يوسف متى

بصمه قد تكون بلون النور .. وقد تكون بطعم النار .. لكنها (بصمه)

بقلم/ يوسف متى

يتداعى‭ ‬الخيال‭ ‬ويسقط‭ ‬بلا‭ ‬حراك ..‭ ‬تحت‭ ‬أقدام‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬القديمة

‭ ‬

هـــذه‭ ‬الجمـــله‭ ‬الذهبيــــه‭ ‬التــي‭ ‬تقطــر‭ ‬عشقاً‭ ‬واحتراماً‭ ‬وتقديراً‭ ‬للحضاره‭ ‬المصريه‭ ‬،‭ ‬قائلها‭ ‬هو‭ ‬چون‭ ‬فرانسوا‭ ‬شامبليون‭ ‬استاذ‭ ‬كرسي‭ ‬الآثار‭ ‬المصريه‭ ‬في‭ ‬college de France ‭ ‬وأول‭ ‬امين‭ ‬للمجموعه‭ ‬المصريه‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬معجماً‭ ‬في‭ ‬اللغه‭ ‬القبطيه‭ . ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬الفرنسي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬فك‭ ‬رموز‭ ‬اللغه‭ ‬المصريه‭ ‬القديمه‭ ‬مستعيناً‭ ‬بحجر‭ ‬رشيد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬اثناء‭ ‬الحمله‭ ‬الفرنسيه‭ ‬لمصر‭ ‬والموجود‭  ‬نسخته‭ ‬الاصليه‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬المتحف‭ ‬البريطاني‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮8281 بالمناسبه‭ ‬موجود‭ ‬لدينا‭ ‬نسخه‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الانبا‭ ‬شنوده‭ ‬رئيس‭ ‬المتوحدين‭ ‬للدراسات‭ ‬القبطيه‭ ‬بلوس‭ ‬انجلوس‭ ‬كاليفورنيا

ST. SHENOUDA THE ARCHIMANDRITE

[email protected]

284-3004 (424) 

www.stshenouda.org

الغريب‭ ‬في‭ ‬الامر‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تمثالاً‭ ‬لهذا‭ ‬العالم‭ ‬العاشق‭ ‬لمصر‭ ‬وهو‭ ‬واضعاً‭ ‬قدمه‭ ‬بالحذاء‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬فرعون‭ ‬مصري‭ ‬،‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬منتهي‭ ‬الغرابه‭ ‬لكن‭ ‬غرابتك‭ ‬ستنتهي‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬عندما‭ ‬تعرف‭ ‬القصه‭ ‬،‭ ‬قصة‭ ‬ذلك‭ ‬التمثال‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬مثال‭ ‬موتور‭ ‬تسيد‭ ‬عليه‭ ‬الحقد‭ ‬فأعمي‭ ‬بصيرته‭ ‬لا‭ ‬بصره‭ . ‬مثال‭ ‬فرنسي‭ ‬اسمه‭ /‬فريدريك‭ ‬اوجست‭  ‬پار‭ ‬تولدي‭. ‬عرض‭ ‬علي‭ ‬الخديوي‭ ‬اسماعيل‭ ‬عمل‭ ‬تمثال‭ ‬ضخم‭ ‬لامرأه‭ ‬مصريه‭ ‬تحمل‭ ‬الجره‭ ‬ليضعه‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬القناه‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح، لكن‭ ‬التكاليف‭ ‬الباهظة‭ ‬لحفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬جعلت‭ ‬الخديوي‭ ‬يتخلي‭ ‬عن‭ ‬الاتفاق‭ ‬،‭ ‬وهنا‭ ‬كانت‭ ‬خيبة‭ ‬الامل‭ ‬والغضب‭ ‬الذي‭ ‬اصاب‭ ‬المثال‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬والعرق‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬حلم‭ ‬بذلك‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬سيخلد‭ ‬اسمه‭ ‬والمقابل‭ ‬المادي‭ ‬المغري‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬صفقه‭ ‬من‭ ‬صفقات‭ ‬العمر‭ ‬لأي‭ ‬فنان‭ ‬،‭ ‬هنا‭  ‬بدلت‭ ‬المرأه‭   ‬ملابس‭ ‬الفلاحه‭ ‬المصريه‭ ‬بزي‭ ‬احد‭ ‬آلهة‭ ‬اليونان‭   ‬،‭ ‬وبدلت‭ ‬الجره‭ ‬بشعله‭ ‬،كما‭ ‬غيرت‭ ‬وجهتها‭ ‬من‭ ‬المدخل‭ ‬الجنوبي‭ ‬لقناة‭ ‬السويس‭ ‬الي‭ ‬جزيرة‭ ‬الحريه‭ ‬بايليس‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬نيويورك‭ ‬علي‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬، حيث‭ ‬اعتبرته‭ ‬اليونسكو‭ ‬احد‭ ‬المواقع‭ ‬الأثريه.‭ 

لكن‭ ‬غصة‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬حلق‭ ‬وقلب‭ ‬هذا‭ ‬المثال‭ ‬وامعاناً‭ ‬منه‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬الخديوي‭ ‬اخطأ‭ ‬الهدف‭ ‬وسدد‭ ‬سهامه‭ ‬المسمومه‭ ‬وكل‭ ‬مرارة‭ ‬الحقد‭ ‬بداخله‭ ‬الي‭ ‬مصر‭ ‬وحضارتها‭ ‬ونسي‭ ‬او‭ ‬تناسي‭ ‬ان‭ ‬الخديوي‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬لهذه‭ ‬الحضاره‭ ‬اصلاً‭ ‬وهكذا‭ ‬صنع‭ ‬تمثالاً‭ ‬لشامبليون‭ ‬واضعاً‭ ‬قدمه‭ ‬بالحذاء‭ ‬فوق‭ ‬رأس‭ ‬الفرعون‭ ‬المصري‭ ‬،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يوجه‭ ‬إهانته‭ ‬للخديوي‭ ‬وجهها‭ ‬الي‭ ‬مصر‭ ‬وحضارة‭ ‬مصر‭ ‬وكل‭ ‬أهل‭ ‬مصر‭ ‬،‭ ‬الي‭ ‬هنا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬الصوره‭ ‬اصبحت‭ ‬اكثر‭ ‬ايضاحاً‭ ‬وربما‭ ‬ضاع‭ ‬سبب‭ ‬الغرابه‭  !! ‬لكن‭ .‬الاغرب هو‭ ‬ان‭ ‬تسمح‭ ‬الدوله‭ ‬الفرنسيه‭ ‬لأكبر‭ ‬جامعه‭ ‬بها‭ ‬جامعه‭ ‬المفروض‭ ‬انها‭ ‬مناره‭ ‬تحمل‭ ‬نور‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفه‭ ‬للعالم‭ ‬،‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬هذه‭ ‬الجامعه‭ ‬ترتكب‭ ‬تلك‭ ‬الحماقه‭ ‬الكبري‭ ‬بان‭ ‬تحتفي‭ ‬بهذا‭ ‬التمثال‭ ‬الوضيع‭ ‬وتضعه‭ ‬في‭ ‬ساحتها‭ ‬ليمر‭ ‬به‭ ‬ويراه كل‭ ‬عابر‭ ‬بأرض‭ ‬السوربون‭.‬

هنا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬وقفه‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬غيور‭ ‬علي‭ ‬حضارته‭ ‬وتاريخه‭ ‬ووطنه،‭ ‬كل‭ ‬مصري‭ ‬حريص‭ ‬علي‭ ‬هويته‭ ‬المصريه‭ ‬وقوميته‭ ‬المصريه‭ .. ‬هذه‭ ‬مهزله‭ ‬اخلاقيه‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬نوقفها‭ ‬وان‭ ‬نعلن‭ ‬احتجاجنا‭ ‬عليها يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حراك‭ ‬علي‭ ‬المستوي‭ ‬الرسمي‭ ‬والمستوي‭ ‬الشعبي‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬جاليه مصريه‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬تعلن‭ ‬احتجاجها‭ ‬امام‭ ‬السفارات‭ ‬والقنصليات‭ ‬الفرنسيه خاصة‭ ‬الجاليه‭ ‬المصريه‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬،يجب‭ ‬ان‭ ‬نحرك‭ ‬اليونسكو‭ ‬كمنظمه‭ ‬عالميه‭ ‬مسئوله‭ ‬عن‭ ‬الثقافه‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬،‭ ‬اذا‭ ‬احتاج‭ ‬الامر‭ ‬ان‭ ‬نرفع‭ ‬دعوي‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية لاهاي ضد‭ ‬هذه‭ ‬الاهانه‭ ‬الموجهه‭ ‬الي‭ ‬حضارتنا‭ ‬وتتبناها‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬الفرنسيه‭ … ‬حضارتنا‭ ‬تستحق‭ ‬ان‭ ‬ندافع‭ ‬عنها‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتينا‭ ‬من‭ ‬حميه‭ ‬وغيره‭ ‬وطنيه.

اجدادنا‭ ‬تَرَكُوا‭ ‬لنا‭ ‬مجد‭ ‬وتاريخ‭ ‬تليد‭ ‬وثروه‭ ‬حضاريه‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بمال‭ ‬،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮8281 ‬والعالم‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المصريات‭ ‬الا‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬ان‭ ‬نفخر‭ ‬بجذورنا‭  ‬،‭ ‬فكيف‭ ‬نقبل‭ ‬بهذه‭ ‬الاهانه‭ ‬،‭ ‬دعونا‭ ‬نحمل‭ ‬الشُعَله‭ ‬ونبدأ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجاليه‭ ‬المصريه‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬لامريكا‭ ‬لدينا‭ ‬سفيره‭ ‬كفء‭ ‬وطنيه‭ ‬ونشيطه‭ ‬معالي‭ ‬السفيره‭ / ‬لمياء‭ ‬مخيمر‭ ‬ادعوها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جريدة‭ ‬كاريزما‭ ‬ان‭ ‬تبدأ‭ ‬الشراره‭ ‬الاولي‭  ‬،‭ ‬نعم‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬حجم‭ ‬الالتزامات‭ ‬الملقاه‭ ‬علي‭ ‬كاهلها‭ ‬لكن‭ ‬ثقتنا‭ ‬بها‭ ‬تجعلنا‭ ‬نطمع‭ ‬في‭ ‬قيادتها‭ ‬للجاليه‭ ‬المصريه‭ ‬هنا‭ ‬وان‭ ‬تتضافر‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬كل‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المصريه‭ ‬علي‭ ‬الساحه‭  ‬،‭ ‬واخص‭ ‬بالدعوه‭ ‬كل‭ ‬قنواتنا‭ ‬التليفزيونية‭  ‬وصحفنا‭ ‬الاخري‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تحفيز‭ ‬الجاليه‭ ‬لشجب‭ ‬ورفض‭  ‬هذه‭ ‬الاهانه‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬أكرر‭ ‬إهانة‭ ‬حضارتنا‭ ‬المصريه‭ ‬امر‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬دعوه‭ ‬لكل‭ ‬مصري‭ ‬غيور‭ ‬ان‭ ‬نقرر‭ ‬وقفة‭ ‬احتجاجية‭ ‬امام‭ ‬القنصليه‭ ‬الفرنسيه‭ ‬شجباً‭ ‬لاهانة‭ ‬حضارتنا‭ ‬بهذا‭ ‬التمثال‭ ‬المسخ‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬جامعة‭ ‬السوربون‭ ‬الفرنسيه.

فلنبدأ‭ ‬نحن‭ ‬وندعوا‭ ‬الباقين‭ ‬لمتابعتنا‭  ..‬فهيا‭ ‬بنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى