لنبتهل بصمت، لبرهة مسروقة من الزمن الراكض... ليكن ابتهال حر من قيود الزمان والمكان... نقف أمام باب عالمِ سرمدي، نهمس بكلماتٍ أو نحاور اللا مرئي بتجرد،ٍ كالهمسات الأولى للحياة. لنترك لعيوننا الخفية تروي ما شاهدت في سفر الحيــاة المتــعــب وليكــن صمتــنــا إدراك وتضــرّع. لنتأمــل في كلــمــاتٍ خطتــهــا أقــلام مدادها من محبرة شرايين الأيام. لنتســــاءل عــــن حكمــــة ســنــوات هربت واختبأت في دفاتر الزمان. ليكن ابتهالنا كإصغاء إلى صوت حزين تقرعه أجراسٌ عتيقة في كاتدرائية كهلة. ولنهديه بكرم السماء، لعيونٍ تائهة في بحر الغربة، تبحث عن ميناء أمان. لعجوز يبكي بحسرةٍ تحرق صفحة قدره. لبائع ألوان الطفولة ودواليب الهواء الورقية على ناصية شارع منسي. لطفلٍ في عيونه دمعةً أسيرة حقدٍ، على عالم سفح ابتسامته أمام أصنام الجبروت والغضب. لمن تُحرق إنسانيتهم بخوراً على مذابح الرغبة والامتلاك وعبادة الذات المشوهة. لكل أنثى تضع وليدها هامسةً صلاة صغيرة في أذنه تنشد السلام لنفسه وللعالم. ليدٍ تضم غلة قمحٍ مغلفة ببسملة الخير وتذروها في رحم الأرض. لحاكمٍ بأمر العدل والحق، ليضيء شمعة رأفة وأمل في ظلام الزمن المتهاوي. لمن يملكون الشباب قلباً وفكراً وعملاً لأنهم زيت قنديل الحياة. لعاشقين مسافرين في رمادية الحياة، على نغمات بيانٍ حنونة في مقهى عتيق. لصاحب كفٍ رسمت خطوطها الكرم، وبدون سؤال منحت أناملها الفرح لقلوبٍ كسيرة. لكل مرنمٍ وداعٍ وساعٍ لرسم العالم بألوانٍ زاهية متوائمة مع قوس قزح.ٍ لنقف مع كل المبتهلين في العالم، الرافعين أذرعهم لنورٍ يفتح أبواب القلوب المغلقة، لشمس السلام والمصالحة مع الذات … فتنموا قمحة الحب، وتشبع كل النفوس الجائعة للوئام والتآخي والفرح، كرقصة السعادة للعصافير العائدة إلى موطنها الدافئ. عام سلام لسوريا وللعالم أجمع.