ذات يوماً جلس شاب مع حكيم, يشكو عابساً " الحياة لا تعطينى ما أريده, كنت أتمنى أن أكون سعيدا بالقدر الذى طالما حلمتُ به ... ", أكمل بعدها حكايات مثل كل ما يدور فى ذهن الكثيرون ممن فى عمره .. سكت الحكيم برهة, تحدث بعدها وقال " ما الحياة إلا رحلة مهما طالت لا بد لها من الانتهاء, فلماذا لا تجعلها رحلة سعيدة مليئة بالحب و العطاء .. " - الحياة ليست كما تراها .. لو قصّيت لك عن كل إخفاقاتى, لن تتحدث عنها بهذا الشكل. -لا تنظر أبدا الى الوراء، إعمل بجد و نشاط, عِش حياتك بحلوها و مرها ستجد نفسك سعيداً. - نحن لسنا فى المدينة الفاضلة, أنت تعلم جيداً مقدار الشر فى هذا العالم. - ومع ذلك قدم خير لمن حولك وبالأخص لمن لا يحبوك .. الخير يفعل كل شىء, والحب يغير القلوب المتحجرة .. قدم للحياة كل الفضائل التى تعلمتها, وقتها أشياء كثيرة ستتغير للافضل كرد فعل لسمو اخلاقك .. لا تهتم وتيأس إن يوماًأخطأت أو أخفقت فتلك الأخطاء و الهفوات تتعلم منها معنى الثبات .. وحتى إن ضاقت بك الظروف, لا تحزن ولا تلين فالله لا ينسى عبيده الذين يسألونه، لا تهتم كثيراً, لا تقلق بالقدر الكبير ولا تفرح بشكل مبالغ .. إفرح حتى بالأشياء الصغيرة. - وهل الفرح يأتى من أشياء صغيرة .. السعادة تأتى من إمتلاك أشياء كبيرة كإمتلاك بيت كبير وسيارة فارهة وغيرها. - هذا ما يروجه البعض ويظهره لنا بأن الأغنياء فقط هم أسعد الناس .. بل هناك أشياء صغيرة تجلب السعادة, لو قرأت كتاباً فكاهياً, لو جلست مع أطفال أبرياء لا تعرف غير المحبة لو جلست مع أسرتك ستفرح فكم من أناس تتمنى مثل هذه اللحظات ولم تجدها, لو ذهبت للمقابر ستعيش لحظات معرفة حقيقة الحياة وأن الهموم التى تعيشها لا تشكل قيمة فتكون سعيداً .. هذه وغيرها, أشياه صغيرة ولكنها تصنع سعادة. - آراك فرحاً بشكل مبالغ فيه وكأنك لا تعرف الحزن !. - قمة الكوميديا تخرج من أعمق درجات الألم .. كن أميناً مع نفسك وقدم لغيرك ما تتمناه لنفسك. - أفعل بعض مما تقوله, ولكن لا أحد يساعدنى أو حتى يبادر بالسؤال عنى !. - لا تنتظر سؤال أحدهم, إلتمس الأعذار وإتبع الزهد فى العتاب .. تجاوز أخطائهم لك, تحملهم فالندم لا يعيد الذى رحل, إسال عنهم دائما فلا أحد يعلم متى ستكون اخر مكالمة أو لقاء .. وعلى أى حال إن لم تساعد نفسك، لن يأتيك العالم ليدلك على الطريق الصحيح، الكل لديه أولويات بعيده عنك، فإن لم تحب نفسك لن يحبك الآخرون. - ولكن بعضهم يُفقدنى سلامى, يجعلوننى كداخل سجن أسواره كلامهم .. وحتى أصدقائى يعانون مثلى. - ولماذا نخسر سعادتنا, صداقتنا, فرحتنا, حبنا.. لكى نمنع كلاماً سيُقال في كل الأحوال افعل ما شئت, لماذا لا نبكي بحرقة عند وفاة شخص نحبه ولماذا لا ترقص الفتاة فرحاً يوم زفافها ممن تحب خوفاً من كلام الناس؟ .. عش حياتك كما تريد, دعهم يفكرون كما يشاؤون. فلهم ظنونهم وأفكارهم, ولك وحدك مشاعرك عش بعيداً عن همك بما يفكر فيه الناس, بعيداً عن تحليلات الزملاء وظنون الأقارب, بعيداً عن كل شيء لا يتماشى مع ذوقك ورأيك ومشاعرك.. عش بعفويتك وإترك لهم إثم الظنون .. فإن عشت كما تريد ستكفيك السعادة التي عشتها وستجد من يشاركك, وإن عشت حزيناً ستجد من يقف بجوارك ثم يتركوك وقد ملوا من حزنك, فتعود وحيداً كما كنت .. حينها جملة ليتني عشت كما أريد لن تفيدك .. العمر لحظات وصداقتك معه ستزداد إن كنت معه بعيداً عن كلام الناس, إيّاك أن تدع شيئاً في نفسك كنت تستطيع القيام به مهما كلفك الأمر آبحث عن ما يسعدك فـالايام لا تعـود, احفظْ كرامتكَ ولا تكن ثقيلاً على أحد فمَن يُريدُكَ, سيبحثُ عنك حتى في الزّحام ومن لا يُريدُك لن يراكَ ولو كنتَ أمامه .. وإن أحببت فتاة, أخبرها بحبك, ربما بعدها تفتح السعادة لك ذراعيها .. - تتحدث وكانك وحدك, الحياة مليئة بالمشاكل التى تمنعك من كل هذا !. - حقيقة المشاكل لا تختفى من الحياة, انما الفرح فهو إختيار شخصى, إما أن تختاره أو تستلم لدوامة الحياة .. توقع خيراً مهما كثر البلاء .. وأعلم أن الفرج سيأتى ولو بعد حين. - ولكننى أنتظره ولم يأتى حتى الأن . - حتماً سيأتى .. ما أجمل الأمل في القلوب, فلولا فسحة الأمل لضاقت الدنيا بعبيد الله واياك وان تتنازل عن حلمك وتكون فى الحياة كبعض الناس الذين لا يعيشون ولكنهم موجودون فقط .. عذراً لقد أخذنى الحديث معك لدرجة إننى أكأد أنسى أهم شىء . - فى حوارك, أرى انك قُلت كل شىء !. - كلا, قبل كل شىء فى هذه الحياة, كُن مع الله, يكُن معك كل شىء .. فالله سر الفرح والسلام الذى لا يُنزع. - أحب الكتابة, وأرى أن حديثك ممتع إذا أردت أن أضع عنواناً لحديثك اليوم معى, ماذا سيكون عنوان المقال؟ - ببساطة " أَخْطَفَ حياة ".