عادل عطيةمقالات عادل

أفكار – يوم مع البحر!

بقلم/ عادل عطية

فـــى‭ ‬ذلــك‭ ‬اليـــــــــوم‭!‬

جلست‭ ‬على‭ ‬الرمال‭ ‬عند‭ ‬البحر،‭ ‬الذي‭ ‬تغسله‭ ‬الشمس،‭ ‬فتضيء‭ ‬صفحته‭ ‬الممتدة‭ ‬في‭ ‬رحابة

وراقبت‭ ‬الأمواج‭ ‬الزرقاء‭ ‬والخضراء،‭ ‬وهي‭ ‬تتدفق‭ ‬كل‭ ‬موجة‭ ‬في‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتحدث‭ ‬مزيجاً‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬من‭ ‬الرغاوي‭ ‬والصوت‭ ‬الايقاعي‭. ‬كانت‭ ‬أحياناً‭ ‬تلتف‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬دائرة‭ ‬حول‭ ‬أقدامي،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخرى‭ ‬كاشفة‭ ‬عن‭ ‬أسماك‭ ‬صغيرة،‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬الأصداف‭ ‬المكسورة‭!‬

شعرت‭ ‬بأني‭ ‬ضئيل،‭ ‬مثل‭ ‬احدى‭ ‬حبات‭ ‬الرمل‭ ‬المنتشرة‭ ‬على‭ ‬الشاطيء‭.. ‬لكني‭ ‬بصورة‭ ‬ما‭ ‬متصل‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الخليقة‭. ‬ولا‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬في‭ ‬كلمات،‭ ‬الصلوات،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬عقلي،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬وأساسية‭ ‬للعلاقة‭ ‬الموجودة‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬الأشياء‭ ‬الأبدية‭!‬

على‭ ‬مقربة‭ ‬مني،‭ ‬تراءت‭ ‬لي‭ ‬صخرة‭ ‬مغرية

وكأنها‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬عاشق‭ ‬منغمس‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الحب،‭ ‬سابح‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬العاطفة‭ ‬الرحبة‭. ‬على‭ ‬متنها‭ ‬وقفت،‭ ‬ورحت‭ ‬أرنو‭ ‬إلى‭ ‬الأفق‭ ‬الأزرق،‭ ‬وكأني‭ ‬أرى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬اتساعه‭ ‬أحلامي‭ ‬التي‭ ‬للغد‭!‬

كنت‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬البعيد،‭ ‬تلابيب‭ ‬السماء‭ ‬وهي‭ ‬تلامس‭ ‬البحر،‭ ‬وكأنها‭ ‬تمد‭ ‬يدها‭ ‬لتلتقط‭ ‬هذه‭ ‬الأحلام‭ ‬وتجسدها‭. ‬ولكني‭ ‬اكتشف‭ ‬انني‭ ‬كمن‭ ‬يطارد‭ ‬الأفق،‭ ‬كلما‭ ‬أصل‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬أظن‭ ‬فيه‭ ‬السماء‭ ‬تلتقي‭ ‬بالأرض،‭ ‬أجد‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬قد‭ ‬امتد‭ ‬امامي‭ ‬الى‭ ‬غير‭ ‬حدود؛‭ ‬فأرجع‭ ‬باحلامي‭ ‬إلى‭ ‬الصخرة،‭ ‬التي‭ ‬تلاطمها‭ ‬الأمواج‭ ‬العنيفة،‭ ‬فتذوب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬بطء‭ ‬غير‭ ‬مرئي،‭ ‬وتصير‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬كحبات‭ ‬رمل‭ ‬مبعثرة،‭ ‬وأرى‭ ‬دموع‭ ‬الأرض،‭ ‬التي‭ ‬تُجرح‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬فتنزف‭ ‬عمراً‭ ‬يتناقص‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمن‭. ‬وبصمات‭ ‬أقدام‭ ‬الأحلام‭ ‬الصيفية،‭ ‬وهي‭ ‬تنمحي‭ ‬في‭ ‬خضوع‭!‬

أخيراً،‭ ‬ارتسم‭ ‬شفق‭ ‬المغيب‭ ‬في‭ ‬الأفق،‭ ‬مغموراً‭ ‬بالوهج‭ ‬البرتقالي‭ ‬الناعم‭ ‬للشمس‭ ‬الغاربة،‭ ‬وهبط‭ ‬الظلام‭ ‬فجأة،‭ ‬ما‭ ‬خلا‭ ‬نوراً‭ ‬يشع‭ ‬بعيداً‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العتمة،‭ ‬من‭ ‬مركب‭ ‬صغير‭ ‬منعزل‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بعيد‭!‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى