عادل عطية

أفكار – بالحقيقة، ننتصر!

بقلم/ عادل عطية

في‭ ‬خضم‭ ‬عداء‭ ‬لا‭ ‬نصنعه،‭ ‬وإعلام‭ ‬جانح‭ ‬وضال‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬العولمة،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الإستماع‭ ‬إلى‭ ‬إذاعات‭ ‬أو‭ ‬فضائيات‭ ‬بعينها،‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭: ‬‭”‬جريمة‭ ‬الخيانة‭”‬؛‭ ‬بإعتبارها‭ ‬أدوات‭ ‬فاسدة،‭ ‬ومروّجة‭ ‬للاراجيف‭ ‬والاكاذيب‭!‬

  ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬ذاكرته‭ ‬القوية

قائمة‭ ‬تطول‭ ‬باسمائها‭ ‬وعناوينها،‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يدمي‭ ‬القلب؛‭ ‬لأن‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أشخاص‭ ‬وجهات‭ ‬من‭ ‬شعبنا،‭ ‬وعشيرتنا،‭ ‬وأوطاننا‭!‬

البعض،‭ ‬منا،‭ ‬يلتزم‭ ‬الحرص،‭ ‬وعينه‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬مقولة‭ ‬القائد‭ ‬الألماني‭ ‬روميل

والتي‭ ‬تؤكد‭: ‬‭”‬ان‭ ‬القائد‭ ‬الناجح‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬أعدائه‭ ‬قبل‭ ‬أبدانهم‭”‬‭!‬

والبعض‭ ‬الآخر،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬كل‭ ‬ممنوع‭ ‬مرغوب،‭ ‬يثق‭ ‬كفاية‭ ‬في‭ ‬نفسه،‭ ‬ويجزم‭: ‬‭”‬قد‭ ‬اسمح‭ ‬بالفكرة‭ ‬المريبة‭ ‬أن‭ ‬تطنّ‭ ‬حول‭ ‬اذني،‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬أسمح‭ ‬لها‭ ‬أبداً،‭ ‬بأن‭ ‬تستوطن‭ ‬في‭ ‬رأسي‭”‬‭!‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فان‭ ‬السلطات‭ ‬المعنيّة،‭ ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬فزّاعاتها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يصغي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأبواق‭ ‬المضادة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تتبعها‭ ‬والتشويش‭ ‬عليها،‭ ‬واسكاتها،‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستمع‭ ‬والمشاهد،‭ ‬ستدرك،‭ ‬مع‭ ‬مضي‭ ‬الوقت،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المحاولات‭ ‬البائسة،‭ ‬ما‭ ‬هي‭   ‬إلا‭ ‬رسائل‭ ‬عكسية،‭ ‬وغير‭ ‬إيجابية،‭ ‬مفادها‭:‬

  ‬اننا‭ ‬ضعفاء‭ ‬في‭ ‬كينونتنا،‭ ‬وفي‭ ‬وعينا‭ ‬وإعلامنا؛‭ ‬حتى‭ ‬أننا‭ ‬نخشى‭ ‬من‭ ‬الحروف‭ ‬والصور،‭ ‬المتطايرة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭! ‬

أو‭ ‬اننا‭ ‬نتستر‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬مخزٍ،‭ ‬أو‭ ‬فشل‭ ‬ما

نستحي‭ ‬منه،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الأيام‭ ‬الستة‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬عندما‭ ‬اكتشف‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬صوت‭ ‬العدو‭ ‬كان‭ ‬أصدق‭ ‬صوتاً‭ ‬من‭ ‬صوتنا‭!‬

  ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نصغي‭ ‬جيداً‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭ ‬الضالة،‭ ‬وأن‭ ‬نتوقف‭ ‬عن‭ ‬الكسل‭ ‬في‭ ‬فهمها

والتفاعل‭ ‬بجدية‭  ‬مع‭ ‬أهدافها‭ ‬المغرضة

فإذا‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬حقائق‭ ‬سيئة

نمارسها؛‭ ‬فعلى‭ ‬الحكومات‭ ‬المستهدفة،‭ ‬ان‭ ‬تتدارك‭ ‬أحوالها،‭ ‬وتصرفاتها،‭ ‬وتسعي‭ ‬إلى‭ ‬تقويم‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تقويمه‭ ‬في‭ ‬ذاتها‭ ‬المُنّحنية‭!‬

اما‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬الاخبار‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فعلينا‭ ‬مواجهة‭ ‬المدعين‭ ‬وكذابي‭ ‬الإعلام‭ ‬المضلل،‭ ‬وذلك‭ ‬بالحجج‭ ‬والبراهين‭ ‬والمصداقية‭ ‬والمنطقية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المهاترات‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تفيد‭ ‬وتجدي‭!‬

  ‬ان‭ ‬العدو‭ ‬يبحث‭ ‬دائماً‭ ‬عن‭ ‬أخطائنا،‭ ‬وزلاتنا،‭ ‬وعثراتنا،‭ ‬كي‭ ‬ينفخ‭ ‬فيها‭ ‬ويضخّمها؛‭ ‬ثم‭ ‬يفضحنا،‭ ‬ويجعلنا‭ ‬نيأس‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬الغد،‭ ‬فإذا‭ ‬خاب‭ ‬ظنه‭ ‬وبحثه،‭  ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬سوى‭ ‬ما‭ ‬يناقض‭ ‬أهدافه‭ ‬الخسيسة؛‭ ‬فانه‭ ‬يلتجيء‭ ‬إلى‭ ‬الكذب‭ ‬والافتراء‭ ‬المشين،‭ ‬وعندما‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬فانه‭ ‬يسقط،‭ ‬والحقيقة‭ ‬تكشفه‭ ‬وتفضحه،‭ ‬وبالحقيقة‭ ‬ننتصر‭!…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى