البعض، يفعل مثل "دون كيشوت"، الذي عُرف عنه بأنه كان يبارز خياله! والبعض الآخر، يلومنا ويعيب علينا: أن نكون "خياليين"، مع أن حقائق الكون ما هي إلا لمحات صاحب خيال إبداعي محموم! ألم يكن كل ما صنعته البشرية من تقدم وحضارة، من وحي الخيال قبل أن يكون؟ وألم يكن ما كنته، أنت، وما ستكونه؛ إلا وليد الأحلام الفخمة، والتصوّرات الرائعة؟ كتب ليوناردو دافينشي، أحد أعظم عباقرة البشرية، والتجسد الإنساني المثالي لعصر النهضة، هذه الكلمات التنبؤية، على الرسم التخطيطي الذي وضعه لأول مركبة طائرة: "سوف تنمو للبشر أجنحة"! وهذا، بالتأكيد، كان دعماً فكرياً، لأولئك الذين أختاروا أن يعتنقوا ما هو خيالي.. مؤمنين، بأنه حتى لو لم يتحول الخيال إلى حقائق، فسيبقى الواحة التي يلجأ إليها الإنسان، عندما يشقيه الحاضر المضني! الخيال أكثر أهمية من المعرفة. قالها، أسطورة الرياضيات "ألبرت اينشتاين! وهي، مقولة، لم تكن بعيدة عن المخترع الأمريكي "إيلي ويتني"، الذي كان جالساً في منزله ذات مساء، عندما شاهد قطته تحاول جذب عصفور الكناري عبر قضبان قفصه. ولأن القضبان كانت تحمي العصفور؛ لم تظفر القطة إلا بقبضة من الريش. هذا جعله يتخيّل مخلباً حديدياً ينتزع القطن من أشجاره. وهكذا أخترع آلته المدهشة: "محلج القطن"! بالإيمان، ابدأ باستخدام القوة التي منحها لك الله. أي القدرة على التخيّل، وارسم في خيالك صورة لما تبغي تحقيقه في حياتك.. "فالتخيل هو بدء الخلق؛ ذلك أن الإنسان يتخيّل ما يرغب، ثم يريد ما يتخيّل وأخيراً يخلق ما يريد"، على حد تعبير برنارد شو!...