ان العلاقات الدولية ليست لها مفهوم واحد كما يظن البعض انة يتلخص في المعاهدات الدولية فقط او الحفاظ على احكام وسيادة القانون الدولي وعدم انتهاكة فقط وانما العلاقات الدولية تعني اشياء اكثر بكثير في مفهوم الدولة الحديثة الاعم والاشمل تتعلق بكل دقائق وتفاصيل الامور الصغية والكبيرة داخل وخارج الدولة الواحدة لان العلاقات الدولية بمفهومها الواسع تعني الدخول الى تفاصيل دقيقة تتعلق بعلاقة الفرد المواطن داخل الدولة بشخص اجنبي يزور البلاد للسياحة او التجارة او العلاج او غير ذلك وهي تعتبر ابسط العلاقات الدولية كالعلاقة بالسائح الاجنبي مثلا لان بناء العلاقات الدولية لا ياتي من الخارج فقط ممثلا في سلطة الدولة ولكنة ياتي من الداخل ايضا ممثلا في افراد الشعب وكيفية تعاملهم اليومي مع هيئات او منظمات دولية او شركات متعددة الجنسيات اجنبية او بنوك اجنبية او رجال اعمال اجانب او سياحة او افراد عاديين فلا نستطيع اهمال كل هذة الجوانب السابقة في كونها تساعد بصورة او باخرى على نمو العلاقات الدولية بطريقة غير مباشرة اي على الطريقة الشعبية بين الشعوب وهنا الاساس في قيام هذة العلاقات الدولية الشعبية وهي ارساء ثقافة قبول الاخر الذي يختلف اختلافا جوهريا معك والاحترام المتبادل في ظل احترام سيادة وقوانبين الدولة على اراضيها اما المفهوم المحدد في القانون الدولي للعلاقات الدولية هو احترام نصوص القانون الدولي والمعاهدات الدولية واغفالها اوتجاوزها في السياسة الدولية يودي الى نتائج خطيرة مرعبة كما حدث في الماضي. فاذا عندنا نسترجع الاحداث الماضية لناخذ العبرة من التاريخ السياسي لدول عزلت نفسها سياسيا عن العالم الخارجي وعزلت شعبها عن القيام بالدور الشعبي في العلاقات الدولية فسجنت نفسها وسجنت شعبها في فقص الدولة الحديدي الذي هو بلا اسوار حقيقية فهي اسوار وهمية وضعها الحاكم وايده شعب جاهل دون او ثقافة. ان العلاقات الدولية تمر بمراحل نمو مختلفة تسير في محورين متوازيين ومتوازنين وهما العلاقات الدولية في اطار سلطة الدولة الحاكمة وعلاقاتها بالدول الاخرى والمنظمات الدولية والمعاهدات. والجانب الاخر وهو العلاقات الدولية الشعبية التي تقوم من خلال التعامل اليومي للموطن العادي البسيط مع كل ما هو اجنبي على ارض هذة الدولة وفي التاريخ الحديث والمعاصر لاتستطيع دولة مهما كانت قوتها او سطوتها ان تعيش بمعزل عن الدول الاخرى او تنأى عن التعامل معها لان كل الدول تحتاج الى بعضها البعض في القضايا الدولية وياتي مثالا لذلك انعدام الاستقرار في الصومال ادى الى القرصنة البحرية التي تهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والسواحل المطلة على الصومال وجعل الولايات المتحدة وكبرى دول اوربا تنظر دائما بعين الاعتبار الى هذة المنطقة المهملة من العالم والتى اصبحت خطيرة وان كانت الصومال ليست من الدول الكبرى فتشابك المصالح الدولية يجعل هذة المنطقة الحيوية للملاحة البحرية تمثل تهديدا حقيقيا لمصالح الدول الكبرى. وعلى الجانب الاخر فان البناء الداخلي للدولة يتتطلب الحصول احيانا على المساعدات المالية في هيئة قروض او منح او استثمارات او اسلحة او غير ذلك. فلا يستقيم هذا او ذاك بدون العلاقات الدولية السليمة بين الدول في ظل الاحترام المتبادل تحت مظلة القانون الدولي لان تشابك المصالح الدولية ادى الى انشاء حالة دولية جديدة مختلفة عن العصور السابقة في تامين الطرق البحرية والبحث عن العلوم والتكنولوجيا الحديثة والبحث عن الموارد المعدنية والبترول والغاز الطبيعي وتامين الحدود الدولية والتعاون الدولي في مجال مكافحة جرائم الارهاب الدولي او الجرائم الجنائية الدولية المنظمة وايضا في مجال حقوق الانسان وحقوق الاجئين وقضاي المياة والطاقة وغيرها. وايضا التعاون الدولي القائم على علاقات دولية جيدة متوازنة يعطي فرصا اكبر لحل المشاكل الداخلية مثل الاقتراض من البنك الدولي لسد العجز في الموازنة الداخلية للدولة احيانا او سد حاجة سريعة ملحة . واخيرا فلا عودة الى الماضي الذي اسقطة التاريخ السياسي من الحسابات لان العودة الى الماضي بمثابة سقوط سياسي اكيد واسقاط للدولة الحديثة وتدميرها.