مقالات رأى مختلفة

قراءة فى مجلة مدرسية

بقلم/ روبير الفارس

قراءة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬مدرسية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الرئيس‭ ‬المؤمن‭ ‬السادات‭ ‬تكشف

لماذا‭ ‬انضم‭ ‬الشباب‭ ‬المصري‭ ‬الي‭ ‬داعش‭ ‬وغرق‭ ‬في‭ ‬النفاق‭ ‬الديني؟

ماذا‭ ‬فعل‭ ‬السادات‭ ‬بمصر‭ ‬؟‭

‬كيف‭ ‬تغلغل‭ ‬الفكر‭ ‬التكفيري‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬الاصولية‭ ‬الدينية‭ ‬بكثافة‭  ‬وفي‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والاماكن‭ ‬والانحاء‭  ‬؟‭

سؤال‭ ‬مهم‭ ‬لواقعنا‭ ‬المعاش‭ ‬الان‭ ‬لاننا‭ ‬مازالنا‭ ‬نحصد‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬زرعه‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬وللاسف‭ ‬سوف‭ ‬نظل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحصيد‭ ‬المرير‭ ‬كلما‭ ‬اكتشفنا‭ ‬تقارب‭ ‬فكر‭ ‬السلفيين‭ ‬والاخوان‭ ‬والجماعات‭ ‬وداعش‭  ‬وللبحث‭ ‬عن‭ ‬تدمير‭ ‬السادات‭ ‬للهوية‭ ‬المصرية‭  ‬وبشاعة‭ ‬ما‭ ‬حدث‭  ‬اقر‭ ‬معكم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬مدرسية‭  ‬نعم‭ ‬مجلة‭ ‬مدرسية‭  ‬اي‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬العقول‭  ‬والعدد‭ ‬لمجلة‭ ‬مدرسة‭ ‬احمد‭ ‬لطفي‭ ‬السيد‭ ‬‭” ‬فجر‭ ‬العبور‭ ‬‭” ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬اعقاب‭ ‬حرب‭ ‬اكتوبر‭ ‬1973‭ ‬ولنبدا‭ ‬بجرعة‭ ‬نفاق‭ ‬ديني‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬يدعي‭ ‬انور‭ ‬كامل‭ ‬كتب‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬القائد‭ ‬المنتصر‭ ‬يقول‭ “‬‭ ‬قالوا‭ ‬عنه‭ ‬الكثير‭:‬

قالوا‭ ‬إنه‭ ‬رجل‭ ‬حكيم‭ ‬يعرف‭ ‬لقدمه‭ ‬قبل‭ ‬الخطو‭ ‬موضعها،‭ ‬قالوا‭ ‬إنه‭ ‬سياسى‭ ‬قدير‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يكسب‭ ‬ثقة‭ ‬العدو‭ ‬قبل‭ ‬الصديق،‭ ‬قالوا‭ ‬إنه‭ ‬قائد‭ ‬عظيم‭ ‬يعرف‭ ‬متى‭ ‬وكيف‭ ‬ولماذا‭ ‬قراره‭ ‬يكون‭ ‬القرار‭ ‬الحكيم‭ ‬ويحقق‭ ‬الاهداف‭ ‬المنشودة‭.‬

قالوا‭…‬وقالوا‭…‬ولكن‭ ‬جاءت‭ ‬حرب‭ ‬رمضان‭- ‬أكتوبر‭. ‬فلم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يقولوا‭ ‬شيئاً،‭ ‬إن‭ ‬مجرد‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬رمضان‭ ‬ومعجزاتها‭ ‬وعن‭ ‬قائد‭ ‬المعركة‭ ‬وداهيتها‭ ‬هو‭ ‬انتقاص‭ ‬من‭ ‬قدرها‭ ‬وجهد‭ ‬قائدها‭.‬

إننا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬بأنه‭ ‬القائد‭ ‬المنتصر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬نقطة‭ ‬المؤمن‭ ‬قبل‭ ‬نقطة‭ ‬المنتصر‭ ‬لأنه‭ ‬لولا‭ ‬الأولى‭ ‬ما‭ ‬جاءت‭ ‬الثانية‭.‬

لعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أخطاء‭ ‬القادة‭ ‬المنتصرين‭ ‬وعيوبهم‭ ‬هو‭ ‬الغرور‭ ‬والتغنى‭ ‬بنصر‭ ‬أحرز‭ ‬دون‭ ‬ما‭ ‬محاولة‭ ‬لإحراز‭ ‬المزيد‭ ‬ولكن‭ ‬قائدنا‭ ‬المؤمن‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المعركة‭ ‬الخالدة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسكره‭ ‬خمر‭ ‬النصر،‭ ‬خرج‭ ‬منها‭ ‬وفى‭ ‬ذهنه‭ ‬خطط‭ ‬المعركة‭ ‬القادمة‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سيخرج‭ ‬منها‭ ‬منتصراً‭ ‬ليعد‭ ‬لمعركة‭ ‬ثالثة‭ ‬ورابعة‭ ‬وإنه‭ ‬لمنتصر‭. ‬إن‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬القائد‭ ‬المؤمن‭ ‬المعجزة‭. ‬حقاً‭ ‬إنه‭ ‬معجزة‭ ‬من‭ ‬السماء‭ ‬فادعوامعى‭ ‬واهبها‭ ‬أن‭ ‬يحفظها‭ ‬علينا‭. ‬عجزت‭ ‬الألسنة‭ ‬والأقلام‭ ‬عن‭ ‬تصوير‭ ‬ذلك‭ ‬القائد‭ ‬المعجزة‭ ‬الذى‭ ‬قهر‭ ‬الصعاب‭ ‬وسبح‭ ‬فى‭ ‬أفاق‭ ‬الانتصارات‭ ‬وسطر‭ ‬اسمه‭ ‬فى‭ ‬سجل‭ ‬عظماء‭ ‬التاريخ‭.” ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الصورة‭ ‬التى‭ ‬روجها‭ ‬السادات‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭  ‬الرجل‭ ‬المؤمن‭ ‬في‭ ‬اسقاط‭ ‬علي‭ ‬الحكام‭ ‬السابقين‭ ‬له‭ ‬وكانهم‭ ‬ملحدين‭  ‬وسرعانا‭ ‬ماسار‭ ‬الناس‭ ‬بمصر‭ ‬علي‭ ‬ايمان‭ ‬ملوكهم‭ ‬من‭ ‬التظاهر‭ ‬بالصلاة‭ ‬والتدين‭ ‬الشكلي‭ ‬اما‭ ‬المقالة‭ ‬الثانية‭ ‬بالمجلة‭ ‬والتى‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬خنوع‭ ‬وخضوع‭ ‬الاقلية‭ ‬القبطية‭ ‬لحالة‭ ‬التدين‭ ‬العام‭ ‬لدرجة‭ ‬ان‭ ‬يكتب‭ ‬طالب‭ ‬مسيحي‭ ‬عن‭ ‬هجرة‭ ‬رسول‭ ‬الاسلام‭ ‬فجاء‭ ‬بالمجلة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان:

مشاركة‭ ‬مسيحية‭ ‬فى‭ ‬ذكرى‭ ‬الهجرة‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬الدعوة

بقلم‭ ‬الطالب‭: ‬رضا‭ ‬حنا‭ ‬صليب1‭/‬1

ما‭ ‬العبرة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬النبى‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم؟‭ ‬إنه‭ ‬آمن‭ ‬بما‭ ‬أوحى‭ ‬إليه‭ ‬ودافع‭ ‬دونه‭ ‬وكافح‭ ‬فى‭ ‬سبيله‭ ‬ولم‭ ‬يضعف‭ ‬أو‭ ‬يهين‭ ‬أو‭ ‬يذل‭ ‬أو‭ ‬سيتسلم‭ ‬حتى‭ ‬والظلام‭ ‬يحيط‭ ‬من‭ ‬حوله،‭ ‬وسادة‭ ‬قريش‭ ‬يناصبونه‭ ‬العداء‭ ‬ويتآمرون‭ ‬عليه،‭ ‬ويطلبون‭ ‬دمه‭ ‬حاولوا‭ ‬إغرائه‭ ‬فلم‭ ‬ينفع‭ ‬الإغراء،‭ ‬عرضوا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يجعلوه‭ ‬ملكاً‭ ‬وعرضوا‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬مالاً‭ ‬فرفض‭ ‬الملك‭ ‬والمال‭ ‬والسلطان‭ ‬والجاه‭ ‬وقال‭ ‬قولته‭ ‬الخالدة‭ ‬لو‭ ‬جعلتم‭ ‬القمر‭ ‬عن‭ ‬يسارى‭ ‬والشمس‭ ‬عن‭ ‬يمينى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أترك‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ما‭ ‬تركته‭ ‬حتى‭ ‬يظهره‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬أهلك‭ ‬دونه‭ ‬فأعطى‭ ‬بذلك‭ ‬أروع‭ ‬الدروس‭ ‬وضرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬لأمته‭ ‬وللعالم،‭ ‬واستطاع‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬وجهد‭ ‬لم‭ ‬يكل‭ ‬أو‭ ‬يمل‭ ‬أن‭ ‬ينشر‭ ‬رسالته‭ ‬فى‭ ‬الخافقين‭ ‬وفتح‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬فتحاً‭ ‬مبيناً،‭ ‬ودخل‭ ‬الناس‭ ‬فى‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬أفواجاً،‭ ‬ويقول‭ ‬هـ‭.‬ج‭.‬ويلز‭(‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الدعوات‭ ‬التى‭ ‬دعاها‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬دعوة‭ ‬محمد‭ ‬التى‭ ‬بلغت‭ ‬فى‭ ‬مدى‭ ‬خمسين‭ ‬عاماً‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المحيط‭ ‬والخليج‭ ‬ودانت‭ ‬لها‭ ‬الامبراطوريات‭ ‬وقال‭ ‬توماس‭ ‬كارليل‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬القبائل‭ ‬المتنافرة‭ ‬المتحاربة‭ ‬أمة‭ ‬موحدة‭ ‬المشاعر‭ ‬والأهداف‭ ‬وخرج‭ ‬هؤلاء‭ ‬القوم‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بحضارة‭ ‬جديدة‭ ‬وشكل‭ ‬جديد‭ ‬فلقد‭ ‬جعل‭ ‬محمد‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬ربكم‭ ‬واحد‭ ‬وإن‭ ‬أباكم‭ ‬واحد‭ ‬ولا‭ ‬فضل‭ ‬لعربى‭ ‬على‭ ‬عجمى‭ ‬ولا‭ ‬عجمى‭ ‬على‭ ‬عربى‭ ‬ولا‭ ‬أحمرعلى‭ ‬أسود‭ ‬ولا‭ ‬أسود‭ ‬على‭ ‬أحمر‭ ‬إلا‭ ‬بالتقوى‭ ‬إن‭ ‬اكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬اتقاكم‭ ‬وقال‭ ‬صلوات‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬الجنة‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬قلبه‭ ‬مثقال‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬كبر‭ ‬ويقول‭ ‬إنما‭ ‬أنا‭ ‬عبد‭ ‬فقولوا‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬أوحى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تواضعوا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يفخر‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬يسخر‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬وقالت‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭: ‬ما‭ ‬رأيت‭ ‬رجلاً‭ ‬أكثر‭ ‬مشاورة‭ ‬للرجال‭ ‬مثل‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬دعوته‭ .‬وطبعا‭  ‬لا‭ ‬تعليق‭ ‬سوي‭  ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الرئيس‭ ‬المؤمن‭ ‬بمصر‭ ‬فجعل‭ ‬الاغلبية‭ ‬تري‭ ‬فيه‭ ‬الايمان‭ ‬والاقلية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬الركب‭ . ‬تري‭ ‬كم‭ ‬مجلة‭ ‬صدرت‭ ‬بنفس‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭  ‬وتلك‭ ‬الخطوات‭ ‬والشكل‭ ‬والمنهج‭  ‬؟؟‭ ‬اذا‭ ‬فحصنا‭ ‬وكشفنا‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وكيف‭ ‬تغيرت‭ ‬هويتها‭ ‬ومال‭ ‬عقلها‭ ‬للتشدد‭ ‬والانغلاق‭ ‬وانضم‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬ابنائها‭ ‬للجماعات‭ ‬الارهابية‭ ‬ولمزيد‭ ‬من‭ ‬النفاق‭ ‬الديني‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى