النفس البشرية ساحة كبيرة من الافراح والهموم ... ولا يخلو انسان منا من هم او حزن او ضيق وايضا لا يخلو انسان من لحظات فرح وبهجة وسرور ... واحيانا يشعر الانسان انه وحيد في هذا الكون وليس له انسان يشعر به وكل الشكر لله العظيم الذي يشعر بالخليقة كلها ... ولكننا اليوم نتكلم عن الرحمة من الانسان ... و للرحمة صفات ومعاني فهي الرقة في المعاملات الانسانية. هي الرافة في فهم الاخرين ... هي العطف والحنان للمحتاجين ... هي الرفق بالضعفاء هي كل ذلك بالعاطفة القادرة علي ان تجعل من الام الناس جزءا من ألمنا ... ومن فرحهم جزءا من فرحنا ... وللرحمة اعداء منها القسوة والكراهية والتعصب .... ان الانسان يمكنه ان يعيش بلا اب او ام ولكنه لا يمكنه ذلك بدون رحمة ربنا ... الرحمة خير من العدالة ... لايرحم الله من لا يرحم الناس ... الرحمة اقوي من الحب ... الرحمة ليست لون من الشفقة العارضة ... الرحمة تجمع والقسوة تنفر ... الرحمة مخلوقة في حضن التواضع ... لو تعامل الناس بالرحمة لما كان جائع ولا فقير ولا محتاج ولا وحيد ولا مكتئب ولا مريض نفسي ولا حزين ولا حيران ... ان كل هذه الاحاسيس الحزينة علاجها الوحيد ليس في الصيدليات وانما هو الرحمة ... ياليتنا نرحم الكل بداية من الطير فلا نحبسها في قفصها وندعها تهيم في فضائها حيث تشاء مغردة في هذا الفضاء الذي لا نهاية له الذي انعم الله لها به ... نرحم الحيوان لانه يحس كما نحس نحن ويتالم كما نتالم نحن ويبكي من غير دموع ويتوجع ... نرحم الانسان متمثلا في الوالدين ... ولقد حست جميع الاديان السماوية علي ان نكرم الوالدين بالرحمة في التعامل معهم ... نتعامل بالرحمة مع الازواج والزوجات ... نتعامل بالرحمة مع الابناء حتي نعطي لهم مثالا وقدوة المعاملات الانسانية في مستقبلهم ... نتعامل بالرحمة مع الجار ... نتعامل بالرحمة مع الضيف الذي نستضيفه في بيوتنا ... نتعامل بالرحمة مع الايتام ... نتعامل بالرحمة مع الارامل نتعامل بالرحمة في الحديث واغتياب الناس فهذا يؤثر علي سمعتهم. اخيرا ياليتنا نتعامل بالرحمة مع كل من حولنا لان من اسباب السعادة ان نكون اجتماعيين ناجحين ولا يتاتي ذلك الا بالمعاملات الانسانية التي تزين بالرحمة الغير مشروطة ...