الدين مكون اساسي في شخصية المصريين . واثاره متغلغلة لفئات كثيرة حتى من يعيشون حياتهم يعملون ضد تعاليمه مثل اللصوص والعاهرات والفاسدون الذين يرتكبون كل المؤبقات وهم يرددون دعاء مقدس طالبين الستر والمعؤنة لاتمام اعمالهم الشريرة تحت حماية الله القدوس ؟! وهذه الظواهر وغيرها جعلت البعض يطلق عبارات مثل " المصريين شعب متدين بطبعه " وعلي غرارها وبدون تعميم او شمولية يمكن ان نقول ان الكثيرين منهم شعب متدين ب" جهله " وليس بطبعه .وليس الامر متعلق فقط بمعاداة القراءة الامر المخزي والذى يمكن بسهولة معرفته من خلال ارقام توزيع الصحف والكتب مقارنة بعدد المصريين الذى وصل الي 100 مليون نسمة . ولكن ايضا بالارتكان الي ثقافة السمع التى ادت الي تكريم عدد من الخطباء والواعاظ وتقديس اقوالهم واتباعهم دون فحص او تمحيص . وعندما يطلب احدهم مراجعة اقوال الدعاء او كشف اخطاهم وخطاياهم تنهال عليه الشتائم والسباب من كل حدب وصوب .ويمكن ملاحظة هذا من خلال التقديس الكبير الذى تناله شخصيتى الشيخ الشعراوي والبابا شنودة .او التقديس الضخم الذى تناله كتابات لم تقرا مثل تقديس البخاري والذى يضعه البعض في مرتبة كبيرة بل ويقسمون باسمه وشخصه دون ان يكونوا قد قراواء صفحة واحدة من مجلداته الضخمة .ويقابل ذلك علي الجانب المسيحي تكريم وتقديس كتاب السنكسار الذى يحوي قصص وسير القديسين ويحتوي علي خرافات كثيرة وعندما يظهر بين المتدين بالجهل شخص قاريء يكون كالقشة التي سقطت بين كومة نار واذا تجرا وطالب بتنقيح كتب التراث البخاري والسنكسار يفتح علي نفسه ابواب الجحيم وينال صفات ولكمات لسانية موجعة وعندما يطالب ان يقرا هولاء هذه الكتب او غيرها ليكتشفوا بانفاسهم مدي ما تحتاجه من تنقيح والقراءة بالنسبة لهم فعل ثقيل علي النفس بل ويقتنع البعض انها تتعب العين " وتجلب المرض فيصاب القاريء بشوية فكر والفكر هنا مرض لعين لا شفاء منه في عرفهم ؟؟! ولا يمنع ان يضم الي هولاء جانب من الحفيظة اي الذيثن يحفظون الكتب المقدسة القران والانجيل بل فهم او امعان بل وتجدهم يرددون ايات مقدسة مثل. اقرا في الاسلام ويقولون بكل فخر نحن امة اقرا وفي المسيحية قول السيد المسيح فتشوا الكتب فلا تجد هولاء يقراءون ولا هولاء يفتشون الكتب . والمحصلة ان نصل الي الواقع المعاش والمؤلم .والمرتاح فيه هم فقط الذين ينضمون الي التدين ب" الجهل " باساسيات الدين الذى تنتمي اليه تصل هذه الاساسيات الي معرفة الاحاديث القدسية والمدسوس عليها في الاسلام . ومعني الوحي وهل هو وحي لفظي او وحي معني في المسيحية .وغيرها من الاساسيات ومن يقرا او يفهم فيقع تحت طائلة الويل والثبور وعظام الامور او يقع تحت طائلة قانون ازدراء الاديان وينال نتيجة اعمال عقله الحبس او الغرامة او الاثنين معا .ويمتد التقديس ليصل الي شخصيات لا تنتمي للاديان ولكن العقل الجمعي اصبغ عليها من بعض نعم المقدسين ومن ذلك شخصية " صلاح الدين الايوبي " التى عندما يبحث اي قاريء عن اعمالها ودورها الحقيقي من خلال كتب التراث – المقدسة عند العامة بدون قراءتها – تتحول سريعا الي عدو للدين وعميل صهيوني ماسوني ولعلك تحتل مقعد متقدم في قيادة حروب الجيل الرابع وحتى الجيل العاشر . وهكذا يرتاح الكثيرون الي الانتماء للتدين بالجهل فيقدس الكتب دون قراءتها والاشخاص دون معرفتهم فيتعلم في مدارس تعتمد علي الحفظ وتقدسه هي الاخري .ويعمل بلا انتاج وفي ظل قسوة الحياة يلجاء الي الدعاء المقدس للنجاة من شر القراءة والذين يقراءون او يبحثون او ينفضون التراب عن الكتب الصفراء والشخصيات الحمراء .