مقالات رأى مختلفة

أَخْطَفَ حياة

بقلم/ رائد نبيل

ذات‭ ‬يوماً‭ ‬جلس‭ ‬شاب‭ ‬مع‭ ‬حكيم‭,‬‭ ‬يشكو‭ ‬عابساً‭ ‬‭”‬‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تعطينى‭ ‬ما‭ ‬أريده‭,‬‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬سعيدا‭ ‬بالقدر‭ ‬الذى‭ ‬طالما‭ ‬حلمتُ‭ ‬به‭ … ‬‭”, ‬أكمل‭ ‬بعدها‭ ‬حكايات‭ ‬مثل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬ذهن‭ ‬الكثيرون‭ ‬ممن‭ ‬فى‭ ‬عمره‭ .. ‬سكت‭ ‬الحكيم‭ ‬برهة‭,‬‭ ‬تحدث‭ ‬بعدها‭ ‬وقال‭ ‬‭”‬‭ ‬ما‭ ‬الحياة‭ ‬إلا‭ ‬رحلة‭ ‬مهما‭ ‬طالت‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الانتهاء‭, ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬تجعلها‭ ‬رحلة‭ ‬سعيدة‭ ‬مليئة‭ ‬بالحب‭ ‬و‭ ‬العطاء‭ ..‬‭ “‬

‭-‬ ‬الحياة‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬تراها‭ .. ‬لو‭ ‬قصّيت‭ ‬لك‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬إخفاقاتى‭,‬‭ ‬لن‭ ‬تتحدث‭ ‬عنها‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭.‬

‭ -‬‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬أبدا‭ ‬الى‭ ‬الوراء،‭ ‬إعمل‭ ‬بجد‭ ‬و‭ ‬نشاط‭, ‬عِش‭ ‬حياتك‭ ‬بحلوها‭ ‬و‭ ‬مرها‭ ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬سعيداً‭.‬

‭-‬‬ نحن‭ ‬لسنا‭ ‬فى‭ ‬المدينة‭ ‬الفاضلة‭,‬‭ ‬أنت‭ ‬تعلم‭ ‬جيداً‭ ‬مقدار‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.‬

‭-‬ ومع‭ ‬ذلك‭ ‬قدم‭ ‬خير‭ ‬لمن‭ ‬حولك‭ ‬وبالأخص‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يحبوك‭ .. ‬الخير‭ ‬يفعل‭ ‬كل‭ ‬شىء‭,‬‭ ‬والحب‭ ‬يغير‭ ‬القلوب‭ ‬المتحجرة‭ .. ‬قدم‭ ‬للحياة‭ ‬كل‭ ‬الفضائل‭ ‬التى‭ ‬تعلمتها‭,‬‭ ‬وقتها‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬ستتغير‭ ‬للافضل‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬لسمو‭ ‬اخلاقك‭ .. ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬وتيأس‭ ‬إن‭ ‬يوماًأخطأت‭ ‬أو‭ ‬أخفقت‭ ‬فتلك‭ ‬الأخطاء‭ ‬و‭ ‬الهفوات‭ ‬تتعلم‭ ‬منها‭ ‬معنى‭ ‬الثبات‭ .. ‬وحتى‭ ‬إن‭ ‬ضاقت‭ ‬بك‭ ‬الظروف‭,‬‭ ‬لا‭ ‬تحزن‭ ‬ولا‭ ‬تلين‭ ‬فالله‭ ‬لا‭ ‬ينسى‭ ‬عبيده‭ ‬الذين‭ ‬يسألونه،‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬كثيراً‭,‬‭ ‬لا‭ ‬تقلق‭ ‬بالقدر‭ ‬الكبير‭ ‬ولا‭ ‬تفرح‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ .. ‬إفرح‭ ‬حتى‭ ‬بالأشياء‭ ‬الصغيرة‭.‬

‭-‬ وهل‭ ‬الفرح‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬أشياء‭ ‬صغيرة‭ .. ‬السعادة‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬إمتلاك‭ ‬أشياء‭ ‬كبيرة‭ ‬كإمتلاك‭ ‬بيت‭ ‬كبير‭ ‬وسيارة‭ ‬فارهة‭ ‬وغيرها‭.‬

‭-‬ هذا‭ ‬ما‭ ‬يروجه‭ ‬البعض‭ ‬ويظهره‭ ‬لنا‭ ‬بأن‭ ‬الأغنياء‭ ‬فقط‭ ‬هم‭ ‬أسعد‭ ‬الناس‭ .. ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬أشياء‭ ‬صغيرة‭ ‬تجلب‭ ‬السعادة‭,‬‭ ‬لو‭ ‬قرأت‭ ‬كتاباً‭ ‬فكاهياً‭,‬‭ ‬لو‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬أطفال‭ ‬أبرياء‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬غير‭ ‬المحبة‭ ‬لو‭ ‬جلست‭ ‬مع‭ ‬أسرتك‭ ‬ستفرح‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬أناس‭ ‬تتمنى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬ولم‭ ‬تجدها‭,‬‭ ‬لو‭ ‬ذهبت‭ ‬للمقابر‭ ‬ستعيش‭ ‬لحظات‭ ‬معرفة‭ ‬حقيقة‭ ‬الحياة‭ ‬وأن‭ ‬الهموم‭ ‬التى‭ ‬تعيشها‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬قيمة‭ ‬فتكون‭ ‬سعيداً‭ .. ‬هذه‭ ‬وغيرها‭,‬‭ ‬أشياه‭ ‬صغيرة‭ ‬ولكنها‭ ‬تصنع‭ ‬سعادة‭.‬

‭-‬ آراك‭ ‬فرحاً‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬وكأنك‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الحزن‭ !.‬

‭-‬ قمة‭ ‬الكوميديا‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬أعمق‭ ‬درجات‭ ‬الألم‭ .. ‬كن‭ ‬أميناً‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬وقدم‭ ‬لغيرك‭ ‬ما‭ ‬تتمناه‭ ‬لنفسك‭.‬

‭-‬ أفعل‭ ‬بعض‭ ‬مما‭ ‬تقوله‭,‬‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يساعدنى‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يبادر‭ ‬بالسؤال‭ ‬عنى‭ !.‬

‭-‬ لا‭ ‬تنتظر‭ ‬سؤال‭ ‬أحدهم‭, ‬إلتمس‭ ‬الأعذار‭ ‬وإتبع‭ ‬الزهد‭ ‬فى‭ ‬العتاب‭ .. ‬تجاوز‭ ‬أخطائهم‭ ‬لك‭,‬‭ ‬تحملهم‭ ‬فالندم‭ ‬لا‭ ‬يعيد‭ ‬الذى‭ ‬رحل‭,‬‭ ‬إسال‭ ‬عنهم‭ ‬دائما‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬متى‭ ‬ستكون‭ ‬اخر‭ ‬مكالمة‭ ‬أو‭ ‬لقاء‭ .. ‬وعلى‭ ‬أى‭ ‬حال‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تساعد‭ ‬نفسك،‭ ‬لن‭ ‬يأتيك‭ ‬العالم‭ ‬ليدلك‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬الكل‭ ‬لديه‭ ‬أولويات‭ ‬بعيده‭ ‬عنك،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تحب‭ ‬نفسك‭ ‬لن‭ ‬يحبك‭ ‬الآخرون‭.‬

‭-‬ ولكن‭ ‬بعضهم‭ ‬يُفقدنى‭ ‬سلامى‭, ‬يجعلوننى‭ ‬كداخل‭ ‬سجن‭ ‬أسواره‭ ‬كلامهم‭ .. ‬وحتى‭ ‬أصدقائى‭ ‬يعانون‭ ‬مثلى‭.‬

‭-‬ ولماذا‭ ‬نخسر‭ ‬سعادتنا‭,‬‭ ‬صداقتنا‭,‬‭ ‬فرحتنا‭, ‬حبنا‭.. ‬لكى‭ ‬نمنع‭ ‬كلاماً‭ ‬سيُقال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬

افعل‭ ‬ما‭ ‬شئت‭, ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نبكي‭ ‬بحرقة‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬شخص‭ ‬نحبه‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬ترقص‭ ‬الفتاة‭ ‬فرحاً‭ ‬يوم‭ ‬زفافها‭ ‬ممن‭ ‬تحب‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬الناس؟‭ .. ‬عش‭ ‬حياتك‭ ‬كما‭ ‬تريد‭,‬‭ ‬دعهم‭ ‬يفكرون‭ ‬كما‭ ‬يشاؤون.

فلهم‭ ‬ظنونهم‭ ‬وأفكارهم‭,‬‭ ‬ولك‭ ‬وحدك‭ ‬مشاعرك‭ ‬عش‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬همك‭ ‬بما‭ ‬يفكر‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭, ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تحليلات‭ ‬الزملاء‭ ‬وظنون‭ ‬الأقارب‭, ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬ذوقك‭ ‬ورأيك‭ ‬ومشاعرك‭.. ‬عش‭ ‬بعفويتك‭ ‬وإترك‭ ‬لهم‭ ‬إثم‭ ‬الظنون‭ .. ‬فإن‭ ‬عشت‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬ستكفيك‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬وستجد‭ ‬من‭ ‬يشاركك‭,‬‭ ‬وإن‭ ‬عشت‭ ‬حزيناً‭ ‬ستجد‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬بجوارك‭ ‬ثم‭ ‬يتركوك‭ ‬وقد‭ ‬ملوا‭ ‬من‭ ‬حزنك‭,‬‭ ‬فتعود‭ ‬وحيداً‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ .. ‬حينها‭ ‬جملة‭ ‬ليتني‭ ‬عشت‭ ‬كما‭ ‬أريد‭ ‬لن‭ ‬تفيدك‭ .. ‬العمر‭ ‬لحظات‭ ‬وصداقتك‭ ‬معه‭ ‬ستزداد‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬معه‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬كلام‭ ‬الناس‭, ‬إيّاك‭ ‬أن‭ ‬تدع‭ ‬شيئاً‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬كنت‭ ‬تستطيع‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬مهما‭ ‬كلفك‭ ‬الأمر‭ ‬آبحث‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يسعدك‭ ‬فـالايام‭ ‬لا‭ ‬تعـود‭,‬‭ ‬احفظْ‭ ‬كرامتكَ‭ ‬ولا‭ ‬تكن‭ ‬ثقيلاً‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬فمَن‭ ‬يُريدُكَ‭,  ‬سيبحثُ‭ ‬عنك‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الزّحام‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يُريدُك‭ ‬لن‭ ‬يراكَ‭ ‬ولو‭ ‬كنتَ‭ ‬أمامه‭ .. ‬وإن‭ ‬أحببت‭ ‬فتاة‭,‬‭ ‬أخبرها‭ ‬بحبك‭,‬‭ ‬ربما‭ ‬بعدها‭ ‬تفتح‭ ‬السعادة‭ ‬لك‭ ‬ذراعيها‭ ..‬

‭-‬ تتحدث‭ ‬وكانك‭ ‬وحدك‭,‬‭ ‬الحياة‭ ‬مليئة‭ ‬بالمشاكل‭ ‬التى‭ ‬تمنعك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ !.‬

‭-‬ حقيقة‭ ‬المشاكل‭ ‬لا‭ ‬تختفى‭ ‬من‭ ‬الحياة‭,‬‭ ‬انما‭ ‬الفرح‭ ‬فهو‭ ‬إختيار‭ ‬شخصى‭, ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تختاره‭ ‬أو‭ ‬تستلم‭ ‬لدوامة‭ ‬الحياة‭ .. ‬توقع‭ ‬خيراً‭ ‬مهما‭ ‬كثر‭ ‬البلاء‭ .. ‬وأعلم‭ ‬أن‭ ‬الفرج‭ ‬سيأتى‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‭.‬

‭-‬ ‭ ‬ولكننى‭ ‬أنتظره‭ ‬ولم‭ ‬يأتى‭ ‬حتى‭ ‬الأن‭ .‬

‭-‬ ‭ ‬حتماً‭ ‬سيأتى‭ .. ‬ما‭ ‬أجمل‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬القلوب‭, ‬فلولا‭ ‬فسحة‭ ‬الأمل‭ ‬لضاقت‭ ‬الدنيا‭ ‬بعبيد‭ ‬الله‭ ‬واياك‭ ‬وان‭ ‬تتنازل‭ ‬عن‭ ‬حلمك‭ ‬وتكون‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬كبعض‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعيشون‭ ‬ولكنهم‭ ‬موجودون‭ ‬فقط‭ ‬‭.. ‬عذراً‭ ‬لقد‭ ‬أخذنى‭ ‬الحديث‭ ‬معك‭ ‬لدرجة‭ ‬إننى‭ ‬أكأد‭ ‬أنسى‭ ‬أهم‭ ‬شىء‭ .‬

‭-‬ فى‭ ‬حوارك‭, ‬أرى‭ ‬انك‭ ‬قُلت‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ !.‬

‭-‬ كلا‭, ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭, ‬كُن‭ ‬مع‭ ‬الله‭,‬‭ ‬يكُن‭ ‬معك‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ .. ‬فالله‭ ‬سر‭ ‬الفرح‭ ‬والسلام‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يُنزع‭.‬

‭-‬ أحب‭ ‬الكتابة‭, ‬وأرى‭ ‬أن‭ ‬حديثك‭ ‬ممتع‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬عنواناً‭ ‬لحديثك‭ ‬اليوم‭ ‬معى‭,‬‭ ‬ماذا‭ ‬سيكون‭ ‬عنوان‭ ‬المقال؟

‭-‬ ببساطة‭ ‬‭”‬‭ ‬أَخْطَفَ‭ ‬حياة‭ “‬‭.‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى