منذ اليوم الأول لخلق التاريخ، بالتفاعل بين الجغرافيــا والإنســــان وكثيرون يؤمنون بأهميته، لكنهم لا يهتمون به، وثمة من لا يعتقد بأهميته! قد يكون التاريخ غير مهم في ذاته، لكنه يصبح مهماً عندما يرتبط بوقائع وتواريخ أخرى..فالتاريخ يخبرنا الكثير عن العلاقات بيـــن الأشياء، أنه كإشارات الطرق، كل من يريد تعلم القيــــادة عليــــه أن يحفظها أيضاً! في التاريخ، توجد أفكار لا يمكن مقاومتها؛ لأنها تنبــع من أعمــــق أعماق الأشواق التي يتوق إليها البشر، كفكرة الســـلام، والحريــــة! وفي التاريخ، الشعور بتفاهة اللحظة التي عشناها نحن البشــر، في هذا الامتداد الزمني الكوني الهائل، والتأكيد على أنه في كل يوم من عمرنا، لا نواجه الساعة، أو اليوم، بل الأبدية! وفي التاريخ، تخليد للأحداث المركزية في حياتنـــا، وهــــو عنــــوان الذكريات؛ فمن منا ينسى الساعة التي تفرّس فيهــا لأول مــــرة في وجه أول مولود رزقه به الله، أو الساعة التي ودّع فيها لآخـــر مرة وجه حبيب أنتقل إلى العبر الآخر من الحياة! ،...،...،... ولأن البشر دائماً موضوع التاريخ، والتاريخ هو سجل أفكـارهــــم وأعمالهم، ومشاعرهم، والتي تشكل أكثر الموضوعات الإنســــانيـــة تفرداً وفتوناً؛ فنحن نستطيع أن نصنع التاريخ الخاص بنــــا، بــــأن نراجع، فيه، تقويمنا التشاؤمي عن قدراتنا الكامنة فينا، وجعلهــا أملاً متجدداً، وأن نجعله أكثر قرباً منا، بأن نُعيــّن التـواريــــخ ذات الأهمية الخاصة في حياتنا، وحياة من نعرفهم: كتــــاريــــخ الميــــلاد وغيرها من المناسبات ـ كثير منها يتكرر سنة فسنة ـ؛ فنتواصل مع أنفسنا، ومع عائلاتنا، وأحبابنا! ولأن التاريخ، هو ظلنا، ومرآتنا ؛ فلنجعله عظيماً حيــــاً مُلهماً لمــــن يأتي بعدنا!...