مقالات رأى مختلفة

البــدايــة الجــديــدة

بقلم/ د. محفوظ جريس

الإنســـان‭ ‬كائـــن‭ ‬إجتمـــاعى‭ ‬بطبعه،‭ ‬يألف‭ ‬الروتين‭ ‬ويرتاح‭ ‬اليه‭ ‬ولكنه‭ ‬أيضاً‭ ‬يمل‭ ‬سريعاً‭ ‬ودائماً‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬التغيير‭ ‬وإلى‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭.‬

والبداية‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬حيـــاة‭ ‬الإنسان‭ ‬تجلب‭ ‬كثيـــر‭ ‬من‭ ‬الســـرور‭ ‬والسعادة‭ ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬مصحوبه‭ ‬بالقلق‭ ‬والترقب‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أننـــا‭ ‬كلنـــا‭ ‬حين‭ ‬كنا‭ ‬أطفال‭ ‬نلعب‭ ‬الفيديو‭ ‬وحين‭ ‬ننهزم‭ ‬فى‭ ‬اللعبه‭ ‬نضغط‭ ‬بسرعة‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬الإعادة‭ ‬متشـــوقيـــن‭ ‬إلى‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭.‬

إذاً‭ ‬كيف‭ ‬نحول‭ ‬البدايات‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬إلى‭ ‬نجاح‭ ‬وإستمرار‭ ‬وليس‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬وإكتئاب‭.‬

أولاً‭: ‬إنـــزع‭ ‬عامـــل‭ ‬الخوف،‭ ‬هناك‭ ‬دائماً‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬والجزع‭ ‬من‭ ‬إحتمال‭ ‬الفشـــل،‭ ‬لكـــن‭ ‬فى‭ ‬الحقيقـــة‭ ‬كـــل‭ ‬تقدم‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬كان‭ ‬ورائه‭ ‬شخص‭ ‬إتخذ‭ ‬خطوه‭ ‬جريئه‭ ‬مملؤه‭ ‬بالمخاطره‭ ‬ولم‭ ‬يجعل‭ ‬إحتمـــال‭ ‬الفشـــل‭ ‬يشـده‭ ‬للخلف‭ ‬إذاً‭ ‬كـن‭ ‬مســتعداً‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تخشى‭ ‬المجـازفه‭.‬

ثــانــيــــــاً‭: ‬تخلــص‭ ‬من‭ ‬الســـلبيــات‭ ‬التــــى‭ ‬تصنعهـــــا‭ ‬وقـــــد‭ ‬تمنعـــك‭ ‬من‭ ‬تنفيـــــــز‭ ‬مشـــروعـــــك‭ ‬أو‭ ‬خطـــواتــــــك‭ ‬الإيجابية‭.‬

مثلاً‭ ‬ليس‭ ‬عندى‭ ‬المال‭ ‬لأبـدأ‭ ‬مشروعى‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬عنــدى‭ ‬الخبــره‭ ‬أو‭ ‬أخشــى‭ ‬المنــافسه‭ ‬أو‭ ‬غيرهــا،‭ ‬هنــاك‭ ‬مثل‭ ‬إنجليزى‭ ‬يقول‭ (‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هنـــاك‭ ‬إرادة‭ ‬فهنـــاك‭ ‬طريق‭) ‬ومثل‭ ‬أخر‭ ‬يقول‭ (‬إذا‭ ‬خلق‭ ‬فراغاً‭ ‬فيمتلئ‭ ‬طبيعيــاً‭) ‬مره‭ ‬آخرى‭ ‬قم‭ ‬بدراسة‭ ‬مشروعك‭ ‬لكن‭ ‬تخلـــص‭ ‬مـــن‭ ‬كـــل‭ ‬الأعـــزار‭ ‬الســـلبية‭.‬

ثـــالـــثـــــــــاً‭: ‬ليكن‭ ‬عندك‭ ‬ثقه‭ ‬فى‭ ‬نفسك‭ ‬وفى‭ ‬المساعدة‭ ‬الإلهيه،‭ ‬الإحصائيات‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬إذا‭ ‬قام‭ ‬شخصين‭ ‬بنفـــس‭ ‬العمل‭ ‬الذى‭ ‬يحوى‭ ‬مخاطر‭ ‬تحت‭ ‬نفس‭ ‬الظروف‭ ‬فالإحتمال‭ ‬الأكبر‭ ‬أن‭ ‬الـــذى‭ ‬عنـــده‭ ‬ثقة‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬وفى‭ ‬مساعدة‭ ‬الله‭ ‬لـه‭ ‬فرصه‭ ‬أكثر‭ ‬للنجاح‭ ‬عن‭ ‬الثانى‭ ‬الذى‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬ثقه‭ ‬بنفسة‭ ‬أو‭ ‬علاقة‭ ‬بالله،‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬الثقه‭ ‬بالنفس‭ ‬تكون‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬ومدح‭ ‬الناس‭ ‬وليس‭ ‬الغرور‭ ‬الذاتى‭.‬

رابـــعــــــاً‭: ‬إهتم‭ ‬بنفسك‭ ‬جسدياً‭ ‬وروحياً‭ ‬وإعلم‭ ‬أنك‭ ‬أن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إناءاً‭ ‬مملوءاً‭ ‬لا‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬للأخرين‭ ‬شئ،‭ ‬ليكن‭ ‬هدفك‭ ‬الأول‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬صحتك‭ ‬الجسدية‭ ‬والروحية‭ ‬وتأكد‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬الاخرى‭ ‬ســـتتم‭ ‬بنجـــاح‭ ‬وعلى‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

خــامســـاً‭: ‬إستمتع‭ ‬بالحياة‭ ‬وانظر‭ ‬بإيجابية‭ ‬لكل‭ ‬الأمور‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬منها‭ ‬سلبيه،‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬نصف‭ ‬الكوب‭ ‬المملوء‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬فرصة‭ ‬إبحث‭ ‬عن‭ ‬شمعة‭ ‬لتضيئها‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلعن‭ ‬الظلام،‭ ‬مارس‭ ‬العطاء‭ ‬وعمل‭ ‬الخير‭ ‬وتأكد‭ ‬أنك‭ ‬ستكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يجنى‭ ‬ثمار‭ ‬هذا‭ ‬العطاء،‭ ‬إن‭ ‬جلبت‭ ‬إبتسامة‭ ‬إلى‭ ‬وجه‭ ‬طفل‭ ‬متألم‭ ‬سيرقص‭ ‬قلبك‭ ‬فرحاً‭ ‬وسعادة‭ ‬لا‭ ‬تجلبها‭ ‬كل‭ ‬أموال‭ ‬العالم‭.‬

البدايه‭ ‬الجديدة‭ ‬شئ‭ ‬جميل‭ ‬ويجدد‭ ‬شباب‭ ‬الإنسان‭ ‬ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نرى‭ ‬بدايه‭ ‬جديدة‭ ‬لجريدة‭ ‬كاريزما‭ ‬وصاحبها‭ ‬الفنان‭ ‬وائـل‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬نـــرى‭ ‬كل‭ ‬العوامــل‭ ‬الإيجــابيـــة‭ ‬لنجاح‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬فهو‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬قد‭ ‬أعد‭ ‬إعداداً‭ ‬جيداً‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬وإذ‭ ‬له‭ ‬ثقه‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬الله‭ ‬معه‭ ‬وفى‭ ‬قدراته‭ ‬الإبداعية‭ ‬نراه‭ ‬قد‭ ‬تخلص‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬أو‭ ‬الخوف‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمنعه‭ ‬أو‭ ‬يعطله‭ ‬نصلى‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يبارك‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬ونتمنـــى‭ ‬لـــه‭ ‬وللجريدة‭ ‬كل‭ ‬النجـــاح‭ ‬لتكون‭ ‬علامة‭ ‬متميزه‭ ‬فى‭ ‬الإعلام‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬المهجر‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى