يعد السلام فى مقدمة القيم الإنسانية الرفيعة وهناك العديد من الأقوال تمجد جميعها في السلام وتجعل منه قيمة أساسية ومحورية في الحياة فبعد صراع دام لقرون فى الحياة وبعد حروب ومجازر وحمامات دم عرف الإنسان الحاجة للعيش بسلام حيث أنه يمكنه بالعقل الحصول على أضعاف ما يحصل عليه بالقوة والحرب كما قال المناضل الثورى مارتن لوثر كينج أنه علينا أن نعيش معاً كإخوة أو نموت جميعنا كأغبياء ومع ذلك قتل فى سبيل الحرية والسلام. إن قضية السلام هي قضية إنسانية ودينية ووطنية من الدرجة الأولى فقد أكدت الشرائع السماوية على السلام واعتبرتها أساسا لخدمة الإنسان والعيش المشترك فذكر فى القران الكريم إيه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وورد في الكتاب المقدس المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. ومن هنا فإن السلام هو القاعدة الأساسية والدعامة القوية التي تمكن الإنسان من أن يعيش في خير ورفاهية وطمأنينة ويساعد الإنسان والمجتمع البشرى للعيش في بيئة صالحة قادرة على خلق الازدهار الثقافى والحوار الدينى والفهم السياسى على نسق إنسانى يتسم بالرقي والتوازن وفى إطار مبنى على الاحترام المتبادل والحوار البناء المتكافئ. السلام قيمة إنسانية عظيمة فأن تكون في سلام مع الآخرين فأنت في سلام مع نفسك أو أن تكون في صراع مع الآخرين فأنت في صراع مع نفسك السلام مطلب عالمى فهل تتصالح مع نفسك لكي تتصالح مع الآخرين هناك أشخاص مسالمون يمرون في حياتنا دون أن يتركوا أثراً وهناك أشخاص يمرون في حياتنا ويتركون سلاماً عابراً وهناك أشخاص يمرون في حياتنا ويتركون سلاماً وأثراً طيباً وجميلاً لدرجة ترشحهم لمنصب سفراء سلام هم أجمل ما في هذه الحياة بأرواحهم السمحة وتجاربهم الإنسانية الأكثر دفئاً وتواصلهم الحميم مع كل ما هو إنسانى لذلك نجدهم أكثر تأثيراً في الآخرين لأن التجارب الإنسانية الراسخة هي التى تدوم أكثر ويكون تأثيرها في الآخرين أبلغ أثراً مما سواها وانظروا إلى مسيرة حياتكم لتعرفوا صدق هذا التأثير فكم من إنسان تقاطع طريقنا مع طريقه في هذه الحياة ولكن كم منهم ترك فينا سلامه أثراً طيباً وجميلاً كلنا نبحث عن السلام وهذه الأيام أقصى طموحات الناس أن يعودوا إلى بيوتهم سالمين فالناس أصبحوا على قناعة مطلقة بأن السلامة غنيمة هذه الأيام السلامة تعد أكبر جائزة يحلم أن يعود بها أي واحد منا فهذا الزمن ليس زمن المكاسب الكبيرة بعد أن أصبحت الأحلام الصغيرة مكسب الكل يتمناه فأنت بمجرد أن تخرج من بيتك تكون قد دخلت في معركة كل يوم مع الحياة هذه المعركة صغيرة في معناها ولكنها كبيرة وكثيرة في تفاصيلها الصغيرة. كل هذه المعارك تواجهها كل يوم وعليك بعد ذلك أن تقنع نفسك بأنها معارك صغيرة أو معارك ليست كبيرة ولكنها في واقع الحال معركة كبيرة ومع ذلك فأنت تحاول أن تعيش بسلام مع نفسك ومع الآخرين ومع الحياة ولكن تجد نفسك تدخل كل يوم معركة لست طرفاً فيها أو لم تكن تريد الدخول فيها ولكنها تفرض عليك فى ظل أجواء مجتمعية وثقافة عامة لا تتماشى مع سلامك الداخلى. ومن وجه نظرى يتحقق السلام فى ظل العدالة وبدونها فلا وجود للسلام فالعدالة تقوم على حفظ التوازن البشرى بتطبيق القوانين على وجه يحقق المساواة وعدم التمييز وبذلك تكون العدالة جسرا يوصل إلى السلام فإن للعالم الآن له شكل متغير عما كان من قبل فقد نالت الشعوب درجة أعلى من الحرية وتمكنت منظمات المجتمع المدنى درجة اعلى من التمكين و أصبحت العلاقات الدولية غير مقيدة بل وصارت حقوق الإنسان والسلام والتنمية وغيرها تتحرك فى أفاق أعلى. والعالم الآن رغم ما تحقق فية من تطور ملحوظ فاصبح كقرية صغيرة بفضل ما تطور به من وسائل الاتصالات وشبكة المعلومات عبر الإنترنت والفضائيات و أصبحت المعرفة فى متناول الجميع وانشر الوعى الثقافى بفضل هذه الخدمة العظيمة التى من خلالها يتابع الفرد ما يجرى من حولة ولا تجعلة بمعزل عن عالمه ورغم هذا التطور نجد العالم الآن يعيش فى خوف وقلق مستمر خشية الوقوع فى حرب مدمرة فهناك من يدعوا إلى الحرب. وهناك من يعد العدة بالسلاح النووى وهناك من يداوم على الاعتداء، وهناك من ينتهك الدستور، وهناك من لايحترم قول العادلة، وهناك من يدعوا إلى السلام. فبدلا من الرقى ينساق العالم إلى الشراسة وتبادل الاتهامات ونقض الأخر بل وتعدى إلى التعدى على الأديان وصارت تكتلات اقتصادية ليسود قانون البقاء للأقوى ولاكن السلام لايزال وسيظل أمام أعين جميع البشر فهو السبيل الوحيد إلى النجاة فلا بد من إصلاح الذات و التمسك بالقيم واحترام العدالة والتوصل بالفكر إلى السلام. السلام فكرة فى العقل والسلام عاطفة فى القلب والسلام نبضة فى الإحساس والسلام بعد ذلك حركة في الواقع لذلك لا بد من أن نربى أنفسنا على أساس أن تكون لنا عقلانية السلام وعاطفة السلام ومشاعر السلام إلى أن يتحول السلام إلى حركة فى الطريق ومن الطبيعي أن السلام في مفهومنا هو السلام الذي يترافق مع العدل في الحياة لأنه لا سلام مع الظلم. ليجرب الناس السلام وليسعوا لأن يكونوا من أهله ولينظروا إلى كل النتائج الإيجابية التي من الممكن أن يحصلوها وفى الختام سلاما للجميع وعلى الأرض السلام.