبة أبريل (April Fool) أى يوم الحمقى والجهال. ويقول مزمور 14 : 1 قال الجاهل فى قلبه ليس آله وهذا هو نفسه رأى هذه المحكمة، فاذا كان موكلك يقول انه لا يوجد آله، فانه يكون جاهلاً. وعلى هذا الأساس فيكون يوم 1 أبريل هو يومه وعيده.

***

ديماس والمسيح هل تقابلا قبل الصليب؟ (72)

توجد قصص كثيرة فى التقاليد والكتب القديمة تدور حول رحلة المسيح والعائلة المقدسة الى مصر … ومنها: القصة رقم (64) والقصة التالية.

ان عصابة من اللصوص هاجمتهم فى الطريق الى مصر وأرادت قتلهم والاستيلاء على ما معهم، الاّ أن رئيس العصابة نظر الى الطفل الصغير ورأى فيه نورانية عجيبة تشع منه فلم يرد أن يلحق به وبالعائلة المقدسة أى ضرر ونظر اليه قائلاً : أيها الطفل الصغير يبدو انه سيكون لك شأن غير عادى فى المستقبل … فإذا جاءت ساعة احتجت فيها الى رحمتك فاذكرنىواذكر هذه اللحظة ولا تنسى ما فعلته لك!

ويقال ان اسم هذا اللص كان ديماس … وانه هو اللص الذى صلب عن يمين المسيح بعد ثلاثين سنة من هذه الحادثة وقال له عندما رأى الجلال والنورانية والقدرة على المغفرة لأعدائه ” اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك“. وأجابه السيد المسيح ” الحق الحق أقول لك انك اليوم تكون معى فى الفردوس ” (لو23 : 43).

***

أين كنوز الكنيسة؟ (73)

اهتمت الكنيسة المسيحية منذ نشأتها بالفقراء والمرضى والأرامل والضعفاء والذين لا معين لهم وليس لهم أحد يذكرهم. وتقول قصة انه أيام الاضطهاد الرومانى الدموى اقتحمت السلطات الرومانية كنيسة مسيحية بحثاً عن الكنوز التى اُشيع انهم يحفظونها. وسأل القائد الرومانى الشماس لورينيتوس قائلاً : أرنى مكان الكنوز التى عندكم فوراً. فأشار الشماس الى الأرامل والأيتام والمرضى والفقراء الذين ترعاهم الكنيسة، وقال له : “هؤلاء هم كنوز الكنيسة”.

فقد آمنت الكنيسة دائماً بأننا نخسر ما نحتفظ به ونربح ما ننفقه.

***

هل كان المسيح حقيقة أم أسطورة؟ (74)

وقف ملحد يلقى محاضرة عنوانها “المسيح أسطورة” وبعد المحاضرة سأل “هل يوجد أحد عنده سؤال؟” فرفعت امرأة عجوزعمرها 72 سنة يدها وسألته :” ماذا تقصد بالأسطورة؟” فقال :

يعنى لا شئ! فردّت عليه :” تقصد أن المسيح لا شئ؟” اذن فاسمع قصتى … لقد مات زوجى وتركنى أرملة مع سبعة أولاد وبنات أطفالاً بدون مليم ولا سنت ولا مورد رزق … أنت تدّعى أن المسيح كان اُسطورة. لقد ربيت سبعة أولاد بهذه الأسطورة. لقد كسى كل واحد وواحدة من السبعة، واطعم كل واحد وواحدة كل يوم على مدى سنوات، وعلّم اولادى وأوجد لهم أعمالاً محترمة وهم من خير المؤمنين وأفقر واحد منهم أفضل حالاً منك.

***

جمعية الملحدين التبشيرية (75)

أسس رجل ملحد بجوار احد الكنائس جمعية أسماها “جمعية الملحدين التبشيرية” وبدأ أول نشاط له بالدعوة الى اجتماع عام كبير تحدّى فيه قسيس الكنيسة المجاورة للنزال والجدال علنا امام الجماهير على طريقة تحدى جليات الجبار لداود، وذلك ببطاقة دعوة مطبوعة قال فيها: لو حكم جمهور المستمعين بأننى انتصرت عليك، فيجب أن تترك أنت وشعبك مسيحيتكم وكنيستكم وتنضمون الى جمعيتنا. ولو حكم الجمهور بأنك انتصرت علّى فسوف اترك أنا وأعضاء جمعيتى كفرنا والحادنا وننضم الى كنيستكم “!

فرد عليه كاهن الكنيسة بقوله: قبلت دعوتك وتحدياتك ولكن بشرط واحد وهو ان أحضر أنا معى 100 شخص مؤمن من كنيستى يشهدون عن كيف غيّر الرب يسوع المسيح حياتهم وحررهم من عبودية الشر والفساد والمكيفات الهدامة وصيّرهم أشخاصاً نافعين للمجتمع محبين للناس والحق والخير والفضيلة. وأنت أيضاً عليك ان تحضر معك 100 ملحد من جمعيتك يشهدون كيف غيّر الإلحاد شخصياتهم وحررهم من الشر والفساد وجعلهمأشخاصاً نافعين محبين للآخرين والحق والخير والفضيلة“.

وبمجرد ان تلّقى رئيس جمعية الملحدين هذا الرد شعر بالخجل والفشل وخيبة الأمل ورد على الكاهن بصراحة وشجاعة قائلاً:

لقد غلبتنى يا سيدى وانتصرت علّى بدون معركة، وأنا أسحب عرضى وأعلن هزيمتى مقدماً لأنه ليس عندى يا سيدى مائة عضو بل ولا عضو واحد فى جمعيتى بما فيهم أنا نفسى، يستطيع ان يدّعى ان الالحاد قد أفاده وغير حياته وحرره من الشر والفساد وقاده الى حياة أفضل فى محبة الناس والحق والخير والفضيلة. وبناء عليه، فسوف أعرض الأمر على جمعيتى العمومية تمهيداً لاتخاذ القرار باغلاق ” جمعية الالحاد التبشيرية ” والانضمام الى كنيستكم “….

***

مناسبات التعازى القبطية (76)

قبل أن تلغى جناّزات الأربعين أراد احد العملاء الأجانب أخذ موعد من المحاسب القبطى الغيور المرحوم صبحى جرجس بالأسكندرية وقال له سوف أمُرّ على مكتبك بعد ظهر الغدّ.

فاعتذر المحاسب له بأنه مشغول فى الغد لأن عنده جنازة.

العميل:إذن سأمر عليك فى نفس الموعد بعد ثلاثة اسابيع عندما أعود من السفر.

المحاسب:(بعد أن نظر فى الأجندة) آسف سيكون عندى جناز أيضاً!

العميل:(مندهشاً) كيف تعرف يا أستاذ مواعيد جنازات الناس مقدماً قبل أن يموتوا بثلاثة اسبايع؟!!

(الأجانب لا يتخيلون كثرة مواعيد التعازى القبطية مثل أيام الثالث والسبوع والـ 15 والأربعين والسنة …ألخ)!

***

من غرائب الطبيعة (77)

* النمروحش ضارى شرس، ولكنه يخاف ويرتعب ويهرب من النحلة!

* السلحفاةذات الصدفة الصلبة التى تحتمل مرور سيارة عليها، تخاف وترتعب من قطرات المطر.!

* الطاووسذو الريش المنقوش الجميل “ينفش” ذيله الملّون كالمروحة ويتباهى بجمال منظره. ولكن ما أن يصل الى قمةّ زهوه حتى تنحنى رأسه الى أسفل عندما يرى رجليه القبيحة وسرعان ما يخجل ويصاب بصغر النفس وفى الحال ينكمش ذيله المروحى مرة اخرى ! ونحن لو تذكرنا خطايانا المخجلة لما تكبرنا وانتفخنا.

***

أبيات شعرية (78)

* وماضرّ الورود وما عليها                        اذا المزكوم لم ينشق شذاها

* أثرّ البهتان فيه وأنطلى الزور عليه              ياله من ببغاء عقله فى اُذنيه

* من قصيدة (لوس انجيلوس) للشاعر ايليا أبو ماضى

  يــاقوم هل هذى حقـائق أم رؤى           وأنــــا أصـاح أم شربت مخــــدراً

 مـا لـوس انجيلوس سـوى أنشودة            اللــه غنّـــاها فجنّ لهــــا الـــورى

خلع الزمان شبابه فى أرضها فهو           اخضرار فى السفوح وفى الذرى

استنجدت روحى الخيــال فخاننـى            وكبـــــا جـــواد فصـاـحتى وتعثّرا

أحببت حتى الشوك فى صحرائها             وعشقت حتـــى نخلهــا المـــتكبرا

* إصبر على الحسود                             فإن صبرك قاتله

   فالنار تأكل نفسها                               إن لم تجد ما تأكله

* من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى بك مخاطباً ابراهيم باشا:

يا فاتح القدس خلى السيف جانباً أن          الصليب ليس حديداً كان بل خشبا

واذا رأيـــت الـــى أين امتدّت يـــده         وكــيف جـــاوز سلطانــه القطبـــا

أيقنت أن وراء الضــعف مقـــــدرة          وأن للحــــق لا للقــــــوة الغلبــــــا

* رأيت الشيطان يشكو                                  من قصور فى قواه

   كلمـــا رأى مـؤمنـــاً                                   راكعاً يبغى الصلاه

* ضاقت فلما استحكمت حلقاتها                ثم فرجت وكنت أظنها لا تفرجا

***

الزمان هو أنت ! (79)

سأل الخليفة معاوية بن أبى سفيان، الأحنف بن قيس:

– كيف حال الزمان يا أحنف؟

الزمان هو أنت يا أمير المؤمنين. إن صلُحت صلُح الزمان وان فسدت فسد الزمان !

***

الله يرد لملحد ايمانه بلسان طفلته (80)

كان أحد الملحدين يُعلّم طفلته الصغيرة القراءة وطلب منها قراءة جملة كتبها لها God is Nowhere  أى الله غير موجود فى أى مكان.

واذا بالطفلة تقرأها هكذا وهى تقسّمها ببطئ God is now hereاى الله موجود الآن هنا.

دهش الأب كيف قرأت طفلته نفس الحروف والكلمات بطريقة أفضل وأصح تفيد عكس ما أراده، فخجل من نفسه وأدرك أن الله تكلم على فم هذا الملاك الصغير فرجع الى ايمانه …

*** 

أموال أبى فى بطون الفقراء (81)

عقب وفاة المعلم ابراهيم الجوهرى – الذى كان يشغل منصب رئيس الوزراء فى أيام محمد على باشا – سأل الوالى ابنته: أين المال الذى تركه ابوك؟ فأجابته بلا تردد: فى بطون الفقراء ّ

***

عندى أبنتين ! (82)

قال أحد خُدام المسيح لست أدرى لماذا يندهش الناس كلما سألونى كم عندك من الأولاد فأجبتهم “عندى بنتين”.

صحيح أن واحدة منهما قد ماتت منذ عشر سنوات ولكنها حّية وموجودة فى السماء. ولذلك فأنا اُجيب الاجابة الصحيحة التى يمليها علىّ ايمانى المسيحى، لأنى عندى ابنتين واحدة “تخرجت” من العالم وانتقلت الى السماء، والثانية لا تزال تعيش على الأرض.

***

ايمان البهلوان برفوريوس (83)

(هذه قصة واقعية جميلة من تاريخ الكنيسة)

فى يوم عيد ميلاد يوليانوس الجاحد، أُقيم حفل عظيم حضرته جميع الفرق الاستعراضية والبهلوانية لاحياء المناسبة.

تطوّع هذا البهلوان الوثنى برفوريوس أن يستعرض بإستهزاء ما يقوم به المسيحيون من طقوس. وعندما بلغ تقليد طقس المعمودية المقدس ورسم علامة الصليب على الماء باسم الآب والابن والروح القدس مقلداً دور الكاهن، عندئذ أضاء الرب على الماء وعلى عقله فأبصر نعمة آلهية غير عادية قد حلّت على الماء ونوراً عظيماً قد غشاه، الأمر الذى جعل بريفوريوس يغطس فى الماء ثلاث مراّت ثم صعد من الماء وهو يصرخ “أنا مسيحى … أنا مسيحى!”

كانوا يظنون أنه يمثل حتى تلك اللحظة، ولكنه صمم على انه آمن فعلاً بالمسيح واعتمد وانه سوف يظل متمسكاً بايمانه الى النفس الأخير! وبعد تهديدات كثيرة لم تهز شعرة واحدة فيه، قتلوه فنال أكليل الشهادة وتعيّد له الكنيسة القبطية يوم 18 توت (سبتمبر) ثانى يوم عيد الصليب. فيالعظمة قوة علامة الصليب وأسم الثالوث القدوس فى مياه المعمودية حيث يرتعب الشيطان ويغرق ويتمتع الانسان بحياة وأستنارة سماوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى