مقالات رأى مختلفة

مقال بلا عنوان

بقلم/ رائد نبيل

منذ‭ ‬عدة‭ ‬أيام،‭ ‬أخبرتنى‭ ‬إدارة‭ ‬الجريدة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الالكترونى،‭ ‬برسالة‭ ‬مضمون‭ ‬ترجمتها‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬أكتب‭ ‬مقالاً‭ ‬يخاطب‭ ‬فئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬متابعيها،‭ ‬وحقيقة‭ ‬إمتدحوا‭ ‬كتاباتى‭ ‬السابقة‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬التقدير‭ ‬والثناء‭ .. ‬لا‭ ‬أكذب‭ ‬عليكم‭ ‬فى‭ ‬شىء‭ ‬بأن‭ ‬ثنائهم‭ ‬عليّ‭ ‬الذى‭ ‬رأيته‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬جعلنى‭ ‬أذهب‭ ‬لمكتبى‭ ‬الخاص‭ ‬وأمسك‭ ‬بقلمى‭ ‬وأبحث‭ ‬بعناية‭ ‬شديدة‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬جيد‭ ‬لتناوله‭ ‬فى‭ ‬مقال‭ .. ‬راجعت‭ ‬ذهنى‭ ‬كثيراُ‭ ‬وفكرت‭ ‬أكثر،‭ ‬ولكن‭ ‬هيهات‭ ‬فقد‭ ‬تاهت‭ ‬الأفكار‭ ‬وشرد‭ ‬الذهن،‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬القلم‭ ‬طريقه‭ ‬للبداية،‭ ‬أو‭ ‬بمضمون‭ ‬أفضل‭ ‬ربما‭ ‬تاه‭ ‬بين‭ ‬مواضيع‭ ‬كثيرة‭ ‬ومواقف‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬بصاحبه‭ .. ‬تنظر‭ ‬حولك،‭ ‬ترى‭ ‬أشخاصا‭ ‬قتلهم‭ ‬الياس،‭ ‬فتسال‭ ‬نفسك‭ ‬هل‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬حالة‭ ‬الياس‭ ‬التى‭ ‬يشهدها‭ ‬بعضهم‭ .. ‬أتكتب‭ ‬عن‭ ‬البؤساء‭ ‬أم‭ ‬المتفائلون‭ .. ‬الجانى‭ ‬أم‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ .. ‬الظالم‭ ‬أم‭ ‬المظلوم‭ .. ‬عن‭ ‬الاشخاص‭ ‬الحالمون‭ ‬ام‭ ‬الواقعيون‭.. ‬من‭ ‬يملكون‭ ‬أطفال‭ ‬ويشتكون‭ ‬منهم‭ ‬ام‭ ‬أخرون‭ ‬يتمنون‭ ‬طفلاً‭ ‬ولو‭ ‬فى‭ ‬اخر‭ ‬سنين‭ ‬عمرهم‭ .. ‬من‭ ‬يملكون‭ ‬صحة‭ ‬جيدة‭ ‬وغير‭ ‬شاكرين‭ ‬ام‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يصارعون‭ ‬المرض‭ ‬طمعاً‭ ‬فى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الالم‭ ‬ولو‭ ‬للحظات‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ .. ‬اناسا‭ ‬يعشقون‭ ‬تراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ويقدمون‭ ‬ارواحهم‭ ‬فداءاً‭ ‬عنه‭ ‬بكل‭ ‬حب‭ ‬وآخَرون‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬لهم‭ ‬الوطن‭ ‬شيئا،‭ ‬يراسلك‭ ‬أحدهم‭ ‬ممن‭ ‬يعيشون‭ ‬فى‭ ‬بلاد‭ ‬الخارج،‭ ‬ويذكر‭ ‬لك‭ ‬بإنه‭ ‬يتمنى‭ ‬لو‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬يوماً‭ ‬ليُقبل‭ ‬تراب‭ ‬وطنه‭ ‬ويجلس‭ ‬مع‭ ‬اهله‭ ‬وأصدقائه‭ ‬ولكن‭ ‬ظروفه‭ ‬الحياة‭ ‬هناك‭ ‬وقفت‭ ‬أمام‭ ‬عودته،‭ ‬وآخَرون‭ ‬يتمنون‭ ‬مغادرتها‭ .. ‬أتكتب‭ ‬عن‭ ‬الناجحون‭ ‬ام‭ ‬الفاشلون‭ .. ‬أحدهم‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬بسيطة‭ ‬وآخَر‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬مسئوليات‭ ‬وظيفة‭ ‬مرموقة‭ ‬او‭ ‬منصب‭ ‬قيادى‭ .. ‬وهكذا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬والأشياء،‭ ‬التى‭ ‬تسير‭ ‬متناقضة‭ ‬مع‭ ‬أصحابها‭ .. ‬وبينما‭ ‬يدور‭ ‬فى‭ ‬ذهنك‭ ‬هذا.

تجد‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬تفكيرك‭ ‬تذهب‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬آخَر‭.. ‬ولكن‭ ‬مهما‭ ‬رأيت‭ ‬فرحا‭ ‬فى‭ ‬أناس‭ ‬حولك،‭ ‬تأكد‭ ‬بأنك‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬ماذا‭ ‬يخبئون،‭ ‬حقيقة‭ ‬صدق‭ ‬هنري‭ ‬لونغفيلو‭ ‬عندما‭ ‬قال،‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬لديه‭ ‬أحزانه‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعلمها‭ ‬سواه‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬ندعوه‭ ‬إنسانًا‭ ‬باردًا‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬يغلي‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬‭” ‬،‭ ‬ولو‭ ‬تحدث‭ ‬انسان‭ ‬لك‭ ‬عن‭ ‬امر‭ ‬يوجعه‭ ‬ربما‭ ‬لحجب‭ ‬أمر‭ ‬أكثر‭ ‬ألماً‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ..‬

تسير‭ ‬بخيالك‭ ‬فيما‭ ‬حولك‭ ‬تجده‭ ‬مليئاً‭ ‬بالشىء‭ ‬ونقيضه‭ .. ‬نظرية‭ ‬اختلاف‭ ‬عجيبة‭ .. ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬له‭ ‬عالمه‭ ‬الخاص‭ ‬الذى‭ ‬يؤمن‭ ‬بمعتقداته،‭ ‬بعضهم‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬عالمه‭ ‬الخاص‭ ‬هو‭ ‬العالم‭ ‬الصحيح‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬احد‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬لديه‭ ‬أيضاً‭ ‬عالمه‭ ‬الخاص‭ ‬والذى‭ ‬يعتقد‭ ‬أيضاً‭ ‬بإنه‭ ‬الأصح‭ .. ‬والحقيقة‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬عالم‭ ‬صحيح‭ ‬وعالم‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬فقط‭ ‬تختلف‭ ‬فى‭ ‬نسب‭ ‬صحتها‭ ..‬

وسط‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬تبقى‭ ‬الحياة‭ ‬تحتفظ‭ ‬بسرها ولا‭ ‬أحد‭ ‬يمتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكاملة‭ ‬غير‭ ‬الله أما‭ ‬عوالمنا‭ ‬ومعتقداتنا‭ ‬وأفكارنا‭ ‬لا‭ ‬تشكل‭ ‬سوى‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكاملة‭ .. ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬ظللتُ‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬شيئاً‭ ‬اكتبه،‭ ‬ولكننى‭ ‬تركت‭ ‬القلم‭ ‬جانبا‭ ‬ورحلت‭ ‬عن‭ ‬مكتبى،‭ ‬حقيقة‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬عنواناً‭ ‬لمقال‭ !! ‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى