بصمه قد تكون بلون النور .. وقد تكون بطعم النار .. لكنها بصمه المثير للدهشة ان تكون فلسفتك حزينه ووجهك بشوش ،ان تحب الصباح ولا يفوتك السهر . قلبك مملؤ بالإثارة وردود أفعالك هادئه، قرأت هذه الجمله فاستوقفتني كثيراً ، لان هذا النموذج من البشر يثير الدهشة فعلاً. فالجمع بين نقيضين في السلوك البشري أمراً غير عادياً ، لكن الحياه بها العجب العجاب . والإنسان ذلك المخلوق المعجون من روح ونفس وجسد ، تتلاطم به امواج الحياه بين مد وجذب،ليل ونهار ، بسمه ودمعه،صدق وكذب، حب وكراهيه، ابيض واسود لو تأملت قليلاًحياتنا علي الارض لوجدتها اقرب ماتكون من لعبة الشطرنج تلك الرقعه بلونيها الابيض والاسود هي الواقع الذي نعيشه بحلوه ومره. بنجاحاته وإخفاقاته ، تعاقب الليل والنهار ، كتعاقب الفرح والحزن ، كانتقال القطع من مربع الي آخر، ونحن في الحياة. كقطع الشطرنج ، لها أشكال مختلفه وأحجام مختلفه وأسماء مختلفه ، بعضها يعيش في المربع الابيض وبعضهايعيش علي المربع الاسود . من قواعد اللعبه ان كل قطعه من قطع الشطرنج محدد لها طريقة الانتقال، بعضها غير مسموح له بالحركه السريعه ، يتحرك ببطء خطوه خطوه كالعسكري، بعضها من حقه ان يسير بخطي اسرع طالما جائته الفرصه ان ينطلق ،لكن حريته ليست مطلقه فهو مقيد بقواعد اللعبه ، فإما ان يسير في خطوط مستقيمة رأسياً وأفقياً الطابيه) او ان تسير في خطوط مائلهزاويه ٤٥ درجه الفيل ،او قد يجمع بين الطريقتين لانه ذو حظوه خاصه انه جناب الوزير، ايضاً هناك الذي لا يسير في خطوط مستقيمة وأسلوبه ملتوي الحصان كل هؤلاء البشر، اعني القطع تتسابق من اجل ان تصرع الملك المنافس ، هكذا يكون الصراع هو القاعده الأساسيه للعبه الحياة. هكذا قد تكون بعض القطع علي المربع الابيض البعض الاخر علي المربع الاسود، بشر يعيشون فرح ونجاح وحب ، وبشر يعيشون الحزن والفشل وبغضه ، قد تنتقل القطعه من مربع الي آخر بعد فتره تتفاوت من قطعه الي اخري ، هكذا نحن قد ننتقل من الحزن الي الفرح او العكس ، وقد يكون من نصيب بعض القطع ان تبقي حتي نهاية دورها في اللعبه في مربع لا تفارقه سواء كان ابيض او اسود ، انها الحياه بكل غرابتها ولا معقوليتها ، الأهم من ذلك ان كل قطعه من قطع الشطرنج لا تملك لنفسها شيئاً ، هناك يد عليا تحركها كيفما ووقتما واينما تشاء قد يراها البعض في شطرنج الحياه يد الله وقد يسميها البعض يد القدر ، وقد تكون المجهول لآخرين ، لكنها مهما كانت المسميات يد مطلقه لا تملك القطع معها الامتثال وهذا التأمل قد ينقلنا الي السؤال الأزلي :نحن مسيرون ام مخيرون؟ اساس لعبة الشطرنج كلعبة الحياه، اساسها الصراع كل القطع تتصارع من اجل الزحف علي مملكة الآخر المنافس، لابد ان يتخلص من الآخر لِيَجد له مكاناً علي رقعة الشطرنج ، فان لم تصرعه صرعك. هذا هو قانون الحياه ، البقاء للاقوي ، الملك قطعه تبدو الأكبر والأكثر فخامه لكنها اقل القطع قدره علي المناورة ، تحتمي خلف كل القطع ، وكل القطع يتم التضحيه بها من اجل الملك، كلها تقدم قرابين من اجل بقاء الملك ،لان لحظة موت الملك هي لحظة النهايه وهنا تكمن قيمة هذه القطعه الملك . كش ملك .. هي الجمله التحذيرية التي تقول لك عزيزي it’s over..... لقد قضي الامر . هكذا يبدو التشابه والتطابق بين شطرنج الحياه ولعبة الشطرنج ، فكما ان قطع الشطرنج لها أشكال وأحجام وأسماء مختلفه كما ذكرناهم قبل في بداية المقال فهكذا بنو البشر مختلفون ومتمايزون عن بعضهم البعض في كل شئ تقريباً فيهم الملك وفيهم الحصان - بل والحمار ايضاً ، كما ان رقعة الشطرنج ابيض واسود كذلك رقعة الحياه ليل ونهار نجاح وفشل حب وكراهيه ، في هذه اللعبه ليس غريباً ان تترقي قطعه صغيره الي قطعه اكبر ، وليس غريباً ان يطيح عسكري مغمور بجناب الوزير شخصياً ان آتاه الفرصه ... عزيزي القارئ. هذه اللعبه ما هي الا رياضه ذهنيه تحتاج الي ذكاء وصبر وتركيز ، هكذا الحياه ، من يفهم قواعد اللعبه ويتمرس عليها يستطيع ان يتوافق مع الآخرين ومع ذاته ، فاعمل جاهداً ان تحافظ علي الملك ، وتحاشي ان تسمع الصوت الذي يقول لك ... كش ملك . عزيزي القارئ أرجوك لا تصدقني فيم ذكرت.. هذا الرأي الذي قدمته لك، رأي انتهازي وغير انساني، انه رأي يخضع لمبادئ ميكافيلي رأي ورؤية كل شخص مملؤ من الأنا .. الحياه اجمل وأروع من مجرد لعبه ذهنيه، الحياه صراع فعلاً ليس ضد اخوك الانسان بل صارع ضد قوي الشر وضد ضعفك الانساني ، الحياه اجمل ونحن لسنا قطعاً صماء تحركها يد القدر ، نحن صنيعة القدير المحب ، اعطانا ان نتمتع بحرية مجد اولاد الله .. إياك ان تكون قطعة شطرنج ، فانت انسان ، بادر ان تقول لكل ما هو سلبي في حياتك كش ملك .