لقد ولى عصر الاكتشافات الجغرافية البحرية البدائية فوق سطح الارض منذ عدة قرون وبدا الان عصر الاكتشافات الاقتصادية الجديدة فى ظل الاقمار الصناعية الحديثة فى باطن الارض فالاقمار الصناعية هى المفتاح السحرى لاكتشاف الثروات الكامنة فى باطن الارض وتحت مياه البحار والمحيطات ومن يملك هذه الاقمار يستطيع ان يملك ثرواته داخل بلاده ويستفيد منها ويقاسم الدول الاخرى ايضا فى ثرواتها بموجب اتفاقيات اقتصادية لانه يملك العلم والتكنولوجيا التى تؤهله لذلك دون ان ينتظر حسنة علمية من الدول العظمى صاحبة الاقمار لتمن عليه بمعلومة اقتصادية تساوى منجم ذهب او بترول او غاز او حديد او مياه جوفية وتقاسم فى هذه الحالة الدولة التى لديها الاقمار والمعلومات صاحب الارض فى ثروته بناء على اعطاؤه المعلومة الاقتصادية. فالمعلومة او صور الاقمار الصناعية التى توضح مكامن الثروات فى العالم تنتظرها الكثير من الدول النامية او الدول الفقيرة ولا اقصد بالفقيرة هنا انها فقيرة اقتصاديا وانما ولكنها فقيرة علميا وتكنولوجيا فمعظم الدول التى بها ثروات فى افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية شعوبها فقيرة ولكنها دول غنية لان ثرواتها لم تكتشف بعد وذلك لعدم توافر المعلومات العلمية عن اماكن تواجد الثروات الغير مستغلة فالفقر العلمى هو سبب النكبة - اذن فهذه الدول امام امرين. الاول: اما ان تتوسع الدولة النامية فى العلم والتعليم والتكنولوجيا مع التركيز على الاقمار الصناعية وهى ان تقوم بتصنيعها او بتصنيع اجزاء كبيرة منها واطلاقها مثل الهند لتستفيد من ثرواتها دون مشاركة دول اخرى الثانى: ان تقوم الدولة النامية او الفقيرة بالخضوع لمطالب الدول التى تملك هذه الاقمار لمقاسمتها فى ثرواتها من خلال شركاتها وبشروط معينة وهنا ياتى الدور الرئيسى للعلاقات الدولية السياسية الجيدة والمصالح المشتركة فى شان الحصول على المعلومات الاقتصادية واستثمارها وهناك مناجم كثيرة تعتبر من اكبر مناجم الذهب فى العالم ففى داخل الولايات المتحدة ثلاثة هم: - مجمع كارلين نيفادا يقع فى ولاية نيفادا -ومنجم جولد ستريك يقع فى شمال شرق نيفادا - ومنجم كورتيز يقع فى مقاطعة لانرويوريكا نيفادا - وهناك منجم جراسيبرج وهو اكبر منجم ذهب فى العالم يقع فى مقاطعة بابوا فى اندونيسيا بالقرب من جبل بونكاك جايا وتملكه شركة فريبورت مكموران - ومنجم ليهير يقع فى جزيرة ليهير فى بابوا وتملكه شركة نيوكريست للتعدين - اما فى مصر فكلنا يعرف منجم السكرى القديم ولكن الاقمار الصناعية كشفت عن معلومت ذهبية وهى ان منطقة العوينات بها حوالى 141 منجم ذهب ويؤكد ذلك التاريخ الفرعونى من خلال البرديات او النقوش الجدارية كيف كان الفراعنة يحصلون على الذهب ومن اين ياتون به. اما مايعرقل هذا النوع من التنمية الاقتصادية للدولة النامية او الفقيرة الا وهى نظرية المؤامرة الاستعمارية للسيطرة على الدولة الفقيرة اقتصاديا واحتلالها اقتصاديا ثم السيطرة على القرار السياسى فيها. والامر الثانى هو وضع الدولة صاحبة الثروة لقوانين وضعية معرقلة لعملية التنمية الاقتصادية كوضع المعوقات القانونية او الامنية او الدينية والعرقية او فساد وسوء الادارة فى هذه الدول وحتى تظل هذه الدول فقيرة فيسهل السيطرة على شعوبها من قبل حكامها. وفى ختام هذا الكلام الذهبى الذى يرتقى بالشعوب والامم الفقيرة لتتحول الى طبقة الاغنياء وهناك سؤال ملح اطرحه على القـــارى العـــزيـــز ليفكـــر فيه جيـــدا. هـــل الثــروة تكمــن فى الــدولـــة صاحبة الارض الســـيادة الارضيـــة ام الـــدولـــة صاحبـــة الســـيادة العلميـــة والتكنولوجية اى صاحبـــة الاقمـــار الصناعية الفضائية ؟ ارجـــو ان تفكـــر عـــزيـــزى القـــارى جيـــدا قبــــــل الاجـــابـــة على هذا الســـؤال.