سلوى رزق

تعالوا نحب صح

بقلم/ سلوى رزق

تعالوا‭ ‬نحب‭ ‬صح‭ …. ‬نعيش‭ ‬صح‭ .. ‬نستمتع‭ ‬بالحياة‭ ‬صح‭ … ‬في‭ ‬خوف‭ ‬الله‭ ‬صح‭ .. ‬نحب‭ ‬بلا‭ ‬تمييز‭ ‬صح‭ .. ‬نستفاد‭ ‬بالنعم‭ ‬التي‭ ‬انعم‭ ‬علينا‭ ‬بها‭ ‬الله‭ ‬حتي‭ ‬ولو‭ ‬ينظر‭ ‬لها‭ ‬الناس‭ ‬انها‭ ‬مرض،‭ ‬لانها‭ ‬ليست‭ ‬مرض‭ ‬فهي‭ ‬عطية‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬والحب‭ ‬يجعل‭ ‬الانسان‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬كيف‭ ‬يحب‭ ‬حباً‭ ‬شديدا‭ ‬للاخر‭ ‬وهذا‭ ‬سنعرفه‭ ‬من‭ ‬بطل‭ ‬قصتي‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬اقدمها‭ ‬لكم‭ ‬ولنفسي‭ ‬لكي‭ ‬نرفع‭ ‬مبدأ‭ ‬إيجابي‭ ‬للعالم‭ ‬اجمع‭ ‬وهي‭ ‬تعالوا‭ ‬نحب‭ ‬صح‭ .. ‬ففي‭ ‬احد‭ ‬المستشفيات‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬مريضان‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭  .. ‬وكان‭ ‬المريض‭ ‬الأول‭ ‬ينام‭ ‬علي‭ ‬سرير‭ ‬بجوار‭ ‬نافذة‭ ‬وكان‭ ‬مسموح‭ ‬له‭ ‬بالجلوس‭ ‬والمريض‭ ‬الاخر‭ ‬لايمكنه‭ ‬الجلوس‭ ‬ابدا‭ ‬فليس‭ ‬يملك‭ ‬ان‭ ‬يري‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬فكان‭ ‬المريض‭ ‬الأخر‭ ‬يسال‭ ‬الأول‭ ‬ياتري‭ ‬انت‭ ‬شايف‭ ‬ايه‭ ‬؟‭ ‬المريض‭ ‬الأول‭ ‬يجاوب‭ ‬ويحكي‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬جمال‭ ‬الطبيعة‭ ‬والوانها‭ ‬البديعة‭ .. ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬الأطفال‭ ‬يلعبون‭ ‬والعائلات‭ ‬يجلسون‭ ‬معهم‭ ‬وان‭ ‬يوجد‭ ‬بحيرة‭ ‬مليئة‭ ‬بالبط‭ ‬الذي‭ ‬يسبح‭ ‬وان‭ ‬يوجد‭ ‬رجل‭ ‬يؤجر‭ ‬المراكب‭ ‬الصغيرة‭ ‬للناس‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬اخر‭ ‬المريض‭ ‬الأول‭ ‬حكي‭ ‬للاخر‭ ‬عن‭ ‬فرقة‭ ‬موسيقية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬وتعزف‭ ‬مقطوعات‭ ‬موسيقية‭ ‬من‭ ‬اللذان‭ ‬يعرفانهما‭ ‬وأيضا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أغاني‭ ‬زمن‭ ‬حياة‭ ‬المريضان‭ ‬واخذا‭ ‬يغنيان‭ ‬هذه‭ ‬الأغاني‭ ‬التي‭ ‬بعثت‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المريض‭ ‬الاخر‭ ‬فرحا‭ ‬وحيوية‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الممتع‭ ‬بين‭ ‬المريضان‭ ‬لمدة‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬يوميا‭ ‬والرائع‭ ‬ان‭ ‬المريضان‭ ‬كانا‭ ‬يستمتعان،‭ ‬المريض‭ ‬الأول‭ ‬يستمتع‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الاحداث‭ ‬والمريض‭ ‬الاخر‭ ‬يستمتع‭ ‬بتخيله‭ ‬وكانه‭ ‬يري‭ ‬الأشياء‭ ‬وجها‭ ‬لوجه،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬انتقل‭ ‬المريض‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحكي‭ ‬للمريض‭ ‬الاخر‭ ‬مايراه‭ ‬من‭ ‬النافذة،‭ ‬فحزن‭ ‬عليه‭ ‬لرقة‭ ‬مشاعره‭ ‬وكم‭ ‬هو‭ ‬كان‭ ‬يدقق‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬مايراه‭ ‬لزميله‭ ‬المريض‭ ‬ولكن‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬ان‭ ‬ينقل‭ ‬سريره‭ ‬بجوار‭ ‬النافذة‭ ‬ليري‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يوصفها‭ ‬له‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ … ‬وكانت‭ ‬المفاجئة‭ .. ‬أن‭ ‬النافذة‭ ‬تطل‭ ‬علي‭ ‬جدار‭ ‬عالي‭ ‬لايمكن‭ ‬لاي‭ ‬احد‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬ان‭ ‬يري‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬خارج‭ ‬المستشفى‭ ‬والمفاجئة‭ ‬الكبرى‭ ‬ان‭ ‬ذاك‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحكي‭ ‬ويقص‭ ‬قصص‭ ‬رائعة‭ ‬ضريرا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يري‭ ‬بعينيه‭ ‬ابدا‭ .. ‬فالمريض‭ ‬الأول‭ ‬أراد‭ ‬ان‭ ‬يحول‭ ‬حزن‭ ‬المريض‭ ‬الاخر‭ ‬الي‭ ‬سعادة‭ ‬وحياة‭ ‬جميلة‭ ‬مع‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يملك‭ ‬عينان‭ ‬جسديتان‭ ‬يري‭ ‬بهما‭ ‬كأي‭ ‬شخص‭ ‬ولكنه‭ ‬يمتلك‭ ‬عينان‭ ‬داخليتان‭ ‬انسانيتان‭ ‬فاستخدمهما‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الحزن‭ ‬الي‭ ‬الفرح‭ ‬للاخر‭ .. ‬لماذا‭.‬؟‭ ‬

اعتقد‭ ‬ان‭ ‬حباً‭ ‬مشتعلا‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬ينبض‭ ‬لاسعاد‭ ‬الاخرين‭ … ‬بادني‭ ‬شيء‭ ‬يمتلكه‭ ‬وهو‭ ‬العمي‭ ‬الجسدي‭ ‬الذي‭ ‬يخشاه‭ ‬الناس‭ ‬ويحرجون‭ ‬منه‭ ‬ولكنه‭ ‬اطلق‭ ‬العينان‭ ‬الانسانيات‭ ‬اللاتان‭ ‬يعملان‭ ‬مع‭ ‬القلب‭ ‬المضئ‭ ‬المملوء‭ ‬حباً‭ ‬وحنانا‭ ‬وترفقا‭ ‬بالاخرين‭ … ‬هذا‭ ‬مطلب‭ ‬لي‭ ‬ولكم‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬ان‭ ‬نحب‭ ‬صح‭  ‬نحب‭ ‬ليس‭ ‬بإمكانيات‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬المادي‭ ‬ولكن‭ ‬بإمكانيات‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬للقلب‭ ‬الودود‭ ‬البشوش‭ ‬النقي‭ .. ‬الاذن‭ ‬النظيفة‭ ‬التي‭ ‬تسمع‭ ‬انين‭ ‬الموجوعين‭ ‬وتريحهم‭ ‬بكلمة‭ ‬تشجيع‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬ان‭ ‬مجرد‭ ‬كلمة‭ ‬تشجيع‭ ‬ستؤثر‭ ‬عليك‭ ‬بالمنفعة‭ ‬وليس‭ ‬بالنقص،‭ ‬لان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التشجيع‭ ‬سيرد‭ ‬عليك‭ ‬الله‭ ‬بالبركة‭ ‬لانك‭ ‬بذلك‭ ‬تنفذ‭ ‬قانون‭ ‬الهي‭ ‬وهو‭ ‬احب‭ ‬قريبك‭ ‬كنفسك‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تمنع‭ ‬انسان‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬نفسي‭ ‬يوصله‭ ‬الي‭ ‬الإنتحار‭ ‬كما‭ ‬نسمع‭ ‬كثيراً‭ ‬علي‭ ‬صفحات‭ ‬الجرائد‭ ‬وعبر‭ ‬أخبار‭ ‬الانترنيت،‭ ‬الله‭ ‬يحميكم‭ ‬ويحمينا‭ ‬من‭ ‬غدر‭ ‬السنين‭ ‬الذي‭ ‬يطيح‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬اللذين‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬ظروفهم‭ ‬من‭ ‬مقابلة‭ ‬ناس‭ ‬مثلكم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يحبون‭ ‬صح‭ ‬فيعطوا‭ ‬من‭ ‬مواهبهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬التي‭ ‬انعم‭ ‬بها‭ ‬عليهم‭ ‬الله‭ ‬لاي‭ ‬محتاج‭ ‬بلا‭ ‬تمييز،‭ ‬الله‭ ‬قادر‭ ‬ان‭ ‬يعد‭ ‬لنا‭ ‬قلوبنا‭ ‬لنحب‭ ‬صح‭ .. ‬لنقول‭ ‬كلنا‭ ‬دائما‭.. ‬تعالوا‭ ‬نحب‭ ‬صح‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى