ينبغي أن نعمل ما دام نهاراً، قالها مُعلم البشرية! لكن هناك من لا يشعر بأهمية العمل، معتقداً أن الله بعد أن أكمل عمله في خلق العالم أبتعد عنه كثيراً، واستقر في راحة لا نهائية تحيط به أجواق الملائكة بكرة وعشياً! وهناك من يشتغل وكأن هناك عدداً لا نهائياً من الأيام المقبلة، يمكنه أن يعمل فيها عمل اليوم! الله لا يزال يعمل؛ لأنه مصدر كل حياة في العالم! وينبغي علينا، نحــــن خليقتــــه، أن نحــــاكيـــــه ونشاركه في عمله على الأرض! أنظر إلى هدف عملك.. فان كان هدفه، هو الحصول على المال، حباً فيـــه أو تسديداً لاستحقاقات ديونـــك؛ فقـــد أصبــــح عملك نضال شاق تعاني منه! وان كان هدفك، أن تُنصب لك لوحة تذكارية لتمجيدك، فأعلم أن هناك فريقاً لا يحصى من الرجال والنساء، لم ينتظروا يوماً ذلك، ولا نعرف عنهم شيئاً، ولكنهم انتجوا في عصرهم وجيلهم أشياء بقيت عمراً مديداً بعد رحيلهم! وان كان هدفك، أن تنال مكافآت سماوية، فمع أنها قد تبدو بعيدة جداً. لكن مكافآت الله ليست أبدية فحسب، فالترقي في العمل، وزيادة المرتب، والمعيشة اللائقة التي نوفرها لأولادنا إنما هي عطاياه في هذا العالم! في عملك، لا تعمل كمن تحت مراقبة نظرات المدير، بل كن أميناً في عملك حتى لو كان يجب أن تعمله في بعض الأحيان بدموع. اعمل كمن يرضي الله لا كمن يرضي الناس، اعمل بكل قلبك، وسيكون قلبك على كل عملك! ان استثمار الحياة في العمل الجاد، ينتج أعظم الفرص لحل الكثير من مشكلات الحياة التي تواجهنا، وتواجه الآخرين، ويحقق للمرء ذاته، ويجلب الرضا، والفرح، ويجعل كل منا يتكلم بثقة: "أنا أعمل إذن أنا موجود"!...