كلنا نعلم دور الإعلام الخطير فى حياة كل فرد أو جماعة الآن بعد التطور الرهيب الذى حدث فى النصف قرن الماضى ليس فقط على المستوى التكنولوجي لكن حتى فى طرق الاقناع للاخر فاصب حت كلمة واحدة فقط تنطق على شاشة تليفاز او تكتب فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعى يمكن أن تحقق ثورات شعبية مثلما حدث فى الشرق الأوسط مؤخرا تحت مسمى حقوق الإنسان والكرامة والعدالة الاجتماعية ولكن لعدم وضوح الروؤية وفقدان التخطيط الصحيح لانجاح الثورة الشعبية الوطنية تسلطت جماعات وجهات ظلامية أعلام تلك الشعوب ودمرت بها بلاد وبلاد أخرى مازالت تعانى من انقسامات ونزاعات حتى اليوم. ولذلك يجب علينا أن نعرف معنى حقوق الإنسان وفقا للميثاق العالمى الذى نص على الحرية والعدل والمساوة وان تحفظ كرامه الفرد وقدره وحريه القول والعقيدة ورفض الاستبداد والظلم ويجب لتطور حقوق الإنسان في الوقت الحاضر وضرورة حمايتها والدفاع عنها وترقيتها أن تحمل مؤسسة الإعلام مسؤولية كبيرة في إشاعة ثقافة احترام حقوق الإنسان والتمسك بها والنضال من أجلها وحمايتها وإذا كان الإعلام كما يقال سلاح ذو حدين بقدر ما يمكن أن يسهم به في الارتقاء بالفرد والمجتمع وينمي المثل العليا والمعاني الفاضلة في عقول الجماهير ونفوسهم فإنه يمكن أن يلعب دورا سلبيا من خلال بث الأفكار الهدامة للقيم ومن خلال سياسة التعتيم التي حين تنكشف فإنها تصيب الفرد بالذهول. لذلك يجب أن يكون الإعلام على قدر كبير من الموضوعية والمصداقية والحياد وأن يستغل في رفع مستوى الإنسان ودعم القيم و ترسيخها وفي مقدمتها قيم الحق والعدالة كما لا يجب أن يتعاظم دور الإعلام في الكشف عن حقوق الإنسان في صورتها السلبية فقط، لأن الأمر يتطلب منه أيضا نقل الجوانب الإيجابية بخصوص هذه الحقوق، لأنه لا يمكن اختزال مفهوم حقوق الإنسان في مجرد الانتهاكات والتجاوزات التي بات يتعرض لها الإنسان وإنما هي أوسع وأكبر من هذه النظرة وما يمكن فهمه بشكل أساسي في هذا الشأن هو العمل الوقائي الذي يجب أن يقوم به الإعلام أي ما قبل وقوع الانتهاك. لذلك لابد أن يسهم الإعلام مساهمة هامة وفعالة ومؤثرة في نشر ثقافة حقوق الإنسان التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية إلى جانب كشف التجاوزات والانتهاكات في كل يوم دون خوف أو تحت حماية قوانين الطوارئ نجد أن هذه الحقوق بكل أصنافها وقومياتها تنتهك وتتعرض للتجاوزات الإنسانية. وهنا يقع عبء على المؤسسات الإعلامية بنقل صورة حية وشفافة عن ذلك وإيصال آلام الأفراد والجماعات والشعوب إلى العالم وإلى المنظمات الإنسانية المعنية بحماية حقوق الإنسان والدفاع عنها وبفضح انتهاكات الأنظمة الحاكمة وسياسة العنف والقمع والفساد وحتى التدخل اللاإنساني بإسم حماية حقوق الإنسان والشعوب فالإعلام هو صوت الحقيقة بكل لغات العالم الحية وهو راعي وحارس حقوق الإنسان في البلاد النامية والمتقدمة. لقد أصبح الإعلام اليوم ضرورة ملحة وسلطة رقابية فعلية على الأنظمة بدليل أن الكثير من الدول والمجتمعات انكشفت مساوئها أمام وكالات الأنباء الدولية أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعى والتى يطلق عليها مسمى السوشيال حيث يقوم نشطاء حقوقيين أو مراكز خدمة مجتمع مدنى بداخل الدول التى تشهد مخالفات وتجاوزات فى ملف حقوق الإنسان برصد كل حدث ونشره فى وقت قصير ربما يقترب إلى طرفة العين وتصل أصداء تلك الصيحات الإنسانية إلى مسامع العالم أجمع حتى وأن حاولت تلك الدول تشويش تلك الأصوات من خلال أعلامها الموجهه. أن الضمير الإنسانى هو الموجه الحقيقى لبوصلة الخير أو الشر فيجب على القائمين فى الصناعة الإعلامية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية أن يقدموا ما يرضى ضمائرهم وأنسانيتهم قبل أن يرضوا حكامهم وأنظمتهم وأن يعلوا بقيم حقوق الإنسان وكرامته فهم جزء من تلك المنظومة البشرية التى خلقها الله وأن يعلموا جيدا خطورة الكلمة التى تخرج من فم المرسل لتستقر فى أذان ومسامع الملايين وربما المليارات من المستقبلين ولانجـــاح المنظـــومـــة الاعلاميـة لخدمة ملـــف حقـــوق الانســـان فيجيـــب. أولا: أن يشـــترط فيهـــا الاستقلالية والثقافة وتمتعـــهـــا بالديمقـــراطيـــة والشـــفافية. ثانيـــا: التـــركيـــز عـــلي مسألة الحريات الإعلامية من خلال حرية الرأي والتعبير وعدم التعرض للحبس أو السجن. ثالثا: وضع مواثيق شرف من منظور حقوق الإنسان لكافة قطاعات الإعلام والثقافة تنبع من العاملين في هذه المجالات أنفسهم وتعبر عنهم بصورة حقيقية ويدعو لثقافة السلام عبر كافة وسائله ورسائله ويتضمن حظر كافة المواد الإعلامية والثقافية المروجة للحرب أو أية دعوة للعنصرية أو العنف والكراهية ورفض الاخر. رابعا: رفع كافة أشكال التمييز ضد الفئات المهمشة فى كل مجتمع مثل المرأة والاقليات الدينية والعرقية فى كافة المؤسسات والأجهزة الإعلامية وحفظ كرامتهم وحمايتهم من كافه أشكال الاستغلال أو الاضطهاد المجتمعى. خامسا: توعية وتثقيف الإعلاميين بقضايا ومفاهيم حقوق الإنسان وترابط مجالاتها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر تنظيم الدورات التدريبية المشتركة وورش عمل تدريبية متخصصة في الاستفادة من التقنية المتقدمة في تصميم مواد إعلامية وثقافية لنشر ثقافة حقوق الإنسان . سادسا: العمل مع كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان من أجل ابتداع أساليب وطرق إدماج المؤسسات الإعلامية والثقافية في عملية نشر ثقافة حقوق الإنسان بإنتاج أو رعاية مواد وبرامج داعمة لحقوق الإنسان باللغات واللهجات المختلفة ، مع مراعاة فروق الاستيعاب ومخاطبة كافة الشرائح متعلمين وأميين ، أطفال وشباب وشيوخ ، رجال ونساء .. الخ يتضمن ذلك الاستفادة من الوسائل والمواد الإعلامية العالمية المتوفرة ، والخبرة العالمية في هذا المجال . سابعا: دعوة منظمات حقوق الإنسان لإصدار تقرير سنوي يرصد وضع الحريات الصحفية والإعلامية والثقافية في البلاد ويحدد الانتهاكات التي حدثت عل ضوء المواثيق والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان.